عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 10:36 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {من كان يظنّ أن لن ينصره اللّه في الدّنيا والآخرة فليمدد بسببٍ إلى السّماء ثمّ ليقطع فلينظر هل يذهبنّ كيده ما يغيظ} [الحج: 15] يعني المنافق، أي إنّه يائسٌ من أن ينصر اللّه محمّدًا، لا يصدّق بما وعد اللّه رسوله من نصره في الدّنيا والآخرة.
ونصره في الآخرة الحجّة.
قال: {فليمدد بسببٍ} [الحج: 15] بحبلٍ {إلى السّماء} [الحج: 15] سماء البيت، يعني سقف البيت، أي فليعلّق حبلًا من سقف البيت فليختنق حتّى يموت.
يعني بقوله: فـ {ليقطع} [الحج: 15] فليختنق.
وذلك كيده.
قال: {فلينظر هل يذهبنّ} [الحج: 15] ذلك غيظه: أي إنّ ذلك لا يذهب غيظه.
وقال مجاهدٌ: {أن لن ينصره اللّه} [الحج: 15] أن لن يرزقه اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 1/357]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {من كان يظنّ أن لّن ينصره اللّه...}

جزاء جوابه في قوله: {فليمدد بسببٍ} والهاء في (قوله) {ينصره اللّه} للنبيّ صلّى الله عليه وسلم. أي من كان منكم يظنّ أن الله لن ينصر محمداً بالغلبة حتى يظهر دين الله فليجعل في سماء بيته حبلاً ثم ليختنق به فذلك قوله: {ثمّ ليقطع} اختناقاً وفي قراءة عبد الله (ثم ليقطه) يعني السّبب وهو الحبل: يقول {فلينظر هل يذهبنّ كيده} إذا فعل ذلك غيظه.
و{ما يغيظ} في موضع نصب). [معاني القرآن: 2/218]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {من كان يظنّ أن لّن ينصره اللّه} ) مجازه أن لن يرزقه الله وأن لن يعطيه الله، قال وقف علينا سائل من بني بكر على حلقة في المسجد الجامع فقال: من ينصرني نصره الله أي من يعطيني أعطاه الله ويقال نصر المطر أرض كذا، أي جادها وأحياها، قال وبيت الراعي:
وانصري أرض عامر
أي: تعمدي،
وقال الراعي:
أبوك الذي أجدى عليّ بنصره=فانصت عني بعده كّل قائل
أي بعطيته وقال:
وإنك لا تعطي امرءًا فوق حظه= ولا تملك الشقّ الذي الغيث ناصره).
[مجاز القرآن: 2/47-46]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فليمدد بسببٍ إلى السّماء} أي بحبل). [مجاز القرآن: 2/47]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {من كان يظنّ أن لّن ينصره اللّه في الدّنيا والآخرة فليمدد بسببٍ إلى السّماء ثمّ ليقطع فلينظر هل يذهبنّ كيده ما يغيظ}
وقال: {هل يذهبنّ كيده ما يغيظ} فحذف الهاء من {يغيظ} لأنها صلة الذي لأنه إذا صار جميعاً اسما واحدا كان الحذف أخف). [معاني القرآن: 3/9]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {من كان يظن أن لن ينصره الله}: أي يرزقه الله. يقال:
من ينصرني نصره الله ؟ أي من يرزقني رزقه الله. ويقال نصرت السماء أرض كذا وكذا أي أحيتها.وقال بعض المفسرين: من كان يظن أن لن ينصر الله محمدا، من النصر.
{فليمدد بسبب}: أي بحبل.
{إلى السماء}: إلى سقف البيت، فليختنق فينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ). [غريب القرآن وتفسيره: 260-259]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {من كان يظنّ أن لن ينصره اللّه} أي لن يرزقه اللّه. وهو قول أبي عبيدة، يقال: مطر ناصر، وأرض منصورة أي: ممطورة. وقال المفسرون: من كان يظن أن لن ينصر اللّه محمدا.
{فليمدد بسببٍ إلى السّماء} أي بحبل إلى سقف البيت.
{ثمّ ليقطع فلينظر هل يذهبنّ كيده} أي حيلته غيظة ليجهد جهده، وقد ذكرت ذلك في تأويل المشكل بأكثر من هذا التفسير). [تفسير غريب القرآن: 291]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ}.
كان قوم من المسلمين لشدّة غيظهم وحنقهم على المشركين، يستبطئون ما وعد الله ورسوله من النصر. وآخرون من المشركين يريدون اتباعه ويخشون ألا يتم له أمره،
فقال تعالى: {مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ}، يعني محمدا عليه السلام على مذاهب العرب في الإضمار لغير مذكور، وهو يسمعني أعده النصر والإظهار والتمكين،
وإن كان يستعجل به قبل الوقت الذي قضيت أن يكون ذلك فيه، فليمدد بسببٍ أي بحبل إلى السّماء، يعني سقف البيت، وكلّ شيء علاك وأظلّك فهو سماء،
والسحاب: سماء، يقول الله تعالى: {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا}،
وقال سلامة بن جندل يذكر قتل كسرى النعمان:
هو المدخل النعمان بيتا سماؤه = نحور الفيول بعد بيت مسردق
يعني: سقفه، وذلك أنّه أدخله بيتا فيه فيلة فتوطّأته حتى قتلته.
