الموضوع: سورة الشورى
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 8 شوال 1433هـ/25-08-2012م, 09:35 AM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي

سورة الشورى:
قوله عز وجل: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى}

قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (الآية الخامسة: قوله تعالى: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى...} الآية [23 / الشورى / 42] مختلف في نسخها، ناسخها قوله تعالى: {قل ما سألتكم من أجر فهو لكم...} الآية [47 / سبأ 34].) [الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 54]
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): ( باب ذكر الموضع الرّابع
قال جلّ وعزّ {قل لا أسألكم عليه أجرًا إلّا المودّة في القربى} [الشورى: 23] في هذه الآية أربعة أقوالٍ، فمن ذلك
ما حدّثناه عليل بن أحمد، قال: حدّثنا محمّد بن هشامٍ، قال: حدّثنا عاصم بن سليمان، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، {قل لا أسألكم عليه أجرًا} [الأنعام: 90] قال: " لا أسألكم على الإيمان جعلًا إلّا أن تودّوني لقرابتي وتصدّقوني وتمنعوا منّي ففعل ذلك بالأنصار ومنعوا منه منعهم عن أنفسهم وأولادهم، ثمّ نسختها {قل ما سألتكم من أجرٍ فهو لكم إن أجري إلّا على اللّه} [سبأ: 47] "
ومذهب عكرمة أنّها ليست بمنسوخةٍ قال:
كانوا يصلون أرحامهم فلمّا بعث النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قطعوه فقال: {قل لا أسألكم عليه أجرًا} [الأنعام: 90] إلّا أن تودّوني وتحفظوني لقرابتي ولا تكذّبوني
وفي رواية قيسٍ عن الأعمش عن سعيد بن جبيرٍ عن ابن عبّاسٍ:
" لمّا أنزل اللّه تعالى {قل لا أسألكم عليه أجرًا إلّا المودّة في القربى} [الشورى: 23] قالوا: يا رسول اللّه من هؤلاء الّذين نودّهم؟ قال : «عليٌّ وفاطمة وولدهما عليهم السّلام»
والقول الرّابع من أجمعها وأبينها
كما قرئ على عبد اللّه بن الصّقر بن نصرٍ، عن زياد بن أيّوب، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا عوفٌ، ومنصورٌ، عن الحسن، {قل لا أسألكم عليه أجرًا إلّا المودّة في القربى} [الشورى: 23]، قال «التّقرّب إلى اللّه تعالى والتّودّد إليه بطاعته»
فهذا قولٌ حسنٌ ويدلّ على صحّته الحديث المسند عن رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم
كما حدّثنا أحمد بن محمّدٍ الأزديّ، قال: حدّثنا الرّبيع بن سليمان المراديّ، قال: حدّثنا أسد بن موسى، قال: حدّثنا قزعة وهو ابن سويدٍ البصريّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قال: ((لا أسألكم على ما أتيتكم به من البيّنات والهدى أجرًا إلّا أن توادّوا واللّه تعالى وأن تتقرّبوا إليه بطاعته))
فهذا المبيّن عن اللّه عزّ وجلّ قد قال هذا وكذا قالت الأنبياء عليهم السّلام أجمعين قبله {إن أجري إلّا على اللّه} [يونس: 72] ). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/618-619] (م)
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (الآية الخامسة قوله تعالى {قل لا أسألكم عليه أجرا إلّا المودّة في القربى} اختلف المفسّرون في هذه الآية فبعض يجعلها محكمة وهو قول أبي
صالح مولى أم هانئ.
وآخرون يجعلونها منسوخة وهو قول الجماعة فمن جعلها محكمة روي أن النّبي (صلى الله عليه وسلم) لما قدم المدينة أحسن لأنصار جواره وجوار أصحابه حتّى واسوهم بالأموال والأنفس.
وقال بعض الأنصار لبعض: قد واسيتم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقدم عليه الوفود وليس عنده شيء فلو جمعتم له مالا فإذا قدم عليه الوفود أنفقه عليهم.
فقالوا : لا نفعل حتّى نستأذنه.
فاستأذنوه في ذلك فنزلت {قل لا أسألكم عليه أجرا}
يعني على إبلاغ الرسالة أي جعلا المودّة في القربى أن تودوني في قرابتي ، هذا قول من زعم أنّها محكمة
وقال آخرون: بل هي منسوخة وناسخها عندهم {قل ما سألتكم من أجر فهو لكم}
). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 155-156]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (قوله تعالى: {قل لا أسألكم عليه أجرًا إلاّ المودّة في القربى}:
أمر الله جلّ ذكره نبيّه صلى الله عليه وسلم أن يقول لقريش: لا أسألكم على ما جئتكم به من الهدى أجرًا، لكن أجري على ذلك أن لا تؤذوني لقرابتي منكم وتصدقوا بي وتمنعوني، ولم يفعلوا، وفعل ذلك الأنصار.
