عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 03:21 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ويشهد اللّه على ما في قلبه...}
كان ذلك رجلا يعجب النبي صلى الله عليه وسلم حديثه، ويعلمه أنه معه ويحلف على ذلك فيقول: (الله يعلم). فذلك قوله "ويشهد الله" أي ويستشهد الله. وقد تقرأ "ويشهد اللّه" رفع "على ما في قلبه"). [معاني القرآن: 1/123]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وهو ألدّ الخصام...} يقال للرجل: هو ألدّ من قوم لدّ، والمرأة لدّاء ونسوة لدّ، وقال الشاعر:
اللدّ أقران الرجال اللدّ * ثم أردّي بهم من يردي
ويقال: ما كنت ألدّ فقد لددت، وأنت تلدّ. فإذا غلبت الرجل في الخصومة (قلت: لددته) فأنا ألدّه لدّاً
وقول الله تبارك وتعالى: {ويهلك الحرث والنّسل} نصبت، ومنهم من يرفع "ويهلك" رفع لا يردّه على "ليفسد" ولكنه يجعله مردودا على قوله: {ومن الناس من يعجبك قوله...ويهلك} والوجه الأوّل أحسن). [معاني القرآن: 1/123-124]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ألدّ الخصام}: شديد الخصومة، ويقال للفاجر: أبلّ وألدّ، ويقال: قد بللت ولددت بعدي؛ مصدره اللدد، والجميع: قوم لدّ، قال المسيّب بن علس:
ألا تتّقون الله يا آل عامرٍوهل يتّقى الله الأبلّ المصمّم). [مجاز القرآن: 1/71]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({ومن النّاس من يعجبك قوله في الحياة الدّنيا ويشهد اللّه على ما في قلبه وهو ألدّ الخصام}
قال: {ويشهد اللّه على ما في قلبه} إذا كان هو يشهد وقال بعضهم: {ويشهد اللّه} أي: إن الله هو الذي يشهد.
وقال: {وهو ألدّ الخصام} من "لددت" "تلدّ" و"هو ألدّ" و"هم قومٌ لدٌّ" و"امرأةٌ لدّاء" و"نسوةٌ لدّ"). [معاني القرآن: 1/132-133]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة الحسن وأبي عمرو {ويشهد الله}.
قراءة محمد بن عبد الرحمن بن محيصن "ويشهد الله" ). [معاني القرآن لقطرب: 267]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {وهو ألد الخصام} قالوا: رجل ألد وألندد ويلندد، وقالوا في الفعل: لددت ألد لددا، ولددت الرجل ألده لدًا؛ إذا خصمته.
وقال الطرماح:
يضحي على جذم الجذول كأنه = خصم أبر على الخصوم ألندد
وقال طرفة:
فمرت كهاة ذات خيف جلالة = عقيلة شيخ كالوبيل يلندد
[معاني القرآن لقطرب: 352]
وقال المهلهل:
إن تحت الأحجار حزما وعزما وخصيما ألد ذا معلاق
بالعين.
قال أبو علي قطرب: فجاء بها على الآية.
وقال عبيد:
أغص أخا الشغب الألد لريقه = فينطق بعدي والكلام خفيض
وقال الآخر:
لي شجنان شجن بنجد = يلد أقران الرجال اللد). [معاني القرآن لقطرب: 353]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({ألد الخصام}: شديد الخصومة ويروى كاذب القول والجميع قوم لد). [غريب القرآن وتفسيره: 90]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ألدّ الخصام}: أشدّهم خصومة.
يقال: رجل ألدّ، بين اللّدد. وقوم لدّ. والخصام جمع خصم. ويجمع على فعول وفعال.
يقال:
خصم وخصام وخصوم). [تفسير غريب القرآن: 80]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {ومن النّاس من يعجبك قوله في الحياة الدّنيا ويشهد اللّه على ما في قلبه وهو ألدّ الخصام}
- موضع (من) رفع على ضربين:
1- على الابتداء،
2- وبالعامل في (من) وقد شرحنا هذا الباب.

ويروى أن رجلا من ثقيف كان يعجب النبي - صلى الله عليه وسلم - كلامه، ويظهر له من الجميل خلاف ما في نفسه.
