عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 07:28 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (8) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى حيوك بما لم يحيك به الله قال كانت اليهود يقولون سام عليك للنبي). [تفسير عبد الرزاق: 2/279]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة أن رهطا من اليهود دخلوا على النبي فقالوا السام عليك قالت عائشة ففطنت إلى قولهم فقلت عليكم السام واللعنة فقال لها مهلا يا عائشة فإن الله يحب الرفق في الأمر كله فقلت يا نبي الله أولم تسمعني ما يقولون قال أفلم تسمعي أرد ذلك عليهم فأقول عليكم). [تفسير عبد الرزاق: 2/279]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن جعفر بن برقان الجزري أنه حدث بهذا الحديث إلا أنه قال عند قوله مهلا يا عائشة فإن الفحش لو كان رجلا كان رجل سوء). [تفسير عبد الرزاق: 2/279]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا عبد بن حميدٍ، قال: حدّثنا يونس، عن شيبان، عن قتادة، قال: حدّثنا أنس بن مالكٍ، أنّ يهوديًّا أتى على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه فقال: السّام عليكم، فردّ عليه القوم، فقال نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: هل تدرون ما قال هذا؟ قالوا: اللّه ورسوله أعلم، سلّم يا نبيّ اللّه. قال: لا ولكنّه قال كذا وكذا، ردّوه عليّ، فردّوه قال: قلت: السّامّ عليكم؟ قال: نعم. قال نبيّ الله صلّى اللّه عليه وسلّم عند ذلك: إذا سلّم عليكم أحدٌ من أهل الكتاب فقولوا: عليك ما قلت، قال: {وإذا جاءوك حيّوك بما لم يحيّك به اللّه}.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). [سنن الترمذي: 5/260]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول الله عز وجل: {إذا جاءوك حيّوك بما لم يحيّك به اللّه} قال: كانوا يقولون إذا جاءوا إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم سام عليك). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 119]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله: {وإذا جاءوك حيّوك بما لم يحيّك به الله}
- أخبرنا يوسف بن عيسى، قال: أخبرنا الفضل بن موسى، قال: أخبرنا الأعمش، عن مسلمٍ، عن مسروقٍ، عن عائشة، قالت: دخل يهوديٌّ على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: السّام عليك، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «وعليك»، فقالت عائشة: وعليك السّام وغضب الله، قال: فخرج اليهوديّ، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «يا عائشة، إنّ الله لا يحبّ الفاحش المتفحّش»، قالت: يا رسول الله، أمّا تدري ما قال؟، قال: «وما قال؟»، قالت: قال: السّام عليك، فهو قوله: {وإذا جاءوك حيّوك بما لم يحيّك به الله}، قال: فخرج اليهوديّ وهو يقول بينه وبين نفسه،، فأنزل الله عزّ وجلّ {ويقولون في أنفسهم لولا يعذّبنا الله بما نقول حسبهم جهنّم يصلونها فبئس المصير} [المجادلة: 8]
- أخبرنا سعيد بن عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة، أنّ رهطًا من اليهود دخلوا على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقالوا: السّام عليك، قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «عليكم»، قالت عائشة: فقلت: بل عليكم السّام واللّعنة، قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «يا عائشة، إنّ الله يحبّ الرّفق في الأمر كلّه»، قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله، ألم تسمع ما قالوا؟، قال: " قلت: عليكم "). [السنن الكبرى للنسائي: 10/290]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ألم تر إلى الّذين نهوا عن النّجوى ثمّ يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرّسول وإذا جاءوك حيّوك بما لم يحيّك به اللّه ويقولون في أنفسهم لولا يعذّبنا اللّه بما نقول حسبهم جهنّم يصلونها فبئس المصير}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: ألم تر إلى الّذين نهوا عن النّجوى من اليهود ثمّ يعودون فقد نهى اللّه عزّ وجلّ إيّاهم عنها، ويتناجون بينهم بالإثم والعدوان ومعصية الرّسول.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {ألم تر إلى الّذين نهوا عن النّجوى}. قال: اليهود.
