عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26 ربيع الثاني 1434هـ/8-03-2013م, 10:27 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وقالت اليهود عزيرٌ ابن اللّه...}
قرأها الثقات بالتنوين وبطرح التنوين. والوجه أن ينوّن لأن الكلام ناقص (وابن) في موضع خبر لعزير. فوجه العمل في ذلك أن تنوّن ما رأيت الكلام محتاجا إلى ابن. فإن اكتفى دون بن، فوجه الكلام ألا ينون. وذلك مع ظهور اسم أبي الرجل أو كنيته. فإذا جاوزت ذلك فأضفت (ابن) إلى مكنّى عنه؛ مثل ابنك، وابنه، أو قلت: ابن الرجل، أو ابن الصالح، أدخلت النون في التامّ منه والناقص. وذلك أن حذف النون إنما كان في الموضع الذي يجري في الكلام كثيرا، فيستخفّ طرحها في الموضع الذي يستعمل. وقد ترى الرجل يذكر بالنسب إلى أبيه كثيرا فيقال: من فلان بن فلان إلى فلان بن فلان، فلا يجرى كثيرا بغير ذلك. وربما حذفت النون وإن لم يتمم الكلام لسكون الباء من ابن، ويستثقل النون إذ كانت ساكنة لقيت ساكنا، فحذفت استثقالا لتحريكها. قال: من ذلك قراءة القرّاء:(عزير ابن الله). وأنشدني بعضهم:

لتجدنّي بالأمير برّا =وبالقناة مدعسا مكرّا
* إذا غطيف السلمي فرّا *
وقد سمعت كثيرا من القراء الفصحاء يقرءون: {قل هو اللّه أحد اللّه الصّمد}. فيحذفون النون من {أحد}. وقال آخر:

كيف نومي على الفراش ولمّا =تشمل الشام غارةٌ شعواء
تذهل الشيخ عن بنيه وتبدي =عن خدام العقيلة العذراء
أراد: عن خدامٍ، فحذف النون للساكن إذا استقبلتها. وربما أدخلوا النون في التمام مع ذكر الأب؛ أنشدني بعضهم:
جارية من قيس ابن ثعلبة =كأنها حلية سيف مذهبه
وقال آخر:
وإلا يكن مال يثاب فإنه = سيأتي ثنائي زيدا ابن مهلهل
وكان سبب قول اليهود: عزير ابن الله أن بخت نصّر قتل كلّ من كان يقرأ التوراة، فأتي بعزير فاستصغره فتركه. فلمّا أحياه الله أتته اليهود، فأملى عليهم التوراة عن ظهر لسانه. ثم إن رجلا من اليهود قال: إن أبي ذكر أن التوراة مدفونة في بستان له، فاستخرجت وقوبل بها ما أملى عزير فلم يغادر منها حرفا. فقالت اليهود: ما جمع الله التوراة في صدر عزير وهو غلام إلا وهو ابنه - تعالى الله عمّا يقولون علوّا كبيرا -.
وقوله: {وقالت النّصارى المسيح ابن اللّه}. وذكر أن رجلا دخل في النصارى وكان خبيثا منكرا فلبّس عليهم، وقال: هو هو. وقال: هو ابنه، وقال: هو ثالث ثلاثة. فقال الله تبارك وتعالى في قولهم ثالث ثلاثة: {يضاهئون قول الّذين كفروا} في قولهم: اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى). [معاني القرآن: 1/431-433]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {يضاهون قول الّذين كفروا من قبل} ومجاز المضاهات مجاز التشبيه.
(قاتلهم الله) قتلهم الله، وقلّما يوجد فاعل إلاّ أن يكون العمل من إثنين، وقد جاء هذا ونظيره ونظره: عافاك الله، والمعنى أعفاك الله، وهو من الله وحده.
والنظر والنظير سواء مثل ندّ ونديد، وقال:
ألا هل أتى نظيري مليكة أنّني
{أنّي يؤفكون} كيف يحدّون، وقال كعب بن زهير:
أنّى ألّم بك الخيال يطيف..=. ومطافه لك ذكرةٌ وشعوف
ويقال: رجل مأفوك أي لا يصيب خيراً، وأرض مأفوكة أي لم يصبها مطر وليس بها نبات). [مجاز القرآن: 1/256-257]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وقالت اليهود عزيرٌ ابن اللّه وقالت النّصارى المسيح ابن اللّه ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الّذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنّى يؤفكون}
[وقال] {وقالت اليهود عزيرٌ ابن اللّه} وقد طرح بعضهم التنوين وذلك رديء لأنه إنما يترك التنوين إذا كان الاسم يستغني عن الابن وكان ينسب إلى اسم معروف. فالاسم ههنا لا يستغني. ولو قلت "وقالت اليهود عزيز" لم يتمّ كلاما إلا أنه قد قرئ وكثر وبه نقرأ على الحكاية كأنهم أرادوا "وقالت اليهود نبيّنا عزيز ابن الله"). [معاني القرآن: 2/30]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وابن محيصن وعاصم {وقالت اليهود عزير ابن} بالتنوين؛ وهو الوجه.
