عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 24 ربيع الثاني 1434هـ/6-03-2013م, 12:04 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83)}


تفسير قوله تعالى: {وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80)}:
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أهل مكة {أتحاجونني} بنونين، و{تأمرونني} وهي الأصل.
الحسن وأبو عمرو {أتحاجوني} يدغم، وقد فسرنا ذلك في صدر الكتاب.
أهل المدينة {أتحاجوني} بحذف إحدى النونين، وفي الزمر {أفغير الله تأمروني} يحذف أيضًا، وهي لغة لغطفان.
وأنشدنا المفضل:
تذكرونا إذ نقاتلكم = لا يضر معدمًا عدمه
على قراءة أهل المدينة.
وأنشدنا أبو عبيدة:
أبالموت الذي لا بد أني = ملاق لا أباك تخوفيني
حذف إحدى النونين لما اجتمعتا.
أبو عمرو {وقد هداني ولا} بإثبات الياء؛ وهي الحسنة؛ وقد فسرنا ذلك كله.
أهل المدينة {وقد هدان ولا} بحذف الياء). [معاني القرآن لقطرب: 517]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله جل وعلا: {وحاجّه قومه قال أتحاجّونّي في اللّه وقد هدان ولا أخاف ما تشركون به إلّا أن يشاء ربّي شيئا وسع ربّي كلّ شيء علما أفلا تتذكّرون}
المعنى حاجوه في اللّه، فقال: {أتحاجّونّي في اللّه}.
ومحاجتهم إياه كانت - واللّه أعلم - فيما عبدوا مع اللّه عزّ وجلّ من الكواكب والشمس والقمر والأصنام، فقال: {أتحاجّونّي في اللّه}.
أي في توحيد اللّه.
{وقد هداني} وقد بين لي ما به اهتديت.
{ولا أخاف ما تشركون به} أي هذه الأشياء التي تعبدونها لا تضر ولا تنفع، ولا أخافها.
{إلّا أن يشاء ربّي شيئا}
إلا أن يشاء أن يعذبني بذنب إن كان مني. وموضع (أن) نصب، أي لا أخاف إلا مشيئة اللّه). [معاني القرآن: 2/ 268]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وحاجه قومه} المعنى وحاجه قومه أي في توحيد الله). [معاني القرآن: 2/ 452]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئا}
المعنى إلا أن يشاء ربي أن يلحقني شيئا بذنب عملته وهذا استثناء ليس من الأول). [معاني القرآن: 2/ 452-453]

تفسير قوله تعالى: {وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81)}:

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ما لم ينزّل به عليكم سلطاناً} أي ما لم يجعل لكم فيه حجة، ولا برهاناً، ولا عذراً). [مجاز القرآن: 1/ 200]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({كيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنّكم أشركتم باللّه ما لم ينزّل به عليكم سلطانا فأيّ الفريقين أحقّ بالأمن إن كنتم تعلمون}
أي ولا تخافون أنتم شرككم باللّه ما لم ينزل به عليكم سلطانا، أي حجة بينة.
{فأيّ الفريقين أحقّ بالأمن}
أي أحق بأن يأمن من العذاب، الموحّد أم المشرك). [معاني القرآن: 2/ 269]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {فأي الفريقين أحق بالأمن} المعنى المؤمن أحق بالأمن أم المشرك). [معاني القرآن: 2/ 453]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82)}:

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (أصل الظلم في كلام العرب: وضع الشيء في غير موضعه.
ويقال: (من أشبه أباه فما ظلم)، أي: فما وضع الشّبه غير موضعه.
وظلم السّقاء: هو أن يشرب قبل إدراكه.
وظلم الجزور: أن يعتبط، أي ينحر، من غير علّة.
وأرض مظلومة: أي حفرت وليست موضع حفر.
ويقال: الزم الطريق ولا تظلمه، أي: لا تعدل عنه.
ثم قد يصير الظلم بمعنى الشّرك، لأنّ من جعل لله شريكا: فقد وضع الرّبوبيّة غير موضعها.
يقول الله سبحانه: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}، وقال: {وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}، أي: يشرك). [تأويل مشكل القرآن: 467]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {الّذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون}
قالوا جائز أن يكون هذا قول اللّه {أولئك لهم الأمن} غير حكاية عن إبراهيم، وجائز أن يكون إبراهيم قال ذلك). [معاني القرآن: 2/ 269]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} يجوز أن يكون هذا إخبار عن إبراهيم -صلى الله عليه وسلم- أنه قاله ويجوز أن يكون مستأنفا من قول الله جل وعز وفي بعض الروايات عن مجاهد ما يدل أنه إخبار عن إبراهيم
وروي عن مجاهد أنه قال في قول الله جل وعز: {وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه} قال هو قوله: {فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون} {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} قال أبو بكر وعلي رضي الله عنهما وسلمان وحذيفة في قوله تعالى: {ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} أي بشرك وروى علقمة عن عبد الله بن مسعود لما نزلت الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم اشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا أينا لا يظلم فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:« ليس كما تظنون إنما هو كما قال لقمان إن الشرك لظلم عظيم»). [معاني القرآن: 2/ 453-454]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ} أي لم يخلطوه بشرك). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 77]

تفسير قوله تعالى: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83)}:

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وتلك حجّتنا آتيناها إبراهيم على قومه...}
وذلك أنهم قالوا له: أما تخاف أن تخبلك آلهتنا لسبّك إياها؟ فقال لهم: أفلا تخافون أنتم ذلك منها إذ سوّيتم بين الصغير والكبير والذكر والأنثى أن يغضب الكبير إذ سوّيتم به الصغير. ثم قال لهم: أمن يعبد إلها واحدا أحقّ أن يأمن أم من يعبد آلهة شتّى؟ قالوا: من يعبد إلها واحدا، فغضبوا على أنفسهم. فذلك قوله: {وتلك حجّتنا آتيناها إبراهيم على قومه}). [معاني القرآن: 1/ 341]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن {نرفع درجات من نشاء} بإضافة؛ وهي قراءة أبي عمرو وشيبة وأبي جعفر.
مجاهد {نرفع درجات من نشاء} بغير إضافة؛ كأنه قال: نرفع من نشاء درجات). [معاني القرآن لقطرب: 518]


رد مع اقتباس