عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 1 رجب 1435هـ/30-04-2014م, 02:34 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (94) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وما أرسلنا في قريةٍ من نبيٍّ إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضّرّاء لعلّهم يضّرّعون (94) ثمّ بدّلنا مكان السّيّئة الحسنة حتّى عفوا وقالوا قد مسّ آباءنا الضّرّاء والسّرّاء فأخذناهم بغتةً وهم لا يشعرون (95)}
يقول تعالى مخبرًا عمّا اختبر به الأمم الماضية، الّذين أرسل إليهم الأنبياء بالبأساء والضّرّاء، يعني {بالبأساء} ما يصيبهم في أبدانهم من أمراضٍ وأسقامٍ. {والضّرّاء} ما يصيبهم من فقرٍ وحاجةٍ ونحو ذلك، {لعلّهم يضّرّعون} أي: يدعون ويخشعون ويبتهلون إلى اللّه تعالى في كشف ما نزل بهم.
وتقدير الكلام: أنّه ابتلاهم بالشّدّة ليتضرّعوا، فما فعلوا شيئًا من الّذي أراد اللّه منهم، فقلب الحال إلى الرّخاء ليختبرهم فيه؛ ولهذا قال: {ثمّ بدّلنا مكان السّيّئة الحسنة} ). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 449]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آَبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (95) }

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ثمّ بدّلنا مكان السّيّئة الحسنة} أي: حولّنا الحال من شدة إلى رخاءٍ، ومن مرضٍ وسقمٍ إلى صحّةٍ وعافيةٍ، ومن فقرٍ إلى غنًى، ليشكروا على ذلك، فما فعلوا.
وقوله: {حتّى عفوا} أي: كثروا وكثرت أموالهم وأولادهم، يقال: عفا الشّيء إذا كثر.
{وقالوا قد مسّ آباءنا الضّرّاء والسّرّاء فأخذناهم بغتةً وهم لا يشعرون} يقول تعالى: ابتلاهم بهذا وهذا ليتضرّعوا وينيبوا إلى اللّه، فما نجع فيهم لا هذا ولا هذا، ولا انتهوا بهذا ولا بهذا بل قالوا: قد مسّنا من البأساء والضّرّاء، ثمّ بعده من الرّخاء مثل ما أصاب آباءنا في قديم الدّهر، وإنّما هو الدّهر تاراتٌ وتاراتٌ، ولم يتفطّنوا لأمر اللّه فيهم، ولا استشعروا ابتلاء اللّه لهم في الحالين. وهذا بخلاف حال المؤمنين الّذين يشكرون اللّه على السّرّاء، ويصبرون على الضّرّاء، كما ثبت في الصّحيحين: "عجبًا للمؤمن، لا يقضي اللّه له قضاءً إلّا كان خيرًا له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيرًا له" فالمؤمن من يتفطّن لما ابتلاه اللّه به من السّرّاء والضّرّاء ؛ ولهذا جاء في الحديث: «لا يزال البلاء بالمؤمن حتّى يخرج نقيّا من ذنوبه، والمنافق مثله كمثل الحمار، لا يدري فيم ربطه أهله، ولا فيم أرسلوه
»، أو كما قال. ولهذا عقّب هذه الصّفة بقوله: {فأخذناهم بغتةً وهم لا يشعرون} أي: أخذناهم بالعقوبة بغتةً، أي: على بغتةٍ منهم، وعدم شعورٍ منهم، أي: أخذناهم فجأةً كما جاء في الحديث: "موت الفجأة رحمةٌ للمؤمن وأخذة أسفٍ للكافر"). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 449-450]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السّماء والأرض ولكن كذّبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون (96) أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتًا وهم نائمون (97) أوأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحًى وهم يلعبون (98) أفأمنوا مكر اللّه فلا يأمن مكر اللّه إلا القوم الخاسرون (99)}
يقول تعالى: مخبرًا عن قلّة إيمان أهل القرى الّذين أرسل فيهم الرّسل، كقوله تعالى: {فلولا كانت قريةٌ آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لمّا آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدّنيا ومتّعناهم إلى حينٍ} [يونس: 98]
أي: ما آمنت قريةٌ بتمامها إلّا قوم يونس، فإنّهم آمنوا، وذلك بعد ما عاينوا العذاب، كما قال تعالى: {وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون * فآمنوا فمتّعناهم إلى حينٍ} [الصّافّات: 147، 148] وقال تعالى: {وما أرسلنا في قريةٍ من نذيرٍ إلا قال مترفوها إنّا بما أرسلتم به كافرون} [سبأٍ: 34]
وقوله تعالى: {ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقوا} أي: آمنت قلوبهم بما جاءتهم به الرّسل، وصدّقت به واتّبعته، واتّقوا بفعل الطّاعات وترك المحرّمات، {لفتحنا عليهم بركاتٍ من السّماء والأرض} أي: قطر السّماء ونبات الأرض. قال تعالى: {ولكن كذّبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون} أي: ولكن كذّبوا رسلهم، فعاقبناهم بالهلاك على ما كسبوا من المآثم والمحارم). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 450-451]

تفسير قوله تعالى: {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (97) }

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى مخوّفًا ومحذّرًا من مخالفة أوامره، والتّجرّؤ على زواجره: {أفأمن أهل القرى} أي: الكافرة {أن يأتيهم بأسنا} أي: عذابنا ونكالنا، {بياتًا} أي: ليلًا {وهم نائمون} ). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 451]

تفسير قوله تعالى: {أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أوأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحًى وهم يلعبون} أي: في حال شغلهم وغفلتهم). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 451]

تفسير قوله تعالى: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99) }

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {أفأمنوا مكر اللّه} أي: بأسه ونقمته وقدرته عليهم وأخذه إيّاهم في حال سهوهم وغفلتهم {فلا يأمن مكر اللّه إلا القوم الخاسرون}؛ ولهذا قال الحسن البصريّ، رحمه اللّه: المؤمن يعمل بالطّاعات وهو مشفق وجل خائفٌ، والفاجر يعمل بالمعاصي وهو آمنٌ). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 451]


رد مع اقتباس