وقوله عزّ وجلّ: {ويشهد اللّه على ما في قلبه} وإن قلت: ويشهد اللّه على ما في قلبه فهو جائز إن كان قد قرئ به والمعنى فيه أن الله عالم بما يسرّه، فأعلم اللّه عزّ وجلّ النبي - صلى الله عليه وسلم - حقيقة أمر هذا المنافق - وقال: {وهو ألدّ الخصام}.
ومعنى خصم ألدّ في اللغة - الشديد الخصومة والجدل، واشتقاقه من لديدي العنق، وهما صفحتا العنق، وتأويله، أن خصمه في أي وجه أخذ - من يمين أو شمال - من أبواب الخصومة غلبه في ذلك.
يقال رجل ألدّ، وامرأة لدّاء وقوم لدّ - وقد لددت فلانا ألده - إذا جادلته فغلبته.
وخصام جمع خصم، لأن فعلا يجمع إذا كان صفة على فعال، نحو صعب وصعاب، وخدل وخدال.
وكذلك أن جعلت خصما صفة، فهو يجمع على أقل العدد، وأكثره على فعول وفعال جميعا، يقال خصم وخصام وخصوم، وإن كان اسما ففعال فيه أكثر العدد، نحو فرخ وأفراخ، لأقل العدد، وفراخ وفروخ لما جاوز العشرة). [معاني القرآن: 1/276-277]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله تعالى: {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا}
قال ابن عباس: علانيته ويشهد الله في الخصومة أن ما يريد الحق ولا يطلب الظلم وهو ألد الخصام ظالم.
وقال محمد بن كعب: هم المنافقون.
وقرأ ابن محيصن (ويشهد الله) بفتح الياء الهاء والرفع، ومعناه: يعلم الله.
ثم قال تعالى: {وهو ألد الخصام}
قال مجاهد: أي ظالم لا يستقيم .
وقال قتادة: شديد جدل بالباطل.
والألد في اللغة: الشديد الخصومة مشتق من اللديدين وهما صفحتا العنق أي في أي جانب أخذ من الخصومة غلب كما قال الشاعر:
إن تحت الأحجار حزما وجودا = وخصيما ألد ذا مغلاق
ويروى معلاق ويقال هو من لديدي الوادي أي جانبيه
فصاحب هذه الصفة يأخذ من جانب ويدع الاستقامة واللدود في أحد الشقين
وقال أبو إسحاق الخصام جمع خصم). [معاني القرآن: 1/148-150]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({ألد الخصام} أي: أشدهم خصومة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 39]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الأَلَــــدُّ}: الشـــديـد الخصومــة). [العمدة في غريب القرآن: 89]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقول الله تبارك وتعالى: {ويهلك الحرث والنّسل} نصبت، ومنهم من يرفع "ويهلك" رفع لا يردّه على "ليفسد" ولكنه يجعله مردودا على قوله: {ومن الناس من يعجبك قوله...ويهلك} والوجه الأوّل أحسن). [معاني القرآن: 1/124] (م)
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {واللّه لا يحبّ الفساد...}
من العرب من يقول: فسد الشيء فسودا، مثل قولهم: ذهب ذهوبا وذهابا، وكسد كسودا وكسادا). [معاني القرآن: 1/124]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة الحسن "ليفسد فيها ويهلك الحرث".
أبو عمرو {ويهلك الحرث والنسل} بالنصب.
الرفع على الابتداء كأنما قال: يهلك الحرث؛ والنصب على أول الكلام، على اللام كأنه قال: وليهلك وليفسد). [معاني القرآن لقطرب: 267]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {وإذا تولى سعى} فكان ابن عباس يقول: إذا تولى إذا غضب.
وأما {الحرث والنسل} يقال: ليس لفلان إبل، ولا شيء ينسل، وليس له نسولة، والنسيل أيضًا: ما خرج من الوبر والشعر؛ وقوله {إلى ربهم ينسلون} من ذلك، والمعنى كله بعضه من بعض). [معاني القرآن لقطرب: 353]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وإذا تولّى} أي: فارقك.
{سعى في الأرض} أي: أسرع فيها.
{ليفسد فيها ويهلك الحرث}
يعني: الزرع.
