عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26 ربيع الثاني 1434هـ/8-03-2013م, 12:14 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (74) قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ (75) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آَمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (76) فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (77) فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (78) فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ (79)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإلى ثمود أخاهم صالحاً...}
منصوب بضمير أرسلنا. ولو رفع إذ فقد الفعل كان صوابا؛ كما قال: {فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب} وقال أيضا: {فأخرجنا به ثمراتٍ مختلفا ألوانها}
ثم قال: {ومن الجبال جددٌ بيض} فالوجه ها هنا الرفع؛ لأن الجبال لا تتبع النبات ولا الثمار. ولو نصبتها على إضمار: جعلنا لكم (من الجبال جددا بيضا) كما قال الله تبارك وتعالى: {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوةً} أضمر لها جعل إذا نصبت؛ كما قال: {وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة} والرفع في غشاوة الوجه. وقوله: {ومن الناس والدوابّ والأنعام مختلف ألوانه} ولم يقل: ألوانهم، ولا ألوانها. وذلك لمكان (من) والعرب تضمر من فتكتفي بمن من من، فيقولون: منا من يقول ذلك ومنا لا يقوله. ولو جمع على التأويل كان صوابا مثل قول ذي الرمّة:
فظلّوا ومنهم دمعه سابق له ....... وآخر يثني دمعة العين بالمهل
وقوله: {وزادكم في الخلق بسطة} كان أطولهم مائة ذراع وأقصرهم ستين ذراعا). [معاني القرآن: 1/ 384-385]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وإلى ثمود أخاهم صالحاً قال يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم مّن إله غيره قد جاءتكم بيّنةٌ مّن رّبّكم هذه ناقة اللّه لكم آيةً فذروها تأكل في أرض اللّه ولا تم سّوها بسوءٍ فيأخذكم عذابٌ أليمٌ}
وقال: {فذروها تأكل في أرض اللّه} جزم إذا جعلته جوابا ورفع إذا أردت "فذروها آكلةً" وقال: {وأمر قومك يأخذوا بأحسنها} وقال: {قل لّلّذين آمنوا يغفروا للّذين} و{فذرهم يخوضوا ويلعبوا} فصار جواباً في اللفظ وليس كذلك في المعنى). [معاني القرآن: 2/ 13]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو والأعرج ينصبان "ثمودا" وينونان؛ وكان أبو عمرو لا ينون إلا أن تثبت الألف، وكان لا ينون إذا استقبلتها ألف ولام، ويقول {وآتينا ثمود الناقة}؛ وكان الأعمش ينون على كل حال؛ وأبو عمرو لا يجرها على حال ولا ينون في الرفع؛ والقياس فيها أن تصرف كالحي، كتميم وقريش؛ وإن تركت على القبيلة أو البلدة تصير مؤنثًا، فتمتنع من الصرف؛ وكل حسن). [معاني القرآن لقطرب: 567]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال تعالى: {وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آَيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ} [النمل: 12]. أراد في تسع آيات إلى هذه الآية، أي معها. ثم قال: إلى فرعون ولم يقل مرسلا ولا مبعوثا، لأن ذلك معروف.
ومثله: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا} [الأعراف: 73]. أي: أرسلنا.
قال الشاعر:
رأتني بحبلَيْها فصدَّتْ مَخافةً ....... وفي الحبلِ رَوعاءُ الفؤادِ فَرُوقُ
أراد مقبلا بحبليها). [تأويل مشكل القرآن: 217-218] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بيّنة من ربّكم هذه ناقة اللّه لكم آية فذروها تأكل في أرض اللّه ولا تمسّوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم (73)}
أي أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا.
وثمود في كتاب اللّه مصروف وغير مصروف.
فأما المصروف فقوله: {ألا إن ثمودا كفروا ربّهم ألا بعدا لثمود}؛
الثاني غير مصروف، فالذي صرفه جعله اسما للحي، فيكون مذكرا سمي به مذكر ومن لم يصرفه جعله اسما للقبيلة.
وقوله: {ما لكم من إله غيره}؛
وتقرأ غيره، فمن رفع فالمعنى ما لكم إله غيره، ودخلت " من " مؤكدة.
ومن جرّ جعله صفة لإله.
وأجاز بعضهم النصب في غير وهو جائز في غير القرآن، على النصب على الاستثناء وعلى الحال من النكرة.
ولا يجوز في القرآن لأنه لم يقرأ به.
وأجاز الفراء.. ما جاءني غيرك بنصب غير، وهذا خطأ
بيّن، إنما أنشد الخليل وسيبويه بيتا أجازا فيه نصب غير، فاستشهد هو بذلك البيت واستهواه اللفظ في قولهما إن الموضع موضع رفع.
وإنما أضيفت غير في البيت إلى شيء غير متمكن فبنيت على الفتح كما يبنى يوم إذا أضيف إلى إذ على الفتح.
والبيت قول الشاعر:
لم يمنع الشّرب منها غير أن نطقت ....... حمامة في غصون ذات أوقال
وأكثرهم ينشده غير أن نطقت، فلما أضاف غير إلى " أن " فتح غير، ولو قلت: ما جاء في غيرك لم يجز. ولو جاز هذا لجاز ما جاءني زيدا.
وقوله: {قد جاءتكم بيّنة من ربكم}
دعاهم إلى التوحيد ودلهم على نبوته بالناقة فقال: {هذه ناقة اللّه لكم آية}؛
(آية) انتصب على الحال، أي أنظروا إلى هذه الناقة آية أي علامة.
وقد اختلف في خبرها، فقيل في بعض التفسير: إن الملأ من قوم صالح كانوا بين يديه فسألوه آية وكانت بين يديه صفاة - وهي الصخرة - فأخرج الله منها ناقة معها سقبها أي ولدها.
وجاء في بعض التفسير أنه أخذ ناقة من سائر النوق، وجعل الله لها شربا يوما ولهم شرب يوم. وذكرت قصته في غير هذا الموضع فقال: {هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم (155)}.
فكانت تشرب يوما ثم تفحج يوما آخر في واد فلا تزال تحتلب ولا ينقطع حلبها ذلك اليوم.
فجائز أن يكون أمر خروجها من الصخرة صحيحا، وجائز أن يكون أمر حلبها صحيحا. وكل منهما آية معجزة تدل على النبوة.
وجائز أن تكون الرّوايتان صحيحتين فيجمع أنّها خرجت من صخرة وأن حلبها على ما ذكرنا.
ولم يكن ليقول:{قد جاءتكم بيّنة من ربّكم} فتكون آية فيها لبس). [معاني القرآن: 2/ 348-350]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وإلى ثمود أخاهم صالحا}
قيل إنما قال -جل وعز-: أخاهم لأنه بشرا مثلهم من بني آدم يفهمون عنه فهو أوكد عليهم في الحجة.
وقيل إنما قال أخاهم لأنه من عشيرتهم.
وقوله جل وعز: {قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم}؛ يروى أنها خرجت من صخرة صماء). [معاني القرآن: 3/ 47-48]

تفسير قوله تعالى: {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (74)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وبوّأكم}؛ أي أنزلكم قال ابن هرمة:
وبوّئت في صميم معشرها ....... فتمّ في قومها مبوّؤها
وزوّجكم). [مجاز القرآن: 1/ 218]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة الحسن "وتنحتون من الجبال" بالفتح، يعني الحاء في القرآن كله؛ وهو حسن؛ لأن الحاء أحد الحروف الستة الفاتحة؛ لأن مخرجها من الحلق.
أبو عمرو وسائر القراء {وتنحتون} بالكسر). [معاني القرآن لقطرب: 567]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {بوأكم}: أنزلكم). [غريب القرآن وتفسيره: 147]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وبوّأكم في الأرض}؛ أي أنزلكم). [تفسير غريب القرآن: 169]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوّأكم في الأرض تتّخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا فاذكروا آلاء اللّه ولا تعثوا في الأرض مفسدين (74)}؛ أي لما أهلكهم وورثكم الأرض.
{وبوّأكم في الأرض}؛ أي أنزلكم.
قال الشاعر:
وبوّئت في صميم معشرها ....... وتمّ في قومها مبوّؤها
أي أنزلت من الكرم في صميم النسب.
وقوله: {وتنحتون من الجبال}؛
يقال: نحت ينحت، ويقال أيضا نحت ينحت، لأن فيه حرفا من حروف ويروى أنهم لطول أعمارهم كانوا يحتاجون أن ينحتوا بيوتا في الجبال،
لأن السقوف والأبنية كانت تبلى قبل فناء أعمارهم). [معاني القرآن: 2/ 350-351]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وبوأكم في الأرض}
أي أنزلكم وقال الشاعر:
وبوئت في صميم معشرها ....... فنم في قومها مبوؤها
وقيل إنما كانوا ينحتون من الجبال بيوتا لطول أعمارهم لأن السقف والحيطان كانت تنهدم قبل فناء أعمارهم
ثم قال جل وعز: {فاذكروا آلاء الله}؛
قال قتادة الآلاء النعم، وحكى أبو عبيدة واحدها إلى وإلى، وزاد غيره إلي). [معاني القرآن: 3/ 48-49]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَبَوَّأَكُمْ} أي أنزلكم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 85]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بَوَّأَكُمْ}: أنزلكم). [العمدة في غريب القرآن: 135]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ (75)}

