عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 19 ذو القعدة 1439هـ/31-07-2018م, 09:12 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم وبخهم على الغفلة وترك الاعتبار بقوله تعالى: {أفلم يسيروا في الأرض}، أي: في البلاد فينظروا في أحوال الأمم المكذبة المعذبة، وهذه الآية تقتضي أن العقل في القلب، وذلك هو الحق، ولا ينكر أن للدماغ اتصالا بالقلب يوجب فساد العقل متى اختل الدماغ. قوله تعالى: "فتكون" نصب بالفاء في جواب الاستفهام، صرف الفعل من الجزم إلى النصب.
وقوله تعالى: {فإنها لا تعمى الأبصار} لفظة مبالغة كأنه قال: ليس العمى عمى الأبصار وإنما العمى حق العمى عمى القلب، ومعلوم أن الأبصار تعمى ولكن المقصود ما ذكرناه، وهذا قوله عليه الصلاة والسلام: ليس الشديد بالصرعة، وليس المسكين بهذا الطواف، والضمير في "فإنها" للقصة ونحوها من التقدير. وقوله تعالى: {التي في الصدور} مبالغة، كقوله تعالى: "بأفواههم"، وكما تقول: نظرت إليه بعيني، ونحو هذا). [المحرر الوجيز: 6/259]

تفسير قوله تعالى: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (والضمير في "ويستعجلونك" لقريش، وقوله: {ولن يخلف الله وعده} وعيد وإخبار بأن كل شيء إلى وقت محدود، والوعد هنا مقيد بالعذاب فلذلك ورد في مكروه.
وقوله تعالى: {وإن يوما عند ربك كألف سنة}، قالت فرقة: وإن يوما من أيام
[المحرر الوجيز: 6/259]
عذاب الله تعالى كألف سنة مما تعدون من هذه لطول العذاب وبؤسه، فكأن المعنى: فما أجهل من يستعجل هذا، وقالت فرقة: وإن يوما عند الله لإحاطته فيه وعلمه وإنفاذ قدرته كألف سنة عندكم.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
فهذا التأويل يقتضي أن عشرة آلاف سنة إلى ما لا نهاية من العدد في حكم الألف، ولكنهم قالوا: ذكر الألف لأنها منتهى العدد دون تكرار فاقتصر عليه.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا التأويل لا يناسب الآية. وقالت فرقة: إن المعنى أن اليوم عند الله تعالى ألف سنة من هذا العدد، من ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: إني لأرجو أن تؤخر أمتي نصف يوم، وقوله: يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم، وذلك خمسمائة سنة، ومنه قول ابن عباس رضي الله عنهما: مقدار الحساب يوم القيامة ألف سنة، فكأن المعنى: وإن طال الإمهال فإنه في بعض يوم من أيام الله). [المحرر الوجيز: 6/260]

تفسير قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ (48)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وكرر قوله تعالى: "وكأين" لأنه جلب معنى آخر، ذكر أولا القرى المهلكة دون إملاء بل بعقب التكذيب، ثم ثنى بالمهملة لئلا يفرح هؤلاء بتأخير العذاب عنهم. وقرأت فرقة: "تعدون" بالتاء، وقرأت فرقة: "يعدون" بالياء على الغائب). [المحرر الوجيز: 6/260]

رد مع اقتباس