عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 04:47 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّ إبراهيم كان أمّةً} والأمّة في تفسير غير واحدٍ: السّنّة، في الخير، يعلّم الخير.
وقال السّدّيّ: يعني كان إمامًا يقتدى به في الخير.
سعيدٌ عن قتادة قال: {كان أمّةً قانتًا}، أي: مطيعًا للّه.
كان إمام هدًى يهتدى به.
- قرّة بن خالدٍ عن سيّار بن سلامة أنّ ابن مسعودٍ قال: إنّ معاذ بن جبلٍ كان أمّةً.
ثمّ قال ابن مسعودٍ: إنّ معاذًا كان يعلّم الخير.
وفي تفسير المعلّى عن أبي يحيى عن مجاهدٍ قال: كان مؤمنًا وحده والنّاس كلّهم كفّارًا.
- إبراهيم بن محمّدٍ عن صالحٍ مولى التّوأمة عن ابن عبّاسٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يأتي زيد بن عمرو بن نفيلٍ أمّةً وحده يوم القيامة».
قوله: {قانتًا للّه} أي: مطيعًا.
{حنيفًا} مخلصًا.
{ولم يك من المشركين} ). [تفسير القرآن العظيم: 1/97]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أمّةً قانتاً...} معلماً للخير). [معاني القرآن: 2/114]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إنّ إبراهيم كان أمّةً قانتاً لله} أي إماماً مطيعاً لله.
{حنيفاً} مسلماً؛ ومن كان في الجاهلية يختتن ويحج البيت فهو حنيف). [مجاز القرآن: 1/369]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {إن إبراهيم كان أمة قانتا} فحكي عن المفضل الضبي ولم نسمعه منه أنه قال: كان معاذ أمة وحده؛ وفسره: الذي يعلم الناس؛ وكان ابن عباس يقول {إن هذه أمتكم أمة واحدة} أي ملتكم.
وقال النابغة:
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة = وهل يأثمن ذو أمة وهو طائع
قال: ذو دين.
قال أبو علي: وأنشدناه ابن أبي عمرو بن العلاء: ذو إمة، بالكسر؛ وقال: هي الدين أيضًا بالكسر؛ وقد سمعنا الإمة: الدين.
وقال بعض العرب - سمعنا ذلك منه -: الأمة: الأسلاب والمال.
وقال زهير في ذلك:
[معاني القرآن لقطرب: 818]
ينزعن أمة أقوام ذوي حسب = مما ييسر أحيانا له الطعم
بالضم للألف.
وقال عدي فكسرها:
ثم بعد الفلاح والملك والإمة وارتهم هناك القبور
وقالوا أيضًا: إمة العيش غضارته.
وقال رجل من بني أسد:
ألا لا يغرن امرءا حسن إمة ومال يعدي بعده وسلامه
وقال المسيب بن علس في عجز بيت:
.............. = ليعلم ذو الأمة الأكذب
كأنه يريد الدين هاهنا، كبيت النابغة.
وقال: هو حسن الأمة والإمة؛ أي الحال؛ وأمة الرجل: سنته؛ والأمة: القامة أيضًا.
قال الأعشى:
وإن معاوية الأكرمين الحسان الوجوه الطوال الأمم
والأمة أيضًا في قوله {بعد أمة} كان الحسن يقول: إلى أجل؛ وقوله {إلى أمة معدودة} أي إلى أجل وحين موقوت.
والأمة في قوله {كنتم خير أمة} فكأن هذا المعنى ذاك؛ كأنه إذا قال: أمة من الأمم؛ فكأنه قال: الأجل والوقت حتى ينقضي، وتحدث أمة أخرى.
[معاني القرآن لقطرب: 819]
والأم أيضًا في قوله {حتى يبعث في أمها رسولا}؛ فكان ابن عباس يقول في قوله {وادكر بعد أمة} قال بعد سبع سنين؛ وعن غير ابن عباس: بعد حين.
قال أبو علي وقد أتينا على كل ما في هذا). [معاني القرآن لقطرب: 820]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {إن إبراهيم كان أمة قانتا}: معلما للخير يؤتم به {والقانت} المطيع). [غريب القرآن وتفسيره: 210]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {كان أمّةً} أي معلما للخير. يقال: فلان أمة. وقد بينت هذا في كتاب «المشكل».
{قانتاً للّه} أي مطيعا). [تفسير غريب القرآن: 249]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ثم تصير الأمّة: الإمام والرّباني، كقوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا} أي: إماما يقتدي به الناس،
لأنه ومن اتبعه أمّة، فسمّي أمّة لأنه سبب الاجتماع.
وقد يجوز أن يكون سمّي أمّة: لأنه اجتمع عنده من خلال الخير ما يكون مثله في أمة. ومن هذا يقال: فلان أمّة وحده، أي: هو يقوم مقام أمة). [تأويل مشكل القرآن: 445]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله: {ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا} أي بأمثالهم من المؤمنين.
يقول: فإذا كنتم أنتم بهذه المنزلة فيما بينكم وبين أرقائكم، فكيف تجعلون لله من عبيده شركاء في ملكه؟
ومثله قوله: {وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ} فجعل منكم المالك والمملوك {فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا} يعني: السادة {بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} من عبيدهم حتى يكونوا فيه شركاء. يريد: فإذا كان هذا لا يجوز بينكم، فكيف تجعلونه لله؟). [تأويل مشكل القرآن: 383] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (القنوت: القيام.
وسئل صلّى الله عليه وسلم: أيّ الصلاة أفضل؟ فقال: «طول القنوت» أي طول القيام.
وقال تعالى: {أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا}، أي أمن هو مصلّ، فسميت الصلاة قنوتا: لأنها بالقيام تكون.
وروي عنه عليه السلام، أنه قال: «مثل المجاهد في سبيل الله كمثل القانت الصائم»، يعني المصلّي الصّائم.
ثم قيل للدعاء: قنوت، لأنّه إنما يدعو به قائما في الصلاة قبل الركوع أو بعده.
وقيل، الإمساك عن الكلام في الصلاة قنوت، لأن الإمساك عن الكلام يكون في القيام، لا يجوز لأحد أن يأتي فيه بشيء غير القرآن.
قال زيد بن أرقم: كنا نتكلم في الصلاة حتى نزلت: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}، فنهينا عن الكلام وأمرنا بالسكوت.
ويقال: إن قانتين في هذا الوضع: مطيعين.
والقنوت: الإقرار بالعبوديّة، كقوله: {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ}، أي مقرّون بعبوديته.
والقنوت: الطاعة، كقوله: {وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ}، أي: المطيعين والمطيعات.
وقوله: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ} ، أي مطيعا لله.
ولا أرى أصل هذا الحرف إلا الطاعة، لأنّ جميع هذه الخلال: من الصلاة، والقيام فيها، والدعاء وغير ذلك- يكون عنها). [تأويل مشكل القرآن: 452-451] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إنّ إبراهيم كان أمّة قانتا للّه حنيفا ولم يك من المشركين}
جاء في التفسير أنه كان آمن وحده، وفي أكثر التفسير أنه كان معلّما للخير وإماما حنيفا قيل أخذ بالختانة.
وحقيقته في اللغة أن الحنيف المائل إلى الشيء لا يزول عنه أبدا، فكان عليه السلام مائلا إلى الإسلام غير زائل عنه.
وقالوا في القانت هو المطيع، والقانت القائم بجميع أمر الله - جلّ وعزّ -.
وقوله: {ولم يك من المشركين}.
{لم يك} أصلها لم يكن، وإنما حذفت النون عند سيبويه لكثرة استعمال هذا الحرف، وذكر الجلة من البصريين أنه اجتمع فيها كثرة الاستعمال، وأنها عبارة عن كل ما يمضي من الأفعال وما يستأنف، وأنها مع ذلك قد أشبهت حروف اللين لأنها تكون علامة كما تكون حروف اللين علامة، وأنها غنة تخرج من الأنف. فلذلك احتملت الحذف).
[معاني القرآن: 3/223-222]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إن إبراهيم كان أمة قانتا لله}
روى الشعبي عن مسروق قال تلا عبد الله بن مسعود رحمه الله إن إبراهيم كان أمة قانتا لله فقال إن معاذ بن جبل كان أمة قانتا لله أتدرون ما الأمة هو الذي يعلم الناس الخير أتدرون ما القانت هو المطيع قال أبو جعفر لم يقل في هذه الآية أحسن من هذا لأنه إذا كان يعلم الناس الخير فهو يؤتم به وهذا مذهب أبي عبيدة والكسائي
القنوت القيام فقيل للمطيع قانت لقيامه بطاعة الله وروى أبو يحيى عن مجاهد إن إبراهيم كان أمة قانتا لله قال كان مؤمنا وحده والناس كلهم كفار وقال بعض أهل اللغة يقوي هذا حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر زيد بن عمرو بن نفيل فقال كان أمة وحده). [معاني القرآن: 4/111-110]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {إن إبراهيم كان أمة قانتا} أخبرنا أبو عمر - قال أخبرنا ثعلب عن ابن الأعرابي:
قال الأمة: العالم والنهاية في وقته، والأمة: الملة والدين، والأمة - أيضا: الجماعة من الناس،
والأمة: الحين والوقت، والأمة والأم واحد، والأمة العامة). [ياقوتة الصراط: 304-303]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {كان أمة} أي معلما للخير {قانتا} مطيعا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 133]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أُمَّةً}: تأتمّ به.
{قانِتاً}: طائعا). [العمدة في غريب القرآن: 179]

تفسير قوله تعالى: {شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (121)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({شاكرًا لأنعمه اجتباه} للنّبوّة، واجتباه واصطفاه واختاره واحدٌ.