{والنّسل} يريد الحيوان. أي: يحرق ويقتل ويخرب). [تفسير غريب القرآن: 80]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وإذا تولّى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنّسل واللّه لا يحبّ الفساد}
نصب {ليفسد} على إضمار أن، المعنى لأن يفسد فيها، وعطف ويهلك علي ويفسد،
ويجوز أن يكون: {يهلك الحرث والنسل} على الاستئناف، أي: وهو يهلك الحرث والنسل، أي يعتقد ذلك.

وقالوا في {الحرث والنسل}: إن الحرث النساء والنسل الأولاد.
وهذا غير منكر لأن المرأة تسمّى حرثا - قال اللّه عزّ وجلّ: {نساؤكم حرث لكم}
وأصل هذا إنما هو في الزرع، وكل ما حرث. فيشبه ما منه الولد بذلك. وقالوا في الحرث هو ما تعرفه من الزرع. لأنه إذا أفسد في الأرض أبطل - بإفساده وإلقائه الفتنة - أمر الزراعة). [معاني القرآن: 1/277-278]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال تعالى: {وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل}أي: إذا فارقك أسرع في فساد الحرث والنسل
وروى أبو مالك عن ابن عباس: نزلت في الأخنس بن شريق خرج من عند النبي صلى الله عليه وسلم فمر بزرع لقوم من المسلمين وحمر فأحرق الزرع وعقر الحمر.
وروى أبو إسحاق عن التميمي عن ابن عباس قال: الحرث حرث الناس والنسل نسل كل دابة.
قال قتادة: الحرث الزرع والنسل نسل كل شيء.
وحدثنا محمد بن شعيب قال أخبرني أحمد بن سعيد قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا أبي عن علي بن الحكم عن الضحاك أما قوله: {ويهلك الحرث والنسل} فالناس وكل دابة وأما الحرث فهي الجنان والأصل النابت
قال أبو جعفر: وهذه الأقوال متقاربة المعاني والمعنى يحرق ويخرب ويقتل). [معاني القرآن: 1/150-151]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وإذا تولى سعى في الأرض} أي: فارقك.
{ويهلك الحرث} أي: الزرع بالحرق.
{والنسل} أي: الحيوان بالقتل). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 39]


تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولبئس المهاد}: الفراش). [مجاز القرآن: 1/71]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {فحسبه جهنم} فإن يونس زعم: أن جهنم اسم أعجمي، ولم يعرف أكثر من ذلك؛ وكان رؤبة يقول عن العرب: هذه ركية جهنام؛ أي بعيدة القعر؛ فجهنم عندنا من ذلك؛ والله أعلم.
[معاني القرآن لقطرب: 353]
قال الأعشى فجاء بهذا اللفظ:
دعوت خليلي مسحلاً ودعوا له = جهنام جدعا للهجين المذمم
فقال: جهنام فلم يصرف؛ فهذا تقوية لقول يونس أنه أعجمي.
وقوله عز وجل {ولبئس المهاد}، و{فنعم الماهدون} قال ابن عباس: نعم الفارشون؛ وكأن المهد والمهاد من ذلك جميعًا: الفراش وما أشبهه؛ و{فلأنفسهم يمهدون} من ذلك، كأنه قال: يفرشون ويهيؤون.
وقال الأعشى:
إلى ملك لا يقطع الليل همه = خروج تروك للفراش الممهد). [معاني القرآن لقطرب: 354]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({والمهاد}: الفراش). [غريب القرآن وتفسيره: 90]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ولبئس المهاد} أي: الفراش. ومنه يقال: مهّدت فلانا إذا وطّأت له. ومهد الصبيّ منه). [تفسير غريب القرآن: 80]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال تعالى: {وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم}
حدثنا محمد بن جعفر ألا نباري قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب قال: قال عبد الله كفى بالرجل إثما أن يقول له أخوه اتق الله فيقول عليك نفسك أأنت تأمرني). [معاني القرآن: 1/151]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({المهاد} الفراش). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 39]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْمِهَــــادُ}: الفـــــراش). [العمدة في غريب القرآن: 89]

تفسير قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {يشري نفسه}: يبيعها). [مجاز القرآن: 1/71]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({ومن النّاس من يشري نفسه ابتغاء مرضات اللّه واللّه رؤوفٌ بالعباد}
قال: {ومن النّاس من يشري نفسه ابتغاء مرضات اللّه} يقول: "يبيعها" كما تقول: "شريت هذا المتاع" أي: بعته و"شريته"": اشتريته أيضاً، يجوز في المعنيين جميعا، كما تقول: "إنّ الجلّ لأفضل المتاع"، و"إنّ "الجلّ لأردؤه"، وعلى ذلك يجوز مع كثير مثله. وكذلك "الجلل" يكون العظيم ويكون الصغير. وكذلك "السّدف" يكون الظلمة والضوء. وقال الشاعر:
وأرى أربد قد فارقني = ومن الآرزاء رزء ذو جلل
أي: عظيم. وقال الآخر:
ألا إنّما أبكي ليومٍ لقيته = بجرثم صادٍ كلّ ما بعده جلل
أي: صغير.
وأما قوله: {ابتغاء مرضات اللّه} فإن انتصابه على الفعل وهو على "يشري" كأنه قال "لابتغاء مرضاة الله" فلما نزع اللام عمل الفعل. ومثله {حذر الموت} وأشباه هذا كثير.
قال الشاعر:

واغفر عوراء الكريم ادّخاره = وأعرض عن شتم اللئيم تكرّما
لما حذف اللام عمل فيه الفعل). [معاني القرآن: 1/133]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة الحسن وأبي عمرو {رؤف} على فعل.
قراءة أبي جعفر المدني وشيبة ونافع {رءوف} على فعول، والفعل منه رؤف، ورأف، ورئف، رءافة بالمد). [معاني القرآن لقطرب: 266]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({يشري نفسه}: يبيعها). [غريب القرآن وتفسيره: 90]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ومن النّاس من يشري نفسه ابتغاء مرضات اللّه} أي: يبيعها. يقال: شربت الشيء، إذا بعته واشتريته. وهو من الأضداد). [تفسير غريب القرآن:80-81]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {ومن النّاس من يشري نفسه ابتغاء مرضات اللّه واللّه رءوف بالعباد}
قال أهل اللغة: {يشري نفسه} يبيع نفسه، ومعنى بيعه نفسه بذلها في الجهاد في سبيل اللّه.
قال الشاعر في شريت بمعنى بعت:
وشريت بردا ليتني... من بعد برد كنت هامه
وقال أهل التفسير: هذا رجل كان يقال له صهيب بن سنان أراده المشركون مع نفر معه على ترك الإسلام، وقتلوا بعض النفر الذين كانوا معه فقال لهم صهيب: أنا شيخ كبير، إن كنت عليكم لم أضركم " وإن كنت معكم لم أنفعكم فخلوني وما أنا عليه، وخذوا مالي فقبلوا منه ماله، وأتى المدينة فلقيه أبو بكر الصديق رضي اللّه عنه فقال له: ربح البيع يا صهيب، فرد عليه وأنت فربح بيعك يا أبا بكر وتلا الآية عليه.
ونصب {ابتغاء مرضات اللّه} على معنى المفعول له.
المعنى يشريها لابتغاء مرضاة اللّه). [معاني القرآن: 1/278-279]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله تعالى: {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله}أي: يبيع ومعنى يبيع نفسه يبذلها في سبيل الله.
قال سعيد بن المسيب: أقبل صهيب مهاجرا نحو النبي صلى الله عليه وسلم فاتبعه نفر من قريش من المشركين فنزل عن راحلته فانتثر ما في كنانته وأخذ قوسه ثم قال يا معشر قريش لقد علمتم أني من أرماكم رجلا وايم الله لا تصلون إلي حتى أرمي بما في كنانتي ثم أضرب بسيفي ما بقي في يدي منه شيء ثم افعلوا ما شئتم فقالوا: دلنا على بيتك ومالك بمكة ونخلي عنك وعاهدوه ففعل فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أبا يحيى ربح البيع)) فأنزل الله: {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله}
وقال قتادة: هم المهاجرون والأنصار). [معاني القرآن: 1/152-153]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يشري نفسه} أي: يبيعها، وهو من الأضداد). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 39]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يَشْــــرِي}: يبيـــــع). [العمدة في غريب القرآن: 89]


رد مع اقتباس