قوله: {ثمّ يعودون لما نهوا عنه}. يقول جلّ ثناؤه: ثمّ يرجعون إلى ما نهوا عنه من النّجوى، {ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرّسول}. يقول جلّ ثناؤه: ويتناجون بما حرّم اللّه عليهم من الفواحش والعدوان، وذلك خلاف أمر اللّه ومعصية الرّسول محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم.
واختلفت القرأة في قراءة قوله: {ويتناجون} فقرأت ذلك عامّة قرأة المدينة والبصرة وبعض الكوفيّين والبصريّين {ويتناجون} على مثال يتفاعلون، وكان يحيى وحمزة والأعمش يقرءون (وينتجون) على مثال يفتعلون. واعتلّ الّذين قرءوه: {ويتناجون} بقوله: {إذا تناجيتم} ولم يقل: إذا انتجيتم.
وقوله: {وإذا جاءوك حيّوك بما لم يحيّك به اللّه}. يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: وإذا جاءك يا محمّد هؤلاء الّذين نهوا عن النّجوى، الّذين وصف اللّه جلّ ثناؤه صفتهم، حيّوك بغير التّحيّة الّتي جعلها اللّه لك تحيّةً، وكانت تحيّتهم الّتي كانوا يحيّونه بها الّتي أخبر اللّه أنّه لم يحيّه بها فيما جاءت به الأخبار، أنّهم كانوا يقولون: السّام عليكم.
ذكر الرّواية الواردة بذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ وابن وكيعٍ، قالا: حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن أبي الضّحى، عن مسروقٍ، عن عائشة، قالت: جاء ناسٌ من اليهود إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقالوا: السّام عليك يا أبا القاسم، فقلت: السّام عليكم، وفعل اللّه بكم وفعل. فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: يا عائشة، إنّ اللّه لا يحبّ الفحش فقلت: يا رسول اللّه، ألست ترى ما يقولون فقال: ألست ترينني أردّ عليهم ما يقولون، أقول: عليكم. وهذه الآية في ذلك نزلت {وإذا جاءوك حيّوك بما لم يحيّك به اللّه ويقولون في أنفسهم لولا يعذّبنا اللّه بما نقول حسبهم جهنّم يصلونها فبئس المصير}.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضّحى، عن مسروقٍ، عن عائشة، قالت: كان اليهود يأتون النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فيقولون: السّام عليكم، فيقول: عليكم. قالت عائشة: السّام عليكم وغضب اللّه. فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ اللّه لا يحبّ الفاحش المتفحّش. قالت: إنّهم يقولون: السّام عليكم، قال: إنّي أقول: عليكم. فنزلت: {وإذا جاءوك حيّوك بما لم يحيّك به اللّه}. قال: فإنّ اليهود يأتون النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فيقولون: السّام عليكم.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضّحى، عن مسروقٍ {وإذا جاءوك حيّوك بما لم يحيّك به اللّه}. قال: كانت اليهود يأتون النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فيقولون: السّام عليكم.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وإذا جاءوك حيّوك بما لم يحيّك به اللّه}. إلى {فبئس المصير}. قال: كان المنافقون يقولون لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا حيّوه: سامٌ عليكم، فقال اللّه {حسبهم جهنّم يصلونها فبئس المصير}.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {وإذا جاءوك حيّوك بما لم يحيّك به اللّه}. قال: يقولون: سامٌ عليكم، قال: هم أيضًا يهود.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {حيّوك بما لم يحيّك به اللّه}. قال: اليهود كانت تقول: سامٌ عليكم.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الزّهريّ، أنّ عائشة فطنت إلى قولهم، فقالت: وعليكم السّامة واللّعنة. فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: مهلاً يا عائشة، إنّ اللّه يحبّ الرّفق في الأمر كلّه. فقالت: يا نبيّ اللّه، ألم تسمع ما يقولون قال: أفلم تسمعي ما أردّ عليهم، أقول: وعليكم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ، أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بينما هو جالسٌ مع أصحابه، إذ أتى عليهم يهوديٌّ، فسلّم عليهم، فردّوا عليه، فقال نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: هل تدرون ما قال؟ قالوا: سلّم يا رسول اللّه. قال: بل قال: سأمٌ عليكم، أي تسأمون دينكم فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: أقلت سأمٌ عليكم؟ قال: نعم. فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: إذا سلّم عليكم أحدٌ من أهل الكتاب فقولوا وعليك. أي: عليك ما قلت.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {وإذا جاءوك حيّوك بما لم يحيّك به اللّه}. قال: هؤلاء يهود، جاء ثلاثة نفرٍ منهم إلى باب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فتناجوا ساعةً، ثمّ استأذن أحدهم، فأذن له النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: السّام عليك. فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: له عليك ثمّ الثّاني، ثمّ الثّالث. قال ابن زيدٍ: السّام: الموت.
وقوله جلّ ثناؤه: {ويقولون في أنفسهم لولا يعذّبنا اللّه بما نقول}. يقول جلّ ثناؤه: ويقول محيّوك بهذه التّحيّة من اليهود: هلاّ يعاقبنا اللّه بما نقول لمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، فيعجّل عقوبته لنا على ذلك، يقول اللّه: حسب قائلي ذلك يا محمّد جهنّم، وكفاهم بها يصلونها يوم القيامة، فبئس المصير جهنّم). [جامع البيان: 22/469-473]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال جاءت اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا له السلام عليك يريدون بذلك شتمه وقالوا في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول يعنون ألا يعذبنا الله بما نقول حين نشتم محمدا فأنزل الله عز وجل حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير). [تفسير مجاهد: 659]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {وإذا جاؤوك حيّوك بما لم يحيّك به اللّه} [المجادلة: 8].
- عن عبد اللّه بن عمرٍو «أنّ اليهود كانوا يقولون لرسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم -: سامٌ عليكم، ثمّ يقولون في أنفسهم: (لولا يعذّبنا اللّه بما نقول)، فنزلت هذه الآية {وإذا جاؤوك حيّوك بما لم يحيّك به اللّه} [المجادلة: 8] إلى آخر الآية».
رواه أحمد والبزّار والطّبرانيّ، وإسناده جيّدٌ لأنّ حمّادًا سمع من عطاء بن السّائب في حالة الصّحّة). [مجمع الزوائد: 7/121-122]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (حدّثنا يوسف بن موسى، ثنا هشام بن عبد الملك، ثنا حمّاد بن سلمة، عن عطاء بن السّائب، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرٍو، أنّ اليهود سلّموا على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وقالوا في أنفسهم: لولا يعذّبنا اللّه بما نقول: قال: فنزلت: {وإذا جاءوك حيّوك بما لم يحيّك به اللّه ويقولون في أنفسهم لولا يعذّبنا اللّه بما نقول} [المجادلة: 8] الآية.
قال البزّار: لا نعلمه يروى إلا عن عبد اللّه بن عمرٍو.
قلت: قد رواه عن ابن عبّاسٍ، قال البزّار: ولا رواه عن عطاءٍ إلا حمّادٌ). [كشف الأستار عن زوائد البزار: 3/75]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال أبو بكر بن أبي شيبة: ثنا عفّان بن مسلمٍ، ثنا حمّاد بن سلمة، عن عطاء بن السّائب، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرٍو- رضي اللّه عنهما-: "أنّ اليهود أتت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقالت: السّام، عليك. وقالوا في أنفسهم: لولا يعذّبنا اللّه بما نقول. فأنزل اللّه- عزّ وجلّ-: (وإذا جاءوك حيّوك بما لم يحيّك به الله ... ) فقرأ إلى قوله: (فبئس المصير) ".
- رواه أحمد بن حنبلٍ: ثنا عبد الصّمد، ثنا حمّادٌ ... فذكره.