وأبو عمرو وشيبة ونافع وأبو جعفر {عزير ابن} بغير تنوين؛ وإنما كان الوجه التنوين؛ لأن "ابن" هنا في موضع الخبر، لا يستغنى عنه؛ فصار كقولك: "زيد ابن عمرو؛ وإنما يترك
[معاني القرآن لقطرب: 627]
التنوين إذا كان ابن وصفا قد أضيف إلى اسم أبيه الغالب عليه؛ كقولك: هذا زيد بن عمرو؛ فلو قلت: "هذا زيد" كنت مستغنيًا عن الصفة.
وقد جاء هذا منونًا؛ قال الحطيئة:
فإن لا يكن مال يثاب فإنه = سيأتي ثنائي زيدا ابن مهلهل
فنون.
وقال الأغلب:
جارية من قيس بن ثعلبه = قباء ذات سرة مقعبة
فنون.
وقد يقولون في كلامهم: هذا زيد بن عمرو؛ وبعض العرب يحذف التنوين إذا لقيه ساكن على هذه القراءة، على كل حال؛ كراهة لتحريك التنوين، وهو ساكن في الأصل.
ومثل هذه القراءة قراءة الحسن "قل هو الله أحد الله الصمد" فترك التنوين في أحد، وهي قراءة عبد الله بن أبي إسحاق؛ وحكي أن قراءة عامة الأعراب على قراءة الحسن.
ومما جاء من الشعر في ذلك، قال الشاعر:
أتجعل صالح الغنوي دوني = ورحلي دون رحلك في الرحال
ترك التنوين لما لقيته اللام الساكنة.
وقال الآخر مثل ذلك:
حيدة خالي ولقيط وعلي = وحاتم الطائي وهاب المئي
ولم يكن كخالك العبد الدعي = يأكل أزمان الهزال والسني
[معاني القرآن لقطرب: 628]
فترك التنوين من "حاتم"، على القراءة التي ذكرنا.
قراءة عاصم {يضاهئون} بالهمز؛ وهي لغة بني أسد.
وسائر القراء الحسن وأبو عمرو {يضاهون} بغير همز، من ضاهيت مضاهاة؛ والأولى من ضاهأته مضاهأة، والمعنى فيهما مالأته وأعنته عليه). [معاني القرآن لقطرب: 629]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله: {قاتلهم الله} فإنما هي تعجب؛ والعرب تقول: قاتعه الله، وكاتعه الله؛ أي قاتله؛ وقالوا أيضًا: قاتعه أهون وأخف من قاتله الله؛ ومثلها في اللفظ قولهم: "شاقاه الله ما باقاه"؛ يريدون: أشقاه ما أبقاه؛ وكأن معنى قاتله: قتله الله كقوله {قتل الخراصون} و{قتل أصحاب الأخدود}.
[معاني القرآن لقطرب: 640]
وأما "المسيح" فكان ابن عباس يقول: الملك؛ وكان ابن الكلبي يقول: لأنه يمسح عين الأعمى والأبرص والمجنون فيبرأ). [معاني القرآن لقطرب: 641]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({يضاهون}: والمضاهاة التشبيه.
{قاتلهم الله}: أي قتلهم الله.
{أنى يؤفكون}: يدفعون عنه ويحدون). [غريب القرآن وتفسيره: 162-163]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يضاهؤن قول الّذين كفروا من قبل} أي يشبهون. يريد أن من كان في عصر النبي صلّى اللّه عليه وسلم من اليهود والنصارى يقولون ما قاله أوّلوهم). [تفسير غريب القرآن: 184]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (باب مخالفة ظاهر اللفظ معناه
من ذلك الدعاء على جهة الذم لا يراد به الوقوع:
كقول الله عز وجل: {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ} [الذاريات: 10]، و {قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ} [عبس: 17]، و{قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [التوبة: 30] وأشباه ذلك.
ومنه قول رسول الله صلّى الله عليه وسلم، للمرأة: «عقرى حلقى»، أي عقرها الله، وأصابها بوجع في حلقها.
وقد يراد بهذا أيضا التعجب من إصابة الرجل في منطقه، أو في شعره، أو رميه، فيقال: قاتله الله ما أحسن ما قال، وأخزاه الله ما أشعره، ولله درّه ما أحسن ما احتج به.
