عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 04:07 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ آَلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (61)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {فلما جاء آل لوط المرسلون} الآيات. تقدم القول وذكر القصص في أمر لوط، وصورة لقاء الرسل له، وقيل: إن الرسل كانوا ثلاثة: جبريل، وميكائيل وإسرافيل، وقيل: كانوا اثني عشر). [المحرر الوجيز: 5/304]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (62)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: "منكرون" أي لا تعرفون في هذا القطر، وفي هذه اللفظة تحذير، وهو من نمط ذمه لقومه، وجريه إلى ألا ينزل هؤلاء القوم في تلك المدينة خوفا منه أن يظهر سوء فعلهم وطلبهم الفواحش). [المحرر الوجيز: 5/304]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ (63)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (فقالت الرسل للوط: بل جئناك بما وعدك الله من تعذيبهم على كفرهم ومعاصيهم، وهو الذي كانوا يشكون فيه ولا يحققونه). [المحرر الوجيز: 5/304]

تفسير قوله تعالى: {وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (64)}

تفسير قوله تعالى: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (65)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأت فرقة: "فاسر" بوصل الألف، وفرقة بقطعها، يقال: سرى وأسرى بمعنى إذا سار ليلا، قال النابغة:
[المحرر الوجيز: 5/304]
أسرت عليه من الجوزاء سارية
فجمع بين اللغتين، وقرأ اليماني: "فسر بأهلك"، وهذا الأمر بالسرى هو عن الله تعالى، أي: يقال لك، و"القطع": الجزء من الليل، وقرأت فرقة: "بقطع" بفتح الطاء، حكاه منذر بن سعيد.
وقوله: {واتبع أدبارهم} أي: كن خلفهم وفي ساقهم حتى لا يبقى منهم أحد ولا تلوي. و"حيث" في مشهورها ظرف مكان، وقالت فرقة: أمر لوط أن يسير إلى زغر، وقيل: إلى موضع نجاة غير معروف عندنا، وقالت فرقة: "حيث" قد تكون ظرف زمان، وأنشد أبو علي في هذا بيت طرفة:
للفتى عقل يعيش به ... حيث تهدي ساقه قدمه
كأنه قال: مدة مشيه وتنقله، وهذه الآية من حيث أمر أن يسري بقطع من الليل، ثم قيل له: "حيث تؤمر"، ونحن لا نجد في الآية أمرا له إلا في قوله: {بقطع من الليل} أمكن أن تكون "حيث" ظرف زمان. و"يلتفت" مأخوذ من الالتفات الذي هو نظر العين، قال
[المحرر الوجيز: 5/305]
مجاهد: المعنى: لا ينظر أحد وراءه، ونهوا عن النظر مخافة الغفلة وتعلق النفس بمن خلف، وقيل: بل لئلا تتفطر قلوبهم من معاينة ما جرى على القرية في رفعها وطرحها، وقيل: "يلتفت" معناه: يلوي، من قولك: "لفت الأمر" إذا لويته، ومنه قولهم للقصيدة: لفيتة، لأنها ملوي بعضها على بعض). [المحرر الوجيز: 5/306]

تفسير قوله تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ (66)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين وجاء أهل المدينة يستبشرون قال إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحون واتقوا الله ولا تخزون قالوا أولم ننهك عن العالمين قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون فأخذتهم الصيحة مشرقين فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل إن في ذلك لآيات للمتوسمين وإنها لبسبيل مقيم إن في ذلك لآية للمؤمنين}
المعنى: وقضينا ذلك الأمر، أي: أمضياه وحتمناه، ثم أدخل في الكلام "إليه" من حيث أوحى ذلك إليه وأعلمه الله به، فجلب هذا المعنى بإيجاز، وحذف ما يدل الظاهر عليه. و"أن" في موضع نصب، قال الأخفش: هي بدل من "ذلك"، وقال الفراء: التقدير: "بأن دابر" فحذف حرف الجر، والأول أصوب.
و "الدابر": الذي يأتي آخر القوم، أي في أدبارهم، وإذا قطع ذلك وأتي عليه فقد أتى العذاب من أولهم إلى آخرهم، وهذه ألفاظ دالة على الاستئصال والهلاك التام، يقال: "قطع الله دابره"، و"استأصل شأفته"، و"أسكت نأمته" بمعنى. و"مصبحين" معناه: إذا أصبحوا ودخلوا في الصباح). [المحرر الوجيز: 5/306]

رد مع اقتباس