عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 14 ذو القعدة 1431هـ/21-10-2010م, 06:48 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 13 إلى 29]

{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14) قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ (15) قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (17) قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (19) وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21) وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ (23) إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24) إِنِّي آَمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27) وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ (28) إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) }

تفسير قوله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {واضرب لهم مثلا أصحاب القرية} [يس: 13] وهي أنطاكية.
{إذ جاءها المرسلون {13}). [تفسير القرآن العظيم: 2/803]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: ( {واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون (13)}

(مثلا) مفعول منصوب به، معنى قول الناس: اضرب له مثلا , أي: أذكر له مثلا، ويقال: عندي من هذا الضرب شيء كثير، أي: من هذا المثال , وتقول: هذه الأشياء على ضرب واحد , أي : على مثال واحد.
فيعني : اضرب لهم مثلا: مثل لهم مثلا.
وقوله:{أصحاب القرية}: أي: خبر أصحاب القرية.). [معاني القرآن: 4/281]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون}
قال عكرمة : (هي أنطاكية) .
قال أبو جعفر : يقال عندي ضروب من هذا , أي: أمثال .
فالمعنى على هذا : ومثل لهم مثلاً, أي: أذكر لهم مثلاً: أصحاب القرية على البدل , أي: أذكر أصحاب القرية .
والمعنى : وأذكر خبر أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون.). [معاني القرآن: 5/482]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذّبوهما فعزّزنا بثالثٍ} [يس: 14] تفسير ابن مجاهدٍ، عن أبيه: فشدّدنا بثالثٍ.
وتفسير السّدّيّ: يعني: فشدّدنا، يعني: فقوّيناهما بثالثٍ، أنّه أرسل إليهما نبيّان فقتلوهما، ثمّ أرسل اللّه إليهم الثّالث.
قال: فقالوا، يعني: الأوّلين قبل الثّالث والثّالث بعدهما.
{إنّا إليكم مرسلون {14} ). [تفسير القرآن العظيم: 2/803]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {إليهم اثنين فكذّبوهما فعزّزنا بثالثٍ...}

والثالث : قد كان أرسل قبل الاثنين فكذّب, وقد تراه في التنزيل كأنه بعدهما, وإنما معنى قوله: {فعزّزنا بثالثٍ}: بالثالث الذي قبلهما؛ كقولك: فعزّزنا بالأوّل.
والتعزيز يقول: شدّدنا أمرهما بما علّمهما الأوّل شمعون, وكانوا أرسلوا إلى أنطاكية.
وهي في قراءة عبد الله : (فعزّزنا بالثالث) لأنه قد ذكر في المرسلين، وإذا ذكرت النكرة في شيء , ثم أعيدت خرجت معرفةً , كقولك للرجل: قد أعطيتك درهمين، فيقول: فأين الدرهمان؟ , وقرأ عاصم :{فعززنا} خفيفة, وهو كقولك: شدّدنا وشددن.). [معاني القرآن: 2/373-374]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فعزّزنا بثالثٍ}: أي : قوينا , وشددنا , قال النمر بن تولب:
كأنّ جمرة أو عزّت لها شبهاً= بالجذع يوم تلاقينا بإرمام
أو عزتها: أو غلبتها، يقال في المثل: من عزّ بزّ: من قهر سلب , وتفسير " بزّ " انتزع.
قال علي بن أبي طالب:
فعففت عن أثوابه ولو أنني = كنت المقطّر بزّنى أثوابي). [مجاز القرآن: 2/158-159]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({فعززنا بثالث}: قوينا وقالوا " من عز بز "). [غريب القرآن وتفسيره: 311]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فعزّزنا بثالثٍ} :أي: قوينا , وشددنا.
يقال: عزز منه، أي : قوّ من قلبه, وتعزز لحم الناقة: إذ صلب.). [تفسير غريب القرآن: 364]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذّبوهما فعزّزنا بثالث فقالوا إنّا إليكم مرسلون (14)}
{إذ جاءها المرسلون}: جاء في التفسير : أنهم أهل إنطاكية، وجه إليهم عيسى اثنين , فكذبوهما قال: {فعززنا بثالث}
ويقرأ : فعززنا - بالتشديد والتخفيف - , ومعنى فعززنا , فقوينا , وشدّدنا الرسالة , بثالث , أي: برسول ثالث: {فقالوا إنّا إليكم مرسلون} إلى قوله {البلاغ المبين}
فأعلمهم الرسل , إنما عليهم البلاغ.). [معاني القرآن: 4/281-282]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث}
قال قتادة : (أرسل إليهم عيسى صلى الله عليه وسلم اثنين من الحواريين , فكذبوهما).
وقال كعب , ووهب : (أرسل الله جل وعز إلى أنطيخس الفرعون بأنطاكية , وكان يعبد الأصنام, اثنين , ثم عزز بثالث) .
قال الفراء الثالث : أرسل قبل الاثنين , وفي التلاوة كأنه أرسل بعدهما
قال : ومعنى : فعززنا بثالث : فعززنا بتعليم الثالث
قال : وفي قراءة ابن مسعود : (فعززنا بالثالث): وأهل التفسير على خلاف قوله , وقوله ليس بالبين , والله أعلم .
قال الحسن , ومجاهد : {فعززنا} : (فشددنا) .
قال الفراء , وقرأ عاصم , فعززنا خفيفة قال : وهو مثل : شددنا , وشددنا.
قال أبو جعفر : والمعروف في اللغة : أن معنى عززنا : غلبنا , وقهرنا , والمستقبل يفعل بالضم.).[معاني القرآن: 5/483-485]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَعَزَّزْنَا}: أي: قوينا.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 201]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَعَزَّزْنَا}: أي قوينا.). [العمدة في غريب القرآن: 250]


تفسير قوله تعالى: {قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ (15) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قالوا ما أنتم إلا بشرٌ مثلنا} [يس: 15] وجحدوا أنّهم
[تفسير القرآن العظيم: 2/803]
رسلٌ {وما أنزل الرّحمن من شيءٍ إن أنتم إلا تكذبون {15} قالوا ربّنا يعلم إنّا إليكم لمرسلون {16} وما علينا إلا البلاغ المبين {17}). [تفسير القرآن العظيم: 2/804]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (17) }

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قالوا إنّا تطيّرنا بكم} [يس: 18] تشاءمنا بكم.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: قالوا: إن أصابنا سوءٌ فهو من قبلكم.
{لئن لم تنتهوا لنرجمنّكم} [يس: 18] لنقتلكم في تفسير الحسن وغيره، غير أنّ الحسن قال: لنرجمنّكم بالحجارة حتّى نقتلكم بها.
وقال السّدّيّ: {لنرجمنّكم} [يس: 18]، يعني: لنقتلنّكم.
{وليمسّنّكم منّا عذابٌ أليمٌ} [يس: 18] موجعٌ قبل أن نقتلكم). [تفسير القرآن العظيم: 2/804]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {لنرجمنّكم...}
يريد: لنقتلنكم, وعامّة ما كان في القرآن من الرجم , فهو قتل، كقوله: {ولولا رهطك لرجمناك}. ). [معاني القرآن: 2/374]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({قالوا إنّا تطيّرنا بكم}
قال قتادة: (يقولون: إن أصابنا شر فهو بكم : {قالوا طائركم معكم}, ثم قال:{أإن ذكّرتم}: تطيرتم بنا؟).
وقال غيره: طائركم معكم أين ذكرتم.
و«الطائر» هاهنا: العمل , والرزق, يقول: هو في أعناقكم، ليس من شؤمنا, ومثله: {وكلّ إنسانٍ ألزمناه طائره في عنقه}, وقد ذكرناه فيما تقدم.). [تفسير غريب القرآن: 364]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الرجم: أصله الرّمي، كقوله تعالى: {وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ} أي مرامي.
ثم يستعار فيوضع موضع القتل؛ لأنهم كانوا يقتلون بالرّجم.
وروي أنّ ابن آدم قتل أخاه رجما بالحجارة، وقتل رجما بالحجارة، فلما كان أول القتل كذلك، سمّي رجما وإن لم يكن بالحجارة، ومنه قوله تعالى: {لَنَرْجُمَنَّكُمْ}، أي لنقتلنكم.
وقال: {وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ}، أي تقتلون. وقال: {وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ} أي قتلناك). [تأويل مشكل القرآن: 508] (م)

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): ({قالوا إنّا تطيّرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنّكم وليمسّنّكم منّا عذاب أليم (18)}
{قالوا إنّا تطيّرنا بكم}:أي: تشاءمنا.

{لئن لم تنتهوا لنرجمنّكم}:أي: لنقتلنكم رجما.). [معاني القرآن: 4/282]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم}
قال قتادة : (أي : ما أصابنا من شر , فهو بكم).
ثم قال تعالى: {لئن لم تنتهوا لنرجمنكم} :أي: لنقتلنكم رجما.).[معاني القرآن: 5/484-485]


تفسير قوله تعالى: {قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (19)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قالوا طائركم معكم} [يس: 19]، أي: عملكم معكم فيما حدّثني المبارك عن الحسن، وسعيدٍ عن قتادة.
{أئن ذكّرتم} [يس: 19]، يعني: وعظتم، تفسير السّدّيّ.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: قالت لهم الرّسل: {أئن ذكّرتم} [يس: 19]، أي: أئن ذكّرناكم باللّه تطيّرتم بنا، على الاستفهام.
ومقرأ قتادة فيها بالتّشديد: ذكّرتم.
{بل أنتم قومٌ مسرفون} [يس: 19] مشركون). [تفسير القرآن العظيم: 2/804]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {طائركم مّعكم...}
القراء مجتمعون على {طائركم} بالألف, والعرب تقول: طيركم معكم.
وقوله: {أئن ذكّرتم} : قراءة العامّة بالهمز , وكسر ألف (إن).
وقرأ أبو رزين - وكان من أصحاب عبد الله - : {أأن ذكّرتم} , ومن كسر قال: {أئن} : جعله جزاء أدخل عليه ألف استفهام, وقد ذكر عن بعض القرّاء :{طائركم معكم أين ذكّرتم}و{ذكرتم} يريد: طائركم معكم حيثما كنتم, والطائر ها هنا: الأعمال والرزق.
يقول: هو في أعناقكم, ومن جعلها {أين} , فينبغي له أن يخفّف {ذكرتم} , وقد خفّف أبو جعفر المدنيّ {ذكرتم} , ولا أحفظ عنه (أين) .). [معاني القرآن: 2/374]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ قالوا طائركم معكم}: أي: حظكم من الخير والشر.). [مجاز القرآن: 2/159]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({قالوا طائركم مّعكم أئن ذكّرتم بل أنتم قومٌ مّسرفون}
وقال: {طائركم مّعكم أئن ذكّرتم}: أي: إن ذكّرتم , فمعكم طائركم.). [معاني القرآن: 3/37-38]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({قالوا إنّا تطيّرنا بكم}
قال قتادة: (يقولون: إن أصابنا شر فهو بكم : {قالوا طائركم معكم}, ثم قال: {أإن ذكّرتم}: تطيرتم بنا؟).
وقال غيره: طائركم معكم أين ذكرتم.
و«الطائر» هاهنا: العمل , والرزق, يقول: هو في أعناقكم، ليس من شؤمنا, ومثله: {وكلّ إنسانٍ ألزمناه طائره في عنقه}, وقد ذكرناه فيما تقدم.). [تفسير غريب القرآن: 364](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({قالوا طائركم معكم أئن ذكّرتم بل أنتم قوم مسرفون (19)}
{قالوا طائركم معكم}: ويجوز طيركم معكم؛ لأنه يقال طائر وطير في معنى واحد، ولا أعلم أحدا قرأ ههنا طيركم بغير ألف.
والمعنى : قالوا : شؤمكم معكم.
{أئن ذكّرتم}: أي: أئن ذكّرتم : تطيّرتم، ويقرأ أأن ذكرتم، أي: لأن ذكرتم.). [معاني القرآن: 4/282]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قالوا طائركم معكم أئن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون}
روي عن مجاهد , عن ابن عباس قال: (طائركم معكم , أي: الأرزاق , والأقدار تتبعكم).
قال أبو جعفر : ومن هذا قوله جل وعز: {وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه}, أي : ما يطير له من الخير والشر , فهو لازم له في عنقه على التمثيل.
ثم قال تعالى: {أئن ذكرتم}
قال قتادة : (أي : أإن ذكرتم , تطيرتم ؟!).
وقرأ أبو رزين : أأن ذكرتم
والمعنى على قراءته : ألآن ذكرتم بالله , أو بالعذاب , تطيرتم .
وقرأ عيسى : {قالوا طائركم معكم أين ذكرتم} .
وقرأ الحسن : {أين ذكرتم} , وفسره : (حيث ذكرتم , طائركم معكم).). [معاني القرآن: 5/485-486]


تفسير قوله تعالى: {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وجاء من أقصى المدينة} [يس: 20] أنطاكية.
{رجلٌ يسعى} [يس: 20]، يعني: يسرع، وهو حبيبٌ النّجّار.
{قال يا قوم اتّبعوا المرسلين {20} اتّبعوا من لا يسألكم أجرًا وهم مهتدون {21} ). [تفسير القرآن العظيم: 2/804]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({قال يا قوم اتّبعوا المرسلين }.
بعض العرب يقول: يا قوم، يكسرها , ولا يطلق ياء الإضافة كما حذفوا التنوين من نداء المفرد , قالوا: يا زيد أقبل , وبعضهم ينشد بيت زهير:
تبيّن خليل هل ترى من ظعائن= تحمّلن بالعلياء من فوق جرثثم.). [مجاز القرآن: 2/159]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتّبعوا المرسلين (20)}
هذا رجل كان يعبد اللّه في غار في جبل، فلما سمع بالمرسلين جاء يسعى، أي: يعدو إليهم، فقال: أتريدون أجرا على ما جئتم به ؟.
فقال المرسلون: لا.
وكان يقال لهذا الرجل : فيما روي حبيب النجار , فأقبل على قومه فقال:{يا قوم اتّبعوا المرسلين (20) اتّبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون (21) }إلى قوله:{فاسمعون}, فأشهد الرسل على إيمانه.
قال قتادة: (هذا رجل دعا قومه إلى الله , ومخضهم النصيحة , فقتلوه على ذلك , وأقبلوا يرجمونه , وهو يقول: اللهم اهد قومي , اللهم اهد قومي، فأدخله الله الجنّة , فهو حيّ فيها يرزق).
والمعنى : فلما عذبه قومه، قيل :ادخل الجنّة.). [معاني القرآن: 4/282-283]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى}
قال مجاهد : (هو حبيب النجار) .
قال قتادة : (كان يعبد الله جل وعز في غار , فلما سمع بخبر المرسلين , جاء يسعى فقال للمرسلين : أتطلبون على ما جئتم به أجرا ؟).
قالوا : لا, ما أجرنا إلا على الله .
فقال: يا قوم اتبعوا المرسلين , إلى قوله: {إني آمنت بربكم فاسمعون} , يقول هذا للمرسلين .
وقال كعب , ووهب : (قال هذا لقومه).
قال قتادة : (فرجمه قومه , فقال : اللهم اهد قومي, أحسبه قال : فإنهم لا يعلمون , فلم يزالوا يرجمونه حتى أقعصوه , فأدخله الله جل وعز الجنة , ولم ينظر الله قومه حتى أهلكهم) .
قال كعب ووهب: (وثبوا عليه وثبة رجل واحد ؛ فقتلوه , فإذا هم خامدون).).[معاني القرآن: 5/486-488]

تفسير قوله تعالى:{اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ اتّبعوا من لا يسألكم أجراً وهم مهتدون }: " من " : في موضع جميع.). [مجاز القرآن: 2/159]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتّبعوا المرسلين (20)}
هذا رجل كان يعبد اللّه في غار في جبل، فلما سمع بالمرسلين جاء يسعى، أي: يعدو إليهم، فقال: أتريدون أجرا على ما جئتم به ؟.
فقال المرسلون: لا.
وكان يقال لهذا الرجل : فيما روي حبيب النجار , فأقبل على قومه فقال: {يا قوم اتّبعوا المرسلين (20) اتّبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون (21) }إلى قوله:{فاسمعون}, فأشهد الرسل على إيمانه.
قال قتادة: (هذا رجل دعا قومه إلى الله , ومخضهم النصيحة , فقتلوه على ذلك , وأقبلوا يرجمونه , وهو يقول: اللهم اهد قومي , اللهم اهد قومي، فأدخله الله الجنّة , فهو حيّ فيها يرزق).
والمعنى : فلما عذبه قومه، قيل :ادخل الجنّة.). [معاني القرآن: 4/282-283] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى}
قال مجاهد : (هو حبيب النجار) .
قال قتادة : (كان يعبد الله جل وعز في غار , فلما سمع بخبر المرسلين , جاء يسعى فقال للمرسلين : أتطلبون على ما جئتم به أجرا ؟).
قالوا : لا, ما أجرنا إلا على الله .
فقال: يا قوم اتبعوا المرسلين , إلى قوله: {إني آمنت بربكم فاسمعون} , يقول هذا للمرسلين .
وقال كعب , ووهب : (قال هذا لقومه).
قال قتادة : (فرجمه قومه , فقال : اللهم اهد قومي, أحسبه قال : فإنهم لا يعلمون , فلم يزالوا يرجمونه حتى أقعصوه , فأدخله الله جل وعز الجنة , ولم ينظر الله قومه حتى أهلكهم) .
قال كعب ووهب: (وثبوا عليه وثبة رجل واحد ؛ فقتلوه , فإذا هم خامدون).).[معاني القرآن: 5/486-488] (م)


تفسير قوله تعالى: {وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وما لي لا أعبد الّذي فطرني} [يس: 22] خلقني.
[تفسير القرآن العظيم: 2/804]
{وإليه ترجعون} [يس: 22] يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 2/805]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله: {وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتّبعوا المرسلين (20)}
هذا رجل كان يعبد اللّه في غار في جبل، فلما سمع بالمرسلين جاء يسعى، أي: يعدو إليهم، فقال: أتريدون أجرا على ما جئتم به ؟.
فقال المرسلون: لا.
وكان يقال لهذا الرجل : فيما روي حبيب النجار , فأقبل على قومه فقال:{يا قوم اتّبعوا المرسلين (20) اتّبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون (21) }إلى قوله:{فاسمعون}, فأشهد الرسل على إيمانه.
قال قتادة: (هذا رجل دعا قومه إلى الله , ومخضهم النصيحة , فقتلوه على ذلك , وأقبلوا يرجمونه , وهو يقول: اللهم اهد قومي , اللهم اهد قومي، فأدخله الله الجنّة , فهو حيّ فيها يرزق).
والمعنى : فلما عذبه قومه، قيل :ادخل الجنّة.).[معاني القرآن: 4/282-283] (م)


تفسير قوله تعالى: {أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ (23)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أأتّخذ من دونه آلهةً} [يس: 23] على الاستفهام.
{إن يردن الرّحمن بضرٍّ لا تغن عنّي شفاعتهم} [يس: 23]، يعني: الآلهة.
{شيئًا ولا ينقذون} [يس: 23] من ضرّي). [تفسير القرآن العظيم: 2/805]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ( {ولا ينقذون }: تكف هذه الياء - كما تكف ياء الاضافة - هاهنا , وفي آية أخرى { ربّى أكرمن وأمّا إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربّي أهانن }.
قال الأعشى:
ومن كاشحٍ ظاهر غمره= إذا ما انتسبت له أنكرن
والعرب تكف الياءات المكسورات , والمفتوحات من الأرداف , قال لبيد ابن ربيعة:
وقبيلٌ من لكيزٍ شاهدٌ= رهط مرجومٍ ورهط ابن المعلّ
مرجوم العصري من بني عصرٍ من عبد القيس , وابن المعلى: جد الجارود الجذمي.). [مجاز القرآن: 2/160]


تفسير قوله تعالى: (إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّي إذًا لفي ضلالٍ مبينٍ} [يس: 24]، يعني: في خسرانٍ بيّنٍ في تفسير السّدّيّ). [تفسير القرآن العظيم: 2/805]

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي آَمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إنّي آمنت بربّكم فاسمعون} [يس: 25] المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ، قال: كان رجلا من قوم يونس، وكان به جذامٌ، وكان يطيف بآلهتهم يدعوها، إذ مرّ على قومٍ مجتمعين، فأتاهم فإذا هم قد قتلوا نبيّين، فبعث اللّه إليهم الثّالث، فلمّا سمع قوله: قال: يا عبد اللّه إنّ معي ذهبًا فهل أنت آخذه منّي وأتّبعك وتدعو اللّه لي؟ قال: لا أريد ذهبك، ولكن اتّبعني، فلمّا رأى الّذي به دعا اللّه له فبرأ، فلمّا رأى ما صنع به {قال يا قوم اتّبعوا المرسلين {20} اتّبعوا من لا يسألكم أجرًا} [يس: 20-21] لما كان عرض عليه من الذّهب فلم يقبله منه {وهم مهتدون {21} وما لي لا أعبد الّذي فطرني} [يس: 21-22] خلقني {وإليه ترجعون {22} أأتّخذ من دونه آلهةً إن يردن الرّحمن بضرٍّ لا تغن عنّي شفاعتهم شيئًا} [يس: 22-23] لما كان يدعو آلهتهم لما به من الجذام فلم يغن عنه شيئًا {ولا ينقذون} [يس: 23] من ضرّي، يعني: الجذام الّذي كان به.
{إنّي إذًا لفي ضلالٍ مبينٍ {24}.
{إنّي آمنت بربّكم فاسمعون {25}} [يس: 25]، أي: فاستمعوا قولي، فاقبلوه فدعاهم إلى الإيمان، وليس هذا الحرف من تفسير مجاهدٍ، قال مجاهدٌ: فلمّا سمعوه قتلوه). [تفسير القرآن العظيم: 2/805]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {إنّي آمنت بربّكم فاسمعون}
أي : فاشهدوا لي بذلك, يقوله: حبيب للرسل الثلاثة.). [معاني القرآن: 2/374]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ إنّي آمنت بربّكم فاسمعون}: مثل ومجازها: اسمعوني ,اسمعوا مني.). [مجاز القرآن: 2/160]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إنّي آمنت بربّكم فاسمعون}: أي , فاشهدوا.). [تفسير غريب القرآن: 364]


تفسير قوله تعالى:{قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (فـ {قيل} له.
{ادخل الجنّة} [يس: 26] عاصم بن حكيمٍ أنّ مجاهدًا قال: وجبت لك الجنّة.
فـ {قال يا ليت قومي يعلمون {26}). [تفسير القرآن العظيم: 2/806]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله: {وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتّبعوا المرسلين (20)}
هذا رجل كان يعبد اللّه في غار في جبل، فلما سمع بالمرسلين جاء يسعى، أي: يعدو إليهم، فقال: أتريدون أجرا على ما جئتم به؟.
فقال المرسلون: لا.
وكان يقال لهذا الرجل فيما روي حبيب النجار , فأقبل على قومه فقال: {يا قوم اتّبعوا المرسلين (20) اتّبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون (21)}, إلى قوله: {فاسمعون}, فأشهد الرسل على إيمانه .
قال قتادة: (هذا رجل دعا قومه إلى الله , ومخضهم النصيحة , فقتلوه على ذلك , وأقبلوا يرجمونه , وهو يقول: اللهم اهد قومي , اللهم اهد قومي، فأدخله الله الجنّة , فهو حيّ فيها يرزق).
والمعنى : فلما عذبه قومه، قيل : ادخل الجنّة.
فلما شاهدها , قال:{يا ليت قومي يعلمون (26) بما غفر لي ربّي وجعلني من المكرمين (27)}
أي : بمغفرة ربي لي.
{من المكرمين}: أي : من المدخلين الجنة.
وقيل أيضا بما غفر لي ربي , أي: ليتهم يعلمون بالعمل والإيمان الذي غفر لي به ربّي، ويجوز " بم غفر لي ربّي "على معني : بأي شيء غفر لي ربي، ويجوز أن يكون " بما " في هذا المعنى بإثبات الألف، تقول: قد علمت بما صنعت هذا، وقد علمت بم صنعت هذا، أي : قد علمت بأي شيء صنعت هذا، وحذف الألف في هذا المعنى أجود.). [معاني القرآن: 4/282-283]


تفسير قوله تعالى: {بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({بما غفر لي ربّي وجعلني من المكرمين {27}} [يس: 27] فنصحهم حيًّا وميّتًا). [تفسير القرآن العظيم: 2/806]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {بما غفر لي ربّي...}
و(بما) تكون في موضع (الذي) , وتكون (ما) , و(غفر) في موضع مصدر.
ولو جعلت (ما) في معنى (أيّ) كان صواباً.
يكون المعنى: ليتهم يعلمون بأيّ شيء غفر لي ربّي, ولو كان كذلك لجاز له فيه: (بم غفر لي ربّي) بنقصان الألف. كما تقول:
سل عمّ شئت، وكما قال : {فناظرةٌ بم يرجع المرسلون} , وقد أتمّها الشاعر , وهي استفهام فقال:
إنا قتلنا بقتلانا سراتكم = أهل اللواء ففيما يكثر القيل). [معاني القرآن: 2/374-375]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتّبعوا المرسلين (20)}
هذا رجل كان يعبد اللّه في غار في جبل، فلما سمع بالمرسلين جاء يسعى، أي: يعدو إليهم، فقال: أتريدون أجرا على ما جئتم به؟.
فقال المرسلون: لا.
وكان يقال لهذا الرجل فيما روي حبيب النجار , فأقبل على قومه فقال: {يا قوم اتّبعوا المرسلين (20) اتّبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون (21)}, إلى قوله: {فاسمعون}, فأشهد الرسل على إيمانه .
قال قتادة: (هذا رجل دعا قومه إلى الله , ومخضهم النصيحة , فقتلوه على ذلك , وأقبلوا يرجمونه , وهو يقول: اللهم اهد قومي , اللهم اهد قومي، فأدخله الله الجنّة , فهو حيّ فيها يرزق).
والمعنى : فلما عذبه قومه، قيل : ادخل الجنّة.
فلما شاهدها , قال:{يا ليت قومي يعلمون (26) بما غفر لي ربّي وجعلني من المكرمين (27)}
أي : بمغفرة ربي لي.
{من المكرمين}: أي : من المدخلين الجنة.
وقيل أيضا بما غفر لي ربي , أي: ليتهم يعلمون بالعمل والإيمان الذي غفر لي به ربّي، ويجوز " بم غفر لي ربّي "على معني : بأي شيء غفر لي ربي، ويجوز أن يكون " بما " في هذا المعنى بإثبات الألف، تقول: قد علمت بما صنعت هذا، وقد علمت بم صنعت هذا، أي : قد علمت بأي شيء صنعت هذا، وحذف الألف في هذا المعنى أجود.). [معاني القرآن: 4/282-283]


