عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 08:05 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البرّ والبحر ورزقناهم من الطّيّبات وفضّلناهم على كثيرٍ ممّن خلقنا تفضيلا} [الإسراء: 70] الفرات بن سلمان، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه كانوا في سفرٍ، فمرّوا ببركٍ فيها ماءٌ فوضع بعضهم رءوسهم يشربون منها، فقال رسول اللّه: «اغسلوا أيديكم واشربوا فيها».
قال يحيى: سمعت بعضهم يقول: إنّ هذه الآية نزلت عند ذلك.
وقال الحسن: فضّل بنو آدم على البهائم والسّباع والهوامّ.
وقال بعضهم: {ورزقناهم من الطّيّبات} [الإسراء: 70] : يعني جميع رزق بني آدم: الخبز، واللّحم، والعسل، والسّمن، ونحوه من طيّبات الطّعام والشّراب، فجعل رزقهم أطيب من رزق الدّوابّ والطّير والجنّ). [تفسير القرآن العظيم: 1/150]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {ولقد كرّمنا بني آدم} أي أكرمنا إلا أنها أشدّ مبالغةً في الكرامة).
[مجاز القرآن: 1/386]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الكريم: الشريف الفاضل...، وقال: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ} أي: شرفناهم وفضّلناهم). [تأويل مشكل القرآن: 494]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البرّ والبحر ورزقناهم من الطّيّبات وفضّلناهم على كثير ممّن خلقنا }
تأويله أن اللّه - جل ثناؤه - فضلهم بالتمييز، وبأن سخر لهم ما في السّماوات والأرض وبحملهم في البر والبحر.
{وفضّلناهم على كثير ممّن خلقنا تفضيلا}.
قال: {على كثير} ولم يقل على كلّ من خلقنا، لأن اللّه - جل وعلا - فضل الملائكة، فقال: {ولا الملائكة المقربون}.
ولكن ابن آدم مفضل على سائر الحيوان الذي لا يعقل ولا يميز.
وجاء في التفسير أن فضيلة ابن آدم أنه يمشي قائما وأن الدوابّ والإبل والحمير وما أشبهها تمشي منكبّة، وأن ابن آدم
يتناول الطعام بيديه ويرفعه إلى فيه، وأن سائر الحيوان يتناول ذلك بفيه. وهذا الذي في التفسير هو بعض ما فضل به ابن آدم.
وفضله فيما أعطي من التمييز ورزق من الطيبات وبصّر من الهدى مع ما لا يحصى من النعم عليه كثير جدّا). [معاني القرآن: 3/252]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا}
قال عبد الله بن عباس فضلوا بأنهم يأكلون بأيديهم والبهائم تأكل بأفواهها
وقال غيره فضلوا بالفهم والتمييز وبما سخر لهم). [معاني القرآن: 4/176]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (71)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {يوم ندعو كلّ أناسٍ بإمامهم} [الإسراء: 71] قال الحسن: بكتابهم.
ما نسخت عليهم الملائكة من أعمالهم.
وقال قتادة: بإمامهم، بنبيّهم.
[تفسير القرآن العظيم: 1/150]
قال: {فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرءون كتابهم} [الإسراء: 71] وقد فسّرناه قبل هذا الموضع.
{ولا يظلمون فتيلا} [الإسراء: 71]، والفتيل: يكون في بطن النّواة). [تفسير القرآن العظيم: 1/151]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يوم ندعوا كلّ أناسٍ بإمامهم...}

قراءة العوامّ بالنون. و(يدعو) أيضاً لله تبارك وتعالى. ... وسألني هشيم فقال: هل يجوز {يوم يدعوا كلّ أناسٍ} رووه عن الحسن فأخبرته أني لا أعرفه، فقال: قد سألت أهل العربيّة عن ذلك فلم يعرفوه). [معاني القرآن: 2/127]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {يوم ندعو كلّ أناسٍ بإمامهم} أي بالذي اقتدوا به وجعلوه إماماً، ويجوز أن يكون بكتابهم: {ولا يظلمون فتيلاً} وهو المتفتّل الذي في شق بطن النواة). [مجاز القرآن: 1/386]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (مجاهد "يوم يدعو كل أناس" بالياء.
وأبي "يوم يدعى كل" ). [معاني القرآن لقطرب: 828]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يوم ندعوا كلّ أناسٍ بإمامهم} أي بكتابهم الذي فيه أعمالهم، على قول الحسن.
وقال ابن عباس - في رواية أبي صالح -: برئيسهم.
{ولا يظلمون فتيلًا} والفتيل: ما في شق النواة). [تفسير غريب القرآن: 259]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الإمام: أصله ما ائتممت به. قال الله تعالى لإبراهيم: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا}
أي: يؤتمّ بك، ويقتدى بسنّتك.
ثم يجعل الكتاب إماما يؤتم بما أحصاه. قال الله عز وجل: {يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} أي: بكتابهم الذي جمعت فيه أعمالهم في الدنيا.
وقال: {وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} يعني: كتابا، أو يعني: اللّوح المحفوظ). [تأويل مشكل القرآن: 459] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {يوم ندعو كلّ أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرءون كتابهم ولا يظلمون فتيلا}
وتقرأ يوم يدعو - بالياء - {كلّ أناس بإمامهم}، يعنى به يوم القيامة، وهو منصوب على اذكر يوم يدعو كل أناس بإمامهم، ويجوز أن يكون منصوبا بمعنى يعيدكم الذي فطركم يوم يدعو كل أناس بإمامهم، ومعنى بإمامهم بدينهم الذي ائتموا به، وقيل بكتابهم، والمعنى واحد.
ويدل عليه {فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرءون كتابهم}.
أي من كان على حق أعطي كتابه بيمينه.
{ولا يظلمون فتيلا} المعنى ولا يظلمون مقدار فتيل، والفتيل القشرة التي في شق النواة). [معاني القرآن: 3/253-252]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {يوم ندعو كل أناس بإمامهم}
روي عن ابن عباس أي بنبيهم وقال الحسن والضحاك بكتابهم
قال أبو جعفر ويدل على هذا قوله بعد: {فمن أوتى كتابه بيمينه فأولئك يقرءون كتابهم ولا يظلمون فتيلا} الفتيل الذي يكون في شق النواة والنقير النقرة التي فيها والقطمير الفوقة التي تكون على النواة أي لا يظلمون مقدار هذا الحقير). [معاني القرآن: 4/177-176]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {بإمامهم} قال ثعلب: اختلف الناس، فقالت طائفة: بكتابهم وقالت طائفة: بنبيهم، وقالت طائفة: بشرعهم). [ياقوتة الصراط: 312]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بإمامهم} أي بكتابهم وقيل: برئيسهم.
(والفتيل) ما في شق النواة. وقيل: ما يحدث بين الأصابع من العرق إذا فتل بعضها إلى بعض). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 139]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا (72)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ومن كان في هذه أعمى} [الإسراء: 72]، يعني: من كان في هذه النّعماء الّتي ذكر اللّه في هذه الآية.
{فهو في الآخرة أعمى وأضلّ سبيلا} [الإسراء: 72].
{ولقد كرّمنا بني آدم} [الإسراء: 70] إلى آخر الآية {أعمى} [الإسراء: 72]، يعني: أعمى القلب، فلا تعرف ربّها فتوحّده، فهو عن ما في الآخرة، يعني: فهو عن ما ذكر اللّه من أمر الآخرة أعمى وأضلّ سبيلا.
وهو تفسير السّدّيّ.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: يقول: من كان في هذه الدّنيا أعمى عن ما عاين فيها من نعم اللّه وخلقه وعجائبه، قال يحيى: أي فيعلم أنّ له معادًا.
وهذا تفسير الحسن في أشباه هذا ممّا جعله اللّه تبصرةً للعباد فيعلمون أن البعث حقٌّ.
قال قتادة: فهو فيما يغيب عنه من أمر الآخرة أعمى.
{وأضلّ سبيلا} [الإسراء: 72] طريقًا.
وتفسير الحسن: من كان في هذه الدّنيا أعمى، الكافر عمي عن الهدى، فهو في الآخرة أعمى في الحجّة، أي: ليست له حجّةٌ، كقوله: {قال ربّ لم حشرتني أعمى} [طه: 125] عن حجّتي). [تفسير القرآن العظيم: 1/151]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ومن كان في هذه أعمى...}

يعني: في نعم الدنيا التي اقتصصناها عليكم {فهو في الآخرة} في نعم الآخرة {أعمى وأضلّ سبيلاً}.
والعرب إذا قالوا: هو أفعل منك قالوه في كل فاعل وفعيل، وما لا يزاد في فعله شيء على ثلاثة أحرف. فإذا كان في فعللت مثل زخرفت، أو افعللت مثل احمررت واصفررت لم يقولوا: هو أفعل منك؛ إلا أن يقولوا: هو أشدّ حمرةً منك، وأشدّ زخرفة منك. وإنما جاز في العمى لأنه لم يرد به عمى العين، إنما أراد به - والله أعلم - عمى القلب. فيقال: فلان أعمى من فلان في القلب
و(لا تقل): هو أعمى منه في العين. فذلك أنه لمّا جاء على مذهب أحمر وحمراء ترك فيه أفعل منك كما ترك في كثيره. وقد تلقى بعض النحويين يقول: أجيزه في الأعمى والأعشى والأعرج والأزرق، لأنا قد نقول: عمي وزرق وعرج وعشي ولا نقول: صفر ولا حمر ولا بيض. وليس ذلك بشيء، إنما ينظر في هذا إلى ما كان لصاحبه فيه فعل يقلّ أو يكثر، فيكون أفعل دليلاً على قلّة الشيء وكثرته؛ ألا ترى أنك قد تقول: فلان أقوم من فلان وأجمل؛ لأنّ قيام ذا وجماله قد يزيد على قيام الآخر وجماله، ولا تقول لأعميين: هذا أعمى من هذا، ولا لمّيتين: هذا أموت من هذا. فإن جاءك منه شيء في شعر فأجزته احتمل النوعان الإجازة: ... حدثني شيخ من أهل البصرة أنه سمع العرب تقول: ما أسود شعره.
وسئل الفراء عن الشيخ فقال: هذا بشّار الناقط.
وقال الشاعر:
أمّا الملوك فأنت اليوم ألأمهم = لؤماً وأبيضهم سربال طبّاخ
فمن قال هذا لزمه أن يقول: الله أبيضك والله أسودك وما أسودك. ولعبة للعرب يقولون أبيضي حالا وأسيدي حالا والعرب تقول مسودة مبيضة إذا ولدت السودان والبيضان وأكثر ما يقولون: موضحة إذا ولدت البيضان وقد يقولون مسيدة). [معاني القرآن: 2/128-127]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فهو في الآخرة أعمى} أشدّ عمىً). [مجاز القرآن: 1/386]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضلّ سبيلا} أي في هذه الدنيا.
{فهو في الآخرة أعمى} وهذا من عمى القلب، أي هو في الآخرة أشد عمى.
وتأويله أنه إذا عمي في الدنيا، وقد عرّفه - جل وعلا - وجعل له إلى التوبة وصلة، وفسح له في ذلك إلى وقت مماته، فعمي عن رشده ولم يتب ففي الآخرة لا يجد متابا ولا متخلّصا مما هو فيه، فهو في الآخرة أشد عمى {وأضل سبيلا}.
أي وأضل طريقا، لأنه لا يجد طريقا إلى الهداية فقد حصل على عمله). [معاني القرآن: 3/253]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا}
قال عكرمة قال رجل لعبد الله بن عباس كيف يكون في الآخرة أعمى فقال له أخطأت التأويل ألا ترى أنه جل وعز عدد النعم ثم قال ومن كان في هذه أعمى أي من عمي عن هذه النعم التي يراها وتدله على قدرة الله فهو فيما لم يره من أمر الآخرة أعمى وكذلك قال قتادة
وقال غيره ومن كان في الدنيا أعمى وقد فسح الله له في العمر ووعده قبول التوبة ودعاه إلى الطاعة فلم يجب وعمى عن ذلك فهو في الآخرة إذا كان لا تقبل منه توبة ولا إنابة أعمى وأضل سبيلا). [معاني القرآن: 4/178-177]


رد مع اقتباس