عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 27 ربيع الثاني 1434هـ/9-03-2013م, 11:09 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (31) وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32) وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (34) وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (35)}


تفسير قوله تعالى: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) )

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإذ يمكر بك الّذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك...}
اجتمع نفر من قريش فقالوا: ما ترون في محمد (صلى الله عليه وسلم) ويدخل إبليس عليهم في صورة رجل من أهل نجد، فقال عمرو بن هشام: أرى أن تحبسوه في بيت وتطيّنوه عليه وتفتحوا له كوّة وتضيّقوا عليه حتى يموت. فأبى ذلك إبليس وقال: بئس الرأي رأيك، وقال أبو البختري بن هشام: أرى أن يحمل على بعير ثم يطرد به حتى يهلك أو يكفيكموه بعض العرب، فقال إبليس: بئس الرأي! أتخرجون عنكم رجلا قد أفسد عامّتكم فيقع إلى غيركم! فعلّه يغزوكم بهم. قال الفاسق أبو جهل: أرى أن نمشي إليه برجل من كل فخذ من قريش فنضربه بأسيافنا، فقال إبليس: الرأي ما رأى هذا الفتى، وأتى جبريل عليه السلام إلى
[معاني القرآن: 1/408]
النبي صلى الله عليه وسلم بالخبر، فخرج من مكّة هو وأبو بكر. فقوله {ليثبتوك}: ليحبسوك في البيت. {أو يخرجوك} على البعير {أو يقتلوك} ). [معاني القرآن: 1/409]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {ليثبتوك} فإن ابن عباس كان يقول: يحبسوك في بيت، يصير ذلك من الثباب في المكان). [معاني القرآن لقطرب: 621]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وإذ يمكر بك الّذين كفروا ليثبتوك} أي يحبسوك. ومنه يقال: فلان مثبت وجعا: إذا لم يقدر على الحركة وكانوا أرادوا أن يحبسوه في بيت ويسدوا عليه بابه، ويجعلوا له خرقا يدخل عليه منه طعامه وشرابه. أو يقتلوه بأجمعهم قتلة رجل واحد. أو ينفوه.
و(المكاء): الصّفير. يقال: مكا يمكو. ومنه قيل للطائر: مكاء لأنه يمكو. أي يصفر.
و(التّصدية) : التصفيق. يقال: صدي إذا صفق بيده، قال الراجز:
ضنّت بخدّ وثنت بخدّ وإنّي من غرو والهوى أصدّي الغرو: العجب. يقال: لا غرو ممن كذا وكذا: أي لا عجب منه). [تفسير غريب القرآن: 179]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإذ يمكر بك الّذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر اللّه واللّه خير الماكرين}
المعنى: واذكر إذ يمكر بك الذين كفروا. فأذكره اللّه جل ثناؤه نعمة ما أنعم عليه من النّصر والظفر يوم بدر ذلك فقال {وإذ يمكر بك الّذين كفروا} أي اذكر تلك الخلال.
{ويمكرون ويمكر اللّه واللّه خير الماكرين}
لأن مكر الله إنما هو مجازاة ونصر للمؤمنين، فاللّه خير الماكرين). [معاني القرآن: 2/410]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك} [آية: 30]
يقال أثبته إذا حبسته
قال مجاهد أراد الكفار أن يفعلوا هذا بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل خروجه من مكة
وقال غيره اجتمعوا فقالوا نحبسه في بيت ونطعمه ونسقيه فيه أو نقتله جميعا قتل رجل واحد أو نخرجه فتكون بليته على غيرنا فعصمه الله عز وجل منهم
[معاني القرآن: 3/148]
وفي رواية ابن أبي طلحة عن ابن عباس ليثبتوك هي ليوثقوك ح). [معاني القرآن: 3/149]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لِيُثْبِتُوكَ} أي يحبسوك). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 92]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (31) )
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلّا أساطير الأوّلين}
وقد دعوا بأن يأتوا بسورة واحدة من مثل القرآن فلم يأتوا.
وقوله: {إن هذا إلّا أساطير الأوّلين}.
واحدتها أسطورة، يعنون ما سطّرة الأولون من الأكاذيب.
ثم قالوا:
{اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السّماء أو ائتنا بعذاب أليم (32) }). [معاني القرآن: 2/411]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قالوا اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك...}
في {الحق} النصب والرفع؛ إن جعلت {هو} اسما رفعت الحق بهو. وإن جعلتها عمادا بمنزلة الصلة نصبت الحق. وكذلك فافعل في أخوات كان، وأظنّ وأخواتها؛ كما قال الله تبارك وتعالى: {ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق} تنصب الحق لأن {رأيت} من أخوات ظننت. وكل موضع صلحت فيه يفعل أو فعل مكان الفعل المنصوب ففيه العماد ونصب الفعل. وفيه رفعه بهو على أن تجعلها اسما، ولا بدّ من الألف واللام إذا وجدت إليهما السبيل. فإذا قلت: وجدت عبد الله هو خيرا منك وشرا منك أو أفضل منك، ففيما أشبه هذا الفعل النصب والرفع. النصب على أن ينوى الألف واللام، وإن لم يكن إدخالهما. والرفع على أن تجعل {هو} اسما؛ فتقول: ظننت أخاك هو أصغر منك وهو أصغر منك. وإذا جئت إلى الأسماء الموضوعة مثل عمرو، ومحمد، أو المضافة مثل أبيك، وأخيك رفعتها، فقلت: أظنّ زيدا هو أخوك، وأظنّ أخاك هو زيد، فرفعت؛ إذا لم تأت بعلامة المردود، وأتيت بهو التي هي علامة الاسم، وعلامة المردود أن يرجع كل فعل لم تكن فيه ألف ولام بألف ولام ويرجع على الاسم فيكون {هو}
[معاني القرآن: 1/409]
عمادا للاسم و(الألف واللام) عماد للفعل. فلمّا لم يقدر على الألف واللام ولم يصلح أن تنويا في زيد لأنه فلان، ولا في الأخ لأنه مضاف، آثروا الرفع؛ وصلح في (أفضل منك) لأنك تلقى (من) فتقول: رأيتك أنت الأفضل، ولا يصلح ذلك في (زيد) ولا في (الأخ) أن تنوى فيهما ألفا ولاما. وكان الكسائيّ يجيز ذلك فيقول: رأيت أخاك هو زيدا، ورأيت زيدا هو أخاك. وهو جائز كما جاز في (أفضل) للنية نية الألف واللام. وكذلك جاز في زيد، وأخيك. وإذا أمكنتك الألف واللام ثم لم تأت بهما فارفع؛ فتقول: رأيت زيدا هو قائم ورأيت عمرا هو جالس. وقال الشاعر:
أجدّك لن تزال نجي همّ =تبيت الليل أنت له ضجيع
ويجوز النصب في (ليت) بالعماد، والرفع لمن قال: ليتك قائما. أنشدني الكسائيّ:
ليت الشباب هو الرجيع على الفتى =والشيب كان هو البدئ الأوّل
ونصب في (ليت) على العماد ورفع في كان على الاسم. والمعرفة والنكرة في هذا سواء). [معاني القرآن: 1/410]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فأمطر علينا حجارةً من السّماء} مجازه أن كل شيء من العذاب فهو أمطرت بالألف وإن كان من الرحمة فهو مطرت.
[مجاز القرآن: 1/245]
{مكاءً وتصديةً}المكاء الصفير قال رجل يعني امرأته:
ومكابها فكأنما يمكو بأعصم عاقل
{وتصديهً} أي تصفيق بالأكف، قال: تصدية بالكف أي تصفيق، التصفيق والتصفيح والتصدية شئ واحد). [مجاز القرآن: 1/246]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وإذ قالوا اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً مّن السّماء أو ائتنا بعذابٍ أليمٍ}
وقال: {اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك} فنصب {الحقّ} لأن {هو} - والله أعلم - جعلت ههنا صلة في الكلام زائدة توكيدا كزيادة {ما}. ولا تزاد إلا في كل فعل لا يستغنى عن خبر، وليست {هو} بصفة لـ{هذا} لأنك لو قلت: "رأيت هذا هو" لم يكن كلاما ولا تكون هذه المضمرة من صفة الظاهرة ولكنها تكون من صفة المضمرة في نحو قوله: {ولكن كانوا هم الظّالمين} و{تجدوه عند اللّه هو خيراً وأعظم أجراً} لأنك تقول "وجدته هو" و"أتاني هو" فتكون صفة، وقد تكون في هذا المعنى أيضاً غير صفة ولكنها تكون زائدة كما كان في الأول. وقد تجري في جميع هذا مجرى الاسم فيرفع ما بعده إن كان ما قبله ظاهرا أو مضمرا في لغة لبني تميم في قوله: {إن كان هذا هو الحقّ} و{ولكن كانوا هم الظّالمون} و{تجدوه عند الله هو خيرٌ وأعظم أجرا} كما تقول "كانوا آباؤهم الظالمون" وإنما جعلوا هذا المضمر نحو قولهم "هو" و"هما" و"أنت" زائدا في هذا المكان ولم يجعل في مواضع الصفة لأنه فصل أراد أن يبين به أنه ليس بصفة ما بعده لما قبله ولم يحتج إلى هذا في الموضع الذي لا يكون له خبر). [معاني القرآن: 2/26]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {فأمطر علينا حجارة} فإنهم يقولون: أمطرت السماء، ومطرت). [معاني القرآن لقطرب: 621]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السّماء أو ائتنا بعذاب أليم}
القراءة على نصب {الحقّ} على خبر " كان " ودخلت " هو " للفصل.
وقد شرحنا هذا فيما سلف من الكتاب.
واعلم أن {هو} لا موضع لها في قولنا، وأنها بمنزلة " ما " المؤكدة.
ودخلت ليعلم أن الحق ليس بصفة لهذا أو أنه خبر، ويجوز هو الحق من عندك ولا أعلم أحدا قرأ بها.
ولا اختلاف بين النحويين في إجازتها ولكن القراءة سنّة لا يقرأ فيها إلا بقراءة مروية.
وقوله: {فأمطر علينا حجارة من السّماء أو ائتنا بعذاب أليم}.
المعنى: واذكر إذ قالوا هذا القول، وقالوا على وجه الدفع له وقالوه والنبي - صلى الله عليه وسلم - بين أظهرهم. فأعلم الله إنّه لم يكن ليعذبهم ورسوله بين أظهرهم.
فقال:
({وما كان اللّه ليعذّبهم وأنت فيهم وما كان اللّه معذّبهم وهم يستغفرون (33) }). [معاني القرآن: 2/411- 412]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم} [آية: 32]
قال مجاهد الذي قال هذا النضر بن الحارث بن كلدة
ويروى أن هذا قيل بمكة ويدل على هذا قوله تعالى: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم}
قيل في هذه الآية أقوال"
روي عن ابن عباس أن النضر بن الحارث قال هذا يريد أهلكنا ومحمدا ومن معه عامة فأنزل الله: {وما كان ليعذبهم وأنت فيهم} إلى: {وهم يستغفرون} أي ومنهم قوم يستغفرون يعني المسلمين وما لهم ألا يعذبهم الله خاصة فعذبهم بالسيف بعد خروج النبي صلى الله عليه وسلم عنهم وفي ذلك نزلت {سأل سائل بعذاب واقع}
[معاني القرآن: 3/149]
وروى الزهري عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير أن المستفتح يوم بدر أبو جهل وأنه قال اللهم اخز أقطعنا للرحم فهذا استفتاحه
وقال عطية في قوله جل وعز: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم} يعني المشركين حتى يخرجه عنهم {وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون} يعني المؤمنين قال ثم رجع إلى الكفار فقال وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام
قال أبو جعفر وهذا قول حسن ومعناه وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله وأنت بين أظهرهم
[معاني القرآن: 3/150]
وكذلك سنته في الأمم). [معاني القرآن: 3/151]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) )
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وما كان اللّه ليعذّبهم وأنت فيهم وما كان اللّه معذّبهم وهم يستغفرون})
أي: وما كان اللّه ليعذبهم ومنهم من يؤول أمره إلى الإسلام). [معاني القرآن: 2/411-412 ]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون} [آية: 33]
وعاد الضمير على من آمن منهم ح). [معاني القرآن: 3/151]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (34) )
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وما لهم ألاّ يعذّبهم اللّه وهم يصدّون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلاّ المتّقون ولكنّ أكثرهم لا يعلمون}
[معاني القرآن: 2/26]
وقال: {وما لهم ألاّ يعذّبهم اللّه} فـ{أن} ههنا زائدة - والله أعلم - وقد عملت وقد جاء في الشعر:
لو لم تكن غطفان لا ذنوب لها = إليّ لامت ذوو أحسابها عمرا
). [معاني القرآن: 2/27]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قال: ({وما لهم ألّا يعذّبهم اللّه وهم يصدّون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلّا المتّقون ولكنّ أكثرهم لا يعلمون})
المعنى: أي شيء لهم في ترك العذاب، أي في دفعه عنهم.
{وهم يصدّون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه}).
المعنى: وهم يصدّون عن المسجد الحرام أولياءه وما كانوا أولياءه.
{إن أولياؤه إلّا المتّقون}.
المعنى: ما أولياؤه إلا المتقون.
فأعلم الله النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه لم يكن ليعذبهم بالعذاب الذي وقع بهم من القتل والسبي وهو بين أظهرهم، ولا ليوقع ذلك العذاب بمن يؤول أمره إلى الإسلام منهم، وأعلمه إنّه لا يدفع العذاب عن جملتهم الذي أوقعه بهم، ثم أعلم أنهم ما كانوا مع صدّهم أولياء المسجد الحرام وأولياء اللّه، إنهم إنما كان تقربهم إلى الله جلّ وعزّ بالصفير والتصفيق فقال جلّ وعزّ: ( {وما كان صلاتهم عند البيت إلّا مكاء وتصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون})
ف{المكاء}: الصفير، و{التصدية}: التصفيق). [معاني القرآن: 2/412]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وما لهم ألا يعذبهم الله} [آية: 34]
أي إذا خرجت من بين أظهرهم
ويجوز أن يكون معناه وما لهم ألا يعذبهم الله في القيامة
وقيل معناه وما كان الله معذبهم لو استغفروه على غير إيجاب لهم كما تقول لا أغضب عليك أبدا وأنت تطيعني أي لو أطعتني لم أغضب عليك على غير إيجاب منك لطاعته
وقال مجاهد معناه وما كان الله عذبهم وهم مسلمون
قال أبو جعفر ومعنى هذا وما كان الله معذبهم ومنهم من يؤول أمره إلى الإسلام
وروي عنه وفي أصلابهم من يستغفر). [معاني القرآن: 3/151]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (35) )
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فذوقوا} مجازه: فجرّبوا وليس من ذوق الفم). [مجاز القرآن: 1/246]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وما كان صلاتهم عند البيت إلاّ مكاء وتصديةً فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون}
وقال: {وما كان صلاتهم عند البيت إلاّ مكاء وتصديةً} نصب على خبر {كان} ). [معاني القرآن: 2/27]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {إلا مكاء وتصدية} فإنهم يقولون: مكا يمكو مكاء، وهو أن يدخل يديه في فمه جميعًا ثم يصيح؛ ويقال: مكت است الدابة: إذا نفخت بالريح، ولا يقال: تمكوا إلا لاست مفتوحة مكشوفة؛ وتسمى الاست: المكوة، من الدابة وغيرها.
وقال عنترة:
وحليل غانية تركت مجدلا = تمكو فريصته كشدق الأعلم
تمكوا: يخرج منها الريح.
وقال الأخر:
ومكا بها وكأنما يمكو بأعصم عاقل
وقال الطرماح:
[معاني القرآن لقطرب: 621]
فنحا لأولها بطعنة محفظ = تمكو جوانبها من الإنبهار
وقال الراجز:
يا أير عير لازق بباب = تمكو استه من حذر الغراب
أي تصوت.
وكان ابن عباس رحمه الله يقول في {مكاء وتصدية} قال: كان أحدهم يصفر كما يصفر المكاء، ثم يضع يده عند فمه ثم يصفر فيسمع صوته بحراء.
وأما التصدية: فالتصفيق باليدين في قول ابن عباس رحمه الله.
وقالوا: التصدية أن تصدي الرجل فيصفر ويصفق معًا). [معاني القرآن لقطرب: 622]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {مكاء وتصدية}: {المكاء}: فيما ذكروا الصفير و{التصدية}: التصفيق). [غريب القرآن وتفسيره: 158]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وما كان صلاتهم عند البيت إلّا مكاء وتصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون}
فالمكاء الصفير، والتصدية التصفيق). [معاني القرآن: 2/412]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية} [آية: 35]
روى عطية عن ابن عمر أنه قال المكاء الصفير والتصدية التصفيق
قال ابن شهاب يستهزئون بالمؤمنين
وروى ابن أبي جريج وابن أبي نجيح أنه قال المكاء إدخالهم أصابعهم في أفواهم والتصدية الصفير يريدون أن يشغلوا بذلك محمدا عن الصلاة
قال أبو جعفر والمعروف في اللغة ما روي عن ابن عمر
حكى أبو عبيدة وغيره انه يقال مكا يمكو ومكاء إذا صفر وصدى يصدي تصدية إذا صفق
[معاني القرآن: 3/152]
قال أبو جعفر ويبعد قول ابن زيد التصدية صدهم عن دين الله لأن الفعل من هذا صددت إلا أن تقلب إحدى داليه ياء مثل تظنيت من ظننت وكذا ما روي عن سعيد بن جبير التصدية صدهم عن بيت الله). [معاني القرآن: 3/153]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {إلا مكاء وتصدية}قال: المكاء: الصفير، والتصدية: التصفيق). [ياقوتة الصراط: 237]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {المُكاء} الصفير، والمُكَاء: طائر.
و{التصديَة} التصفيق). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 92]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {المُكَاء}: الصفير
{التَصْدِيَة}: التصفيق). [العمدة في غريب القرآن: 143]


رد مع اقتباس