عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 24 ربيع الثاني 1434هـ/6-03-2013م, 10:36 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (95) فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (96) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (97) وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98) وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99)}


تفسير قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (95)}:
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله: {إنّ اللّه فالق الحبّ والنّوى يخرج الحيّ من الميّت ومخرج الميّت من الحيّ ذلكم اللّه فأنّى تؤفكون}
أي يشق الحبة اليابسة الميتة والنواة اليابسة فيخرج منها ورقا أخضر.
وهو معنى، {يخرج الحيّ من الميّت} أي يخرج النبات الغض الطريّ الخضر من الحب اليابس.
{ومخرج الميّت من الحيّ} ويخرج الحب اليابس من النبات الحي النامي.
احتج اللّه جل ثناؤه عليهم بما يشاهدون من خلقه لأنّهم أنكروا البعث فأعلمهم أنه الذي خلق هذه الأشياء وأنه قادر على بعثهم.
وقوله: {فأنّى تؤفكون} أي فمن أين تصرفون عن الحق). [معاني القرآن:2/ 273]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ):(وقوله جل وعز: {إن الله فالق الحب والنوى} قال مجاهد يعني الشق فيها وقال الضحاك فالق خالق). [معاني القرآن:2/ 460]

تفسير قوله تعالى: {فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (96)}:
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله: {فالق الإصباح...}
والإصباح مصدر أصبحنا إصباحا، والأصباح صبح كل يوم بمجموع.
وقوله: {وجعل اللّيل سكناً والشّمس والقمر حسباناً} الليل في موضع نصب في المعنى. فردّ الشمس والقمر على معناه لما فرق بينهما بقوله: (سكنا) فإذا لم تفرق بينهما بشيء آثروا الخفض. وقد يجوز أن ينصب وإن لم يحل بينهما بشيء؛ أنشد بعضهم:
وبينا نحن ننظره أتانا ....... معلّق شكوةٍ وزناد راع
وتقول: أنت آخذٌ حقّك وحقّ غيرك فتضيف في الثاني وقد نوّنت في الأوّل؛ لأن المعنى في قولك: أنت ضارب زيدا وضارب زيدٍ سواء. وأحسن ذلك أن تحول بينهما بشيء؛ كما قال امرؤ القيس:
فظلّ طهاة اللحم من بين منضج ....... صفيف شواءٍ أو قديرٍ معجّل
فنصب الصفيف وخفض القدير على ما قلت لك). [معاني القرآن:1/ 346]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وجاعل اللّيل سكناً والشّمس والقمر} منصوبتين، لأنه فرق بينهما وبين الليل المضاف إلى جاعل قوله: (سكناً)، فأعملوا فيهما الفعل الذي عمل في قوله: سكناً، فنصبوهما كما أخرجوهما من الإضافة، كما قال الفرزدق:
قعوداً لدى الأبواب طالب حاجةٍ ....... عوانٍ من الحاجات أو حاجةٍ بكرا
{والشّمس والقمر حسباناً}، وهو جميع حساب، فخرج مخرج شهاب، والجميع شهبان). [مجاز القرآن:1/ 201]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({فالق الإصباح وجعل اللّيل سكناً والشّمس والقمر حسباناً ذلك تقدير العزيز العليم}
وقال: {فالق الإصباح} جعله مصدرا من "أصبح". وبعضهم يقول (فالق الأصباح) جماع "الصّبح".
وقال: {والشّمس والقمر حسباناً} أي: بحسابٍ. فحذف الباء كما حذفها من قوله: {أعلم من يضلّ عن سبيله} أي: أعلم بمن يضلّ. و"الحسبان" جماعة "الحساب" مثل "شهاب" و"شهبان"، ومثله "الشمس والقمر بحسبان" أي: بحساب). [معاني القرآن:1/ 245]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو {فالق الإصباح وجاعل الليل سكنا والشمس والقمر} فالإصباح: مصدر أصبح إصباحًا، مثل: أحسن إحسانًا؛ ونصب "الشمس"؛ كأنه وجاعل الشمس"؛ لأن معنى التنوين وغير التنوين سواء؛ كما تقول: هذا ضارب زيد وعمرًا؛ أي وضارب عمرًا، أو يضرب عمرًا، كل حسن؛ والخفض أسهل، ترده على أوله ولا تتكلف إضمارًا. ومثل قراءة أبي عمرو قول الشاعر:
