عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 05:42 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفسير السلف


تفسير قوله تعالى: (وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن غير واحد عن الشعبي أن النبي كتب أول ما كتب باسمك اللهم حتى نزلت بسم الله مجراها ومرساها فكتب بسم الله ثم نزلت ادعوا الله أو ادعوا الرحمن فكتب بسم الله الرحمن حتى نزلت إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم فكتب بسم الله الرحمن الرحيم). [تفسير عبد الرزاق: 2/81] (م)
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروقٍ أنّ عبد اللّه كان يقرؤها (مَجراها ومَرساها) [الآية: 41]). [تفسير الثوري: 129]
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت:227هـ): ( [الآية (41) : قوله تعالى: {وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إنّ ربّي لغفورٌ رحيمٌ} ]
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن تميم بن سلمة، عن عرفجة، عن عبد الله، أنه كان يقرأ: {مجراها ومرساها}). [سنن سعيد بن منصور: 5/346-347]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( (مجراها) " مدفعها، وهو مصدر أجريت، وأرسيت: حبست "، ويقرأ: (مرساها) : «من رست هي» (ومجراها) : «من جرت هي» ، و (مجريها ومرسيها) : «من فعل بها» ، {راسياتٌ} [سبأ: 13] : «ثابتاتٌ»). [صحيح البخاري: 6/74]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله مجراها مدفعها وهو مصدرٌ أجريت وأرسيت حبست ويقرأ مجراها من جرت هي ومرسيها من رست ومجريها ومرسيها من فعل بها قال أبو عبيدة في قوله تعالى بسم الله مجراها أي مسيرها وهي من جرت بهم ومن قرأها بالضّمّ فهو من أجريتها أنا ومرساها أي وقفها وهو مصدرٌ أي أرسيتها أنا انتهى ووقع في بعض الشّروح مجراها موقفها بواوٍ وقافٍ وفاءٍ وهو تصحيفٌ لم أره في شيء من النّسخ ثمّ وجدت بن التّين حكاها عن رواية الشّيخ أبي الحسن يعني القابسيّ قال وليس بصحيحٍ لأنّه فاسد المعنى والصّواب ما في الأصل بدالٍ ثمّ فاءٍ ثمّ عينٍ تنبيهٌ الّذي قرأ بضمّ الميم في مجراها الجمهور وقرأ الكوفيّون حمزة والكسائيّ وحفصٌ عن عاصمٍ بالفتح وأبو بكرٍ عن عاصمٍ كالجمهور وقرءوا كلّهم في المشهور بالضّمّ في مرساها وعن بن مسعودٍ فتحها أيضًا رواه سعيد بن منصورٍ بإسنادٍ حسنٍ وفي قراءة يحيى بن وثّابٍ مجريها ومرسيها بضمّ أوّلهما وكسر الرّاء والسّين أي اللّه فاعل ذلك قوله راسياتٍ ثابتاتٍ قال أبو عبيدة في قوله تعالى وقدورٍ راسيات أي ثقالٍ ثابتاتٍ عظامٍ وكأنّ المصنّف ذكرها استطرادًا لما ذكر مرساها). [فتح الباري: 8/352]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (مجراها مدفعها وهو مصدر أجريت وأرسيت حبست ويقرأ مرساها من رست هي ومجراها من جرت هي ومجريها ومرسيها من فعل بها) أشار به إلى قوله تعالى {وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها} وفسّر مجراها بضم الميم الّذي هو قراءة الجمهور بقوله مدفعها وأراد به مسيرها وعن ابن عبّاس مجراها حيث تجري ومرساها حيث ترسي قوله " وهو مصدر أجريت " أراد به المصدر الميمي والمصدر على بابه من أجريت إجراء قوله " وأرسيت حبست " أي معنى أرسيت حبست قوله ويقرأ مرساها يعني بفتح الميم وهي قراءة الكوفيّين حمزة والكسائيّ وحفص عن عاصم قوله " من رست " أي أن مرساها بفتح الميم مأخوذ من رست أي السّفينة إذا ركدت واستقرت وكذلك مجراها بفتح الميم من جرت هي أي من جرت تجري جريا قوله " ومجريها ومرسيها " يعني تقرأ بضم الميم فيهما وهي قراءة يحيى بن وثاب والمعنى الله مجريها ومرسيها (فالأول) من الإجراء (والثّاني) من الإرساء قوله من فعل بها بصيغة المعلوم والمجهول يرجع إلى القراءتين ففي قراءة بفتح الميم بصيغة المعلوم وفي قراءة بلفظ الفاعل بصيغة المجهول). [عمدة القاري: 18/292]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (الراسيات ثابتات) ذكر هذا استطرادًا لذكر مرساها لأنّه ليس في سورة هود وقال أبو عبيدة في قوله تعالى {وقدور راسيات} أي ثابتات عظام). [عمدة القاري: 18/293]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({مجراها}) بضم الميم يريد قوله تعالى: {وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها} [هود: 41].
أي (مدفعها) بفتح الميم وفي بعض الأصول موقفها بالواو والقاف والفاء وعزي لرواية القابسي قال الحافظ ابن حجر: وهو تصحيف لم أره في شيء من النسخ وهو فاسد المعنى (وهو) أي مجراها (مصدر أجريت وأرسيت) أي (حبست ويقرأ) بالتحتية، ولأبي ذر: وتقرأ بالفوقية ({مرساها}) بفتح الميم (من رست هي) أي السفينة أي ركدت واستقرت (ومجراها) بفتح الميم (من جرت هي) وفتح الميمين وهي قراءة المطوّعي عن الأعمش (و) يقرأ أيضًا (مجريها ومرسيها) بضم الميم وياء ساكنة فيهما بدل الألف مع كسر الراء والسين وهي قراءة الحسن، والمعنى الله مجريها ومرسيها وهي مأخوذة (من فعل بها) بكسر ميم من وضم فاء فعل مبنيًا للمفعول ولأبي ذر ومجراها ومرسيها بضم الميمين وهي قراءة الحرمين والبصري والشامي وأبي بكر وقرأ حفص والأخوان بفتح الميم في الأول وضمها في الثاني فالفتح من الثلاثي والضم من الرباعي.
(الراسيات) ولأبي ذر: راسيات (ثابتات) يريد قوله تعالى في سورة سبأ: {قدور راسيات} [سبأ: 13]. وذكره استطرادًا لذكر مرساها). [إرشاد الساري: 7/171]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقال اركبوا فيها بسم اللّه مجراها ومرساها إنّ ربّي لغفورٌ رحيمٌ}.
