عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 13 جمادى الآخرة 1435هـ/13-04-2014م, 08:12 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يريد اللّه ليبيّن لكم ويهديكم سنن الّذين من قبلكم ويتوب عليكم واللّه عليمٌ حكيمٌ (26) واللّه يريد أن يتوب عليكم ويريد الّذين يتّبعون الشّهوات أن تميلوا ميلا عظيمًا (27) يريد اللّه أن يخفّف عنكم وخلق الإنسان ضعيفًا (28)}
يخبر تعالى أنّه يريد أن يبيّن لكم -أيّها المؤمنون-ما أحلّ لكم وحرّم عليكم، ممّا تقدّم ذكره في هذه السّورة وغيرها، {ويهديكم سنن الّذين من قبلكم} يعني: طرائقهم الحميدة واتّباع شرائعه الّتي يحبّها ويرضاها {ويتوب عليكم} أي من الإثم والمحارم، {واللّه عليمٌ حكيمٌ} أي في شرعه وقدره وأفعاله وأقواله). [تفسير القرآن العظيم: 2/267]

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {[واللّه يريد أن يتوب عليكم] ويريد الّذين يتّبعون الشّهوات أن تميلوا ميلا عظيمًا} أي: يريد أتباع الشّياطين من اليهود والنّصارى والزّناة {أن تميلوا} يعني: عن الحقّ إلى الباطل {ميلا عظيمًا} ). [تفسير القرآن العظيم: 2/267]

تفسير قوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {يريد اللّه أن يخفّف عنكم} أي: في شرائعه وأوامره ونواهيه وما يقدّره لكم، ولهذا أباح [نكاح] الإماء بشروطه، كما قال مجاهدٌ وغيره: {خلق الإنسان ضعيفًا} فناسبه التّخفيف؛ لضعفه في نفسه وضعف عزمه وهمّته.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا محمّد بن إسماعيل [الأحمسيّ] حدّثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن طاوسٍ، عن أبيه: {خلق الإنسان ضعيفًا} أي: في أمر النّساء، وقال وكيعٌ: يذهب عقله عندهنّ.
وقال موسى الكليم عليه الصّلاة والسّلام لنبيّنا صلوات اللّه وسلامه عليه ليلة الإسراء حين مرّ عليه راجعًا من عند سدرة المنتهى، فقال له: ماذا فرض عليكم ؟ فقال: "أمرني بخمسين صلاةً في كلّ يومٍ وليلةٍ" فقال له: ارجع إلى ربّك فاسأله التّخفيف؛ فإنّ أمّتك لا تطيق ذلك، فإنّي قد بلوت النّاس قبلك على ما هو أقلّ من ذلك فعجزوا، وإنّ أمّتك أضعف أسماعًا وأبصارًا وقلوبًا، فرجع فوضع عشرًا، ثمّ رجع إلى موسى فلم يزل كذلك حتّى بقيت خمسًا [قال اللّه عزّ وجلّ: "هنّ خمسٌ وهنّ خمسون، الحسنة بعشر أمثالها"] الحديث). [تفسير القرآن العظيم: 2/267-268]

رد مع اقتباس