هل أنت باعث دينار لحاجتنا = أو عبد رب أخا عون بن مخراق
وقال الآخر:
فبينا نحن ننظره أتانا = معلق وفضة وزناد راع
فنصب "الزناد" على ما ذكرنا؛ كأنه قال: ومعلقًا زنادًا.
[معاني القرآن لقطرب: 520]
وقال جرير:
جئني بمثل بني بدر لقومهم = أو مثل أسرة منظور بن سيار
كأنه قال: أو هات؛ لأنها في معنى جئني.
وقال الهذلي:
ويأوى إلى نسوة عطل = وشعثا مراضيع مثل السعالي
كأنه قال: ويأتي شعثا؛ لأن المعنى واحد.
الحسن "فالق الأصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر" فالأصباح جمع؛ صبح وأصباح، كبرد وأبراد). [معاني القرآن لقطرب: 521]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله عز وجل {والشمس والقمر حبانا} و{الشمس والقمر بحسبان} أي بحساب، وقالوا: على الله حسبان فلان وحسبته؛ أي حسابه؛ وقالوا: حسب حسبا.
وأما {ويرسل عليها حسبانا}؛ فهو هاهنا السهام، والواحد حسبان كالجمع، كقولهم: الفلك للواحد منها والجمع؛ وكان ابن عباس رحمه الله يقول {ويرسل عليها حسبانا}: أي نارًا.
[معاني القرآن لقطرب: 548]
والحسبانة أيضًا: الوسادة الصغيرة، والحسبان الجمع؛ ويقال: حسبت الرجل؛ أي أجلسته على هذه الحسبانة.
وقال الشاعر:
يا عمرو لو قدرت عليك رماحنا = لفقدت أو لثويت غيرمحسب
أي موسد). [معاني القرآن لقطرب: 549]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت:237هـ): ({حسبانا}: جماعة حساب).[غريب القرآن وتفسيره: 139]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(الحسبان) الحساب. يقال: خذ كل شيء بحسبانه [أي بحسابه]). [تفسير غريب القرآن: 157]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ):(وقوله جلّ وعزّ: {فالق الإصباح وجعل اللّيل سكنا والشّمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم}
معنى الإصباح والصبح واحد، جائز أن يكون خالق الإصباح وجائز أن يكون معناه شاق الصبح، وهو راجع إلى معنى خالق الصبع.
وقوله: {والشّمس والقمر حسبانا}.
النصب في (الشمس والقمر) هي القراءة. والجر جائز على معنى وجاعل (الشمس والقمر حسبانا)، لأن في جاعل معنى جعل.
وبه نصبت {سكنا} ولا يجوز جاعل الليل سكنا، لأن أسماء الفاعلين إذا كان الفعل قد رفع أضيفت إلى ما بعدها لا غير تقول هذا ضارب زيد أمس.
فإجماع النحويين أنه لا يجوز في زيد النصب، وعلى ذلك أكثر الكوفيين، وبعض الكوفيين يجيز النصب. فإذا قلت هذا معطي زيد درهما فنصب الدرهم محمول على أعطى). [معاني القرآن: 2/ 273-274]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {فالق الإصباح} ويقرأ {الإصباح} وقرأ به الحسن وعيسى وهو جمع صبح والإصباح كما تقول الإمساء وقرأ النخعي (فلق الإصباح) ). [معاني القرآن:2/ 460]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {وجاعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا}
والحسبان والحساب واحد أي ذوي حساب يعني دورانهما.
وقال ابن عباس في قوله جل وعز: {الشمس والقمر بحسبان} أي بحساب). [معاني القرآن:2/ 460-461]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ((الحسبان) والحساب واحد). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 78]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({حُسْبَانًا}: ما بينكم). [العمدة في غريب القرآن: 129]


تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (97)}:

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98)}:
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وهو الّذي أنشأكم مّن نّفسٍ واحدةٍ فمستقرٌّ...}
يعني في الرحم {ومستودعٌ} في صلب الرجل. ويقرأ {فمستقرّ} يعني الولد في الرحم {ومستودع} في صلب الرجل. ورفعها على إضمار الصفة؛ كقولك: رأيت الرجلين عاقل وأحمق، يريد منهما كذا وكذا). [معاني القرآن:1/ 347]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({فمستقرٌّ ومستودعٌ} مستقرٌّ في صلب الأب، ومستودع في رحم الأم). [مجاز القرآن:1/ 201]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وهو الّذي أنشأكم مّن نّفسٍ واحدةٍ فمستقرٌّ ومستودعٌ قد فصّلنا الآيات لقومٍ يفقهون}
وقال: {أنشأكم مّن نّفسٍ واحدةٍ فمستقرٌّ ومستودعٌ} فنراه يعنى: فمنها مستقرٌّ ومنها مستودعٌ والله أعلم. وتقرأ {مستقرّ}). [معاني القرآن:1/ 246]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) :(القراء {فمستقر ومستودع}.
الحسن وشيبة بن نصاح وأبو عمرو {فمستقر ومستودع}، يصير فاعلاً من استقر، فهو مستقر). [معاني القرآن لقطرب: 521]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({فمستقر}: في الصلب.
{ومستودع}: في الرحم). [غريب القرآن وتفسيره: 140]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فمستقرٌّ} في الصلب. {ومستودعٌ} في الرحم). [تفسير غريب القرآن:157]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وهو الّذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقرّ ومستودع قد فصّلنا الآيات لقوم يفقهون}
الأكثر في القراءة {مستقرّ} بفتح القاف، وقد قرئت بكسرها. و{مستودع} بالفتح لا غير.
- وأما رفع (مستقر ومستودع) فعلى معنى: لكم مستقرّ ولكم مستودع.
- ومن قرأ بالكسر (فمستقر ومستودع) فعلى معنى: فمنكم مستقر ومنكم مستودع.
وتأويل مستقر أي مستقر في الرحم ومستودع أي منكم مستودع في أصلاب الرجال، وعلى هذا أيضا فمستقر بفتح القاف، ومستودع.
أي فلهم مستقر ولكم في الأصلاب مستودع وجائز أن يكون فمستقر -بالكسر- ومستودع أي: فمنكم مستقر في الأحياء ومنكم مستودع أي مستقر في الدنيا موجود، ومستودع في الأصلاب لم يخلق بعد.

- وجائز أن يكون (فمستقرّ) بالكسر، (ومستودع): فمنكم مستقر في الأحياء ومنكم مستودع في الثرى.
وهذه الأقوال كلها قد قيلت واللّه أعلم بحقيقة ذلك). [معاني القرآن: 2/ 274-275]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع} قال عطاء ومجاهد وقتادة والضحاك وألفاظهم متقاربة: فمستقر في الرحم ومستودع في الصلب.
وقرأ جماعة بالفتح.
وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قال: "المستقر": الرحم، و"المستودع": الأرض التي تموت بها. والفتح على معنى: ولكم في الأرحام مستقر وفي الأصلاب مستودع. والكسر بمعنى: فمنكم مستقر.
وقال سعيد بن جبير: قال ابن عباس: هل تزوجت؟ فقلت: لا. فقال: إن الله جل وعز يستخرج من ظهرك ما استودعه فيه.
وقرأ ابن عباس وسعيد بن جبير وغيرهما (فمستقر) بالكسر {ومستودع}.

وقال إبراهيم النخعي: المعنى: فمستقر في الرحم ومستودع في الصلب.
وقال الحسن: فمستقر في القبر ومستودع في الدنيا يوشك أن يلحق بصاحبه.
- حدثني محمد بن إدريس قال: حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال: حدثنا أبو داود عن هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله جل وعز: {فمستقر ومستودع} قال: المستقر ما كان في الرحم والمستودع الصلب). [معاني القرآن: 2/ 461-463]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون}
قال قتادة: (فصلنا) بمعنى بينا). [معاني القرآن:2/ 463]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَمُسْتَقَرٌّ} أي في الصلب، {وَمُسْتَوْدَعٌ} أي في الرحم).[تفسير المشكل من غريب القرآن: 78]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَمُسْتَقَرٌّ}: في الأصلاب
{وَمُسْتَوْدَعٌ}: في الأرحام). [العمدة في غريب القرآن: 129]

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99)}:
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله:{فأخرجنا به نبات كلّ شيءٍ...}
يقول: رزق كل شيء، يريد ما ينبت ويصلح غذاء لكل شيء. وكذا جاء التفسير، وهو وجه الكلام.
وقد يجوز في العربية أن تضيف النبات إلى كل شيء وأنت تريد بكل شيء النبات أيضا، فيكون مثل قوله: {إنّ هذا لهو حقّ اليقين} واليقين هو الحقّ.
وقوله: {من النّخل من طلعها قنوانٌ دانيةٌ} الوجه الرفع في القنوان؛ لأن المعنى: ومن النخل قنوانه دانية. ولو نصب: وأخرج من النخل من طلعها قنوانا دانية لجاز في الكلام، ولا يقرأ بها لمكان الكتاب.
وقوله: {وجنّاتٍ مّن أعنابٍ} نصب، إلا أن جمع المؤنث بالتاء يخفض في موضع النصب، ولو رفعت الجنات تتبع القنوان كان صوابا.
وقوله: {وفي الأرض قطعٌ متجاوراتٌ وجنّاتٌ} الوجه فيه الرفع، تجعلها تابعة للقطع. ولو نصبتها وجعلتها تابعة للرواسي والأنهار كان صوابا.
وقوله: {والزّيتون والرّمّان} يريد شجرة الزيتون وشجر الرمان، كما قال: {واسأل القرية} يريد أهل القرية.
وقوله: {انظروا إلي ثمره إذا أثمر} يقول: انظروا إليه أول ما يعقد.

{وينعه}: بلوغه وقد قرئت (وينعه، ويانعه). فأما قوله: {وينعه} فمثل نضجه، ويانعه مثل ناضجه وبالغه). [معاني القرآن: 1/ 347-348]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({قنوانٌ}: القنو هو العذق، والاثنان: قنوان، النون مكسورة، والجميع قنوانٌ على تقدير لفظ الاثنين، غير أن نون الاثنين مجرورة في موضع الرفع والنصب والجر، ونون الجميع يدخله الرفع والجر والنصب، ولم نجد مثله غير قولهم صنوٌ، وصنوان، والجميع صنوانٌ.
{وينعه إنّ في ذلكم}، ينعه: مصدر من ينع إذا أينع؛ أي: من مدركه، واحده يانع والجميع ينع، بمنزلة تاجر والجميع تجر، وصاحب والجميع صحب، ويقال: قد ينع الثمر فهو يينع ينوعاً، فمنه اليانع؛ ويقال: قد ينعت الثمرة وأينعت لغتان، فالآية فيها اللغتان جميعاً، قال:

في قبابٍ حول دسكرة ....... حولها الزيتون قد ينعا).
[مجاز القرآن:1/202]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وهو الّذي أنزل من السّماء ماء فأخرجنا به نبات كلّ شيءٍ فأخرجنا منه خضراً نّخرج منه حبّاً مّتراكباً ومن النّخل من طلعها قنوان دانيةٌ وجنّاتٍ مّن أعنابٍ والزّيتون والرّمّان مشتبهاً وغير متشابهٍ انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إنّ في ذلكم لآياتٍ لّقومٍ يؤمنون}
وقال: {فأخرجنا منه خضراً} يريد "الأخضر" كقول العرب: "أرنيها نمرةً أركها مطرةً".
وقال: {ومن النّخل من طلعها قنوان دانيةٌ} ثم قال: {وجنّاتٍ مّن أعنابٍ} أي: "وأخرجنا به جنّاتٍ من أعنابٍ".
ثم قال: {والزّيتون} وواحد: "القنوان": قنوٌ، وكذلك "الصّنوان" واحدها: صنوٌ). [معاني القرآن:1/ 246]

قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (العمش "وجنات من أعناب" يرفع على الابتداء، كأنه قال: وثم جنات من أعناب أو "وفيها جنات من أعناب". الحسن وأبو عمرو وأهل المدينة {وجنات من أعناب} تكون نصبا على أخرجنا به نبات كل شيء، وأخرجنا به جنات.
أهل المدينة {انظروا إلى ثمره} بفتح الثاء والميم.
أصحاب عبد الله {إلى ثمره}.
[معاني القرآن لقطرب: 521]
وكان أبو عمرو بن العلاء يقول: الثمر: المال والولد.
وقال الحارث بن حلزة:
ولقد رأيت معاشرًا = قد ثمروا مالاً وولدا
وسنذكر القراءة فيها في الكهف، إن شاء الله.
الحسن وأبو عمرو {وينعه}.
ابن أبي إسحاق "وينعه" بضم الياء؛ وقالوا ينع ينوعًا، وأينع إيناعًا، وهو الإدراك.
وقال ابن مقبل:
بل هل أريك حمول الحي غادية = كالنخل زينها ينع وإفضاح
يقول: احمرار.
قال: ويقال: حمام أفضح.
قال أبو دؤاد:
نخلات من نخل بيسان أينعن جميعا ونبتهن تؤام
وقال بشر:
كأن حمولهم لما استقلوا = نخيل محلم فيها ينوع). [معاني القرآن لقطرب: 522]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله عز وجل {خضرا نخرج منه} أي أخضر، وقالوا: خضرت الأرض خضرًا، وخضارة في المصدر.
فأما قوله عز وجل {قنوان دانية} فالواحد: قنو، وقنا مقصور؛ وهو العذق وقالوا: قني، وثلاثة أقناء؛ وقالوا: قنوان وقنوان، بالكسر والضم.
وقال امرئ القيس:
فأثت أعاليه وآدت أصوله = ومال بقنوان من البسر أحمرا
[وزاد محمد بن صالح]:
قال: أهل الحجاز يقولون: قنوان بكسر القاف؛ وقيس: قنوان؛ وتميم وضبة يقولون: قنيان؛ وكلب تقول: قنيان.
وأنشد لامرئ القيس البيت.
أثت: كثرت والتفت.
وقال آخر:
[معاني القرآن لقطرب: 549]
لذها ذنب كالقنو قد مذلت به = وأسحم للتخطار بعد التشدد). [معاني القرآن لقطرب: 550]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({خضرا}: أخضر وفي الحديث " تجنبوا من خضراتكم ذوات الريح" يعني البصل والثوم.
{قنوان}: أعذاق الواحد قنو.
{وينعه}: إدراكه، يقال "أينعت الثمرة" إذا أدركت وينعت). [غريب القرآن وتفسيره: 140]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ((القنوان) عذوق النّخل. واحدها قنو. جمع على لفظ تثنيته، غير أن الحركات تلزم نونه في الجمع، وهي في الاثنين مكسورة، مثل:
صنو وصنوان في التّثنية. وصنوان في الجمع.
{انظروا إلى ثمره إذا أثمر} وهو غضّ.
{و ينعه} أي إدراكه ونضجه. يقال: ينعت الثّمرة وأينعت: إذا أدركت. وهو الينع والينع والينوع). [تفسير غريب القرآن: 157]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وهو الّذي أنزل من السّماء ماء فأخرجنا به نبات كلّ شيء فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبّا متراكبا ومن النّخل من طلعها قنوان دانية وجنّات من أعناب والزّيتون والرّمّان مشتبها وغير متشابه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إنّ في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون}
قال أهل اللغة: أصل كلمة ماء ماه إلا أن الهمزة أبدلت من الهاء لخفاء الهاء، والدليل على ذلك قولهم أمواه في جمعه، ومياه، ويصغر مويه.
قال الشاعر:

سقى الله أمواها عرفت مكانها ....... جرابا وملكوما وبذّر والغمرا
وقوله: {فأخرجنا منه خضرا}
معنى خضر كمعنى أخضر، يقال اخضر فهو أخضر وخضر، مثل أعوز فهو أعور وعور.
وقوله: {ومن النّخل من طلعها قنوان دانية}
{قنوان} جمع قنو مثل صنو وصنوان، وإذا ثنيت القنو فهما قنوان يا هذا بكسر النون، والقنو العذق بكسر العين وهي الكباسة، والعذق النخلة.
و(دانية) أي قريبة المتناول، ولم يقل ومنها قنوان بعيدة.
لأن في الكلام دليلا أن البعيدة السحيقة من النخل قد كانت غير سحيقة، واجتزئ بذكر القريبة عن ذكر البعيدة، كما قال عزّ وجلّ:

{سرابيل تقيكم الحرّ} ولم يقل وسرابيل تقيكم البرد.
لأن في الكلام دليلا على أنها تقي البرد لأن ما يستر من الحر يستر من البرد.
وقوله: {وجنّات من أعناب}
عطف على قوله {خضرا} أي فأخرجنا من الماء خضرا وجناب من أعناب والجنة البستان، وإنما سمي البستان جنة، وكل نبت متكاثف يستر بعضه بعضا فهو جنة، وهو مشتق من جننت الشيء إذا سترته.
ومن هذا قيل للترس مجن لأنه يستر.
وقوله: {والزّيتون والرّمّان مشتبها وغير متشابه}.
أي في الطعم وفيه ما يشبه طعم بعضه طعم بعض.
وقرن الزيتون بالرمان لأنهما شجرتان تعرف العرب أن ورقهما يشتمل على الغصن من أوله إلى آخره.
قال الشاعر:

بورك الميت الغريب كما ....... بورك نضر الرمّان والزيتون
ومعناه أن البركة في ورقه واشتماله على عوده كله.
وقوله: {انظروا إلى ثمره}
يقال ثمرة وثمر وثمار، وثمر جمع ثمار، فمن قرأ إلى ثمره بالضم أراد جمع الجمع، وإن شئت قلت إلى ثمره فخففت لثقل الضمة.
{وينعه}، الينع: النضج، يقال ينع الشجر وأينع إذا أدرك.
قال الشاعر:

في قباب حول دسكرة ....... حولها الزيتون قد ينعا
قال أبو عبيدة البيت ليزيد بن معاوية أو للأحوص.
احتج اللّه عليهم بتصريف ما خلق ونقله من حال إلى حال، بما يعلمون أنه لا يقدر عليه المخلوقون، وأنه كذلك يبعثهم لأنهم كانوا ينكرون البعث فقال لهم: {إنّ في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون}.
فأعلمهم أن فيما قص دليلا لمن صدّق). [معاني القرآن: 2/ 275-277]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله عز وجل: {وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا} خضرا بمعنى أخضر). [معاني القرآن:2/ 463]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله عز وجل: {ومن النخل من طلعها قنوان دانية}

قال قتادة: (القنوان): العذوق، وكذلك هو عند أكثر أهل اللغة يقال: عذق، وقنو بمعنى واحد؛ فأما العذق: فالنخلة، وقيل القنوان: الجمار.
وقال البراء بن عازب: دانية قريبة والمعنى ومنها قنوان بعيدة كما قال تعالى: {سرابيل تقيكم الحر}). [معاني القرآن:2/ 463-464]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه} أي مشتبها في المنظر وغير متشابه في الطعم). [معاني القرآن:2/ 464]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه} أي ونضجه يقال ينع وينع وأينع وينع إذا نضج وأدرك
وقال الحجاج في خطبته: أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها). [معاني القرآن: 2/ 464-465]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ((القنوان) عذوق النخل، واحدها قنو، جمع على لفظ تثنينه، ومثله صنوان.
{ويَنْعِهِ} إدراكه. يقال: ينعت وأينعت، وهو الينع والينع). [تفسير المشكل من غريب القرآن:78]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({قنوان}: أعذاق
{وَيَنْعِهِ}: إدراكه). [العمدة في غريب القرآن: 129]


رد مع اقتباس