عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 11 صفر 1440هـ/21-10-2018م, 05:42 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (36) وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ (37) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {أليس الله بكاف عبده} تقوية لنفس النبي عليه السلام، لأن كفار قريش كانت خوفته من الأصنام، وقالوا: أنت تسبها ونخاف أن تصيبك بجنون أو علة، فنزلت الآية في ذلك. وقرأ حمزة، والكسائي: [عباده] يريد الأنبياء المختصين به، وأنت أحدهم، فيدخل في ذلك المطيعون من المؤمنين والمتوكلون على الله تعالى، وهذه قراءة أبي جعفر، ومجاهد، وابن وثاب، وطلحة، والأعمش. وقرأ الباقون: "عبده" وهو اسم جنس، وهي قراءة الحسن، وشيبة، وأهل المدينة، ويقوي أن الإشارة إلى محمد صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: {ويخوفونك}؛ وقوله: {من دونه} يريد: بالذين يعبدون من دونه، وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث خالد بن الوليد إلى كسر العزى، فقال سادنها: يا خالد، إني أخاف عليك منها، فلها قوة لا يقوم لها شيء، فأخذ خالد الفأس فهشم به وجهها وانصرف.
ثم قرر تعالى أن الهداية والإضلال من عنده بالخلق والاختراع، وأن ما أراد من ذلك لا راد له، ثم توعدهم بعزته وانتقامه، فكان ذلك، وانتقم منهم يوم بدر وما بعده). [المحرر الوجيز: 7/ 396]

تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (38) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون * قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون * من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم}
هذا ابتداء احتجاج عليهم بحجة أخرى، وجملتها أن وقفوا على الخالق المخترع، فإذا قالوا إنه الله; لم يبق لهم في الأصنام غرض إلا أن يقولوا: إنها تضر وتنفع، فلما تقعد من قولهم إن الله هو الخالق قيل لهم: أفرأيتم هؤلاء إذا أراد الله أمرا، أبهم قدرة على نقضه؟ وحذف الجواب عن هذا، لأنه من البين أنه لا يجيب أحد; إلا أنه لا قدرة للأصنام على شيء من ذلك. وقرأ: "إن أرادني" بياء مفتوحة جمهور القراء والناس، وقرأ الأعمش: [إن أرادن الله] بحذف الياء في الوصل، وروى خارجة بغير ياء أصلا. وقرأ جمهور القراء، والأعرج، وأبو جعفر، والأعمش، وعيسى، وابن وثاب: "كاشفات ضره" بالإضافة، وقرأ أبو عمرو، وأبو بكر عن عاصم: [كاشفات ضره] بالتنوين ونصب [ضره]، وهي قراءة شيبة، والحسن، وعيسى - بخلاف عنه - وعمرو بن عبيد، وهذا هو الوجه فيما لم يقع بعد، وكذلك الخلاف في ممسكات رحمته.
ثم أمره تعالى بأن يصدع بالاتكال على الله تعالى، وأنه حسبه من كل شيء ومن كل ناصر).[المحرر الوجيز: 7/ 396-397]

رد مع اقتباس