عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 11:22 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (47) يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (49) سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (50) لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (51) هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (52)}


تفسير قوله تعالى: {فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (47)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فلا تحسبنّ اللّه مخلف وعده رسله...}
أضفت (مخلف) إلى الوعد ونصبت الرسل على التأويل. وإذا كان الفعل يقع على شيئين مختلفين مثل كسوتك الثوب وأدخلتك الدار فابدأ بإضافة الفعل إلى الرجل
فتقول: هو كاسي عبد الله ثوباً، ومدخله الدار. ويجوز: هو كاسي الثوب عبد الله ومدخل الدار زيداً، جاز ذلك لأن الفعل قد يأخذ الدار كأخذه عبد الله
فتقول: أدخلت الدار وكسوت الثوب.
ومثله قول الشاعر:
ترى الثور فيها مدخل الظلّ رأسه = وسائره بادٍ إلى الشمس أجمع
فأضاف (مدخل) إلى (الظل) وكان الوجه أن يضيف (مدخل) إلى (الرأس)
ومثله:
ربّ ابن عمّ لسليمى مشمعلّ = طبّاخ ساعات الكرى زاد الكسل
ومثله:
فرشني بخير لا أكونن ومدحتي = كناحت يوم صخرةً بعسيل
وقال آخر:
* يا سارق الليلة أهل الدار *
فأضاف سارقا إلى الليلة ونصب (أهل الدار) وكان بعض النحويّين ينصب (الليلة) ويخفض (أهل) فيقول: يا سارق الليلة أهل الدار.
* وكناحت يوماً صخرةٍ *
وليس ذلك حسناً في الفعل ولو كان اسماً لكان الذي قالوا أجوز. كقولك: أنت صاحب اليوم ألف دينار، لأن الصّاحب إنما يأخذ واحداً ولا يأخذ الشيئين، والفعل قد ينصب الشيئين، ولكن إذا اعترضت صفة بين خافض وما خفض جاز إضافته؛ مثل قولك: هذا ضارب في الدار أخيه، ولا يجوز إلاّ في الشعر،
مثل قوله:

تروّح في عمّيّةٍ وأغاثه = على الماء قوم بالهراوات هوج
مؤخّر عن أنيابه جلد رأسه = لهنّ كأشباه الزّجاج خروج
وقال الآخر:
وكرّار دون المجحرين جواده = إذا لم يحام دون أنثى حليلها
وزعم الكسائي أنهم يؤثرون النصب إذا حالوا بين الفعل المضاف بصفة فيقولون: هو ضارب في غير شيء أخاه، يتوهّمون إذا حالوا بينهما أنهم نوّنوا.
وليس قول من قال {مخلف وعده رسله} ولا {زيّن لكثيرٍ من المشركين قتل أولادهم شركائهم} بشيء، وقد فسّر ذلك.
ونحويّو أهل المدينة ينشدون قوله:
فزججتها متمكّناً = زجّ القلوص أبي مزاده
... باطل والصواب:
* زجّ القلوص أبو مزاده *). [معاني القرآن: 2/82-79]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {فلا تحسبنّ اللّه مخلف وعده رسله إنّ اللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ}
وقال: {مخلف وعده رسله} فأضاف إلى الأول ونصب الآخر على الفعل، ولا يحسن أن نضيف إلى الآخر لأنه يفرق بين المضاف والمضاف إليه وهذا لا يحسن.
ولا بد من إضافته لأنه قد ألقى الألف ولو كانت "مخلفا" نصبهما جميعا وذلك جائز في الكلام. ومثله "هذا معطي زيدٍ درهما" و"معطٍ زيداً درهما"). [معاني القرآن: 2/61]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله} المعنى: مخلف رسله وعده؛ ولكن قدم فصيره مضافًا إلى الوعد؛ لو كان منونًا "مخلفًا وعده رسله" لكان حسنا، ولكن في ذلك مخالفة الكتاب؛ وإن قال: مخلف وعده رسله، على: كان مخلف رسله وعده؛ فوجه فيه بعض البعد؛ لأنه يفرق بين المضاف والمضاف إليه؛ وقد قالوا: هذا صوت علم الله أمرها، ففرق.
وقال الشاعر على مثل القراءة:
ترى الثور فيها مدخل الظل رأسه = وسائره باد إلى الشمس أجمع
فصير الظل هو المدخل في الرأس في اللفظ، والمعنى مدخل الرأس في الظل.
وقال الراجز:
رب ابن عم لسليمي مشمعل = طباخ ساعات الكرى زاد الكسل
فأضاف إلى الساعات؛ والمعنى: طباخ زاد الكسل في ساعات الكرى.
وقريب منه مما قلب قول زياد الأعجم:
إن السماحة والمروة ضمنا = قبرا بمرو على الطريق الواضح
وإنما المعنى: ضمنهما القبر.
[معاني القرآن لقطرب: 783]
ومثله قول ابن الرقيات:
أسلموها في دمشق كما = أسلمت وحشية وهقا
والوهق الذي أسلمها؛ فكأنه لما أسلمها أسلمته؛ وهذا مثل قولك: كسيت الجبة زيدًا، لما كسيها وخالطها جاز أن يقال كسيت هي.
وهذا المضاف الذي ذكرنا شاذ في الكلام قليل، إلا أنه يكثر في الشعر لموضع الاضطرار من الشاعر.
ومثله قول الطرماح:
يطفن بحوزي المراتع لم يرع = بواديه من قرع القسي الكنائن
يريد: من قرع القسي؛ فعلى هذا "مخلف وعده رسله"، وليس بالسهل.
وقال الأعشى مثله:
إلا علالة أو بداهة قارح نهد الجزاره
ففرق بين المضاف والمضاف إليه.
وقال ذو الرمة:
كأن أصوات من إيغالهن بنا = أواخر الميس أصوات الفراريج
يريد: كأن أصوات أواخر الميس.
وقال الآخر:
لما رأت ساتيدما استعبرت = لله در اليوم من لامها
[قال محمد بن صالح: ساتيدما: اسم جبل ناحية الموصل].
وقالوا في كلامهم: قطع الله يد ورجل من قاله، ففرقوا أيضًا). [معاني القرآن لقطرب: 784]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن المقلوب: أن يُقدَّمَ ما يُوضِّحه التأخير، ويؤخَّرَ ما يوضِّحُه التقديم.
كقول الله تعالى: {فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ}، أي مخلف رسله وعده، لأنّ الإخلاف قد يقع بالوعد كما يقع بالرّسل، فتقول: أخلفت الوعد، وأخلفت الرّسل،
وكذلك قوله سبحانه: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ} أي: فإنّي عدوّ لهم، لأنّ كل من عاديته عاداك). [تأويل مشكل القرآن: 193]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فلا تحسبنّ اللّه مخلف وعده رسله إنّ اللّه عزيز ذو انتقام}
وقرئت مخلص وعده رسله، وهذه القراءة التي بنصب الوعد وخفض الرسل شاذّة رديئة، لا يجوز أن يفرق بين المضاف والمضاف إليه.
وأنشدوا في مثل هذا:
فزجّجتها بمزجّة= زجّ القلوص أبي مزاده
المعنى فزججتها بمزجّة زجّ أبي مزادة القلوص.
والقراءة: {مخلف وعده رسله}، كما تقول: هذا معطي درهم زيدا). [معاني القرآن: 3/169-168]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما قوله: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ}، فإن للعرب في معنى (الأبد) ألفاظا يستعملونها في كلامهم، يقولون: لا أفعل ذلك ما اختلف الليل والنهار، وما طمى البحر، أي ارتفع، وما أقام الجبل، وما دامت السموات والأرض، في أشباه لهذا كثيرة، يريدون لا أفعله أبدا،
لأن هذه المعاني عندهم لا تتغير عن أحوالها أبدا، فخاطبهم الله بما يستعملونه فقال: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ} أي مقدار دوامهما، وذلك مدة العالم.
وللسماء وللأرض وقت يتغيّران فيه عن هيئتهما، يقول الله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ}، ويقول: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ}.
أراد أنهم خالدون فيها مدة العالم، سوى ما شاء الله أن يزيدهم من الخلود على مدة العالم. ثم قال: {عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} أي غير مقطوع.
و(إلّا) في هذا الموضع بمعنى (سوى) ومثله من الكلام: لأسكننّ في هذه الدار حولا إلا ما شئت. تريد سوى ما شئت أن أزيد على الحول.
هذا وجه.
وفيه قول آخر، وهو: أن يجعل دوام السماء والأرض بمعنى الأبد، على ما تعرف العرب وتستعمل، وإن كانتا قد تتغيّران، وتستثنى المشيئة من دوامهما، لأن أهل الجنة وأهل النار قد كانوا في وقت من أوقات دوام السماء والأرض في الدنيا لا في الجنة، فكأنه قال: خالدين في الجنة وخالدين في النار دوام السماء والأرض، إلا ما شاء ربك من تعميرهم في الدنيا قبل ذلك.
وفيه وجه ثالث: وهو أن يكون الاستثناء من الخلود مكث أهل الذنوب من المسلمين في النار حتى تلحقهم رحمة الله، وشفاعة رسوله، فيخرجوا منها إلى الجنة.