قال ابن عباس: هي منسوخةٌ بقوله: {قل ما سألتكم من أجرٍ فهو لكم إن أجرى إلاّ على الله} [سبأ: 47]، وهذا أيضًا - على هذا القول - من نسخ المكّي بالمكّي.
وقال الحسن: هي محكمةٌ. ومعناها:
لا أسألكم على الإيمان الذي جئتكم به أجرًا، إلاّ أن تتقربوا إلى الله بطاعته، والعمل بما يرضيه. وهذا لا ينسخ لأنه هو المرغوب منهم، وعليه قاتلهم.).[الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 405]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (ذكر الآية الخامسة: قوله تعالى: {قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى}
للمفسرين فيها قولان:
أحدهما: أنّ هذا الاستثناء من الجنس، فعلى هذا يكون سائلا أجرًا، وقد أشار ابن عبّاسٍ في رواية الضّحّاك إلى هذا المعنى ثمّ قال: نسخت هذه الآية بقوله: {قل ما سألتكم من أجرٍ فهو لكم} وإلى هذا ذهب مقاتلٌ.
والثّاني: أنّه استثناءٌ من غير الأوّل، لأن الأنبياء لا يسألون عن تبليغهم أجرًا، وإنّما المعنى: لكنّي أذكّركم المودّة في القربى، وقد روى هذا المعنى جماعةٌ عن ابن عباس، منهم طاؤس والعوفي.
أخبرنا ابن الحصين، قال: أبنا بن المذهّب، قال: أبنا أحمد بن جعفر، قال: بنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبلٍ قال: حدّثني أبي، قال: بنا يحيى عن شعبة، قال: حدّثني عبد الملك بن ميسرة، عن طاؤوس عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما قال: لم يكن بطنٌ من قريشٍ إلا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فيهم
قرابةٌ، فنزلت: {قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى} إلا أن تصلوا قرابة ما بيني وبينكم. هذا هو الصّحيح، ولا يتوجّه على هذا نسخٌ أصلا.).[نواسخ القرآن: 451]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وقالوا في قوله عز وجل: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى}الآية [الشورى: 23] هو منسوخ بقوله عز وجل في سورة "سبأ": {قل ما سألتكم من أجر فهو لكم}الآية [سبأ: 47] وهذا غير صحيح؛ لأن "سبأ" نزلت قبل "الشورى"، فتكون آية "الشورى" قد نزلت منسوخة، ومعنى قوله: {ما سألتكم من أجر فهو لكم}الآية [سبأ: 47]، أي: إني لا أسألكم أجرا، فإن سألتكم أجرا فخذوه فهو لكم، وقوله: {إلا المودة في القربى}الآية [الشورى: 23] لا يعارض هذا ولا ينافيه.
وقيل: معناه: ما سألتكم من أجر إلا ما هو لكم وعائد بنفعه عليكم، وهو الإيمان والإسلام وطاعة الله عز وجل، فتكون الآية على هذا في معنى: {إلا المودة في القربى}الآية [الشورى: 23]؛ لأن المودة في القرابة تلزمهم كما تلزمه، فإذا سألهم المودة في القربى فقد سألهم ما هو لهم وما نفعه لهم، وذلك أن بطون قريش كلها بينها وبينه صلى الله عليه وسلم قرابة فما سألهم على ما جاء به من الهدى والفوز والنجاة إلا مودتهم وصلة الرحم بينهم وبينه، ولا خفاء أن ذلك راجع بالنفع عليهم، فالذي سألهم هو لهم، وقيل: إن الأنصار افتخرت بأفعالها على قريش فقال بعض عترة النبي صلى الله عليه وسلم: (لنا الفضل عليكم)، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا معشر الأنصار، ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله بي؟)) قالوا: بلى يا رسول الله.
فقال: ((ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله بي؟))، قالوا: (بلى يا رسول الله)، قال: ((أفلا تجيبونني؟))، قالوا: (ما تقول يا رسول الله؟)، قال: ((ألا تقولون: ألم يخرجك قومك فأويناك، ألم يكذبوك فصدقناك، ألم يخذلوك فنصرناك))، فما زال يقول حتى جثوا على الركب، وقالوا: (أموالنا وما في أيدينا لله ولرسوله) فنزلت: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى}الآية [الشورى: 23]، وهذا المعنى أيضا لا يعارض آية "سبأ"؛ لأن مودة قرابة النبي صلى الله عليه وسلم نفعها لهم، على أن هذا التأويل يعترض عليه أن السورة مكية، والمعنى الأول أحسن وعليه العلماء.
قال ابن عباس: (المعنى: قل لقريش لا أسألكم على ما جئتكم به أجرا إلا أن تتوددوا إلى الله عز وجل وتتقربوا إليه بالعمل الصالح).
وكذلك قال الحسن: إلا التقرب إلى الله عز وجل والتودد إليه بالعمل الصالح).
[جمال القراء:1/360-361]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس