عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:21 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

الخلاف في الوقف على {ولات}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وقال الكسائي: الوقف على «مرضاة» بالهاء لأنها مثل «معصية» وكره أن يقف على: (ولات). وكان الكسائي ربما الوقف عليه بالتاء.
وروى ابن الجهم عن الفراء عن الكسائي أنه كان يقف على (ولات) «ولاه». وكذلك: (أفرأيتم اللات والعزى) كان يقف عليه «اللاه» بالهاء.
قال خلف: ووصل (ولات حين) أحب إلي لأنه بلغني عن أبي عمرو أنه كره الوقف على (ولات). قال خلف: والوقف على (مرضاة) بالهاء، والبقية بالتاء مثل قول حمزة (يا أبت) و(هيهات هيهات) و(اللات) و(مريم ابنت عمران). فأما (يا أبت) فالوقف عليه بالتاء في جميع القرآن مثل قول حمزة إذا انكسرت التاء لأن بعدها ياء الإضافة محذوفة.
وقال الفراء: الوقف على: (ولات حين مناص)، (أفرأيتم اللات) و{حدائق ذات بهجة} [النمل: 60] بالتاء أحب إلي من الهاء. قال: وقد رأيت الكسائي سأل أبا فقعس الأسدي فقال: «ذاه» لـ(ذات). وقال: «أفرأيتم اللاه» لأـ (اللات). وقال: (ولات حين مناص) ليس تحين فرار. والنوص التأخر في كلام العرب والبوص
المتقدم. وأنشد لامرئ القيس:
أمن ذكر ليلى إذ نأتك تنوص = فتقصر عنها خطوة وتبوص
فتبوص: تقدم، وتنوص: تأخر. وقال الفراء: لاختيار أن تنصب بـ(لات) لأنها في معنى «ليس» وقال: أنشدني الفضل:
تذكر حب ليلى لات حينا = وأضحى الشيب قد قطع القرينا
ومن العرب من يخفض بها. وأنشد الفراء:
ولات ساعة مندم
قال أبو بكر: وأول البيت:
فلتعرفن خلائقا مشمولة = ولتندمن ولات ساعة مندم
وكان الكسائي والفراء والخليل وسيبويه والأخفش يذهبون إلى أن «ولات حين»، التاء منقطعة من «حين» التاء منقطعة من «حين» ويقولون: معناها «وليست». وكذلك هو في المصاحف الجدد والعتق بقطع التاء من «حين». وإلى هذا كان يذهب أبو عبيدة
معمر بن المثنى. وأجاز بعض النحويين «ولات حين مناص» على معنى. ولا هو حين مناص.
وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: والوقف عندي على هذا الحرف (ولا)، والابتداء (تحين مناص) فتكون التاء مع (حين) لثلاث حجج: إحداهن أن تفسير ابن عباس يشهد . وذلك أنه قال: ليس حين نزو وفرار، فقد علم أن «ليس» هي أخت «لا» وبمعناها. والحجة الثانية أنا لا نجد في شيء من كلام العرب «ولا» إنما المعروفة «لا».
والحجة الثالثة أن هذه التاء إنما وجدناها تلحق مع «حين» ومع «الآن» ومع «الأوان»، فيقولون: كان هذا تحين كان ذاك، وكذلك: تأوان. ويقال: اذهب تالآن فاصنع كذا وكذا. قال: وقد وجدنا ذلك في أشعارهم وفي كلامهم. فمن ذلك قول أبي وجزة السعدي، سعد بن بكر:
العاطفون تحين ما من عاطف = والمطعمون زمان أين المطعم
قال: وقد كان بعض النحويين يجعل الهاء موصولة بالنون، فيقول: العاطفونه. وهذا غلط بين لأنهم صيروا التاء هاء ثم أدخلوها في غير موضعها، وذلك أن الهاء إنما تقحم على النون في مواضع القطع والسكوت. فأما مع الاتصال فإنه غير موجود وإنما هي «تحين». ومن إدخالهم التاء في «أوان» قول أبي زبيد الطائي:
صبوا صلحنا ولا نأوان = فأجبنا أن ليس حين بقاء
ومن إدخالهم التاء في «الآن» حديث ابن عمر، وسأله رجل عن عثمان فذكر مناقبه ثم قال: اذهب بهذه تالآن إلى صاحبك.
قال: فهذا بين لك أن التاء لم تكن زيادتها مع «لا» بمن توهم أنها «لات» من أجل أنه ليس في حديث ابن عمر ذكر «لا». وكذلك قول الشاعر:
ولي قبل يوم بيني جمانا = وصلينا كما زعمت تلانا
فليس ههنا «لا».
قال أبو عبيد: ثم مع هذا كله إني تعمدت النظر إليه في الذي يقال إنه الإمام مصحف عثمان، رحمة الله عليه، فوجدت التاء متصلة مع «حين» قد كتبت «تحين»).
[إيضاح الوقف والابتداء: 1/288-294]

