عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 02:53 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {مَا يُجَادِلُ فِي آَيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ (4) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ما يجادل في آيات الله} يريد: جدالا باطلا، لأن الجدال فيها يقع من المؤمنين لكن في إثباتها وشرحها، وقوله تعالى: {فلا يغررك} أنزله منزلة: "فلا يحزنك ولا يهمنك" لتدل الآية على أنهم ينبغي ألا يغتروا بإملاء الله تعالى لهم، فالخطاب له والإشارة إلى من يقع منه الاغترار، ويحتمل أن يكون [يغررك] بمعنى: تظن أن وراء تقلبهم وإمهالهم خيرا لهم، فتقول: عسى أن لا يعذبوا. وحل الفعل من الإدغام لسكون الحرف الثاني، وحيث هما متحركان لا يجوز الحل، لا تقول: زيد يغررك. وتقلبهم في البلاد عبارة عن تمتعهم بالمساكن والمزارع والأسفار وغير ذلك). [المحرر الوجيز: 7/ 422]

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم مثل لهم بمن تقدمهم من الأمم، أي: كما حل بأولئك كذلك ينزل بهؤلاء. و[الأحزاب]: يريد بهم عادا وثمود أو أهل مدين وغيرهم، وفي مصحف عبد الله بن مسعود: "برسولها"، ردا على "الأمة"، وضمير الجماعة هو على معنى الأمة لا على لفظها. وقوله تعالى: {ليأخذوه} معناه: ليهلكوه، كقوله سبحانه: {فأخذتهم}، والعرب تقول للقتيل: أخيذ، وللأسير: أخيذ، ومنه قولهم: "أكذب من الأخيذ الصبحان"، وقال قتادة: "ليأخذوه" معناه: ليقتلوه. و[ليدحضوا] معناه: ليزلقوا وليذهبوا، والمدحضة: المزلة والمزلقة. وقوله تعالى: {فكيف كان عقاب} تعجيب وتعظيم، وليس باستفهام عن كيفية وقوع الأمر). [المحرر الوجيز: 7/ 422-423]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (6) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وكذلك حقت كلمت ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار * الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم * ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم * وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم}
وفي مصحف عبد الله بن مسعود: [كذلك سبقت كلمة ربك]، والمعنى: كما أخذت أولئك المذكورين فأهلكتهم فكذلك حقت كلماتي على جميع الكفار، من تقدم منهم ومن تأخر، أنهم أهل النار وسكانها. وقرأ نافع، وابن عامر: "كلمات" على الجمع، وهي قراءة الأعرج، وأبي جعفر، وابن نصاح. وقرأ الباقون على الإفراد، وهي للجنس، وهي قراءة أبي رجاء، وقتادة، وهذه كلها عبارة عن ختم القضاء عليهم. وقوله: "أنهم" بدل من "كلمة").[المحرر الوجيز: 7/ 423]

رد مع اقتباس