ومن هذا قول امرئ القيس في وصف رام أصاب:
فهو لا تنمي رميّته ما له لا عدّ من نفره
يقول: إذا عدّ نفره- أي قومه- لم يعدّ معهم، كأنه قال: قاتله الله، أماته الله.
وكذلك قولهم: هوت أمّه، وهبلته، وثكلته.
قال كعب بن سعد الغنوي:
هَوَتْ أمُّه ما يبعث الصُّبحُ غادِيًا = وما ذا يؤدِّي اللَّيلُ حين يؤوبُ).
[تأويل مشكل القرآن: 276-277] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {أنّى}
أنّي: يكون بمعنيين. يكون بمعنى: كيف، نحو قول الله تعالى: {أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ} [البقرة: 259] أي كيف يحييها؟ وقوله: {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] أي كيف شئتم.
وتكون بمعنى: من أين، نحو قوله: {قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [التوبة: 30] وقوله: {أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ} [الأنعام: 101].
والمعنيان متقاربان، يجوز أن يتأول في كل واحد منهما الآخر.
وقال الكميت:
أَنَّى ومِن أَين آبَكَ الطَّرَبُ = مِن حيث لا صبوةٌ ولا رِيَبُ
فجاء بالمعنيين جميعا). [تأويل مشكل القرآن: 525] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وقالت اليهود عزير ابن اللّه وقالت النّصارى المسيح ابن اللّه ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الّذين كفروا من قبل قاتلهم اللّه أنّى يؤفكون}
قرئت {عزير} بالتنوين وبغير تنوين، والوجه إثبات التنوين لأن " ابنا " خبر.
وإنما يحذف التنوين في الصفة نحو قولك: جاءني زيد بن عمرو، فيحذف التنوين لالتقاء السّاكنين وأنّ ابنا مضاف إلى علم وأن النعت والمنعوت كالشيء الواحد. فإذا كان خبرا فالتنوين وقد يجوز حذف التنوين على ضعف لالتقاء السّاكنين وقد قرئت {قل هو اللّه أحد (1) اللّه الصّمد (2)}.
بحذف التنوين، لسكونها وسكون الباء في قوله: {عزير ابن اللّه}.
وفيه وجه آخر: أن يكون الخبر محذوفا، فيكون معناها عزير ابن اللّه معبودنا، فيكون " ابن " نعتا.
ولا اختلاف بين النحويين أن إثبات التنوين أجود.
وقوله: {ذلك قولهم بأفواههم}.
إن قال قائل: كل قول هو بالفم فما الفائدة في قوله بأفواههم؟
فالفائدة فيه عظيمة بيّنة.
المعنى أنّه ليس فيه بيان ولا برهان إنما هو قول بالفم لا معنى تحته صحيح، لأنهم معترفون بأن الله لم يتخذ صاحبة فكيف يزعمون له ولدا، فإنما هو تكذّب وقول فقط.
وقوله : {يضاهئون قول الّذين كفروا من قبل}.
أي يشابهون في قولهم هذا ما تقدم من كفرتهم، أي إنما قالوه اتباعا لمن تقدم من كفرتهم. الدليل على ذلك قوله:
(اتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون اللّه).
أي قبلوا منهم أن العزير والمسيح ابنا الله تعالى.
وهذا معنى: {يضاهئون قول الّذين كفروا من قبل}
وقرئ يضاهون، وأصل المضاهاة في اللغة المشابهة، والأكثر ترك الهمزة، واشتقاقه من قولهم: امرأة ضيهاء.
وهي التي لا ينبت لها ثدي، وقيل هي التي لا تحيض.
وإنما معناها أنها أشبهت الرجال في أنّها لا ثدي لها، وكذلك إذا لم تحض. وضهياء فعلاء.
الهمزة زائدة كما زيدت في شمأل، وغرقئ البيضة، ولا نعلم أنها زيدت غير أول، إلا في هذه الأشياء.
ويجوز أن تكون " فعيل " وإن كانت بنية ليس لها في الكلام نظير.
فإنا قد نعرف كثيرا مما لا ثاني له. من ذلك قولهم كنهبل وهو الشجر العظام، تقديره فنعلل، وكذلك قرنفل، لا نظير له وتقديره فعنلل.
وقد قيل:
إبل لا نظير له وإن كان قد جاء إطل وهو الخصر، وقالوا إيطل ثم حذفوا فقالوا إطل، فيجوز أن يكون " يضاهئون " من هذا بالهمز، وتكون همزة ضهياء أصلا في الهمز.
وقوله: {سبحانه عمّا يشركون}.
معناها تنزيها له من شركهم). [معاني القرآن: 2/442-444]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ذلك قولهم بأفواههم}
يقال قد علم أن القول بالفم فما الفائدة في قوله: {بأفواههم}
والجواب عن هذا انه لا بيان عندهم ولا برهان لهم لأنهم يقولون اتخذ الله صاحبة ويقولون له ولد وقولهم بلا حجة
ثم قال جل وعز: {يضاهون قول الذين كفروا من قبل}
أي يشابهون ويقتفون ما قالوا
ويقرأ {يضاهئون} والمعنى واحد يقال امرأة ضهيا مقصورة وضهياء ممدود غير مصروف إذا كانت لا تحيض
ويقال هي التي لا ثدي لها
والمعنى أنها قد أشبهت الرجال في هذه الخصلة فمن جعل الهمزة أصلا قال يضاهئون ومن جعلها زائدة وهو أجود قال يضاهون
ثم قال تعالى: {قاتلهم الله أنى يؤفكون}
فخوطبوا بما يعرفون أي يجب أن يقال لهم هذا
ثم قال أنى يؤفكون أي من أن يصرفون عن الحق بعد البيان). [معاني القرآن: 3/200-201]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يُضَاهِئُونَ} يشبهون). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 96]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يُضَاهِؤُونَ}: يشابهون
{يُؤْفَكُون}: يدفعون). [العمدة في غريب القرآن: 147]

تفسير قوله تعالى: (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {اتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً مّن دون اللّه...}
قال: لم يعبدوهم، ولكن أطاعوهم فكانت كالربوبية). [معاني القرآن: 1/433]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({أحبارهم ورهبانهم}: قراءهم وعلمائهم). [غريب القرآن وتفسيره: 163]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {اتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون اللّه} يريد: أنهم كانوا يحلّون لهم الشيء فيستحلونه. ويحرّمون عليهم الشيء فيحرمونه). [تفسير غريب القرآن: 184]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله}
روى الأعمش وسفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي البختري قال سئل حذيفة عن قول الله جل وعز: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله} هل عبدوهم فقال لا
ولكنهم أحلوا لهم الحرام فاستحلوه وحرموا عليهم الحلال فحرموه
حدثنا أبو جعفر قال نا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن بنت أحمد بن منيع قال نا الحماني قال نا عبد السلام بن حرب عن غضيف وهو ابن أعين عن مصعب بن سعد عن عدي بن حاتم قال أبصر النبي صلى الله عليه وسلم في رقبتي صليبا من ذهب فقال اطرح هذا عنك قال وسئل عن قوله تعالى: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله} قال أما إنهم ما كانوا يعبدونهم ولكن كانوا يحلون لهم ما حرم الله عليهم فيستحلونه ويحرمون عليهم ما أحل الله لهم فيحرمونه). [معاني القرآن: 3/201-202]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَحْبَارَهُمْ}: علماؤهم
{رُهْبَانَهُمْ}: قراؤهم). [العمدة في غريب القرآن: 147]

تفسير قوله تعالى: (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ويأبى اللّه إلاّ أن يتمّ نوره...}
دخلت {إلاّ} لأن في أبيت طرفا من الجحد؛ ألا ترى أن (أبيت) كقولك: لم أفعل، ولا أفعل، فكأنه بمنزلة قولك: ما ذهب إلا زيد. ولولا الجحد إذا ظهر أو أتى الفعل محتملا لضميره لم تجز دخول إلاّ؛ كما أنك لا تقول: ضربت إلا أخاك، ولا ذهب إلا أخوك. وكذلك قال الشاعر:
وهل لي أمّ غيرها إن تركتها = أبى اللّه إلا أن أكون لها ابنما
وقل الآخر:
إياداً وأنمارها الغالبين = إلاّ صدودا وإلا ازورارا
أراد: غلبوا إلا صدودا وإلا ازورارا، وقال الآخر:
واعتلّ إلا كل فرع معرق =مثلك لا يعرف بالتلهوق
فأدخل {إلا} لأن الاعتلال في المنع كالإباء. ولو أراد علّة صحيحة لم تدخل إلا؛ لأنها ليس فيها معنى جحد. والعرب تقول: أعوذ بالله إلا منك ومن مثلك؛ لأن الاستعاذة كقولك: اللهم لا تفعل ذا بي). [معاني القرآن: 1/433-434]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {يريدون أن يطفئوا نور اللّه بأفواههم ويأبى الله إلاّ أن يتمّ نوره ولو كره الكافرون}
وقال: {ويأبى الله إلاّ أن يتمّ نوره} لأن {أن يتم} اسم كأنه "يأبى الله ألاّ إتمام نوره"). [معاني القرآن: 2/30]

تفسير قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)


رد مع اقتباس