يقول تعالى ذكره: وقال نوحٌ: اركبوا في الفلك بسم اللّه مجراها ومرساها. وفي الكلام محذوفٌ قد استغنى بدلالة ما ذكر من الخبر عليه عنه، وهو قوله: {قلنا احمل فيها من كلٍّ زوجين اثنين وأهلك إلاّ من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلاّ قليلٌ} فحملهم نوحٌ فيها وقال لهم: اركبوا فيها. فاستغنى بدلالة قوله: {وقال اركبوا فيها} عن حمله إيّاهم فيها، فترك ذكره.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {بسم اللّه مجراها ومرساها} فقرأته عامّة قرّاء أهل المدينة والبصرة وبعض الكوفيّين: بسم اللّه مجراها ومرساها بضمّ الميم في الحرفين كليهما. وإذا قرئ كذلك كان من أجرى وأرسى، وكان فيه وجهان من الإعراب: أحدهما الرّفع بمعنى: بسم اللّه إجراؤها وإرساؤها، فيكون المجرى والمرسى مرفوعين حينئذٍ بالباء الّتي في قوله: {بسم اللّه} والآخر بالنّصب، بمعنى: بسم اللّه عند إجرائها وإرسائها، أو وقت إجرائها وإرسائها، فيكون قوله: {بسم اللّه} كلامًا مكتفيًا بنفسه، كقول القائل عند ابتدائه في عملٍ يعمله: بسم اللّه، ثمّ يكون المجرى والمرسى منصوبين على ما نصبت العرب قولهم الحمد للّه سرارك وإهلالك، يعنون الهلال أوّله وآخره، كأنّهم قالوا: الحمد للّه أوّل الهلال وآخره، ومسموعٌ منهم أيضًا: الحمد للّه ما إهلالك إلى سرارك.
وقرأ ذلك عامّة قرّاء الكوفيّين: {بسم اللّه مجراها ومرساها} بفتح الميم من مجراها، وضمّها من مرساها، فجعلوا مجراها مصدرًا من جرى يجري مجرًى، ومرساها من أرسى يرسي إرساءً. وإذا قرئ ذلك كذلك كان في إعرابهما من الوجهين نحو الّذي فيهما إذا قرئا: مجراها ومرساها بضمّ الميم فيهما على ما بيّنت.
وروي عن أبي رجاءٍ العطارديّ أنّه كان يقرأ ذلك: بسم اللّه مجريها ومرسيها بضمّ الميم فيهما، ويصيّرهما نعتًا للّه. وإذا قرئا كذلك، كان فيهما أيضًا وجهان من الإعراب، غير أنّ أحدهما الخفض وهو الأغلب عليهما من وجهي الإعراب؛ لأنّ معنى الكلام على هذه القراءة: بسم اللّه مجري الفلك ومرسيها، فالمجري نعتٌ لاسم اللّه. وقد يحتمل أن يكون نصبًا، وهو الوجه الثّاني، لأنّه يحسن دخول الألف واللاّم في المجري والمرسي، كقولك بسم اللّه المجريها والمرسيها، وإذا حذفتا نصبتا على الحال، إذ كان فيهما معنى النّكرة، وإن كانا مضافين إلى المعرفة.
وقد ذكر عن بعض الكوفيّين أنّه قرأ ذلك: مجراها ومرساها، بفتح الميم فيهما جميعًا، من جرى ورسا؛ كأنّه وجّهه إلى أنّه في حال جريها وحال رسوّها، وجعل كلتا الصّفتين للفلك، كما قال عنترة:
فصبرت نفسًا عند ذلك حرّةً = ترسو إذا نفس الجبان تطلّع
والقراءة الّتي نختارها في ذلك قراءة من قرأ: {بسم اللّه مجراها} بفتح الميم {ومرساها} بضمّ الميم، بمعنى: بسم اللّه حين تجري وحين ترسي. وإنّما اخترت الفتح في ميم مجراها لقرب ذلك من قوله: {وهي تجري بهم في موجٍ كالجبال} ولم يقل: تجري بهم. ومن قرأ: بسم اللّه مجراها كان الصّواب على قراءته أن يقرأ: وهي تجري بهم. وفي إجماعهم على قراءة تجري بفتح التّاء دليلٌ واضحٌ على أنّ الوجه في مجراها فتح الميم. وإنّما اخترنا الضّمّ في مرساها لإجماع الحجّة من القرّاء على ضمّها. ومعنى قوله {مجراها} مسيرها {ومرساها} وقفها، من وقفها اللّه وأرساها.
وكان مجاهدٌ يقرأ ذلك بضمّ الميم في الحرفين جميعًا.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: بسم اللّه مجراها ومرساها قال: حين يركبون ويجرون ويرسون.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: بسم اللّه حين يركبون ويجرون ويرسون.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا ابن نميرٍ، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: بسم اللّه مجراها ومرساها قال: بسم اللّه حين يجرون وحين يرسون.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا جابر بن نوحٍ، قال: حدّثنا أبو روقٍ، عن الضّحّاك، في قوله: اركبوا فيها بسم اللّه مجراها ومرساها قال: إذا أراد أن ترسي قال: بسم اللّه فأرست، وإذا أراد أن تجري قال بسم اللّه فجرت.
وقوله: {إنّ ربّي لغفورٌ رحيمٌ} يقول: إنّ ربّي لساترٌ ذنوب من تاب، وأناب إليه، رحيمٌ بهم أن يعذّبهم بعد التّوبة). [جامع البيان: 12/413-416]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وقال اركبوا فيها بسم اللّه مجراها ومرساها إنّ ربّي لغفورٌ رحيمٌ (41)
قوله تعالى: وقال اركبوا فيها
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، الأزرق، ثنا الوليد بن مسلمٍ، عن سعيدٍ، عن قتادة، قال: ركب في السّفينة في عشرٍ خلت من رجبٍ ونزل عنها في عشرٍ خلت من المحرم فصام هو وأهله من اللّيل إلى اللّيل.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا إسحاق، بن إبراهيم، ثنا هشام بن يوسف، ثنا ابن جريجٍ في حديث محمّد بن عبّاد بن جعفرٍ وقال اركبوا فيها أنّ أبا صالحٍ أخبره أنّ نوحًا عليه السّلام حمل معه بنيه الثّلاثة وامرأة نوحٍ والثّلاثة نسوةٌ نساء بنيه الثّلاث فهم ثمانيةٌ وأزواجهم فأسماء بنيه. يافث وحامٌ وسامٌ فأصاب حامٌ امرأته في السّفينة فدعا نوحٌ أن يغيّر لطفته فجاء السّودان.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا عليّ بن عثمان، ثنا داود بن أبي الفرات، عن عليّ بن أحمر، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: كان مع نوحٍ في السّفينة ثمانون رجلا معهم أهلوهم وأنّهم كانوا في السّفينة مائةً وخمسين يومًا وأنّ اللّه وجّه السّفينة إلى مكّة فدارت بالبيت أربعين يومًا ثمّ وجّهها إلى الجوديّ فاستقرّت عليه، فبعث نوحٌ الغراب ليأتيه بخبر الأرض فذهب فوقع على الحيف، فأبطأ عليه فبعث الحمامة فأتته بورق الزّيتون، ولطخت رجلها بالطّين، فعرف نوحٌ أنّ الماء قد نضب، فهبط إلى أسفل الجوديّ فبنى قريةً وسمّاها ثمانين فأصبحوا ذات يومٍ وقد تبلبلت ألسنتهم على ثمانين لغةً أحدها اللّسان العربيّ فكان لا يفقّهّ بعضهم كلام بعضٍ وكان نوحٌ عليه السلام يعبر عنهم.
قوله تعالى: بسم اللّه
- حدّثنا عصام بن روّادٍ، ثنا آدم، ثنا أبو هلالٍ الرّاسيّ، ثنا حبان الأعرج، عن أبي الشّعثاء جابر بن زيدٍ قوله: بسم اللّه قال: اسم اللّه الأعظم هو اللّه، ألا ترى أنّه في جميع القرآن يبدأ قبل كلّ اسمٍ.
