عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 9 جمادى الآخرة 1434هـ/19-04-2013م, 09:18 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]
تفسير قوله تعالى: {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (153) }
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (ويقال: قد أفرع الرجل في الجبل، إذا صعد فيه، وأفرع إذا انحدر منه، قال الشماخ:



فإن كرهت هجائي فاجتنب سخطيلا يــدركـــنـــك إفــــراعــــي وتــصــعــيــدي

وقال رجل من العبلات من بني أمية:


إنى امرؤ من يمان حين تنسبيوفـــي أمـيــة إفـراعــي وتـصـويـبـي

ويقال: قد أصعد الرجل في الجبل وفي الأرض، وقد صعد إلى الموضع العالي الذي ليس بجبل، قال الأعشى:


ألا أيهذا السائلي أين أصعدتفإن لها فـي أهـل يثـرب موعـدا

وقال الله عز وجل: {إذ تصعدون ولا تلوون على أحد}، فهذا من الإصعاد في الأرض. وقرأ بعض القراء: {إذ تَصْعَدْونَ}، فشبه الصعود في الأرض بالصعود في غيرها،
وضم التاء أجود وأعرب). [كتاب الأضداد: 315-316]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا باب ما يختار فيه إعمال الفعل
مما يكون في المبتدأ مبنياً عليه الفعل
وذلك قولك رأيت زيدا وعمراً كلّمته ورأيت عبد الله وزيداً مررت به ولقيت قيسا وبكراً أخذت أباه ولقيت خالدا وزيدا اشتريت له ثوبا.
وإنّما اختير النصب ههنا لأنّ الاسم الأوّل مبنىٌّ على الفعل فكان بناء الآخر على الفعل أحسن عندهم إذ كان يبنى على الفعل وليس قبله اسمٌ مبنىٌّ على الفعل ليجرى الآخر على ما جرى عليه الذي يليه قبله إذ كان
لا ينقص المعنى لو بنيته على الفعل. وهذا أولى أن يحمل عليه ما قرب جواره منه إذ كانوا يقولون ضربوني وضربت قومك لأنّه يليه فكان أن يكون الكلام على وجهٍ واحدٍ إذا كان لا يمتنع الآخر من أن يكون مبنياً على ما بني عليه الأول أقرب في المأخذ.
ومثل ذلك قوله عزّ وجل: {يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما}. وقوله عزّ وجلّ: {وعاداً وثموداً وأصحاب الرّس وقروناً بين ذلك كثيراً وكلاّ ضربنا له الأمثال}. ومثله: {فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة}. وهذا في القرآن كثير.
ومثل ذلك كنت أخاك وزيدا كنت له أخاً لأنّ كنت أخاك بمنزلة ضربت أخاك. وتقول لست أخاك وزيدا أعنتك عليه لأنها فعلّ وتصرّف في معناها كتصرّف كان. وقال الشاعر وهو الربيع بن ضبعٍ الفزاريّ:


أصبحت لا أحمل السّلاح ولاأمـــلـــك رأس الـبـعــيــر إن نـــفــــرا
والـذّئـب أخـشـاه إن مــررت بـــهوحدي وأخشى الريـاح والمطـرا

وقد يبتدأ فيحمل على مثل ما يحمل عليه وليس قبله منصوب وهو عربي جيد. وذلك قولك لقيت زيدا وعمروٌ كلّمته كأنّك قلت لقيت زيدا وعمروٌ أفضل منه. فهذا لا يكون فيه إلاّ الرفع لأنّك لم تذكر فعلا. فإذا جاز أن يكون في المبتدأ بهذه المنزلة جاز أن يكون بين الكلامين. وأقرب منه إلى الرفع عبد الله لقيت وعمرٌ ولقيت أخاه وخالدا رأيت وزيدٌ كلّمت أباه. هو ها هنا إلى الرفع أقرب كما كان في الابتداء من النصب أبعد. وأما قوله عزّ وجلّ: {يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم} فإنما وجّهوه على أنه يغشى طائفةً منكم وطائفةٌ في هذه الحال كأنه قال إذ طائفةٌ في هذه الحال فإنّما جعله وقتاً ولم يرد أن يجعلها واو عطفٍ وإنما هي واو الابتداء). [الكتاب: 1/88-90] (م)
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (التمحيص الاختبار والابتلاء). [الغريب المصنف: 1/350] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وتقول: إن تأتنا ثم تسألنا نعطك. لم يجز إلا جزم تسألنا، لأن ثم من حروف العطف. ولا يستقيم الإضمار هاهنا بعدها. ولو قلت: إن تأتنا ثم تسألنا، تريد: ثم أنت تسألنا تريد الحال لم يصلح؛ لأن ثم لما بعد؛ ألا ترى أنك تقول: لقيت زيداً وعمرو يتكلم أي: لقيت زيداً وعمرو هذه حاله: كما قال الله عز وجل: {يغشى طائفةً منكم وطائفةٌ قد أهمتهم أنفسهم}. أي إذ طائفةٌ في هذه الحالة. ولو وضعت ثم هاهنا لم يستقم). [المقتضب: 2/64]

قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فتقدير الواو: تقدير إذ؛ كما قال الله عز وجل: {يغشى طائفةً منكم وطائفةٌ قد أهمتهم أنفسهم} أي: إذ طائفة في هذه الحال). [المقتضب: 3/263]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقد أجاز قوم أن يضعوا فعل في موضعها. كما تقول: إن ضربتني ضربتك، والمعنى: إن تضربني أضربك.
وهذا التشبيه بعيد؛ لأن الحروف إذا دخلت حدثت معها معان تزيل الأفعال عن مواضعها.
ألا ترى أنك تقول: زيد يضرب غدا، فإذا أدخلت لم قلت لم يضرب أمس، فبدخول لم صارت يضرب في معنى الماضي. وتأولوا هذه الآية من القرآن على هذا القول، وهي قوله: {أو جاءوكم حصرت صدورهم}.
وليس الأمر عندنا كما قالوا. ولكن مخرجها والله أعلم إذا قرئت كذا الدعاء؛ كما تقول: لعنوا قطعت أيديهم. وهو من الله إيجاب عليهم.
فأما القراءة الصحيحة فإنما هي (أو جاءوكم حصرةً صدورهم).
ومثل هذا من الجمل قولك: مررت برجل أبوه منطلق، ولو وضعت في موضع رجل معرفة لكانت الجملة في موضع حال. فعلى هذا تجري الجمل.
وإذا كان في الثانية ما يرجع إلى الأول جاز ألا تعلقه به بحرف عطف، وإن علقته به فجيد.
وإذا كان الثاني لا شيء فيه يرجع إلى الأول فلا بد من حرف العطف وذلك قولك: مررت برجل زيد خير منه، وجاءني عبد الله أبوه يكلمه.
وإن شئت قلت: مررت بزيد عمرو في الدار فهو محال إلا على قطع خبر واستئناف آخر. فإن جعلته كلاماً واحداً قلت: مررت بزيد وعمرو في الدار.
وهذه الواو التي يسميها النحويون واو الابتداء، ومعناها: غذ. ومثل ذلك قوله: {يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم} والمعنى والله أعلم: إذ طائفة في هذه الحال، وكذلك قول المفسرين). [المقتضب: 4/124-125] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقول ابن جعيل:
وأهل العراق لهم كارهينا
محمول على "أرى" ومن قال:
وأهل العراق لهم كارهونا
فالرفع من وجهين: أحدهما قطعٌ وابتداءٌ، ثم عطف جملة على جملة بالواو، ولم يحمله على أرى، ولكن كقولك كان زيدٌ منطلقًا، وعمرو منطلقٌ الساعة، خبرت بخبر بعد خبر، والوجه الآخر أن تكون الواو وما بعدها حالاً، فيكون معناها "إذ"، كما تقول رأيت زيدًا قائمًا وعمرو منطلق، تريد إذ: عمٌرو منطلق. وهذه الآية تحمل على هذا المعنى، وهو قول الله عز وجل: {يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ}، والمعنى والله أعلم: إذ طائفةٌ في هذه الحال وكذلك قراءة من قرأ: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ}، أي والبحر هذه حاله، وإن قرأ (وَالْبَحْرَ) فعلى"أن"). [الكامل: 1/425]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (155) }
[لا يوجد]

رد مع اقتباس