عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26 ربيع الثاني 1434هـ/8-03-2013م, 08:15 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({الذّين هادوا (62)} أي: الذين تابوا ممن تهوّد أي: هدنا إلى ربنا.
{والصّابئين (62)} يقال: صبأت من دينك إلى دين آخر، إذا خرجت، كما تصبأ النجوم تخرج من مطالعها، ويقال: صبأت ثنيةً إذا طلعتها). [مجاز القرآن: 1 / 42 -43]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله عز وجل {والذين هادوا} و{كونوا هودا أو نصارى} فتكون لليهود؛ وبعض العرب يقول: فعله هود من هودهم؛ أي يهود؛ ويهود: يفعل من هاد؛ وكذلك قال ابن عباس {الذين هادوا} اليهود.
وقد يكون الواحد من هود هائد؛ من هاد يهود، أي عاذ به؛ وكان ذلك ذنبًا، فيما بلغنا.
والهائد العائذ، وقال المؤمنون {إنا هدنا إليك} هيادة وهودًا؛ أي تبنا، وهو قول ابن عباس: تبنا؛ وهو يقرب من عذنا.
وقال زهير:
سوى مربع لم تأت فيه مخافة = ولا رهقا من عائذ متهود
[معاني القرآن لقطرب: 315]
ويقال: تهودت بك؛ وكأن الهوادة من ذلك إذا قلت بينهما هوادة.
وأما قوله {والصابئين} فإنهم يقولون: صبأت أصبأ صبوءا؛ إذا صرت صابئًا، وصبأت ثنية الصبي: طلعت؛ وأصبأت أيضًا لغة؛ وكأنه خروج من دين إلى دين، كخروج الثنية.
وأما قول ابن عباس، فكان يقول: الصابئون صنف من النصارى ألين قولاً منهم، وهم الصائمون السائمون، المحلقة أوساط رؤوسهم). [معاني القرآن لقطرب: 316]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({الصابئين}: ملة من اليهود والنصارى والمجوس لهم دين. يقال: صبأت من دينك إلى دين آخر، إذا خرجت منه، ومن ذلك: صبأت ثنيته، إذا طلعت). [غريب القرآن وتفسيره: 72]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({الّذين هادوا} هم: اليهود. {والصّابئين} قال قتادة: «هم قوم يعبدون الملائكة، ويصلون [إلى] القبلة، ويقرؤون الزّبور».
وأصل الحرف من صبأت: إذا خرجت من شيء إلى شيء ومن دين إلى دين. ولذلك كانت قريش تقول في الرجل إذا أسلم واتبع النبي -صلى اللّه عليه وعلى آله-: قد صبأ فلان -بالهمز-، أي: خرج عن ديننا إلى دينه). [تفسير غريب القرآن:51 -52]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجل: {إنّ الّذين آمنوا والّذين هادوا والنّصارى والصّابئين من آمن باللّه واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربّهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون (62)} لا يجوز أن يكون لأحد منهم إيمان إلا مع إيمانه بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، ودليل ذلك قوله عزّ وجلّ: {الّذين كفروا وصدّوا عن سبيل اللّه أضلّ أعمالهم * والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات وآمنوا بما نزّل على محمّد وهو الحقّ من ربّهم كفّر عنهم سيّئاتهم}، فتأويله: من آمن باللّه واليوم الآخر وآمن بالنبي -صلى الله عليه وسلم- فلهم أجرهم.
وجاز أن يقال: {فلهم} لأن من لفظها لفظ الواحد وتقع على الواحد والاثنين والجمع والتأنيث والتذكير، فيحمل الكلام على لفظها فيُوحّد ويذكر، ويحمل على معناها فيثنّى ويجمع ويؤنث.
قال الشاعر:

تعـشّ فـإن عاهدتـنـي لا تخونـنـي ....... نكن مثل من يا ذئب يصطحبان

و"هادوا" أصله في اللغة: تابوا، وكذلك قوله عزّ وجلّ: {إنّا هدنا إليك} أي: تبنا إليك.
وواحد "النصارى" قيل فيه قولان:
قالوا يجوز أن يكون واحدهم "نصران" كما ترى، فيكون: نصران ونصارى، على وزن: ندمان وندامى، قال الشاعر:

فكلتاهما خـرّت وأسجـد رأسهـا ....... كما أسجدت نصرانة لم تحنّف

فـ"نصرانة" تأنيث "نصران".
ويجوز أن يكون النصارى واحدهم "نصرى"، مثل: بعير مهري وإبل مهارى.
ومعنى "الصابئين": الخارجين من دين إلى دين، يقال: صبأ فلان إذا خرج من دينه يصبأ يا هذا، ويقال: صبأت النجوم، إذا ظهرت، وصبأ نابه، إذا خرج.
وقوله عزّ وجلّ: {ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون} القراءة الجيدة: الرفع، وكذلك إدا كررت (لا) في الكلام، قلت: لا رجل عندي ولا زيد، و{لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون (47)}.
وإن قرئ (فلا خوفَ عليهم) فهو جيد بالغ الجودة وقد قرئ به). [معاني القرآن: 1 / 145 -147]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({والصابئين} الخارجون، من: صبأت النجوم، إذا ظهرت وخرجت.
وهم قوم يعبدون الملائكة، ويقرؤون الزبور، ويصلون للقبلة). [تفسير المشكل من غريب القرآن:28 -29]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({هَادُواْ}: تابوا. "الصَّابِئِ": الخارج من دينه). [العمدة في غريب القرآن: 77]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قوله: {خذوا ما آتيناكم بقوّةٍ...} يقول: بجدٍّ وبتأدية ما افترض عليكم فيه). [معاني القرآن: 1 / 43]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({الطّور} جبل كان رفع عليهم حيث قيل لهم: {قولوا حطّة (58)}). [مجاز القرآن: 1 / 43]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطّور خذوا ما آتيناكم بقوّةٍ واذكروا ما فيه لعلّكم تتّقون}
قوله: {وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطّور خذوا ما آتيناكم بقوّةٍ} فهذا على الكلام الأول. يقول: "اذكروا إذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا" يقول: "فقلنا لكم: خذوا". كما تقول: "أوحيت إليه: قم"، كأنه يقول: "أوحيت إليه فقلت له: قم" وكان في قولك: "أوحيت إليه" دليل على أنّك قد قلت له). [معاني القرآن: 1 / 78]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما {الطور} والعلم: فالجبل.
قال الأعشى:
فإني وثوبي راهب الطور والتي = بنتها قريش والمضاض وجرهم). [معاني القرآن لقطرب: 316]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({الطور}: جبل). [غريب القرآن وتفسيره: 72]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):{الطّور}: الجبل. ورفعه فوقهم مبين في سورة الأعراف). [تفسير غريب القرآن: 52]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطّور خذوا ما آتيناكم بقوّة واذكروا ما فيه لعلّكم تتّقون (63)} المعنى: اذكروا إذ أخذنا ميثاقكم. و"الطور" ههنا: الجبل.
ومعنى {أخذنا ميثاقكم}: يجوز أن يكون ما أخذه اللّه عزّ وجلّ حين أخرج الناس كالذر. ودليل هذا قوله: {وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنّه ظلّة} ثم قال من بعد تمام الآية: {وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيّتهم} فهذه الآية كالآية التي في البقرة. وهو أحسن المذاهب فيها.
وقد قيل: أن أخذ الميثاق هو: ما أخذ الله من الميثاق على الرسل ومن اتبعهم. ودليله قوله عزّ وجلّ: {وإذ أخذ اللّه ميثاق النّبيّين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثمّ جاءكم رسول مصدّق لما معكم لتؤمننّ به ولتنصرنّه} فالأخذ على النبيين -صلى الله عليهم وسلم- الميثاق يدخل فيه من اتبعهم.
{ورفعنا فوقكم الطّور} أي: جئناكم بآية عظيمة، وهي أن الطور -وهو الجبل- رفع فوقهم حتى أظلهم وظنوا أنه واقع بهم، فأخبر اللّه بعظم الآية التي أروها بعد أخذ الميثاق، وأخبر بالشيء الذي لو عذبهم بعده لكان عدلا في ذلك، ولكنه جعل لهم التوبة بعد ذلك وقال: {ثمّ تولّيتم من بعد ذلك} "ذلك" أي: من بعد الآيات العظام.
{فلولا فضل اللّه عليكم ورحمته} أي: لولا أن منّ اللّه عليكم بالتوبة بعد أن كفرتم مع عظيم هذه الآيات {لكنتم من الخاسرين}.
وقوله عزّ وجلّ: {خذوا ما آتيناكم بقوّة} موضع "ما" نصب، و {ما آتيناكم}: الكتاب الذي هو التوراة، ومعنى "خذوه بقوة" أي: خذوه بجد واتركوا الريب والشك لما بان لكم من عظيم الآيات.
وقوله عزّ وجلّ: {واذكروا ما فيه} معناه: ادرسوا ما فيه، وجاز في اللغة أن تقول: "خذ" و"خذا"، وأصله "أوخذ" وكذلك "كل" أصله "أوكل"، ولكن "خذ" و"كل" اجتمع فيهما كثرة الاستعمال والتقاء همزتين وضمة، فحذفت فاء الفعل وهي الهمزة التي كانت في "أَخذ" و"آكل" فحذفت لما وصفنا من كثرة الاستعمال واجتماع ما يستقلون). [معاني القرآن: 1 / 148 -149]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الطُّورَ}: جبل). [العمدة في غريب القرآن: 77]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64)}


رد مع اقتباس