وقوله: ثمّ ليقطع. قال المفسرون أي: ليختنق {فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ} هل يذهب ذلك ما في قلبه؟ وهذا كرجل وعدته شيئا مرة بعد مرة، ووكّدت على نفسك الوعد،
وهو يراجعك في ذلك، ولا تسكن نفسه إلى قولك، فتقول له: إن كنت لا تثق بما أقوله، فاذهب فاختنق. تريد: اجهد جهدك.
هذا معنى قول المفسرين.
وفيه وجه آخر على طريق الإمكان، وهو أن تكون السماء هاهنا: السماء بعينها لا السقف، كأنه قال: فليمدد بسبب إليها أي بحبل، وليرتق فيه، ثم ليقطع حتى يخرّ فيهلك،
أي: ليفعل هذا إن بلغه جهده، فلينظر هل ينفعه. ومثله قوله لرسول الله، صلّى الله عليه وسلم- حين سأله المشركون أن يأتيهم بآية ولم يشأ الله أن يأتيهم بها، فشقّ ذلك عليه-
{وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ}
يريد: اجهد إن بلغ هذا جهدك.
وروى ابن عيينة عن ابن أبي نجيح، عن كردم: أنّ رجلا سأل أبا هريرة، وابن عمر، وابن عباس، عن رجل قتل مؤمنا متعمدا، هل له توبة؟ فكلهم قال: هل يستطيع أن يحييه؟
هل يستطيع أن يبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء؟.
يريدون: أنه لا توبة له، كما أن هذا لا يكون.
وقال أبو عبيدة: {مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ} أي: يرزقه الله. وذهب إلى قول العرب. أرض منصورة، أي ممطورة، وقد نصرت الأرض: أي مطرت.
كأنه يريد: من كان قانطا من رزق الله ورحمته فليفعل ذلك، فلينظر هل يذهب كيده، أي حيلته غيظه لتأخر الرزق عنه؟). [تأويل مشكل القرآن: 358-360]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {من كان يظنّ أن لن ينصره اللّه في الدّنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السّماء ثمّ ليقطع فلينظر هل يذهبنّ كيده ما يغيظ}
هذه الهاء لمحمد - صلى الله عليه وسلم - أي من كان يظن أن لن ينصر اللّه محمدا - صلى الله عليه وسلم - حتى يظهره على الدين كله فليمت غيظا،
وهو تفسير قوله: {فليمدد بسبب إلى السّماء} السبب الحبل، والسماء السقف، أي فليشدد حبلا في سقفه.
{ثمّ ليقطع} أي ليمد الحبل حتى ينقطع فيموت مختنقا.
{هل يذهبنّ كيده ما يغيظ} أي هل يذهبن كيده غيظه.
وقرئت ثم ليقطع، وثم ليقطع، بكسر اللام وجزمها). [معاني القرآن: 3/417]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة }
قال أبو جعفر هذه الآية مشكلة وفيها قولان:
أ- روى سفيان عن أبي إسحاق عن التميمي عن ابن عباس قال من كان يظن أن لن ينصره الله يعني محمدا صلى الله عليه وسلم فليمدد بسبب أي بحبل إلى السماء أي سقف بيته ثم ليقطع أي ليختنق
قال أبو جعفر وهذا قول أكثر أهل التفسير منهم الضحاك
ومعناه من كان يظن أن لن ينصر الله محمدا عليه السلام ويظهر دينه على الدين كله فليجهد جهده فلينظر هل ينفعه ذلك شيئا
ب- والقول الآخر أن طلحة بن عمرو قال سمعت عطاء يقول في قوله تعالى: {من كان يظن أن لن ينصره الله أن لن يرزقه الله فليمدد بسبب إلى السماء} أي إلى سماء بيته فلينظر هل ينفعه ذلك أو يأتيه برزق
وروى ابن أبي نجيج عن مجاهد من كان يظن أن لن ينصره الله قال أي أن لن يرزقه الله
قال أبو جعفر وهذا القول أيضا معروف في اللغة وهو قول أبي عبيدة
وحكى أهل اللغة أنه يقال أرض منصورة أي ممطورة
وروى عن ابن عباس من كان يظن أن لن ينصر الله محمدا أي يرزقه في الدنيا
وقال غيره الأولى أن تكون الهاء تعود على النبي صلى الله عليه وسلم لأن الله جل وعز ذكر قوما يعبدونه على حرف ثم أتبع ذلك هذه الاية في قوم يظنون أن الله لا يوسع على محمد وأمته ولا يرزقهم في الاخرة من سني عطاياه فليمدد بحبل إلى سماء فوقه إما سقف بيته أو غيره إذا اغتاط لاستعجال ذلك
قال أبو جعفر وقد ذكرنا القول في قوله عز وجل: {إن الذين امنوا والذين هادوا} في سورة البقرة). [معاني القرآن: 4/389-387]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ}: قيل: أن لن يرزقه الله. وقيل: أن لن ينصر محمدا صلى الله عليه وسلم. {فليمدد بسبب إلى السماء}:
أي بحبل إلى سقف البيت.
{ثُمَّ لِيَقْطَعْ}: أي ليختنق. {فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ }: أي ليجهد جهده). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 160]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ}: يرزقـه.
{إِلى السَّمَـاءِ}: سقف البيـت). [العمدة في غريب القرآن: 212]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ (16)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وكذلك أنزلناه} [الحج: 16] القرآن.
{آياتٍ بيّناتٍ} [الحج: 16] الحلال والحرام.
{وأنّ اللّه يهدي من يريد} [الحج: 16] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/358]

رد مع اقتباس