قال زكريّا بن محمد بن أحمد السُّنيكي الأنصاري (ت:926هـ): (وَصِلْ "لاتَ حينَ"
"تَحينُ في الإمامِ صِلْ" أي: وَصِل التَّاءَ بحينَ في قولِهِ تعالَى: { وَلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ } [ص: 3]، كمَا هُوَ في مُصحَفِ الإمامِ.
"وَوَهِّلاَ" أي: غَلّطْ قائِلَهُ – وفي نُسخةٍ "وقيلَ لاَ" – أي لاَ تَصِلْهَا بِهَا.
"ولاتَ" هي النَّافيةُ. دَخَلَتْ عليْهَا التَّاءُ علامةً لتأنيثِ الكَلمَةِ، كمَا دَخَلَتْ علَى "رُبَّ"، و "ثُمَّ" كَذِلكَ.
واختلَفَ القُرَّاءُ في الوَقْفِ علَيْهَا فالكِسَائيُّ يقِفُ
بـِ "الهاءِ"؛لأصَالَتِهَا والباقون بـ[ـ "التَّاءِ". وقال أبو عُبَيْدٍ: الوقفُ عندي علَى "لا" والابتداءُ بـ "تحينَ" لأنَّني نظرتُها في مُصحَفِ الإمامِ "تحينَ". وقال: هذه التَّاء تُزادُ في "حينَ". يقالُ: هذا تحينُ كان كَذَا).[الدقائق المحكمة:1/39]

قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): (وممَّا يجبُ التنبيهُ عليه أنَّ قولَه {يَا أَبَتِ} مرسومٌ بالتاءِ، والشاميُّ يفتَحُها ويقفُ عليها بالهاءِ، ووافَقَهُ ابنُ كثيرٍ،
وكذلكَ {هَيْهَاتَ} مرسومٌ بالتاءِ، ووقفَ عليها البَزِّيُّ والكِسَائِيُّ بالهاءِ، وكذا {مرضات} و {لات} و {اللات} و{ذات} وقفَ عليها الكِسَائِيُّ بالهاءِ، وقد نظمْتُها في بيتٍ فقلتُ:


واللاَّتُ معَ لاتَ كذا مَرْضَاتُ = ويا أبتِ وذاتُ معَ هيهاتِ).[المنح الفكرية:1/77]
قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): (و (لا) مُتَعَلِّقَةٌ بالقضيَّةِ الللاحقةِ، وهي قولُه:
(تَحَيَّنَ في الإمامِ صَلْ وَوُهِّلاَ) بالألفِ الإطلاقِ وبضمِّ الواوِ وتشدِيدِها مكسورٍ، أي: ضُعِّفَ وَغُلِّطَ قائلُه،وَنُسِبَ إلىالْوَهْلِ والْوَهْمِ ناقلُه، وفي أكثرِ النسخِ (وقيلَ: لا) كما اقتصرَ عليه الروميُّ، اختارَه الأزهريُّ، أي: وقيلَ: لاوصلَ، أو المعنى: لا تصلْ بل اقْطَع التاءَ عن حينَ، لكن تعبيرُه بِقِيلَ مُشْعِرٌ بتضعيفِه وهو خلافُ ماعليه الجمهورُ، الصوابُ الأَوَّلُ، وهو مختارُ الشيخِ زكريَّا وعليه المعولُ، فَتُكْتَبُ التاءُ مفصولةً من الحاءِ على هذه الصورةِ {لاتَ حينَ مَناصٍ} لا على هذه الكيفيَّةِ (لاتحين)، واعلمْ أنَّ أباعُبَيْدٍ قالَ: رُسِمَ في الإمامِ – يعني: مصحفِ عثمَانَ رَضِيَ اللهُ عنه الخاصِّ به – لا تحينَ، نصٌّ على أنَّ التاءَ مُتَّصِلَةٌ بحينٍ، وفي رسمِ المصاحفِ الحجازيَّةِ والشاميَّةِ والعراقيَّةِ التاءُ مُنْفَصِلَةٌ عن حينٍ، خطأٌ، ومُتَّصِلَةٌ بلا حكمًا، وذلكَ؛ لأنَّ (لات) في قولِ الأكثرينَ هي (لا) النافيَّةُ، دَخَلَتْ عليها التاءُ علامةً لتأنيثِ الكلمةِ، كما دَخَلت على (رُبَّ) و (ثمَّ) لذلكَ فقيلَ: رُبَّةَ وَثَمَّةَ، فهي زائدةٌ مُتَعَلِّقَةٌ بما قبلَها لا بما بعدَها، والمعنى ليستْ تلكَ المُدَّةُ حينَ الفرارِ، واختلفَ القُرَّاءُ فالْكِسَائيُّ يقفُ بالهاءِ لأصالتِها، والباقونَ يقِفونَ بالتاءِ تبعًا لرسمِها، فأجمعُوا على أنَّهُ لا يجوزُ الوقفُ على (لا) ولا الابتداءُ بـ (تحين) وبهذا يَظْهَرُ صحَّةُ نسخةِ (وُهِّلاَ) وإنَّما خالفَهم أبو عبيدٍ حينَ قالَ: الوقفُ عندي على (لا) والابتداءُ بقولِه: (تحين) فيكونُ قراءةً شاذَّةً؛ لأنَّها مُخَالِفَةٌ لقواعدِ العربيَّةِ في المبنى والمعنى، وأنَّ وَجْهَ قراءتِه بقولِه: لأنَّي نَظَرْتُها في الإمامِ فوجدتُها (تَحِينَ) قالَ: وهذه التاءُ تُزَادُ في (حينَ) فيقالُ: هذا تَحِينَ كانَ كذا،
وأنشدَ شعرًا:

العاطفونَ تَحِينَ مامِن عاطفٍ = والمُطْعِمُونَ زمانَ أينَ المُطْعِمُ
قالَ الناظمُ في (النشرِ): إني رأيتُها مكتوبةً في المصحفِ الذي يقالُ له الإمامُ مصحفِ عثمَانَ بنِ عفَّانَ رَضِيَ اللهُ عنه (لا) مقطوعةً والتاءَ موصولةً، ورأيتُ به أثرَ الدمِ، وتتبَّعْتُ فيه ماذكرَه أبو عبيدٍ فرأيتُه كذلك المصحفُ هو اليومَ بالمدرسةِ الفاضليَّةِ بالقاهرةِ المحروسةِ / ا.هـ.
وقالَ القسْطلاَنِيُّ: الأكثرونَ على خلافِ ذلكَ، وحمَلُوا ماحكاه أبو عبيدٍ على أنَّهُ ممَّا خرجَ في خطِّ المصحفِ عن القياسِ. وأمَّا قولُ المصريِّ: فحيثُ صحَّ النقلُ عن أبي عبيدٍ أنَّهُ وجدَ ذلكَ كذلكَ في مصحفِ الإمامِ فيكونُ كافيًا في حُكْمِ المرسومِ فيكونُ حكمُه كحكمِ غيرِه؛ إذ لافرقَ. فمدفوعٌ، بأنَّ الفرقَ هو مُخَالفتُه للجمهورِ معَ مُخَالفتِه لسائرِ المصاحفِ فغايتُه أنَّ وصلَه شاذٌّ، حيثُ لم يَثْبُت التواترُ في نقلِه).
[المنح الفكرية:1/71]
قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ): ( الكلمةُ الحاديةُ والعشرون: "لات" مع "حين" في سورةِ "ص" في قولِه تعالى: {وَلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ}(آية: 3)، وليس في الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ غيرُها.
وقد اختلِفَ في قطْعِ التاءِ عن "حين" ووصْلِها بها والصحيحُ المشهورُ الذي عليه العملُ، قطعُها وعليه فتكونُ "ولات" كلمةً و "حين" كلمةً أخرى، وعلى غيرِ المشهورِ وصْلُ التاءِ بحينٍ وعليه فتكونُ "ولا" كلمةً و "تحينَ" كلمةً أخرى وهذا القولُ لا يعوَّلُ عليه).[الفوائد التجويدية:؟؟]

قال عبدُ الباسطِ بنُ حامدِ بنِ محمد هاشم:(العشرون: تاء (ولات) عن (حين) في قوله: {ولات حين مناص} بسورة ص، وهي مقطوعة تقول {فنادوا ولات} وليس في القرآن غيرها.ومازعمه بعضهم أنهاموصولة فهو ضعيف).[شرح المقدمة الجزرية (مفرغ)]


رد مع اقتباس