عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:24 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {فلا أقسم بالشّفق * واللّيل وما وسق * والقمر إذا اتّسق * لتركبنّ طبقًا عن طبقٍ * فما لهم لا يؤمنون * وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون *بل الّذين كفروا يكذّبون * واللّه أعلم بما يوعون * فبشّرهم بعذابٍ أليمٍ * إلّا الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات لهم أجرٌ غير ممنونٍ}.
(لا) زائدةٌ، والتقدير: فأقسم. وقيل: (لا) ردٌّ على أقوال الكفّار، وابتدأ القول: {أقسم}، وقسم اللّه تعالى بمخلوقاته هو على جهة التشريف لها وتعريضها للعبرة؛ إذ القسم بها منبّهٌ منها.
و(الشّفق) الحمرة التي تعقب غيبوبة الشمس مع البياض التابع لها في الأغلب.
وقيل: الشّفق هنا النهار كلّه. قاله مجاهدٌ، وهو قولٌ ضعيفٌ، وقال أبو هريرة وعمر بن عبد العزيز: الشّفق: البياض الذي يتلو الحمرة). [المحرر الوجيز: 8/ 572]

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (17)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و{وسق} معناه: جمع وضمّ، ومنه: الوسق، أي: الأصوع المجموعة، والليل يسق الحيوان جملةً، أي: يجمعها في نفسه ويضمّها، وكذلك جميع المخلوقات التي في الأرض والهواء؛ من البحار والجبال والرياح، وغير ذلك). [المحرر الوجيز: 8/ 572]

تفسير قوله تعالى: {وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18)}

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و(اتّساق القمر) كماله وتمامه بدراً. فالمعنى: امتلأ من النّور). [المحرر الوجيز: 8/ 572]

تفسير قوله تعالى: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ (19)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ نافعٌ، وأبو عمرٍو، وابن عامرٍ، وعاصمٌ، وعمر، وابن عبّاسٍ –بخلافٍ عنهما– وأبو جعفرٍ، والحسن، والأعمش، وقتادة، وابن جبيرٍ: {لتركبنّ}؛ بضمّ الباء، على مخاطبة الناس، والمعنى: لتركبنّ الشدائد؛ الموت والبعث والحساب حالاً بعد حالٍ، أو تكون الأحوال من النّطفة إلى الهرم، كما تقول: طبقةً بعد طبقةٍ.
و{عن} تجيء بمعنى بعد، كما تقول: (ورث المجد كابراً عن كابرٍ).
وقيل: المعنى: لتركبنّ هذه الأحوال أمّةً بعد أمّةٍ. ومنه قول العبّاس بن عبد المطّلب [رضي اللّه عنه] في النبيّ [صلّى اللّه عليه وسلّم]:
وأنت لمّا بعثت أشرقت الأر ....... ض وضاءت بنورك الطّرق
تنقل من صالبٍ إلى رحمٍ ....... إذا مضى عالمٌ بدا طبق

أي: قرنٌ من النّاس؛ لأنه طبق الأرض. قال الأقرع بن حابسٍ:
إنّي امرؤٌ قد حلبت الدّهر أشطره ....... وساقني طبقٌ منه إلى طبق
أي: حالٌ إلى حالٍ. وقيل: المعنى: لتركبنّ الآخرة بعد الأولى.
وقرأ عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه: {ليركبنّ} على أنهم غيّبٌ. وقال أبو عبيدة: المعنى: لتركبنّ سنن من قبلكم.
قال القاضي أبو محمّدٍ رحمه اللّه:
كما في الحديث: «شبراً بشبرٍ وذراعاً بذراعٍ
». فهو طبقٌ عن طبقٍ.
ويلتئم هذا المعنى مع هذه القراءة التي ذكرنا عن عمر بن الخطاب -رضي اللّه عنه-، ويحسن مع القراءة الأولى.
وقرأ ابن كثيرٍ، وحمزة، والكسائيّ، وعمرو بن مسعودٍ، وابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، والأسود، وطلحة، وابن جبيرٍ، ومعروفٌ، والشّعبيّ، وأبو العالية، وابن وثّابٍ، وعيسى: (لتركبنّ) بفتح الباء، على معنى: أنت يا محمّد، فقيل: المعنى: حالاً بعد حالٍ من معالجة الكفّار. وقال ابن عبّاسٍ: سماءً بعد سماءٍ في الإسراء.
وقيل: هي عدةٌ بالنّصر، أي: لتركبنّ أمر العرب قبيلاً بعد قبيلٍ وفتحاً بعد فتحٍ، كما كان ووجد بعد ذلك.
وقال ابن مسعودٍ: المعنى: لتركبنّ السماء في أهوال يوم القيامة حالاً بعد حالٍ، تكون كالمهل وكالدّهان وتنفطر وتتشقّق، فالسماء هي الفاعلة.
وقرأ ابن عبّاسٍ أيضاً وعمر رضي اللّه عنهم: (ليركبنّ) على ذكر الغائب، فإمّا أن يراد محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم على المعاني المتقدّمة. وقاله ابن عبّاسٍ، يعني: نبيّكم صلّى اللّه عليه وسلّم إماماً. قال بعض الناس في كتاب النقّاش من أنّ المراد القمر؛ لأنه يتغيّر أحوالاً وأسراراً واستهلالاً). [المحرر الوجيز: 8/ 572-574]

تفسير قوله تعالى: {فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (20)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم وقف تعالى نبيّه [صلّى اللّه عليه وسلّم] – والمراد أولئك الكفار- بقوله سبحانه: {فما لهم لا يؤمنون} أي: ما حجّتهم مع هذه البراهين الساطعة؟). [المحرر الوجيز: 8/ 574]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآَنُ لَا يَسْجُدُونَ (21)}

تفسير قوله تعالى: {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (22)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ الجمهور: {يكذّبون} بضمّ الياء وشدّ الذال. وقرأ الضّحّاك بفتح الياء وتخفيف الذال وإسكان الكاف). [المحرر الوجيز: 8/ 574]

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ (23)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و{يوعون} معناه: يجمعون من الأعمال والتكذيب والكفر، كأنهم يحملونها في أوعيةٍ، تقول: وعيت العلم وأوعيت المتاع). [المحرر الوجيز: 8/ 574]

تفسير قوله تعالى: {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (24)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وجعل تعالى البشارة في العذاب لمّا صرّح به، وإذا جاءت مطلقةً فإنما هي في الخير). [المحرر الوجيز: 8/ 574]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (25)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم استثنى تعالى: من كفّار قريشٍ القوم الذين كانوا سبق لهم الإيمان في قضائه.
و{ممنونٍ} معناه: مقطوعٍ، من قولهم: حبلٌ منينٌ. أي: مقطوعٌ، ومنه قول الحارث بن حلّزة اليشكريّ:
فترى خلفها من الرّجع والوقـ ....... ع منيناً كأنّه أهباء
يريد غباراً متقطّعاً. وقال ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما: (ممنونٌ) معدّدٌ عليهم محسوبٌ منغّصٌ بالمنّ). [المحرر الوجيز: 8/ 574]


رد مع اقتباس