عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 01:04 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (حم (1) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {حم (1) تنزيل الكتاب من اللّه العزيز الحكيم (2) إنّ في السّموات والأرض لآياتٍ لّلمؤمنين}.
قد تقدّم بياننا في معنى قوله {حم} ). [جامع البيان: 21/72]

تفسير قوله تعالى: (تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وأمّا قوله: {تنزيل الكتاب من اللّه} [الزمر: ] فإنّ معناه: هذا تنزيل القرآن من عند اللّه {العزيز} في انتقامه من أعدائه {الحكيم} في تدبيره أمر خلقه). [جامع البيان: 21/72]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّ في السّموات والأرض لآياتٍ للمؤمنين} يقول تعالى ذكره: إنّ في السّماوات السّبع اللاتي منهنّ نزول الغيث، والأرض الّتي منها خروج الخلق أيّها النّاس {لآياتٍ للمؤمنين} يقول: لأدلّةً وحججًا للمصدّقين بالحجج إذا تبيّنوها ورأوها). [جامع البيان: 21/72]

تفسير قوله تعالى: (وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وفي خلقكم وما يبثّ من دابّةٍ آياتٌ لقومٍ يوقنون}.
يقول تعالى ذكره: وفي خلق اللّه إيّاكم أيّها النّاس، وخلقه ما تفرّق في الأرض من دابّةٍ تدبّ عليها من غير جنسكم {آياتٌ لقومٍ يوقنون} يعني: حججًا وأدلّةٌ لقومٍ يوقنون بحقائق الأشياء، فيقرّون بها، ويعلمون صحّتها.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {آياتٌ لقومٍ يوقنون} وفي الّتي بعد ذلك فقرأ ذلك عامّة قرّاء المدينة والبصرة وبعض قرّاء الكوفة {آياتٌ} رفعًا على الابتداء، وترك ردّها على قوله: {لآياتٌ للمؤمنين}.
وقرأته عامّة قرّاء الكوفة {آياتٍ} خفضًا بتأويل النّصب ردًّا على قوله: {لآياتٌ للمؤمنين} وزعم قارئو ذلك كذلك من المتأخّرين أنّهم اختاروا قراءته كذلك، لأنّه في قراءة أبيٍّ في الآيات الثّلاثة لآياتٌ باللاّم فجعلوا دخول اللاّم في ذلك في قراءته دليلاً لهم على صحّة قراءة جميعه بالخفض، وليس الّذي اعتمدوا عليه من الحجّة في ذلك بحجّةٍ، لأنّ لا رواية بذلك عن أبيٍّ صحيحةٌ، وأبيّ لو صحّت به عنه روايةٌ، ثمّ لم يعلم كيف كانت قراءته بالخفض أو بالرّفع لم يكن الحكم عليه بأنّه كان يقرأه خفضًا، بأولى من الحكم عليه بأنّه كان يقرأه رفعًا، إذ كانت العرب قد تدخل اللاّم في خبر المعطوف على جملة كلامٍ تامٍّ قد عملت في ابتدائها إنّ، مع ابتدائهم إيّاه، كما قال حميد بن ثورٍ الهلاليّ:
إنّ الخلافة بعدهم لذميمةٌ وخلائفٌ طرفٌ لممًا أحقر.
فأدخل اللاّم في خبر مبتدأٍ بعد جملة خبرٍ قد عملت فيه إنّ إذ كان الكلام، وإن ابتدئ منويًا فيه إنّ.
والصّواب من القول في ذلك إن كان الأمر على ما وصفنا أن يقال: إنّ الخفض في هذه الأحرف والرّفع قراءتان مستفيضتان في قراءة الأمصار قد قرأ بهما علماء من القرّاء صحيحتا المعنى، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ). [جامع البيان: 21/72-73]

تفسير قوله تعالى: (وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (5) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وتصريف الرياح قال يصرفها إن شاء جعلها رحمة وإن شاء جعلها عذابا). [تفسير عبد الرزاق: 2/212]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {واختلاف اللّيل والنّهار وما أنزل اللّه من السّماء من رزقٍ فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرّياح آياتٌ لّقومٍ يعقلون}.
يقول تبارك وتعالى: وفي اختلاف اللّيل والنّهار أيّها النّاس، تعاقبهما عليكم، هذا بظلمته وسواده وهذا بنوره وضيائه {وما أنزل اللّه من السّماء من رزقٍ} وهو الغيث الّذي به تخرج الأرض أرزاق العباد وأقواتهم، {فأحيابه الأرض بعد موتها} يقول: فأنبت ما أنزل من السّماء من الغيث ميّت الأرض، حتّى اهتزّت بالنّبات والزّرع من بعد موتها، يعني من بعد جدوبها وقحوطها ومصيرها دائرةٌ لا نبت فيها ولا زرع.
وقوله: {وتصريف الرّياح} يقول: وفي تصريفه الرّياح لكم شمالاً مرّةً، وجنوبًا أخرى، وصبًا أحيانًا، ودبورًا أخرى لمنافعكم.
وقد قيل: عنى بتصريفها بالرّحمة مرّةً، وبالعذاب أخرى.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {وتصريف الرّياح} قال: تصريفها إن شاء جعلها رحمةً، وإن شاء جعلها عذابًا.
وقوله: {آياتٌ لقومٍ يعقلون} يقول تعالى ذكره: في ذلك أدلّةٌ وحججٌ للّه على خلقه، لقومٍ يعقلون عن اللّه حججه، ويفهمون عنه ما وعظهم به من الآيات والعبر). [جامع البيان: 21/73-74]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 1 - 11
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {وما أنزل الله من السماء من رزق} قال: المطر، وفي قوله {وتصريف الرياح} إذا شاء جعلها رحمة وإذا شاء جعلها عذابا، وفي قوله {لكل أفاك أثيم} قال: كذاب). [الدر المنثور: 13/292]

تفسير قوله تعالى: (تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {تلك آيات اللّه نتلوها عليك بالحقّ فبأيّ حديثٍ بعد اللّه وآياته يؤمنون}.
يقول تعالى ذكره: هذه الآيات والحجج يا محمّد من ربّك على خلقه نتلوها عليك بالحقّ: يقول: نخبرك عنها بالحقّ لا بالباطل، كما يخبر مشركو قومك عن آلهتهم بالباطل، أنّها تقرّبهم إلى اللّه زلفى، فبأيّ حديثٍ بعد اللّه وآياته تؤمنون: يقول تعالى ذكره للمشركين به: فبأيّ حديثٍ أيّها القوم بعد حديث اللّه هذا الّذي يتلوه عليكم، وبعد حججه عليكم وأدلّته الّتي دلّكم بها على وحدانيّته من أنّه لا ربّ لكم سواه، تصدّقون، إن أنتم كذّبتم لحديثه وآياته.
وهذا التّأويل على مذهب قراءة من قرأ (تؤمنون) على وجه الخطاب من اللّه بهذا الكلام للمشركين، وذلك قراءة عامّة قرأة الكوفيّين وأمّا على قراءة من قرأه {يؤمنون} بالياء، فإنّ معناه: فبأيّ حديثٍ يا محمّد بعد حديث اللّه الّذي يتلوه عليك وآياته هذه الّتي نبّه هؤلاء المشركين عليها، وذكّرهم بها، يؤمن هؤلاء المشركون، وهي قراءة عامّة قرأة أهل المدينة والبصرة، ولكلتا القراءتين وجهٌ صحيحٌ، وتأويلٌ مفهومٌ، فبأيّة القراءتين قرأ ذلك القارئ فمصيبٌ عندنا، وإن كنت أميل إلى قراءته بالياء إذ كانت في سياق آياتٍ قد مضين قبلها على وجه الخبر، وذلك قوله: {لقومٍ يوقنون} و{لقومٍ يعقلون} ). [جامع البيان: 21/75]


رد مع اقتباس