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن عبد الرّحمن بن بنت عبد الملك بن أبي سليمان، ثنا أبي، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، في قوله: بسم اللّه قال: الباء من بهاء اللّه، والسّين من سناء اللّه، والميم من ملك اللّه، واللّه، يا إله الخلق.
- حدّثنا أبو هارون الخزّاز، ثنا عليّ بن الجهم، ثنا عمر بن أبي قيسٍ، عن عاصمٍ، عن الشّعبيّ قال: كتب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أربعة كتب أوّلها باسمك اللّهمّ قال: فنزلت سورة هودٍ: بسم اللّه مجراها ومرساها.
قوله تعالى: بسم اللّه مجراها ومرساها
- حدّثنا أبي، ثنا سلمة بن بشير النّيسابوريّ سنة اثنى عشر ومائتين، ثنا يحيى، عن جابرٍ، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، في قوله: بسم اللّه مجراها ومرساها قال: كان إذا أراد أن تجري قال: بسم اللّه مجراها جرت وإذا أراد أن تقف قال: بسم اللّه مرساها وقفت.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: بسم الله حين تركبون يعني مجراها ومرساها حين تجرون.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ، حدّثني عبد اللّه بن لهيعة، حدّثني عطاء بن دينارٍ، عن سعيد، بن جبيرٍ قال: إذا ركبت في السّفينة يذكر نعمة اللّه وإن شاء قال كما قال نوحٌ صلّى اللّه عليه وسلّم بسم اللّه مجراها ومرساها إنّ ربّي لغفورٌ رحيمٌ فمن ركب دابّةً لم يذكر اسم اللّه جاء الشّيطان فيقول تغنّى فإن لم يتغنّى يقول له: تمشّى.
- حدّثنا أبي، ثنا عمرو بن رافعٍ، ثنا محمّد بن عبيدٍ، عن توبة أبي سالم قال: رأيت رزين بن حبيشٍ يصلّي في الزّاوية حين تدخل من أبواب كندة عن يمينك فسألته إنّك لكثير الصّلاة يوم الجمعة قال: بلغني أنّ سفينة نوحٍ أرسيت من هاهنا.
قوله تعالى: إنّ ربّي لغفورٌ رحيمٌ
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ، حدّثني عبد اللّه بن لهيعة، حدّثني عطاء بن دينارٍ، عن سعيد، بن جبيرٍ، قوله: لغفور رحيمٌ لمّا كان منهم في الشّرك، رحيمٌ بهم بعد التّوبة). [تفسير القرآن العظيم: 6/2032-2034]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وقال اركبوا فيها بسم الله مجريها ومرساها يعني سموا الله حين تركبون وحين تجرون وحين ترسون). [تفسير مجاهد: 2/304]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 41.
أخرج أبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه قال: لما ركب نوح عليه السلام في السفينة فجرت به فخاف فجعل ينادي: إلا ها اتقن قال يا الله أحسن). [الدر المنثور: 8/66]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله {بسم الله مجراها ومرساها} قال: حين يركبون ويجرون ويرسون). [الدر المنثور: 8/66]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال: كان إذا أراد أن ترسي قال: بسم الله، فأرست وإذا أراد أن تجري قال: بسم الله، فجرت). [الدر المنثور: 8/67]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور والطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقرأ {مجراها ومرساها}). [الدر المنثور: 8/67]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو يعلى والطبراني، وابن السني، وابن عدي وأبو الشيخ، وابن مردويه عن الحسين بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمان لأمتي من الغرق إذا ركبوا في السفن أن يقولوا: بسم الله الملك الرحمن {بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم} وما قدروا الله حق قدره إلى آخر الآية). [الدر المنثور: 8/67]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال أمان لأمتي من الغرق إذا ركبوا في السفن أن يقولوا: بسم الله (وما قدروا الله حق قدره) (سورة الأنعام الآية 91) الآية {بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم} ). [الدر المنثور: 8/67]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ في الثواب عن ابن عباس رضي الله عنهما رفعه ما من رجل يقول إذا ركب السفينة: بسم الله الملك الرحمن {بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم} {وما قدروا الله حق قدره} سورة الأنعام الآية 91 الآية إلا أعطاه الله أمانا من الغرق حتى يخرج منها). [الدر المنثور: 8/68]

تفسير قوله تعالى: (وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرنا عبد الله بن عياش: قال: أبو صخر عن أبي معاوية البجليّ عن سعيد بن جبيرٍ أنّه جاء إليه رجلٌ فسأله، فقال: أرأيتك ابن نوح أمنه، فسبح طويلا، ثم قال: لا إله إلا الله، يحدث الله محمدا: {ونادى نوحٌ ابنه}، وتقول ليس منه، ولكنه خالفه في العمل، فليس منه من لم يؤمن.
قال أبو معاوية: فسألته عن ذلك ما كانت خيانة امرأة لوط وامرأة نوح، فقال: أما امرأة لوط فكانت تدل على الأضياف، وأما امرأة نوح فلا علم لي بها). [الجامع في علوم القرآن: 2/72-73]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة قال كنت عند الحسن فقال {ونادى نوح ابنه} لعمر الله ما هو ابنه قال قلت يا أبا سعيد يقول الله تعالى {ونادى نوح ابنه} وتقول ليس بابنه قال أقرأت قوله {إنه ليس من أهلك} قال قلت إنه ليس من أهلك الذين وعدتك أن أنجيهم معك ولا يختلف أهل الكتاب أنه ابنه قال إن أهل الكتاب يكذبون). [تفسير عبد الرزاق: 1/306-307]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن أبي عامرٍ عن الضّحّاك عن ابن عباس في قوله: {ونادى نوح ابنه} قال: هو ابنه ما بغت امرأة نبي قط [الآية: 42]). [تفسير الثوري: 130]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وهي تجري بهم في موجٍ كالجبال ونادى نوحٌ ابنه وكان في معزلٍ يا بنيّ اركب معنا ولا تكن مّع الكافرين}.
يعني تعالى ذكره بقوله: {وهي تجري بهم} والفلك تجري بنوحٍ ومن معه فيها {في موجٍ كالجبال ونادى نوحٌ ابنه} يام {وكان في معزلٍ} عنه لم يركب معه الفلك: {يا بنيّ اركب معنا} الفلك {ولا تكن مع الكافرين}). [جامع البيان: 12/416]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وهي تجري بهم في موجٍ كالجبال ونادى نوحٌ ابنه وكان في معزلٍ يا بنيّ اركب معنا ولا تكن مع الكافرين (42)
قوله تعالى: وهي تجري بهم في موجٍ كالجبال
- حدّثنا عليّ بن الحسين أبو الجماهر، ثنا ابن وهبٍ، أخبرني ابن لهيعة، عن خالد، بن يزيد، عن سعيد، بن أبي هلالٍ، عن أبي سهلٍ، عن تبيعٍ أنّه قال لما استنقذ من في الأصلاب والأرحام من المؤمنين والكافرين أوحى اللّه عزّ وجلّ إلى نوحٍ أن لو كنت أريد أن أرحم من قومك أحدًا إذًا لرحمت المرأة وولدها، فهاجت به الفلك ما بين المشرق والمغرب فمرّت بالطّور فنقرت على الجبل.
قوله تعالى: ونادى نوحٌ ابنه وكان في معزل
[الوجه الأول]
- حدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع، ثنا عبد الرّزّاق أنبأ معمرٌ، عن قتادة، وغيره، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ يعني قوله: ونادى نوحٌ ابنه قال: ابنه غير أنّه خالفه في العمل والنّيّة.
- حدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع، ثنا عبد الرّزّاق، ثنا الثّوريّ، عن أبي عامرٍ الهمدانيّ، عن الضّحّاك، بن مزاحمٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: ما بعث امرأة نبيٍّ قطّ،
وروي عن عكرمة، ومجاهدٍ وسعيد، بن جبيرٍ والضّحّاك، أنّه ابنه.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا أبو سعيدٍ، الأشجّ، ثنا عقبة بن خالدٍ، ثنا إسرائيل، عن جابرٍ، عن محمّد بن عليٍّ: ونادى نوحٌ ابنه قال: يعني بلغة طيّئٍ. ابن امرأته.
الوجه الثّالث:
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا صفوان بن صالحٍ، ثنا الوليد، ثنا خليدٌ وسعيدٌ، عن قتادة، عن الحسن قال: ليس بابنه.
- حدّثنا الحسن بن عرفة، ثنا عليّ بن ثابتٍ الجزريّ، عن جعفر بن برقان، عن ثابت بن الحجّاج الكلابيّ في قول اللّه: ونادى نوحٌ ابنه قال: ولد على فراشه.
- حدّثنا أبي ثنا عبد الحميد المعنيّ، ثنا أبو زيدٍ عبد الرّحمن بن مصعبٍ المعنيّ، عن سفيان، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ قال: كلّ نبيٍّ أبو أمّته.
- حدّثنا عليّ بن الحسن، ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيدٌ، قال: قال، عن قتادة، كان اسم ابن نوحٍ الّذي غرق كنعان.
قوله تعالى: يا بنيّ اركب معنا ولا تكن مع الكافرين
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: يا بنيّ اركب معنا ولا تكن مع الكافرين قال نادى نوحٌ الغلام وكان قد ولد على فراشه وكان نوحٌ ظنّ أنّه ابنه فناداه نوحٌ يا بنيّ اركب معنا ولا تكن مع الكافرين ولا يعلم نوحٌ إلا أنّه ابنه وكان ولده وكان كافرًا). [تفسير القرآن العظيم: 6/2034-2035]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 42 - 43.
أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال: كان اسم ابن نوح الذي غرق كنعان). [الدر المنثور: 8/68]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: هو ابنه غير أنه خالفه في النية والعمل،، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي جعفر محمد بن علي رضي الله عنه في قوله {ونادى نوح ابنه} قال: هي بلغة طيئ لم يكن ابنه وكان ابن امرأته). [الدر المنثور: 8/68]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الأنباري في المصاحف وأبو الشيخ عن علي رضي الله عنه أنه قرأ ونادى نوح ابنها). [الدر المنثور: 8/69]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني شبيبٌ عن أبي الجوزاء، عن ابن عبّاسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: لو رحم اللّه من قوم نوحٍ أحدًا لرحم امرأةً، لمّا رأت الماء حملت ولدها، ثمّ صعدت الجبل، فلمّا بلغها الماء صعدت به على منكبيها، فلمّا بلغ الماء منكبيها وضعت ولدها على رأسها، فلمّا بلغ الماء رأسها رفعت ولدها بيديها، فلو رحم اللّه منهم أحدًا لرحم هذه المرأة). [الجامع في علوم القرآن: 1/40]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال سآوي إلى جبلٍ يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر اللّه إلاّ من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين}.
يقول تعالى ذكره: قال ابن نوحٍ لمّا دعاه نوحٌ إلى أن يركب معه السّفينة خوفًا عليه من الغرق: {سآوي إلى جبلٍ يعصمني من الماء} يقول: سأصير إلى جبلٍ أتحصّن به من الماء. فيمنعني منه أن يغرقني. ويعني بقوله: {يعصمني} يمنعني، مثل عصام القربة الّذي يشدّ به رأسها، فيمنع الماء أن يسيل منها.
وقوله: {لا عاصم اليوم من أمر اللّه إلاّ من رحم} يقول: لا مانع اليوم من أمر اللّه الّذي قد نزل بالخلق من الغرق، والهلاك إلاّ من رحمنا، فأنقذنا منه، فإنّه الّذي يمنع من شاء من خلقه ويعصم.
فـ (من) في موضع رفعٍ، لأنّ معنى الكلام: لا عاصم يعصم اليوم من أمر اللّه إلاّ اللّه.
وقد اختلف أهل العربيّة في موضع من في هذا الموضع، فقال بعض نحويّي الكوفة: هو في موضع نصبٍ، لأنّ المعصوم بخلاف العاصم، والمرحوم معصوم؛ قال: كأنّ نصبه بمنزلة قوله: {ما لهم به من علمٍ إلاّ اتّباع الظّنّ} قال: ومن استجاز اتّباع الظّنّ والرّفع في قوله:
وبلدةٌ ليس بها أنيسٌ = إلاّ اليعافير وإلاّ العيس
لم يجز له الرّفع في من، لأنّ الّذي قال: إلاّ اليعافير، جعل أنيس البرّ اليعافير وما أشبهها، وكذلك قوله: {إلاّ اتّباع الظّنّ} يقول علمهم ظنٌّ. قال: وأنت لا يجوز لك في وجهٍ أن تقول: المعصوم هو عاصمٌ في حالٍ، ولكن لو جعلت العاصم في تأويل معصومٍ، لا معصوم اليوم من أمر اللّه، لجاز رفع من. قال: ولا ينكر أن يخرج المفعول على فاعلٍ، ألا ترى قوله: {من ماءٍ دافقٍ} معناه واللّه أعلم مدفوقٍ؟ وقوله: {في عيشةٍ راضيةٍ} معناها: مرضيّةٍ؟ قال الشّاعر:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها = واقعد فإنّك أنت الطّاعم الكاسي
ومعناه: المكسوّ.
وقال بعض نحويّي البصرة: {لا عاصم اليوم من أمر اللّه إلاّ من رحم} على: لكن من رحم، ويجوز أن يكون على: لا ذا عصمة: أي معصومٍ، ويكون إلاّ من رحم رفعًا بدلاً من العاصم.
ولا وجه لهذه الأقوال الّتي حكيناها عن هؤلاء، لأنّ كلام اللّه تعالى إنّما يوجّه إلى الأفصح الأشهر من كلام من نزل بلسانه ما وجد إلى ذلك سبيلٌ، ولم يضطرّنا شيءٌ إلى أن نجعل عاصمًا في معنى معصومٍ، ولا أن نجعل إلاّ بمعنى لكن، إذ كنّا نجد لذلك في معناه الّذي هو معناه في المشهور من كلام العرب مخرجًا صحيحًا، وهو ما قلنا من أنّ معنى ذلك: قال نوحٌ: لا عاصم اليوم من أمر اللّه إلاّ من رحمنا فأنجانا من عذابه، كما يقال: لا منجي اليوم من عذاب اللّه إلاّ اللّه، ولا مطعم اليوم من طعام زيدٍ إلاّ زيدٌ. فهذا هو الكلام المعروف والمعنى المفهوم.
وقوله: {وحال بينهما الموج فكان من المغرقين} يقول: وحال بين نوحٍ وابنه موج الماء، فغرق، فكان ممّن أهلكه اللّه بالغرق من قوم نوحٍ صلّى اللّه عليه وسلّم). [جامع البيان: 12/416-418]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قال سآوي إلى جبلٍ يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر اللّه إلّا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين (43)
قوله تعالى: قال سآوي إلى جبلٍ يعصمني من الماء
- حدّثنا أبي، ثنا عبيد بن آدم، ثنا أبي ثنا أبو شيبة، عن عطاءٍ الخراسانيّ في قوله: سآوي إلى جبلٍ يعصمني من الماء يقول: الجبل يعصمني.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، إذا كان فظنّ أنّ ذلك لمّا كان يكون قوله تعالى: لا عاصم اليوم من أمر اللّه إلا من رحم.
- حدّثنا أبو عبد اللّه الطّبرانيّ، ثنا حفص بن عمر العدنيّ، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، في قوله: لا عاصم اليوم من أمر اللّه إلا من رحم قال: لا ناجٍ إلا أهل السّفينة.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ، سآوي إلى جبلٍ يعصمني من الماء فقال نوحٌ: لا عاصم اليوم من أمر اللّه إلا من رحم ففتح اللّه عليه السّماء.
قوله تعالى: وحال بينهما الموج
- حدّثنا أبي، ثنا سليمان بن عبد الجبّار، ثنا أبو عاصم، عن المثنى ابن الصّبّاح، عن القسم بن أبي مرّة وحال بينهما الموج قال: بين نوحٍ وبين الجبل.
قوله تعالى: فكان من المغرقين
- حدّثنا أبي ثنا سهل بن غياثٍ، ثنا حفص بن عثمان، عن الأعمش، عن مجاهدٍ قال لمّا أصاب قوم نوحٍ الغرق قال: قام الماء على رأس كلّ جبلٍ خمسة عشرة رأسًا قال: أصاب الغرق امرأةً فيمن أصاب لها صبيّ فوضعته على صدرها فلمّا بلغها الماء وضعته على منكبيها فلمّا بلغها الماء وضعته على يديها قال: فقال تبارك وتعالى: لو رحمت أحدًا من أهل الأرض لرحمتها.
- حدّثنا أبي، ثنا نصر بن عليٍّ، ثنا نوح بن قيسٍ، عن عون بن أبي شراد قال: غرق الماء الجبال فوقها ثمانين ميلا). [تفسير القرآن العظيم: 6/2035-2036]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه في قوله {لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم} قال: لا ناج إلا أهل السفينة). [الدر المنثور: 8/69]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن القاسم بن أبي بزة في قوله {وحال بينهما الموج} قال: بين ابن نوح والجبل). [الدر المنثور: 8/69]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم عن أبي ذر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق). [الدر المنثور: 8/69]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن حميد بن هلال قال: جعل نوح لرجل من قومه جعلا على أن يعينه على عمل السفينة فعمل معه حتى إذا فرغ قال له نوح: خير أي ذلك شئت إما أن أوفيك أجرك وإما أن نوقيك من القوم الظالمين، قال: حتى أستأمر قومي، فاستأمر قومه فقالوا له: اذهب إلى أجرك فخذه، فأتاه فقال: أجري، فوفاه أجره، فأقبل: فما أخذ جاوز ذلك الرجل إلى حيث ينظر إليه حتى أمر الله الماء بما أمره به فأقبل ذلك الرجل يخوض الماء فقال: خذ الذي جعلت لي، قال: لك ما رضيت به، فغرق فيمن غرق). [الدر المنثور: 8/69-70]

تفسير قوله تعالى: (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: {الجوديّ} [هود: 44] : «جبلٌ بالجزيرة»). [صحيح البخاري: 6/72]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (وقال مجاهد الجودي جبل بالجزيرة). [فتح الباري: 8/349]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال مجاهدٌ الجوديّ جبلٌ بالجزيرة
أشار به إلى قوله تعالى: {واستوت على الجودي} (هود: 44) أي: استوت سفينة نوح، عليه الصّلاة والسّلام، على الجودي، وهو جبل بالجزيرة، تشامخت الجبال يومئذٍ وتطاولت وتواضع الجودي لله عز وجل، فلم يغرق، فأرسيت عليه السّفينة. وقيل: إن الجودي جبل بالموصل، وقيل: بآمدوهما من الجزيرة، وقال: أكرم الله عز وجل، ثلاثة جبال بثلاثة أنبياء عليهم الصّلاة والسّلام، حراء بمحمد صلى الله عليه وسلم: والجودي بنوح، عليه الصّلاة والسّلام، والطور بموسى، عليه الصّلاة والسّلام). [عمدة القاري: 18/288]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال مجاهد) في قوله جل وعز: {واستوت على ({الجوديّ}) [هود: 44] (الجوديّ جبل بالجزيرة) التي بين دجلة والفرات قرب الموصل تشامخت الجبال يومئذٍ من الغرق وتطاولت وتواضع هو لله عز وجل فلم يغرق. وقال قتادة: استوت عليه شهرًا يعني حتى نزلوا منها). [إرشاد الساري: 7/167]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: {أقلعي} [هود: 44] : «أمسكي»). [صحيح البخاري: 6/72]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (وقال الحسن إنّك لأنت الحليم الرّشيد يستهزئون به وقال ابن عبّاس اقلعي أمسكى وفار التّنور نبع الماء وقال عكرمة وجه الأرض تقدم جميع ذلك في أحاديث الأنبياء وسقط هنا لأبي ذر). [فتح الباري: 8/349] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال أبو ميسرة الأواه الرّحيم بالحبشية وقال ابن عبّاس بادي الرّأي ما ظهر لنا وقال مجاهد الجودي جبل بالجزيرة وقال الحسن إنّك لأنت الحليم الرشيد يستهزؤون به وقال ابن عبّاس اقلعي امسكي
أما قول أبي ميسرة فتقدم في أحاديث الأنبياء وكذا قول ابن عبّاس ومجاهد والحسن وكذا قول ابن عبّاس أقلعي أمسكي). [تغليق التعليق: 4/225] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ أقلعي أمسكي
أشار به إلى قوله تعالى: {وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء اقلعي} (هود: 40) رواه أبو محمّد عن أبيه عن أبي صالح حدثنا معاوية عن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاس). [عمدة القاري: 18/288]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال ابن عباس {أقلعي} أمسكي) عن المطر). [إرشاد الساري: 7/167]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالدٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قال: كان كلام بني كنانة لا يتحوّل ولا يدخل قال: فلمّا دخل عليهم النّاس وخالطوهم ودخل عليهم العجم فتكلّموا بكلام من دخل عليهم، خوطبوا بما تكلّموا به من ذلك الكلام الّذي ليس من كلامهم قال: فأتت واحدةٌ في القرآن: {يا أرض ابلعي ماءك} وليس من كلام قريشٍ: ابلعي، وأشياء من كلام الأعاجم ليس من كلامهم). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 49]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجوديّ وقيل بعدًا للقوم الظّالمين}.
يقول اللّه تعالى ذكره: وقال اللّه للأرض بعد ما تناهى أمره في هلاك قوم نوحٍ بما أهلكهم به من الغرق: {يا أرض ابلعي ماءك} أي تشرّبي، من قول القائل: بلع فلانٌ كذا يبلعه، أو بلعه يبلعه إذا إزدرده. {ويا سماء أقلعي} يقول: أقلعي عن المطر: أمسكي. {وغيض الماء} ذهبت به الأرض ونشّفته. {وقضي الأمر} يقول: قضي أمر اللّه، فمضى بهلاك قوم نوحٍ. {واستوت على الجوديّ} يعني الفلك. استوت: أرست على الجوديّ، وهو جبلٌ فيما ذكر بناحية الموصل أو الجزيرة. {وقيل بعدًا للقوم الظّالمين} يقول: قال اللّه: أبعد اللّه القوم الظّالمين الّذين كفروا باللّه من قوم نوحٍ.
- حدّثنا عبّاد بن يعقوب الأسديّ، قال: حدّثنا المحاربيّ، عن عثمان بن مطرٍ، عن عبد الغفور بن عبد العزيز، عن أبيه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: في أوّل يومٍ من رجبٍ ركب نوحٌ السّفينة، فصام هو وجميع من معه، وجرت بهم السّفينة ستّة أشهرٍ، فانتهى ذلك إلى المحرّم، فأرست السّفينة على الجوديّ يوم عاشوراء، فصام نوحٌ وأمر جميع من معه من الوحش والدّوابّ فصاموا شكرًا للّه.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: كانت السّفينة أعلاها للطّير، ووسطها للنّاس، وفي أسفلها السّباع، وكان طولها في السّماء ثلاثين ذراعًا، دفعت من عين وردةٍ يوم الجمعة لعشرٍ ليالٍ مضين من رجبٍ، وأرست على الجوديّ يوم عاشوراء، ومرّت بالبيت فطافت به سبعًا، وقد رفعه اللّه من الغرق، ثمّ جاءت اليمن، ثمّ رجعت.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن أبي جعفرٍ الرّازيّ، عن قتادة، قال: هبط نوحٌ من السّفينة يوم العاشر من المحرّم، فقال لمن معه: من كان منكم اليوم صائمًا، فليتمّ صومه، ومن كان مفطرًا فليصم.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن أبي معشرٍ، عن محمّد بن قيسٍ، قال: كان في زمن نوحٍ شبرٌ من الأرض لا إنسان يدّعيه.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: ذكر لنا أنّها يعني الفلك استقلّت بهم في عشرٍ خلون من رجبٍ، وكانت في الماء خمسين ومئة يومٍ، واستقرّت على الجوديّ شهرًا، وأهبط بهم في عشرٍ من المحرّم يوم عاشوراء.
وبنحو ما قلنا في تأويل قوله: {وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجوديّ} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {وغيض الماء} قال: نقص. {وقضي الأمر} قال: هلاك قوم نوحٍ.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثني القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
قال: قال ابن جريجٍ {وغيض الماء} نشّفته الأرض.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثنا معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ويا سماء أقلعي} يقول: أمسكي {وغيض الماء} يقول: ذهب الماء.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {وغيض الماء} الغيوض: ذهاب الماء.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا ابن نميرٍ، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {واستوت على الجوديّ} قال: جبلٌ بالجزيرة، تشامخت الجبال من الغرق، وتواضع هو للّه فلم يغرق، وأرسيت عليه.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {واستوت على الجوديّ} قال: الجوديّ جبلٌ بالجزيرة، تشامخت الجبال يومئذٍ من الغرق وتطاولت، وتواضع هو للّه فلم يغرق، وأرسيت سفينة نوحٍ عليه.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: ثني أبي، قال: ثني عمّي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {واستوت على الجوديّ} يقول: على الجبل، واسمه الجوديّ.
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا عبد العزيز، قال: حدّثنا سفيان: {واستوت على الجوديّ} قال: جبلٌ بالجزيرة شمخت الجبال وتواضع حين أرادت أن ترفأ عليه سفينة نوحٍ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {واستوت على الجوديّ} أبقاها اللّه لنا بوادي أرض الجزيرة عبرةً وآيةً.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، قال: حدّثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، يقول: {واستوت على الجوديّ} هو جبلٌ بالموصل.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة قال: ذكر لنا أنّ نوحًا بعث الغراب لينظر إلى الماء، فوجد جيفةً فوقع عليها، فبعث الحمامة، فأتته بورق الزّيتون، فأعطيت الطّوق الّذي في عنقها، وخضاب رجليها.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: لمّا أراد اللّه أن يكفّ ذلك يعني الطّوفان أرسل ريحًا على وجه الأرض، فسكن الماء، واستدّت ينابيع الأرض الغمر الأكبر، وأبواب السّماء؛ يقول اللّه تعالى: {وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي} إلى: {بعدًا للقوم الظّالمين} فجعل ينقص ويغيض ويدبر.
وكان استواء الفلك على الجوديّ فيما يزعم أهل التّوراة في الشّهر السّابع لسبع عشرة ليلةً مضت منه، في أوّل يومٍ من الشّهر العاشر، رئي رءوس الجبال. فلمّا مضى بعد ذلك أربعون يومًا، فتح نوحٌ كوّة الفلك الّتي صنع فيها، ثمّ أرسل الغراب لينظر له ما فعل الماء فلم يرجع إليه، فأرسل الحمامة فرجعت إليه، ولم يجد لرجليها موضعًا، فبسط يده للحمامة فأخذها، ثمّ مكث سبعة أيّامٍ، ثمّ أرسلها لتنظر له، فرجعت حين أمست، وفي فيها ورق زيتونةٍ، فعلم نوحٌ أنّ الماء قد قلّ عن وجه الأرض. ثمّ مكث سبعة أيّامٍ، ثمّ أرسلها فلم ترجع، فعلم نوحٌ أنّ الأرض قد برزت، فلمّا كملت السّنّة فيما بين أن أرسل اللّه الطّوفان إلى أن أرسل نوح الحمامة ودخل يومٌ واحدٌ من الشّهر الأوّل من سنة اثنتين برز وجه الأرض، فظهر اليبس، وكشف نوحٌ غطاء الفلك، ورأى وجه الأرض. وفي الشّهر الثّاني من سنة اثنتين في سبعٍ وعشرين ليلةً منه قيل لنوحٍ: {اهبط بسلامٍ منّا وبركاتٍ عليك وعلى أممٍ ممّن معك وأممٌ سنمتّعهم ثمّ يمسّهم منّا عذابٌ أليمٌ}.
- حدّثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، يقول: تزعم أناسٌ أنّ من غرق من الولدان مع آبائهم، وليس كذلك، إنّما الولدان بمنزلة الطّير وسائر من أغرق اللّه بغير ذنبٍ، ولكن حضرت آجالهم فماتوا لآجالهم، والمدركون من الرّجال والنّساء كان الغرق عقوبةً من اللّه لهم في الدّنيا، ثمّ مصيرهم إلى النّار). [جامع البيان: 12/419-424]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجوديّ وقيل بعدًا للقوم الظّالمين (44)
قوله تعالى: وقيل يا أرض ابلعي ماءك
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن عبّادٍ المزنيّ، ثنا عبد اللّه بن سنانٍ، عن نوح بن المختار، عن أبي سعيدٍ، (وغيض) قال خرجت أريد أن أشرب ماءً فمررت بالفرات فإذا الحسن والحسين فقالا: يا أبا سعيدٍ، أين تريد قلت: أشرب ماء المرّ قال لا تشرب ماء المرّ فإنّه لمّا كان زمن الطّوفان أمر اللّه الأرض أن تبلع ماءها وأمر السّماء أن تقلع فاستعصى على بعض البقاع فلعنه فصار ماؤه مرّا وترابه سبخًا لا ينبت شيئًا.
- أخبرنا أبو عبد اللّه الطّهرانيّ فيما كتب إليّ ثنا إسماعيل بن عبد الكريم، حدّثني عبد الصّمد بن معقلٍ قال: سمعت وهب بن منبّهٍ وقيل يا أرض ابلعي ماءك يقول بالحبشيّة: ازرديه.
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا ابن أبي عروبة، عن قتادة، قوله: يا أرض ابلعي ماءك يقول: ابلعي ما كان عليك.
- حدّثنا أبي ثنا أبو صالحٍ حدّثنا معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: ويا سماء أقلعي يقول اسكني وروي عن قتادة، نحو ذلك.
قوله تعالى: وغيض الماء
- وبه عن ابن عبّاسٍ قوله: وغيض الماء يقول: ذهب الماء وروي عن قتادة، نحو ذلك.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: وغيض الماء: نقص وروي، عن عطاءٍ الخراسانيّ مثله.
قوله تعالى: وقضي الأمر
- وبه عن مجاهدٍ قوله: وقضي الأمر قال: هلك قوم نوحٍ.
قوله تعالى: واستوت على الجوديّ
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا صفوان، ثنا الوليد، ثنا خليدٌ، عن قتادة يعني قوله: واستوت على الجوديّ: فاستقرّت على الجوديّ شهرًا.
قوله تعالى: الجوديّ
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ واستوت على الجوديّ قوله: الجوديّ: جبلٌ بالجزيرة تشامخت الجبال يومئذٍ من الغرق وتطاولت وتواضع هو للّه فلم يغرق وأرست عليه سفينة نوحٍ.
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيبٌ، ثنا ابن أبي عروبة، عن قتادة، واستوت على الجوديّ أبقاها اللّه من أرض الجزيرة عبروا به حتّى رآها أوائل هذه الآية: وكم من سفينةٍ قد كانت بعدها، فهلكت بعدها وصارت رمزًا.
- حدّثنا أبي ثنا محمود بن خالدٍ، ثنا الوليد حدّثني ابن جابرٍ وعبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، عن عمر بن هاني العيسى أنّه حدّثه أنّ شيوخًا من عبسٍ أنّهم حدّثوه إنّهم لمّا كانوا بصفّين أتوا الجوديّ ينظرون إلى موضع السّفينة فيه.
- أخبرنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر فيما كتب إليّ، ثنا وهب بن جريرٍ، ثنا أبي عن عليّ بن الحكم، عن الضّحّاك، وأمّا قوله: الجوديّ فجبلٌ بالموصل.
- حدّثنا عمّارٌ، ثنا سهل بن بكّارٍ وسليمان بن حرب قال، ثنا أبا داود بن الفرات، عن عليّ بن أحمر، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: كان مع نوحٍ في السّفينة ثمانون رجلا، معهم أهلوهم وأنّهم كانوا في السّفينة مائةً وخمسين يومًا، وأنّ اللّه وجّه السّفينة إلى مكّة فزارت البيت أربعين يومًا ثمّ وجّهها اللّه إلى الجوديّ فاستقرّت عليه فبعث نوح الغراب ليأتيه بخبر الأرض فذهب فوقع إلى الجيف يعني فأبطأ عليه فبعث الحمامة فأتته بورق الزّيتون ولطّخت رجليها بالطّين فعرف نوحٌ أنّ الماء قد نضب فهبط إلى أسفل الجوديّ فأتى قريةً وسمّاها ثمانين فأصبحوا ذات يومٍ وقد تبلبلت ألسنتهم على ثمانين لغةً أحدها اللّسان العربيّ فكان بعضهم لا يفقه كلام بعضٍ وكان نوحٌ يعبّر عنهم.
- حدّثنا أبي، ثنا أبو يوسف الصيد فاني محمّد بن أحمد بن الحجّاج، ثنا مطرّفٌ، ثنا المنذر بن النّعمان، سمعت وهب بن منبّهٍ يقول: إنّ نوحًا عليه السّلام لمّا ركب في السّفينة فلمّا أتى الجوديّ وهو جبلٌ بالجزيرة أرست عليه فأصاب جؤجؤها الجبل فأرست فكشفنا غطاءها فطلعت الشّمس فبعث الغراب والحمامة يأتيانه بالخبر فأتته الحمامة بمقدارٍ من الماء إلى ركبتيها فدعا لها قال: فتلك الحمرة في رجليها من ذلك قال واحتبس الغراب على جيفةٍ يأكل منها ثمّ أخذ نوحٌ من قضبانٍ كان في السّفينة من العنب فأغرس فنبت وأثمر ونضج من ساعته فعصر منه فشرب ثمّ نام في الشّمس فتكشّف وأتيا سامٌ ويافث بشيءٍ يستران عليه، وضحك حامٌ ومشيا القهقريّ على أدبارهما فانتبه نوحٌ من نومه فأوحي إليه ما كان من أمرهما فدعا لسامٍ ويافث أن يكون النّبوّة والعزّ في أولادهما ودعا أن يكون السّواد والعبودة في ولد حامٍ.
قوله تعالى: وقيل بعدًا للقوم الظّالمين
- قرأت على محمّد بن الفضل بن موسى، ثنا محمّد بن عليٍّ، ثنا محمّد بن مزاحمٍ، ثنا بكير بن معروفٍ، عن مقاتل بن حيان، قوله: الظالمين يعني: المشركين). [تفسير القرآن العظيم: 6/2036-2038]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وغيض الماء يعني نقص الماء). [تفسير مجاهد: 2/304]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وقضي الأمر يقول قضي هلاك قوم نوح). [تفسير مجاهد: 2/304]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن أبي نجيح عن مجاهد في قوله الجودي جبل في الجزيرة تشامخت الجبال منه يومئذ من الغرق وتواضع الجودي لله فلم يغرق وأرست عليه سفينة نوح عليه السلام). [تفسير مجاهد: 2/304]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 44.
أخرج ابن سعد، وابن عساكر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان للمك يوم ولد نوح اثنان وثمانون سنة ولم يكن أحد في ذلك الزمان ينتهي عن منكر فبعث الله نوحا إليهم وهو ابن أربعمائة سنة وثمانين سنة ثم دعاهم في نبوته مائة وعشرين سنة ثم أمره بصنعة السفينة فصنعها وركبها وهو ابن ستمائة سنة وغرق من غرق ثم مكث بعد السفينة ثلاثمائة وخمسين سنة فولد نوح سام وفي ولده بياض وأدمة وحام وفي ولده سواد وبياض ويافث وفيهم الشقرة والحمرة وكنعان وهو الذي غرق والعرب تسمية بام وأم هؤلاء واحدة وبجل فود نجر نوح السفينة، ومن ثم بدأ الطوفان فركب نوح السفينة معه بنوه هؤلاء ونساء بنيه هؤلاء وثلاثة وسبعون من بني شيث ممن آمن به فكانوا ثمانين في السفينة وحمل معه من كل زوجين اثنين وكان طول السفينة ثلاثمائة ذراع بذراع جد أبي نوح وعرضها خمسين ذراعا وطولها في السماء ثلاثين ذراعا وخرج منها من الماء ستة أذرع وكانت مطبقة وجعل لها ثلاثة أبواب بعضها أسفل من بعض فأرسل الله المطر أربعين يوما فأقبلت الوحش حين أصابها المطر والدواب والطير كلها إلى نوح وسخرت له فحمل منها كما أمره الله من كل زوجين اثنين وحمل معه جسد آدم عليه السلام فجعل حاجزا بين النساء والرجال فركبوا فيها لعشر مضين من رجب وخرجوا منها يوم عاشوراء من المحرم فلذلك صام من صام يوم عاشوراء وخرج الماء مثل ذلك نصفين نصف من السماء ونصف من الأرض فذلك قول الله (ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر) (سورة القمر آية 11) يقول: منصب (وفجرنا الأرض عيونا) (سورة القمر آية 12) يقول: شققنا الأرض فالتقى الماء (على أمر قد قدر) (سورة القمر 12) وارتفع الماء على أطول جبل في الأرض خمسة عشر ذراعا فسارت بهم السفينة فطافت بهم الأرض كلها في ستة أشهر لا تستقر على شيء حتى أتت الحرم فلم تدخله ودارت بالحرم أسبوعا ورفع البيت الذي بناه آدم عليه السلام رفع من الغرق وهو البيت المعمور والحجر الأسود على أبي قبيس، فلما دارت بالحرم ذهبت في الأرض تسير بهم حتى انتهت إلى الجودي وهو جبل بالحضين من أرض الموصل فاستقرت بعد ستة أشهر لتمام السنة فقيل بعد الستة أشهر: بعدا للقوم الظالمين فلما استوت على الجودي قيل: {يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي} يقول: احبسي ماءك {وغيض الماء} نشفته الأرض فصار ما نزل من السماء هذه البخور التي ترون في الأرض فآخر ماء بقي في الأرض من الطوفان ماء يحسى بقي في الأرض أربعين سنة بعد الطوفان ثم ذهب فهبط نوح عليه السلام إلى قرية فبنى كل رجل منهم بيتا فسميت سوق الثمانين فغرق بنو قابيل كلهم وما بين نوح إلى آدم من الآباء كانوا على الإسلام ودعا نوح على الأسد أن يلقى عليه الحمى [ و] للحمامة بالإنس وللغراب بشقاء المعيشة وتزوج نوح امرأة من بني قابيل فولدت له غلاما سماه يوناطن فلما ضاقت بهم سوق الثمانين تحولوا إلى بابل فبنوها وهي بين الفرات والصراة فمكثوا بها حتى بلغوا مائة ألف وهم على الإسلام ولما خرج نوح من السفينة دفن آدم عليه السلام ببيت المقدس). [الدر المنثور: 8/70-72]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه قال: بعث نوح عليه السلام الحمامة فجاءت بورق الزيتون فأعطيت الطوق الذي في عنقها وخضاب رجليها). [الدر المنثور: 8/72]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد رضي الله عنه قال خرجت أريد أن أشرب ماء المر قال: لا تشرب ماء المر فإنه لما كان زمن الطوفان أمر الله الأرض أن تبلع ماءها وأمر السماء أن تقلع فاستعصى عليه بعض البقاع فلعنه فصار ماؤه مرا وترابه سبخا لا ينبت شيئا). [الدر المنثور: 8/73]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن إبراهيم التيمي رضي الله عنه قال: لما أمرت الأرض أن تغيض الماء غاضت الأرض ما خلا أرض الكوفة فلعنت فسائر الأرض تكون على نورين وأرض الكوفة على أربع). [الدر المنثور: 8/73]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن عكرمة {يا أرض ابلعي} قال: هو بالحبشة). [الدر المنثور: 8/73]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن وهب بن منبه رضي الله عنه {وقيل يا أرض ابلعي ماءك} بالحبشية قال: ازرديه). [الدر المنثور: 8/73]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن جعفر بن محمد عن أبيه في قوله {يا أرض ابلعي ماءك} قال: اشربي بلغة الهند). [الدر المنثور: 8/73-74]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ويا سماء أقلعي} قال: أمسكي {وغيض الماء} قال: ذهب). [الدر المنثور: 8/74]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وغيض الماء} قال: نغض {وقضي الأمر} قال: هلاك قوم نوح، أما قوله تعالى: {واستوت على الجودي}). [الدر المنثور: 8/74]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج أحمد وأبو الشيخ، وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: مر النّبيّ صلى الله عليه وسلم بأناس من اليهود وقد صاموا يوم عاشوراء فقال: ما هذا الصوم فقالوا: هذا اليوم الذي أنجى الله فيه موسى وبني إسرائيل من الغرق وأغرق فيه فرعون وهذا يوم استوت فيه السفينة على الجودي فصامه نوح وموسى عليهما السلام شكرا لله، فقال صلى الله عليه وسلم: أنا أحق بموسى وأحق بصوم هذا اليوم فصامه وأمر أصحابه بالصوم). [الدر المنثور: 8/74]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن عبد العزيز بن عبد الغفور عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: في أول يوم من رجب ركب نوح السفينة فصام هو وجميع من معه وجرت بهم السفينة ستة أشهر فانتهى ذلك إلى المحرم فأرست السفينة على الجودي يوم عاشوراء فصام نوح وأمر جميع من معه من الوحش والدواب فصاموا شكرا لله تعالى). [الدر المنثور: 8/74-75]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الأصبهاني في الترغيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: يوم عاشوراء اليوم الذي تاب الله فيه على آدم واليوم الذي استوت فيه سفينة نوح على الجودي واليوم الذي فرق الله فيه البحر لبني إسرائيل واليوم الذي ولد فيه عيسى صيامه يعدل سنة مبرورة). [الدر المنثور: 8/75]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لما استقرت السفينة على الجودي لبث ما شاء الله ثم إنه أذن له فهبط على الجبل فدعا الغراب فقال: ائتني بخبر الأرض فانحدر الغراب وفيها الغرقى من قوم نوح فأبطأ عليه فلعنه ودعا الحمامة فوقع على كف نوح فقال: اهبطي فائتيني بخبر الأرض فانحدر فلم يلبث إلا قليلا حتى جاء ينفض ريشه في منقاره فقال: اهبط فقد أبينت الأرض، قال نوح: بارك الله فيك وفي بيت يؤويك وحببك إلى الناس لولا أن يغلبك الناس على نفسك لدعوت الله أن يجعل رأسك من ذهب). [الدر المنثور: 8/75]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه قال: الجودي جبل بالجزيرة تشامخت الجبال يومئذ من الغرق وتطاولت وتواضع هو لله تعالى فلم يغرق وأرسلت عليه سفينة نوح). [الدر المنثور: 8/76]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن عطاء قال: بلغني أن الجبل تشامخ في السماء إلا الجودي فعرف أن أمر الله سيدركه فسكن، قال: وبلغني أن الله تعالى استخبا أبا قبيس الركن الأسود). [الدر المنثور: 8/76]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه قال: الجودي جبل بالموصل). [الدر المنثور: 8/76]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه قال: أبقاها الله بالجودي من أرض الجزيرة عبرة وآية حتى رآها أوئل هذه الأمة كم من سفينة قد كانت بعدها فهلكت). [الدر المنثور: 8/76]


رد مع اقتباس