عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 25 ربيع الثاني 1434هـ/7-03-2013م, 11:54 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59) قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (60) قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (61) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (62) أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (63) فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ (64) }


تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ما لكم مّن اله غيره...}
تجعل (غير) نعتا للإله. وقد يرفع: يجعل تابعا للتأويل في إله؛ ألا ترى أن الإله لو نزعت منه (من) كان رفعا. وقد قرئ بالوجهين جميعا.
وبعض بني أسد وقضاعة إذا كانت (غير) في معنى (إلا) نصبوها، تمّ الكلام قبلها أو لم يتم. فيقولون: ما جاءني غيرك، وما أتاني أحد غيرك. قال: وأنشدني المفضّل:
لم يمنع الشرب منها غير أن هتفت ....... حمامةٌ من سحوقٍ ذاتأوقال
فهذا نصب وله الفعل والكلام ناقص. وقال الآخر:
لا عيب فيها غير شهلة عينها ....... كذاك عتاق الطير شهلاً عيونها
فهذا نصب والكلام تامّ قبله). [معاني القرآن: 1/ 383-384]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو ونافع {ما لكم من إله غيره} رفع؛ كأنه قال: مالكم غيره من إله، ولم يجعله وصفًا.
أبو جعفر وأصحاب عبد الله {ما لكم من إله غيره} يكون خفضًا على الوصف لـ "إله"؛ وكل حسن). [معاني القرآن لقطرب: 566]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (60)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله {قال الملأ من قومه إنّا لنراك في ضلال مبين (60)}
وهم الرؤساء والأشراف، وقال بعضهم يعنى به الرجال.
وقد بيّنّا الملأ فيما سبق من الكتاب). [معاني القرآن: 2/ 346]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قال الملأ}
الرؤساء والأشراف أي المليئون بما يفوض إليهم). [معاني القرآن: 3/ 46]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (61)}

تفسير قوله تعالى: {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (62)}
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو {وأبلغكم ما أرسلت به} يسكن الباء. وقراءة أهل المدينة {أبلغكم} بتحريك الباء الأولى من أبلغ، والثانية من بلغ؛ وهي قراءة الحسن). [معاني القرآن لقطرب: 566]


تفسير قوله تعالى: {أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (63)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أو عجبتم...}
هذه واو نسق أدخلت عليه ألف الاستفهام؛ كما تدخلها على الفاء، فتقول: أفعجبتم، وليست بأو، ولو أريد بها أو لسكّنت الواو.
وقوله: {أو عجبتم أن جاءكم ذكرٌ مّن رّبّكم على رجلٍ} يقال في التفسير: مع رجل. وهو في الكلام كقولك: جاءنا الخير على وجهك، وهدينا الخير على لسانك، ومع وجهك، يجوزان جميعا). [معاني القرآن: 1/ 384]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {أو عجبتم أن جاءكم ذكرٌ مّن رّبّكم على رجلٍ مّنكم لينذركم ولتتّقوا ولعلّكم ترحمون}
وقال: {أو عجبتم أن جاءكم ذكرٌ مّن رّبّكم} كأنه قال: "صنعوا كذا وكذا وعجبوا" فقال "صنعتم كذا وكذا أو عجبتم" فهذه واو العطف دخلت عليها ألف الاستفهام). [معاني القرآن: 2/ 12]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو وغيره {أو عجبتم} بتحريك الواو، وأدخل حرف الاستفهام على واو العطف، وثمل ذلك {أو أمن أهل القرى}.
أهل المدينة "أو عجبتم" {أو أمن أهل القرى}، بإسكان الواو، وكذلك قراءة أبي جعفر وشيبة {أو أمن أهل القرى} بإسكان الواو، وتكون في قراءتهم "أو" التي في قولك "رأيت زيدا أو عمرا"). [معاني القرآن لقطرب: 566]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {أوعجبتم أن جاءكم ذكرٌ من ربّكم على رجلٍ منكم} أي على لسان رجل منكم). [تفسير غريب القرآن: 169]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربّكم على رجل منكم لينذركم ولتتّقوا ولعلّكم ترحمون (63)}
هذه الواو واو العطف. دخلت عليها ألف الاستفهام، فبقيت مفتوحة، وقد بيّنّا أمرها في الكتاب). [معاني القرآن: 2/ 346]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ} أي على لسان رجل منكم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 85]

تفسير قوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ (64)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فكذّبوه فأنجيناه والّذين معه في الفلك وأغرقنا الّذين كذّبوا بآياتنا إنّهم كانوا قوما عمين (64)}
{في الفلك}؛
والفلك السفينة، يكون الفلك واحدا، ويكون جمعا.
وقوله: {قوما عمين}؛
أي قد عموا عن الحق والإيمان). [معاني القرآن: 2/ 346-347]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إنهم كانوا قوما عمين}
قال قتادة أي عن الحق). [معاني القرآن: 3/ 47]


رد مع اقتباس