الموضوع: سورة التوبة
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 24 محرم 1434هـ/7-12-2012م, 11:02 AM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي


قوله تعالى: {
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا ۚ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (28)}

قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (وقد أدخلت الآية الثّالثة في النّاسخ والمنسوخ. باب ذكر الآية الثّالثة :قال تعالى: {إنّما المشركون نجسٌ فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا} [التوبة: 28]
فكانت هذه الآية ناسخةً لما كان رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم صالح عليه المشركين أن لا يمنع من البيت أحدٌ وقد قال تعالى: {ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتّى يقاتلوكم فيه} [البقرة: 191] ومعنى فلا يقربوا المسجد الحرام امنعوهم من دخوله فإنّهم إذا دخلوه فقد قربوه والمسجد الحرام الحرم كلّه
كما حدّثنا أحمد بن محمّدٍ الأزديّ، قال: حدّثنا عبد الملك بن مروان الرّقّيّ، قال: حدّثنا حجّاج بن محمّدٍ، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ، قال: " قوله تعالى {فلا يقربوا المسجد الحرام} [التوبة: 28] يريد الحرم كلّه "
قال أبو جعفرٍ: {بعد عامهم هذا} [التوبة: 28] يعني سنة تسعٍ {وإن خفتم عيلةً} [التوبة: 28]
قال ابن عبّاسٍ: " قالوا: إذا لم يحجّ الكفّار خفنا الفقر إذا قلّ من نبايعه "
واختلف العلماء في حكم هذه الآية وفي دخول المشركين الحرم وسائر المساجد
فقال عمر بن عبد العزيز، ومالك بن أنسٍ يمنع المشركون كلّهم من أهل الكتاب وغيرهم من دخول الحرم ومن دخول كلّ المساجد وهو قول قتادة قال:
لأنّهم نجسٌ قال: «وقيل لهم نجسٌ لأنّهم لا يستحمّون من جنابةٍ وكذا لا يدخل المسجد جنبٌ» فهذا قولٌ
وقال الشّافعيّ: «يمنع المشركون جميعًا من دخول الحرم ولا يمنعون من دخول سائر المساجد»
وقال أبو حنيفة، ويعقوب، ومحمّدٌ، وزفر «لا يمنع اليهود ولا النّصارى من
دخول المسجد الحرام ولا من سائر المساجد؛ لأنّ المشركين هم أهل الأوثان» فجعلوا قول اللّه تعالى {إنّما المشركون نجسٌ} [التوبة: 28] مخصوصًا به من لا كتاب له
قال أبو جعفرٍ: وهذا القول في كتاب اللّه تعالى نصًّا ما يدلّ على خلافه قال تعالى: {قاتلوا الّذين لا يؤمنون باللّه ولا باليوم الآخر ولا يحرّمون ما حرّم اللّه ورسوله ولا يدينون دين الحقّ من الّذين أوتوا الكتاب حتّى يعطوا الجزية عن يدٍ...} [التوبة: 29] إلى قوله تعالى: {اتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون اللّه والمسيح ابن مريم وما أمروا إلّا ليعبدوا إلهًا واحدًا لا إله إلّا هو سبحانه عمّا يشركون} [التوبة: 31] فهذا شيءٌ قاطعٌ
فإن أشكل على أحدٍ أنّهم لم يجعلوا للّه شريكًا فكيف يقال لهم مشركون؟ قيل له لهذا نظائر في أصول الدّين يعرفها أهل اللّغة ويحتاج النّاس جميعًا إلى معرفتها وهي الأسماء الدّيانيّة وذلك أنّه يقال آمن بكذا إذا صدّق ثمّ قيل مؤمنٌ لمن صدّق بمحمّدٍ رسول اللّه وهو اسمٌ ديانيٌّ وكذا منافقٌ اسمٌ وقع بعد الإسلام وكذا لكلّ ما أسكر كثيره خمرٌ اسمٌ إسلاميٌّ كما صحّ عن رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم:
((كلّ مسكرٍ خمرٌ))
وكذا كلّ من كفر بمحمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم مشركٌ، وفي هذا قولٌ آخر كان أبو إسحاق الزّجاج يخرّجه على أصول الاشتقاق المعروفة قال: لمّا كان محمّدٌ صلّى الله عليه وسلّم قد جاء من البراهين بما لا يكون إلّا من عند اللّه تعالى وكان من كفر به قد نسب ما لا يكون إلّا من عند اللّه تعالى إلى غير اللّه تعالى كان مشركًا).[الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/396-469]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (قوله تعالى: {إنّما المشركون نجسٌ فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا} [التوبة: 28].
قال جماعةٌ: هذه الآية نسخت ما كان النبي صلى الله عليه وسلم صالحهم عليه من أن لا يمنع أحدٌ من البيت والمسجد الحرام والحرم، بقوله: {بعد عامهم هذا} يعني: بقية سنة تسع، فمنعوا من الدّخول بعد سنة تسع، وكان قد صالحهم على أن يدخلوا ولا يمنعوا.
ومذهب مالكٍ أن يمنع المشركون كلّهم وأهل الكتاب من دخول
الحرم ومن دخول كل مسجد - وهو قول عمر بن عبد العزيز وقتادة -.
ومذهب الشافعي أن يمنعوا من الحرم، ولا يمنعوا من سائر المساجد.
وأجاز أبو حنيفة وأصحابه دخول أهل الكتاب خاصة الحرم وسائر المساجد، ويمنع ذلك كلّه غير أهل الكتاب.
قال أبو محمد: وهذه الآية كالتي قبلها كان حقّها ألاّ تذكر في الناسخ والمنسوخ؛ لأنها لم تنسخ قرآنًا).[الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه:307 - 322]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس