عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 08:35 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ (42)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {كذّبت قبلهم قوم نوحٍ وعادٌ} قوم، يذكّر ويؤنّث).[مجاز القرآن: 2/52]

تفسير قوله تعالى: {وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ (43)}

تفسير قوله تعالى: {وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (44)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإن يكذّبوك فقد كذّبت قبلهم قوم نوحٍ وعادٌ وثمود {42} وقوم إبراهيم وقوم لوطٍ {43} وأصحاب مدين} [الحج: 42-44] يعني الّذين بعث اللّه إليهم شعيبًا.
قال: {وكذّب موسى} [الحج: 44] كذّبه فرعون.
[تفسير القرآن العظيم: 1/381]
{فأمليت للكافرين} [الحج: 44] يعني جميع هؤلاء ثمّ لم أهلكهم عند تكذيبهم رسلهم حتّى جاء الوقت الّذي أردت أن أهلكهم فيه.
{ثمّ أخذتهم} [الحج: 44] بالعذاب حين جاء الوقت.
{فكيف كان نكير} [الحج: 44] يعني عقابي، أي كان شديدًا.
يحذّر بذلك المشركين). [تفسير القرآن العظيم: 1/382]

تفسير قوله تعالى: (فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فكأيّن من قريةٍ} [الحج: 45] يعني كم من قريةٍ.
{أهلكناها} [الحج: 45] يعني أهلكها.
{فهي خاويةٌ} [الحج: 45] فالقرية خاويةٌ.
قال قتادة: ليس فيها أحدٌ، قد هلك أهلها.
{على عروشها} [الحج: 45] يعني على بنيانها.
وبعضهم يقول: العروش السّقوف، فصار أعلاها أسفلها.
{وبئرٍ معطّلةٍ} [الحج: 45] قد باد أهلها فعطّلت.
{وقصرٍ مشيدٍ} [الحج: 45] مبنًى معطّلٌ.
وقال الكلبيّ: المشيّد الحصين). [تفسير القرآن العظيم: 1/382]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فهي خاويةٌ على عروشها وبئرٍ مّعطّلةٍ وقصرٍ مّشيدٍ...}

البئر والقصر يخفضان على العطف على العروش وإذا نظرت في معناها وجدتها ليست تحسن فيها (على) لأن العروش أعالي البيوت، والبئر في الأرض وكذلك القصر، لأن القرية لم تخو على القصر. ولكنه أتبع بعضه بعضاً، كما قال {وحورٍ عينٍ كأمثال اللؤلؤ} ولو خفضت البئر والقصر - إذا نويت أنهما ليسا من القرية - بمن كأنك قلت: كم من قرية أهلكت، وكم من بئر ومن قصرٍ. والأول أحبّ إليّ). [معاني القرآن: 2/228]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فكأيّن من قريةٍ} الياء من فكأيّن مثقلة وهي قراءة الستة ويخففها آخرون
قال ذو الرمة:
وكائن تخطّت ناقتي من مفازة=وهلباجةٍ لا يطلع الهمّ رامك
أي يطلب ومعناها وكم من قرية). [مجاز القرآن: 2/53-52]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وقصر مشيدٍ} مجازه مجاز مفعول من " شدت نشيد " أي زينته بالشيد وهو الجص والجيار والملاط الجيار الصاروج وهو الكلس وقال عدي بن زيد العبادي:
شاده مرمراً وجلّله كلسا فللطير في ذراه وكور
وهو الكلس وقال:
كحيّة الماء بين الطّيّ والشّيد). [مجاز القرآن: 2/53]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {فكأيّن مّن قريةٍ أهلكناها وهي ظالمةٌ فهي خاويةٌ على عروشها وبئرٍ مّعطّلةٍ وقصرٍ مّشيدٍ}
وقال: {وبئرٍ مّعطّلةٍ وقصرٍ مّشيدٍ} حمله على {كأيّن} والمشيد هو المفعول من "شدته" فـ"أنا أشيده" مثل "عنته" فـ"أنا أعينه" فـ"هو معين"). [معاني القرآن: 3/10]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({قصر مشيد}: مزين، والشيد الجص). [غريب القرآن وتفسيره: 262]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وقصرٍ مشيدٍ} يقال: هو المبني بالشّيد. وهو الجصّ.
والمشيد: المطوّل. ويقال: المشيد المشيّد سواء في معنى المطول، وقال عدي بن زيد:
شاده مرمرا وجلّله كلـ =ـسا فللطير في ذراه وكور).
[تفسير غريب القرآن: 294]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (... وليس جهلُهم بما في هذه الآية من لطيف المعنى بأعجب من هذا جهلهم بمعنى قوله: {وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ} حتى أبدأوا في التعجّب منه وأعادوا، حتى ضربه بعض المجّان لبارد شعره مثلا.
وهل شيء أبلغ في العبرة والعظة من هذه الآية؟ لأنه أراد: أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها، أو آذان يسمعون بها، فينظروا إلى آثار قوم أهلكهم الله بالعتوّ، وأبادهم بالمعصية، فيروا من تلك الآثار بيوتا خاوية قد سقطت على عروشها، وبئراً كانت لشرب أهلها قد عطّل رشاؤها، وغار معينُها، وقصراً بناه ملكه بالشِّيدِ قد خلا من السَّكَنِ، وتداعى بالخراب، فيتَّعِظوا بذلك، ويخافوا من عقوبةِ الله وبأسه، مثل الذي نزل بهم.
ونحوه قوله: {فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ}
ولم يزل الصالحون يعتبرون بمثل هذا، ويذكرونه في خطبهم ومقاماتهم: فكان سليمان صلّى الله عليه وآله وسلّم، إذا مرَّ بخرابٍ قال: يا خَرِبَ الخَرِبين أين أهلُكَ الأوّلون؟.
وقال: أبو بكر رضي الله عنه، في بعض خُطَبهِ: أين بانو المدائنِ ومحصّنوها بالحوائط؟ أين مشيّدو القصورِ، وعامروها؟! أين جاعلو العَجَبَ فيها لمن بعدهم؟! تلك منازلهم خالية، وهذه منازلهم في القبور خاوية، هل تحسّ منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا؟.
وهذا الأسود بن يعفر يقول:

ماذا أؤمّل بعد آل محرّق = تركوا منازلهم وبعد إياد
أهل الخورنق والسّدير وبارق = والقصر ذي الشّرفات من سنداد
نزلوا بأنقرة يسيل عليهم = ماء الفرات يجيء من أطواد
أرض تخيّرها لطيب مقيظها = كعب بن مامة وابن أم دؤاد
جرت الرياح على محلّ ديارهم = فكأنهم كانوا على ميعاد
فأرَى النعيم وكلَّ ما يُلهى به = يوماً يصير إلى بِلَىً ونفادِ
وهذه الشّعراء تبكي الديار، وتصف الآثار، وإنما تسمعهم يذكرون دمنا وأوتادا، وأثافيّ ورمادا، فكيف لم يعجبوا من تذكّرهم أهل الديار بمثل هذه الآثار، وعجبوا من ذكر الله، سبحانه أحسن ما يذكر منها وأولاه بالصّفة، وأبلغه في الموعظة؟ ). [تأويل مشكل القرآن:10- 11]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فكأيّن من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطّلة وقصر مشيد}
ويقرأ أهلكتها، المعنى فكيف كان نكير أي ثم أخذتهم فأبلغت أبلغ الإنكار.
فأهلكت قرى كثيرة، لأن معنى {فكأيّن من قرية} معنى فكم من قرية، ومعنى كم من قرية عدد كثير من القرى.
ويجوز كائن بتشديد الياء، ويجوز كائن من قرية، وهو عند البصريين في معنى العدد الكبير، نقول: وكائن من رجل جاءني معناه العدد الكثير من الرجال.
{فهي خاوية على عروشها}
والعروش السقوف، فالمعنى أنها قد خربت وخلت فصارت على سقوفها كما قال في موضع آخر: {فجعلنا عاليها سافلها}، يقال خوت الدار والمدينة خواء، ممدود، فهي خاوية، وخويت المرأة وخوي الإنسان إذا خلا من الطعام خوى، مقصور فهو خو.
وقوله: {وبئر معطّلة وقصر مشيد}.
أكثر ما جاء في مشيد من التفسير مجصّص، والشيد الجصّ والكلس أيضا شيد، وقيل مشيد محصّن مرتفع، والمشيد إذا قيل مجصّص فهو مرتفع في قدره وإن لم يرتفع في سمكه، وأصل الشيد الجصّ والنورة، وكل ما بني بهما أو بأحدهما فهو مشيد). [معاني القرآن: 3/432-431]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فكأين قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها }
قال أهل التفسير المعنى فكم وهي عند النحويين أي دخلت عليها كاف التشبيه فصار التقدير كالعدد الكثير والمعنى معنى كم
وقوله جل وعز: {فهي خاوية على عروشها}
وروي معمر عن قتادة قال خالية ليس فيها أحد
قال أبو جعفر يقال خوت الدار تخوي خواء إذا خلت وخوى الرجل يخوي خوى إذا جاع والعروش السقوف). [معاني القرآن: 4/420]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وبئر معطلة }
قال الضحاك أي لا أهل لها
وقصر مشيد قال عكرمة أي مجصص
قال ابن أبي نجيح أي بالقصة وهي الجص
وروي علي بن الحكم عن الضحاك وقصر مشيد قال طويل
والقول الأول أولى لأنه يقال شاده يشيده إذا بناه بالشيد وهو الجص كما قال عدي بن زيد:
شاده مرمرا وجلله كلسا = فللطين في ذاره وكور
فأما إذا طوله ورفعه فإنما يقال فيه شيده وأشاده ومنه أشاد فلان بذكر فلان). [معاني القرآن: 4/420-422]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وقَصْرٍ مَّشِيدٍ}: المبني بالشيد وهو الجص، والمشيد: المطول). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 161]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مَشِيـد}: مجصّـص). [العمدة في غريب القرآن: 214]

رد مع اقتباس