- قال: وثنا عفّان، ثنا حماد، أبنا عطاء ... فذكره). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/283]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله: {ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى} قال: اليهود). [الدر المنثور: 14/317]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان قال: كان بين يهود وبين النّبيّ صلى الله عليه وسلم موادعة فكانوا إذا مر بهم رجل من أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم جلسوا يتناجون بينهم حتى يظن المؤمن أنهم يتناجون بقتله أو بما يكره المؤمن فإذا رأى المؤمن ذلك خشيهم فترك طريقه عليهم فنهاهم النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن النجوى فلم ينتهوا فأنزل الله {ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى} الآية). [الدر المنثور: 14/317]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وعبد بن حميد والبزار، وابن المنذر والطبراني، وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان بسند جيد عن ابن عمرو رضي الله عنه أن لايهود كانوا يقولون لرسول الله صلى اللله عليه وسلم: سام عليك يريدون بذلك شتمه - ثم يقولون في أنفسهم: {لولا يعذبنا الله بما نقول} فنزلت هذه الآية {وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله}). [الدر المنثور: 14/317]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وعبد بن حميد والبخاري والترمذي وصححه عن أنس أن يهوديا أتى على النّبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال: السام عليكم فرد عليه القوم فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: هل تدرون ما قال هذا قالوا: الله ورسوله أعلم يا نبي الله قال: لا ولكنه قال: كذا وكذا ردوه علي فردوه قال: قلت السام عليكم قال: نعم قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم عند ذلك إذا سلم عليكم أحد من أهل الكتاب فقولوا عليك ما قلت قال: {وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله}). [الدر المنثور: 14/318]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد والبخاري ومسلم، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن عائشة قالت: دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود فقالوا: السام عليك يا أبا القاسم فقالت عائشة: وعليكم السام واللعنة فقال: يا عائشة إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش قلت: ألاتسمعهم يقولون السام عليك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو ما سمعت ما أقول: وعليكم فأنزل الله {وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله}). [الدر المنثور: 14/318]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس في هذه الآية قال: كان المنافقون يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حيوه: سام عليك فنزلت). [الدر المنثور: 14/319]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد {وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله} يقولون: سام عليك هم أيضا يهود). [الدر المنثور: 14/319]

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (- أخبرنا مسعر، قال: حدثني معن وعون، أو أحدهما، أن رجلًا أتى عبد الله ابن مسعودٍ، فقال: اعهد إلي؟ فقال: إذا سمعت الله يقول: {يا أيها الذين آمنوا} فارعها سمعك، فإنها خيرٌ يأمر به، أو شرٌّ ينهى عنه). [الزهد لابن المبارك: 2/ 18]

قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا عبدة بن سليمان، عن الأعمش، عن خيثمة، قال: ما تقرؤون في القرآن: {يا أيّها الّذين آمنوا} فإنّ موضعه في التّوراة: يا أيّها المساكين). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 318]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرّسول وتناجوا بالبرّ والتّقوى واتّقوا اللّه الّذي إليه تحشرون}.
يقول تعالى ذكره: يا أيّها الّذين صدّقوا اللّه ورسوله {إذا تناجيتم} بينكم {فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرّسول}. ولكن تناجوا {بالبرّ} يعني طاعة اللّه وما يقرّبكم منه، {والتّقوى} يقول: وباتّقائه بأداء ما كلّفكم من فرائضه واجتناب معاصيه. {واتّقوا الله الّذي إليه تحشرون}. يقول: وخافوا اللّه الّذي إليه مصيركم، وعنده مجتمعكم في تضييع فرائضه، والتّقدّم على معاصيه أن يعاقبكم عليه عند مصيركم إليه). [جامع البيان: 22/473-474]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 9 - 11.
أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم إذا بعث سرية وأغزاها التقى المنافقون فانغضوا رؤوسهم إلى المسلمين ويقولون: قتل القوم وإذا رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم تناجوا وأظهروا الحزن فبلغ ذلك من النّبيّ صلى الله عليه وسلم ومن المسلمين فأنزل الله {يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان} الآية). [الدر المنثور: 14/319]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة قال كان المسلمون إذا رأوا المنافقين خلوا متناجين شق عليهم فنزلت إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا الآية). [تفسير عبد الرزاق: 2/279]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّما النّجوى من الشّيطان ليحزن الّذين آمنوا وليس بضارّهم شيئًا إلاّ بإذن اللّه وعلى اللّه فليتوكّل المؤمنون}.
يقول تعالى ذكره: إنّما المناجاة من الشّيطان.
ثمّ اختلف أهل العلم في النّجوى الّتي أخبر اللّه أنّها من الشّيطان، أيّ ذلك هو، فقال بعضهم: عنى بذلك مناجاة المنافقين بعضهم بعضًا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّما النّجوى من الشّيطان ليحزن الّذين آمنوا} كان المنافقون يتناجون بينهم، وكان ذلك يغيظ المؤمنين، ويكبر عليهم، فأنزل اللّه في ذلك القرآن {إنّما النّجوى من الشّيطان ليحزن الّذين آمنوا وليس بضارّهم شيئًا} الآية.
وقال آخرون بما: حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قول اللّه عزّ وجلّ {إنّما النّجوى من الشّيطان ليحزن الّذين آمنوا وليس بضارّهم شيئًا إلاّ بإذن اللّه}. قال: كان الرّجل يأتي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يسأله الحاجة ليري النّاس أنّه قد ناجى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: وكان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لا يمنع ذلك من أحدٍ.
قال: والأرض يومئذٍ حربٌ على أهل هذا البلد، وكان إبليس يأتي القوم فيقول لهم: إنّما يتناجون في أمورٍ قد حضرت، وجموعٍ قد جمعت لكم وأشياء، فقال اللّه: {إنّما النّجوى من الشّيطان ليحزن الّذين آمنوا}. إلى آخر الآية.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، قال: كان المسلمون إذا رأوا المنافقين خلوا يتناجون، يشقّ عليهم، فنزلت {إنّما النّجوى من الشّيطان ليحزن الّذين آمنوا}.
وقال آخرون: عني بذلك أحلام النّوم الّتي يراها الإنسان في نومه فتحزنه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن داود البلخيّ، قال: سئل عطيّة، وأنا أسمع عن الرّؤيا، فقال: الرّؤيا على ثلاث منازل، فمنها وسوسة الشّيطان، فذلك قوله: {إنّما النّجوى من الشّيطان}. ومنها ما يحدّث نفسه بالنّهار فيراه من اللّيل؛ ومنها كالأخذ باليد.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب قول من قال: عني به مناجاة المنافقين بعضهم بعضًا بالإثم والعدوان، وذلك أنّ اللّه جلّ ثناؤه تقدّم بالنّهي عنها بقوله: {إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرّسول}. ثمّ عمّا في ذلك من المكروه على أهل الإيمان، وعن سبب نهيه إيّاهم عنه، فقال: {إنّما النّجوى من الشّيطان ليحزن الّذين آمنوا}. فبيّن بذلك إذ كان النّهي عن رؤية المرء في منامه كان كذلك، وكان عقيب نهيه عن النّجوى بصفة أنّه من صفة ما نهى عنه.
وقوله: {وليس بضارّهم شيئًا إلاّ بإذن اللّه}. يقول تعالى ذكره: وليس التّناجي بضارٍّ المؤمنين شيئًا إلاّ بإذن اللّه، يعني: بقضاء اللّه وقدره.
وقوله: {وعلى اللّه فليتوكّل المؤمنون}. يقول تعالى ذكره: وعلى اللّه فليتوكّل في أمورهم أهل الإيمان به، ولا يحزنوا من تناجي المنافقين ومن يكيدهم بذلك، وأنّ تناجيهم غير ضارّهم إذا حفظهم ربّهم). [جامع البيان: 22/474-476]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة قال: كان المنافقون يتناجون بينهم فكان ذلك يغيظ المؤمنين ويكبر عليهم فأنزل الله في ذلك {إنما النجوى من الشيطان} الآية). [الدر المنثور: 14/319]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري ومسلم، وابن مردويه عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كنتم ثلاثة فلا يتناج اثنان دون الثالث فإن ذلك يحزنه). [الدر المنثور: 14/319-320]


رد مع اقتباس