{وهداه إلى صراطٍ مستقيمٍ} إلى طريقٍ مستقيمٍ، إلى الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 1/97]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {اجتباه} اختاره). [مجاز القرآن: 1/369]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {شاكراً لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراطٍ مّستقيمٍ}
وقال: {شاكراً لأنعمه} وقال: {فكفرت بأنعم اللّه} فجمع "النّعمة" على "أنعمٍ" كما قال: {حتّى إذا بلغ أشدّه} فزعموا أنه جمع "الشدّة"). [معاني القرآن: 2/69-68]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {اجتباه}: اختاره). [غريب القرآن وتفسيره: 210]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {شاكراً لأنعمه} جمع نعم. يقال: يوم نعم ويوم بؤس ويجمع أنعم وأبؤس. وليس قول من قال: إنه جمع نعمة، بشيء. لأن فعلة لا يجمع على أفعل). [تفسير غريب القرآن: 249]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {شاكرا لأنعمه} جمع نعم، يقال: نعم وأنعم، وبؤس وأبؤس، ليس بجمع ''نعمة''). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 133]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {اجْتَباهُ}: اختاره). [العمدة في غريب القرآن: 179]

تفسير قوله تعالى: {وَآَتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (122)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وآتيناه في الدّنيا حسنةً} وهو كقوله: {وآتيناه أجره في الدّنيا}.
سعيدٌ عن قتادة، قال: ليس من أهل دينٍ إلا وهم يتولّونه ويرضونه.
قال: {وتركنا عليه في الآخرين} الثّناء الحسن).
وقال في آية أخرى: {وإنّه في الآخرة لمن الصّالحين} في المنزلة عند اللّه.
تفسير السّدّيّ.
قال يحيى: والصّالحون أهل الجنّة، وأفضلهم الأنبياء.
وقال ابن مجاهدٍ عن أبيه: لسان صدقٍ). [تفسير القرآن العظيم: 1/98-97]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله: {وآتيناه في الدنيا حسنة} قال مجاهد لسان صدق). [معاني القرآن: 4/111]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (123)}

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (124)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّما جعل السّبت على الّذين اختلفوا فيه وإنّ ربّك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون}
سعيدٌ عن قتادة، قال: استحلّه بعضهم، وحرّمه بعضهم.
{وإنّ ربّك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون} وحكمه فيهم أن يدخل المؤمن منهم الجنّة، ويدخل الكافرين النّار.
وقال الكلبيّ: إنّ موسى أمر قومه أن يتفرّغوا إلى اللّه في كلّ سبعةٍ أيّامٍ يومًا؛ يعبدونه ولا يعملون فيه شيئًا من ضيعتهم والسّتّة الأيّام لضيعتهم.
فأمرهم بالجمعة، فاختاروا هم السّبت، وأبوا إلا السّبت.
فاختلافهم أنّهم أبوا الجمعة واختاروا السّبت.
- عثمان عن نعيم بن عبد اللّه عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((نحن الآخرون ونحن السّابقون.
ذلك بأنّهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم. ها أنتم هذا اليوم الّذي اختلفوا فيه وهدانا اللّه له، فاليوم لنا، وغدًا لليهود، وبعد غدٍ للنّصارى.
فاليوم لنا، يعني: يوم الجمعة، وغدًا لليهود، يعني: السّبت، وبعد غدٍ للنّصارى، يعني: الأحد)) ). [تفسير القرآن العظيم: 1/98]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّما جعل السّبت على الّذين اختلفوا فيه...}
أتى موسى أصحابه فقال: تفرّغوا لله يوم الجمعة فلا تعملوا فيه شيئاً، فقالوا: لا، بل يوم السبت، فرغ الله فيه من خلق السموات والأرض، فشدّد عليهم فيه. وأتى عيسى النصارى بالجمعة أيضاً فقالوا: لا يكون عيدهم بعد عيدنا فصاروا إلى الأحد. فذلك اختلافهم وتقرأ (إنما جعل السبت نصباً، أي جعل الله تبارك وتعالى) ). [معاني القرآن: 2/114]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إنّما جعل السّبت على الّذين اختلفوا فيه وإنّ ربّك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون}
الكلام يدل على أنهم ألزموا آية نبوة موسى عليه السلام.
وجاء في التفسير أنه حرمه بعضهم وأحلّه بعضهم.
وهذا أدلّ ما جاء من الاختلاف في السبت، وقد جاء كثير في التفسير أنهم أمروا بأن يتّخذوا عيدا فخالفوا وقالوا نريد يوم السبت لأنه آخر يوم فرغ فيه من خلق السّماوات والأرض، وأن عيسى أمر النصارى أن يتخذوا الجمعة عيدا فقالوا لا يكون عيدنا إلا بعد عيد اليهود فجعلوه الأحد، واللّه أعلم بحقيقة ذلك). [معاني القرآن: 3/223]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه}
روى سعيد بن جبير عن قتادة قال أحله بعضهم وحرمة بعضهم وقال مجاهد تركوا الجمعة واختاروا السبت). [معاني القرآن: 4/112-111]


رد مع اقتباس