عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 17 ذو القعدة 1439هـ/29-07-2018م, 04:31 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وما تلك بيمينك يا موسى} تقديره ومضمنه التنبيه وجمع النفس لتلقي ما يورد عليها، وإلا فقد علم الله تعالى ما هي في الأزل. وقوله: "بيمينك" من صلة "تلك"، وهذا نظير قول الشاعر:
عدس! ما لعباد عليك إمارة ... نجوت وهذا تحملين طليق). [المحرر الوجيز: 6/87]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى (18)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قال ابن الجوهري: وروي في بعض الآثار أن الله تعالى عتب على موسى إضافة
[المحرر الوجيز: 6/87]
العصا إلى نفسه في ذلك الموطن، فقيل له: "ألقها" ليرى منها العجب فيعلم أنه لا ملك له عليها ولا تنضاف إليه.
وقرأ الحسن، وأبو عمرو -بخلاف عنه - "عصايي" بكسر الياء مثل غلامي، وقرأت فرقة: "عصى"، وهي لغة هذيل، ومنه قول أبي ذؤيب:
سبقوا هوي وأعنقوا لهواهم ... ... .....
وقرأ الجمهور: "عصاي" بفتح الياء، وكذلك ابن أبي إسحاق قرأ: "عصاي" بياء ساكنة.
ثم ذكر موسى عليه السلام من منافع عصاه عظمها وجمهورها، وأجمل سائر ذلك. وقرأ الجمهور: "وأهش" بضم الهاء والشين المنقوطة، ومعناه: أخبط بها الشجر حتى ينتشر الورق للغنم، وقرأ إبراهيم النخعي: "وأهش" بكسر الهاء، والمعنى كالذي تقدم، وقرأ عكرمة مولى ابن عباس رضي الله عنهما: "وأهس" بضم الهاء والسين غير المنقوطة، ومعناه: أزجرها وأخوف، وقرأت فرقة: "على غنمي" بالجر، وقرأت فرقة:
[المحرر الوجيز: 6/88]
"على غنمي" فأوقعوا الفعل على الغنم، وقرأت فرقة: "غنمي" بسكون النون، ولا أعرف لها وجها، وقوله: "أخرى" - فوحد مع تقدم الجمع - وهو المهيع في توابع جمع ما لا يعقل والكناية عنه، فإن ذلك يجرى مجرى الواحدة المؤنثة، كقوله: {الأسماء الحسنى}، وكقوله: {يا جبال أوبي معه}، وقد مر القول في هذا المعنى غير مرة.
وعصا موسى عليه السلام هي التي كان أخذها من بيت عصي الأنبياء الذي كان عند شعيب عليه السلام حين اتفقا على الرعية، وكانت عصا آدم عليه السلام هبط بها من الجنة، وكانت من العين الذي في ورق الريحان، وهو الجسم المستطيل في وسطها، وقد تقدم شرح أمرها فيما مضى). [المحرر الوجيز: 6/89]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قال ألقها يا موسى فألقاها فإذا هي حية تسعى قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى لنريك من آياتنا الكبرى اذهب إلى فرعون إنه طغى قال رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا}
لما أراد الله تبارك وتعالى أن يدربه في تلقي النبوة وتكاليفها أمره بإلقاء العصا). [المحرر الوجيز: 6/89]

تفسير قوله تعالى: {فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (فألقاها موسى عليه السلام، فقلب الله أوصافها وأغراضها، وكانت عصا ذات شعبتين، فصارت الشعبتان لها فما، وصارت حية تسعى، أي تنتقل وتمشي وتلتقم الحجارة، فلما رآها موسى عليه السلام رأى عبرة فولى مدبرا ولم يعقب). [المحرر الوجيز: 6/89]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (21)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (فقال الله له: خذها ولا تخف، وذلك أنه أوجس في نفسه خيفة، أي لحقه ما يلحق البشر، وروي أن موسى عليه السلام تناولها بكمي جبته، فنهي عن ذلك فأخذها بيده فصارت عصا كما كانت أول مرة، وهي سيرتها الأولى). [المحرر الوجيز: 6/89]

تفسير قوله تعالى: {وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آَيَةً أُخْرَى (22)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أمره الله تعالى أن يضم يده إلى جنبه، وهو الجناح استعارة ومجازا، ومنه قول الراجز:
[المحرر الوجيز: 6/89]
أضمه للصدر والجناح
وبعض الناس يقول: "الجناح": اليد.
وهذا كله صحيح على طريق الاستعارة، ألا ترى أن جعفر بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه سمي ذا الجناحين بسبب يديه حين أقيمت له الجناحان مقام اليدين، شبه بجناح الطائر.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وكل مرعوب من ظلمة أو نحوها فإنه إذا ضم يده إلى جناحه فتر رعبه وجمع جأشه، فجمع الله تبارك وتعالى لموسى عليه السلام تفتير الرعب مع الآية في اليد. وروي أن يد موسى عليه السلام خرجت بيضاء تشف وتضيء كأنها شمس.
وقوله تعالى: {من غير سوء} أي: من غير برص ولا مثلة، بل هو أمر ينحسر ويعود لحكم الحاجة إليه). [المحرر الوجيز: 6/90]

تفسير قوله تعالى: {لِنُرِيَكَ مِنْ آَيَاتِنَا الْكُبْرَى (23)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {لنريك من آياتنا الكبرى} يحتمل أن يريد وصف الآيات بالكبر على ما تقدم من قوله: {له الأسماء الحسنى} و{مآرب أخرى} ونحوه، ويحتمل أن يريد تخصيص هاتين الآيتين بأنهما أكبر الآيات، كأنه قال: لنريك الكبرى من آياتنا، فهما معنيان). [المحرر الوجيز: 6/90]

رد مع اقتباس