عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 18 شعبان 1435هـ/16-06-2014م, 03:08 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (55) الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ (56) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ شرّ الدّوابّ عند اللّه الّذين كفروا فهم لا يؤمنون (55) الّذين عاهدت منهم ثمّ ينقضون عهدهم في كلّ مرّةٍ وهم لا يتّقون (56) فإمّا تثقفنّهم في الحرب فشرّد بهم من خلفهم لعلّهم يذّكّرون (57)}
أخبر تعالى أنّ شرّ ما دبّ على وجه الأرض هم الّذين كفروا فهم لا يؤمنون، الّذين كلّما عاهدوا عهدًا نقضوه، وكلّما أكّدوه بالأيمان نكثوه، {وهم لا يتّقون} أي: لا يخافون من اللّه في شيءٍ ارتكبوه من الآثام). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 78]

تفسير قوله تعالى: {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (57) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فإمّا تثقفنّهم في الحرب} أي: تغلبهم وتظفر بهم في حربٍ، {فشرّد بهم من خلفهم} أي: نكّل بهم، قاله: ابن عبّاسٍ، والحسن البصريّ، والضحاك، والسدي، وعطاء الخراساني، وابن عيينة،
ومعناه: غلّظ عقوبتهم وأثخنهم قتلًا ليخاف من سواهم من الأعداء، من العرب وغيرهم، ويصيروا لهم عبرةً {لعلّهم يذّكّرون}
وقال السّدّيّ: يقول: لعلّهم يحذرون أن ينكثوا فيصنع بهم مثل ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 78-79]

تفسير قوله تعالى: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ (58) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإمّا تخافنّ من قومٍ خيانةً فانبذ إليهم على سواءٍ إنّ اللّه لا يحبّ الخائنين (58)}
يقول تعالى لنبيّه، صلوات اللّه وسلامه عليه {وإمّا تخافنّ من قومٍ} قد عاهدتهم {خيانةً} أي: نقضًا لما بينك وبينهم من المواثيق والعهود، {فانبذ إليهم} أي: عهدهم {على سواءٍ} أي: أعلمهم بأنّك قد نقضت عهدهم حتّى يبقى علمك وعلمهم بأنّك حربٌ لهم، وهم حربٌ لك، وأنّه لا عهد بينك وبينهم على السّواء، أي: تستوي أنت وهم في ذلك، قال الرّاجز. فاضرب وجوه الغدر [الأعداء] حتّى يجيبوك إلى السّواء
وعن الوليد بن مسلمٍ أنّه قال في قوله: {فانبذ إليهم على سواءٍ} أي: على مهلٍ، {إنّ اللّه لا يحبّ الخائنين} أي: حتّى ولو في حق الكفارين، لا يحبّها أيضًا.
قال الإمام أحمد: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، حدّثنا شعبة عن أبي الفيض، عن سليم بن عامرٍ، قال: كان معاوية يسير في أرض الرّوم، وكان بينه وبينهم أمدٌ، فأراد أن يدنو منهم، فإذا انقضى الأمد غزاهم، فإذا شيخٌ على دابّةٍ يقول: اللّه أكبر [اللّه أكبر] وفاءً لا غدرًا، إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ومن كان بينه وبين قومٍ عهدٌ فلا يحلّنّ عقدةً ولا يشدّها حتّى ينقضي أمدها، أو ينبذ إليهم على سواءٍ" قال: فبلغ ذلك معاوية، فرجع، وإذا الشّيخ عمرو بن عبسة، رضي اللّه عنه.
وهذا الحديث رواه أبو داود الطّيالسيّ، عن شعبة وأخرجه أبو داود، والتّرمذيّ، والنّسائيّ، وابن حبّان في صحيحه من طرقٍ عن شعبة، به وقال التّرمذيّ: حسنٌ صحيحٌ.
وقال الإمام أحمد أيضًا: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الزّبيريّ، حدّثنا إسرائيل، عن عطاء بن السّائب، عن أبي البختريّ عن سلمان -يعني الفارسيّ -رضي اللّه عنه: أنّه انتهى إلى حصنٍ -أو: مدينةٍ -فقال لأصحابه: دعوني أدعوهم كما رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يدعوهم، فقال: إنّما كنت رجلًا منهم فهداني اللّه عزّ وجلّ للإسلام، فإذا أسلمتم فلكم ما لنا وعليكم ما علينا، وإن أبيتم فأدّوا الجزية وأنتم صاغرون، فإن أبيتم نابذناكم على سواءٍ، {إنّ اللّه لا يحبّ الخائنين} يفعل بهم ذلك ثلاثة أيّامٍ، فلمّا كان اليوم الرّابع غدا النّاس إليها ففتحوها بعون اللّه).[تفسير القرآن العظيم: 4/ 79-80]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ (59) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولا يحسبنّ الّذين كفروا سبقوا إنّهم لا يعجزون (59) وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّةٍ ومن رباط الخيل ترهبون به عدوّ اللّه وعدوّكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم اللّه يعلمهم وما تنفقوا من شيءٍ في سبيل اللّه يوفّ إليكم وأنتم لا تظلمون (60)}
يقول تعالى لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {ولا تحسبنّ} يا محمّد {الّذين كفروا سبقوا} أي: فاتونا فلا نقدر عليهم، بل هم تحت قهر قدرتنا وفي قبضة مشيئتنا فلا يعجزوننا، كما قال تعالى: {أم حسب الّذين يعملون السّيّئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون} [العنكبوت: 4] أي: يظنّون، وقال تعالى: {لا تحسبنّ الّذين كفروا معجزين في الأرض ومأواهم النّار ولبئس المصير} [النّور: 57]، وقال تعالى {لا يغرّنّك تقلّب الّذين كفروا في البلاد متاعٌ قليلٌ ثمّ مأواهم جهنّم وبئس المهاد} [آل عمران: 196، 197]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 80]


رد مع اقتباس