عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 05:50 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {حم (1) }

تفسير قوله تعالى: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({حم (1) تنزيل الكتاب من اللّه العزيز الحكيم (2) ما خلقنا السّماوات والأرض وما بينهما إلّا بالحقّ وأجلٍ مسمًّى والّذين كفروا عمّا أنذروا معرضون (3) قل أرأيتم ما تدعون من دون اللّه أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شركٌ في السّماوات ائتوني بكتابٍ من قبل هذا أو أثارةٍ من علمٍ إن كنتم صادقين (4) ومن أضلّ ممّن يدعو من دون اللّه من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون (5) وإذا حشر النّاس كانوا لهم أعداءً وكانوا بعبادتهم كافرين (6) }
يخبر تعالى أنّه نزّل الكتاب على عبده ورسوله محمّدٍ، صلوات اللّه وسلامه عليه دائمًا إلى يوم الدّين، ووصف نفسه بالعزّة الّتي لا ترام، والحكمة في الأقوال والأفعال). [تفسير ابن كثير: 7/ 274]

تفسير قوله تعالى: {مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ (3) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {ما خلقنا السّموات والأرض وما بينهما إلا بالحقّ} أي: لا على وجه العبث والباطل، {وأجلٌ مسمًّى} أي: إلى مدّةٍ معيّنةٍ مضروبةٍ لا تزيد ولا تنقص.
قوله: {والّذين كفروا عمّا أنذروا معرضون} أي: لاهون عمّا يراد بهم، وقد أنزل إليهم كتابًا وأرسل إليهم رسولٌ، وهم معرضون عن ذلك كلّه، أي: وسيعلمون غبّ ذلك). [تفسير ابن كثير: 7/ 274]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (4) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {قل} أي: لهؤلاء المشركين العابدين مع اللّه غيره: {أرأيتم ما تدعون من دون اللّه أروني ماذا خلقوا من الأرض} أي: أرشدوني إلى المكان الّذي استقلّوا بخلقه من الأرض، {أم لهم شركٌ في السّموات} أي: ولا شرك لهم في السّموات ولا في الأرض، وما يملكون من قطميرٍ، إن الملك والتصرّف كله إلا الله، عزّ وجلّ، فكيف تعبدون معه غيره، وتشركون به؟ من أرشدكم إلى هذا؟ من دعاكم إليه؟ أهو أمركم به؟ أم هو شيءٌ اقترحتموه من عند أنفسكم؟ ولهذا قال: {ائتوني بكتابٍ من قبل هذا} أي: هاتوا كتابًا من كتب اللّه المنزّلة على الأنبياء، عليهم الصّلاة والسّلام، يأمركم بعبادة هذه الأصنام، {أو أثارةٍ من علمٍ} أي: دليلٍ بيّن على هذا المسلك الّذي سلكتموه {إن كنتم صادقين} أي: لا دليل لكم نقليًّا ولا عقليًّا على ذلك؛ ولهذا قرأ آخرون: "أو أثرة من علمٍ" أي: أو علمٍ صحيحٍ يأثرونه عن أحدٍ ممّن قبلهم، كما قال مجاهدٌ في قوله: {أو أثارةٍ من علمٍ} أو أحد يأثر علما.
وقال العوفي، عن ابن عبّاسٍ: أو بيّنةٍ من الأمر.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا يحيى، عن سفيان، حدّثنا صفوان بن سليم، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن ابن عبّاسٍ قال سفيان: لا أعلم إلّا عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "أو أثرة من علمٍ" قال: "الخطّ".
وقال أبو بكر بن عيّاشٍ: أو بقيّةٍ من علمٍ. وقال الحسن البصريّ: {أو أثارةٍ} شيءٌ يستخرجه فيثيره.
وقال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وأبو بكر بن عيّاشٍ أيضًا: {أو أثارةٍ من علمٍ} يعني الخطّ.
وقال قتادة: {أو أثارةٍ من علمٍ} خاصّةٍ من علمٍ.
وكلّ هذه الأقوال متقاربةٌ، وهي راجعةٌ إلى ما قلناه، وهو اختيار ابن جريرٍ رحمه اللّه وأكرمه، وأحسن مثواه). [تفسير ابن كثير: 7/ 274-275]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ومن أضلّ ممّن يدعو من دون اللّه من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون} أي: لا أضلّ ممّن يدعو أصنامًا، ويطلب منها ما لا تستطيعه إلى يوم القيامة، وهي غافلةٌ عمّا يقول، لا تسمع ولا تبصر ولا تبطش؛ لأنّها جمادٌ حجارة صمّ). [تفسير ابن كثير: 7/ 275]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ (6) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وإذا حشر النّاس كانوا لهم أعداءً وكانوا بعبادتهم كافرين}، كقوله تعالى: {واتّخذوا من دون اللّه آلهةً ليكونوا لهم عزًّا كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدًّا} [مريم: 81، 82] أي: سيخونونهم أحوج ما يكونون إليهم، وقال الخليل: {إنّما اتّخذتم من دون اللّه أوثانًا مودّة بينكم في الحياة الدّنيا ثمّ يوم القيامة يكفر بعضكم ببعضٍ ويلعن بعضكم بعضًا ومأواكم النّار وما لكم من ناصرين} [العنكبوت: 25] ).[تفسير ابن كثير: 7/ 275]

رد مع اقتباس