تفسير قوله تعالى: {قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آَمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (76)}

تفسير قوله تعالى: {فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (77)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وعتوا عن أمر ربّهم} أي تكبروا وتجبروا، يقال جبّار عاتٍ). [مجاز القرآن: 1/ 218]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله عز وجل {يا صالح ايتنا} فتصير همزة في لفظ الواو في الضمة، وهذا القياس والأكثر؛ وكذلك قراءة ابن أبي إسحاق {يقول ائذن لي} وهي الجيدة مثل: {يا صالح ائتنا}.
[معاني القرآن لقطرب: 567]
وقراءة أبي عمرو "يقول ايذن لي" بالياء وقبلها ضمة، يرفع اللام ويجيء بالياء، وهذه مرغوب عنها؛ والكلام على {يقول ائذن لي} تصير همزة كالواو للضمة). [معاني القرآن لقطرب: 568]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({وعتوا}: من العتو وهي الجبرية). [غريب القرآن وتفسيره: 147]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فعقروا النّاقة وعتوا عن أمر ربّهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين (77)}
{وعتوا عن أمر ربّهم}؛ أي جاوزوا المقدار في الكفر). [معاني القرآن: 2/ 351]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وعتوا عن أمر ربهم} أي تجاوزا في الكفر). [معاني القرآن: 3/ 49]

تفسير قوله تعالى: {فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (78)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فأخذتهم الرّجفة...}
والرجفة هي الزلزلة. والصاعقة هي النار. يقال: أحرقتهم.
وقوله: {فأصبحوا في دارهم جاثمين} يقول: رمادا جاثما). [معاني القرآن: 1/ 385]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {جاثمين}؛ أي بعضهم على بعض جثوم، وله موضع آخر جثوم على الرّكب، قال جرير:
عرفت المنتأى وعرفت منها ....... مطايا القدر كالحدأ الجثوم). [مجاز القرآن: 1/ 218]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله عز وجل {في دارهم جاثمين} فالجاثم: الذي لا يتحرك منه شيء في قول الحسن؛ وقالوا في اللغة: رجل جثام؛ للذي يجثم في الموضع). [معاني القرآن لقطرب: 593]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {جاثمين}: لا يتحركون كجثوم الأرنب). [غريب القرآن وتفسيره: 147]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {جاثمين} الأصل في الجثوم للطير والأرنب وما يجثم.
والجثوم البروك على الركب). [تفسير غريب القرآن: 169]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فأخذتهم الرّجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين (78)
والرجفة: الزلزلة الشديدة.
ويروى أنه لما قال لهم: (تمتّعوا في داركم ثلاثة أيّام) أصبحوا في أول يوم مصفرة وجوههم، وفي اليوم الثاني محمرة وجوههم وفي اليوم الثالث مسودّة وجوههم، وفي اليوم الرابع أتاهم العذاب.
ويقال إن ابتداء عقرهم الناقة كان في يوم الأربعاء، وأخذهم العذاب في يوم السبت.
وقوله: {فأصبحوا نادمين}؛
أي في وقت لا ينفعهم الندم.
{وأصبحوا جاثمين}، في اليوم الذي أخذتهم فيه الرجفة.
ومعنى (جاثمين) قد خمدوا من شدة العذاب.
وقال بعضهم أصبحوا كالرماد الجاثم). [معاني القرآن: 2/ 351]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فأخذتهم الرجفة}؛ الرجفة في اللغة الزلزلة الشديدة
ثم قال تعالى: {فأصبحوا في دارهم جاثمين}؛ أي ساقطين على ركبهم ووجوهم، وأصل الجثوم للأرانب وما أشبهها والموضع مجثم قال الشاعر:
بها العين والآرام يمشين خلفة ....... وأطلاؤها ينهضن من كل مجثم
وروى معمر عن عبد الله بن عثمان بن خيثم عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله أنه قال لما مر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالحجر، قال: «لا تسألوا الآيات فقد سألها قوم صالح فكانت ترد من هذا الفج فعتوا عن أمر ربهم فعقروها فأخذتهم الصيحة فأهمد الله من تحت السماء منهم إلا رجلا واحدا كان في حرم الله فلما خرج من الحرم أصابه ما أصاب قومه»). [معاني القرآن: 3/ 49-50]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الصيحة} و{الرجفة}: الموت.
{جَاثِمِينَ} لا تتحركون، وأصله الطير والأرنب تجثم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 85]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {جَاثِمِينَ}: لا يتحركون). [العمدة في غريب القرآن: 135]

تفسير قوله تعالى: {فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ (79)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فتولّى عنهم...}
يقال: إنه لم يعذب أمّة ونبيّها فيها حتى يخرج عنها). [معاني القرآن: 1/ 386]


رد مع اقتباس