تفسير قوله تعالى:{وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ (28)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {وما أنزلنا على قومه من بعده من جندٍ من السّماء} [يس: 28] رسالةٍ، في تفسير مجاهدٍ.
{وما كنّا منزلين} [يس: 28] والجند في تفسير الحسن الملائكة الّذين يجيئون بالوحي إلى الأنبياء، فانقطع عنهم الوحي واستوجبوا العذاب، فجاءهم العذاب). [تفسير القرآن العظيم: 2/806]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: ( {وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السّماء وما كنّا منزلين (28)}
المعنى : لم ننزل عليهم جندا، لم ننتصر للرسول الذي كذبوه بجند.). [معاني القرآن: 4/283]


تفسير قوله تعالى:{إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {إن كانت إلا صيحةً واحدةً} [يس: 29] الصّيحة عند الحسن العذاب.
وقال السّدّيّ: صيحة إسرافيل.
{فإذا هم خامدون} [يس: 29] قد هلكوا). [تفسير القرآن العظيم: 2/806]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {إن كانت إلاّ صيحةً واحدةً...}
نصبتها القراء إلا أبا جعفر، فإنه رفعها، على ألاّ يضمر في (كانت) اسماً.
والنصب إذا أضمرت فيها؛ كما تقول: اذهب , فليس إلاّ الله الواحد القهّار , والواحد القهّار، على هذا التفسير.
وسمعت بعض العرب يقول لرجل يصفه بالخبّ: لو لم يكن إلاّ ظلّه لخابّ ظلّه.
والرفع والنصب جائزان, وقد قرأت القراء :{إلاّ أن تكون تجارةً حاضرة}بالرفع والنصب, وهذا من ذاك.
وقوله: {إن كانت إلاّ صيحةً واحدةً} .
وفي قراءة عبد الله : (إن كانت إلاّ زقيةً), والزقية , والزقوة لغتان.
يقال: زقيت وزقوت, وأنشدني بعضهم , وهو يذكر امرأة:
تلد غلاماً عارماً يؤذيك = ولو زقوت كزقاء الدّيك.). [معاني القرآن: 2/375]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (إن الخفيفة: تكون بمعنى (ما)، كقوله تعالى: {إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ}، و{إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً} ، و{إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} ). [تأويل مشكل القرآن: 552] (م)


قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (ومعنى :{إن كانت إلّا صيحة واحدة فإذا هم خامدون (29)}
ما كانت إلا صيحة واحدة، إلا أن صيح بهم صيحة واحدة , فماتوا معذبين بها، ويقرأ :{إلّا صيحة واحدة}, قرأ بها أبو جعفر المدني وحده, وهي جيدة في العربية، فمن نصب , فالمعنى ما وقعت عليهم عقوبة إلا صيحة واحدة.

{فإذا هم خامدون}: أي: ساكنون قد ماتوا , وصاروا بمنزلة الرماد الخامد الهامد.). [معاني القرآن: 4/283-284]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون}
قال مجاهد في قوله تعالى: {قيل ادخل الجنة}, قال : (قيل له : وجبت لك الجنة) .
وقوله جل وعز: {إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون}
وقرأ أبو جعفر : {إن كانت إلا صيحة واحدة }
والمعنى على قراءته: إن وقعت عقوبتهم إلا صيحة واحدة , فإذا هم خامدون , أي: ساكنون , بمنزلة الرماد الخامد.). [معاني القرآن: 5/488-489]


رد مع اقتباس