فكأنه قال سبحانه: خالدين في النار ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك من إخراج المذنبين من المسلمين إلى الجنة،
وخالدين في الجنة ما دامت السموات والأرض، إلا ما شاء ربك من إدخال المذنبين النار مدة من المدد، ثم يصيرون إلى الجنة). [تأويل مشكل القرآن: 76-77] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسّماوات وبرزوا للّه الواحد القهّار}
إن شئت نصبت اليوم على النعت لقوله: يوم يقوم الحساب يوم تبدل الأرض.
وإن شئت أن يكون منصوبا بقوله ذو انتقام، المعنى أن الله عزّ وجل ذو انتقام أي بينهم يوم تبدل الأرض غير الأرض، والأرض مرفوعة على اسم ما لم يسمّ فاعله، وغير منصوبة على مفعول ها لم يسم فاعله، تقول: بدّل الخاتم خاتما آخر إذا كسر وصيغ صيغة أخرى، وقد تقول بدّل زيد إذا تغيرت حاله، فمعنى تبدل الأرض غير الأرض تسيير جبالها وتفجير بحارها وكونها مستوية لا يرى فيها عوج ولا أمت، فهذا - والله أعلم - تبديلها.
{والسّماوات} أي وتبدل السّماوات غير السّماوات، وتبديل السّماوات انتثار كواكبها وانفطارها وانشقاقها وتكوير شمسها وخسوف قمرها.
{وبرزوا للّه الواحد القهّار} أي خرجوا من قبورهم بارزين). [معاني القرآن: 3/169]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار}
روى إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن مسعود قال تبدل أرضا بيضاء مثل الفضة لم يسفك عليها دم حرام ولا يفعل فيها خطيئة
وقال جابر سالت أبا جعفر محمد بن علي عن قول الله عز وجل: {يوم تبدل الأرض غير الأرض} قال تبدل خبزة يأكل منها الخلق يوم القيامة ثم قرأ وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام
حدثنا الحسن بن فرج بغزة قال نا يوسف بن عدي قال حدثنا علي بن مسهر عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله جل وعز:
{يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات} فأين يكون الناس يومئذ يا رسول الله قال على الصراط
وقال الحسن تبدل الأرض كما يقول القائل لقد تبدلت يدينا قال تذهب شمسها وقمرها ونجومها وأنهارها وجبالها فذلك هو التبديل). [معاني القرآن: 3/545-544]

تفسير قوله تعالى: {وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (49)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {مقرّنين في الأصفاد} أي في الأغلال، وواحدها صفد والصفّد في موضع آخر: العطاء
وقال الأعشى:
تضيفته يوماً فقرّب مقعدي= وأصفدني على الزًّمانة قائدا
وبعضهم يقول: صفدني). [مجاز القرآن: 1/345]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وترى المجرمين يومئذٍ مّقرّنين في الأصفاد}
وواحد {الأصفاد} صفد). [معاني القرآن: 2/61]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله عز وجل {مقرنين في الأصفاد} قالوا في الفعل: صفده في الصفاد، صفدًا وصفدًا؛ والصفاد: القيد؛ وقالوا أيضًا: صفد وأصفاد للوثاق؛ وقالوا في العطاء: أصفده وصفده لغتان، إصفادًا وصفدًا؛ وقال النابغة:
هذا الثناء لئن بلغت معتبة = ولم أعرض أبيت اللعن بالصفد
وقال عمرو في معنى الوثاق:
فآبوا بالنهاب وبالسبايا = وأبنا بالملوك مصفدينا). [معاني القرآن لقطرب: 782]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {الأصفاد}: واحدها صفد وهي الأغلال). [غريب القرآن وتفسيره: 198]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وترى المجرمين يومئذٍ مقرّنين في الأصفاد} أي قد قرن بعضهم إلى بعض في الأغلال واحدها: صفد).
[تفسير غريب القرآن: 234]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وترى المجرمين يومئذ مقرّنين في الأصفاد}
والأصفاد الأغلال، واحدها صفد، يقال صفدته بالحديد، وأصفدته.
وصفدت في الحديد أكثر، وأصفدته إذا أعطيته، وصفدته إذا أعطيته أيضا إلا أن الاختيار في العطية أصفدته وفي الحديد صفدته.
قال الشاعر:
وإن جئته يوما فقرّب مجلسي= وأصفدني على الزّمانة قائدا
معناه أعطاني قائدا). [معاني القرآن: 3/1701-69]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد}
قال قتادة في الأغلال والأقياد). [معاني القرآن: 3/546]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مقرنين في الأصفاد} أي قرن بعضهم إلى بعض في الأغلال. والأصفاد واحدها صفد). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 123]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الأَصْفَاد}: الأغلال). [العمدة في غريب القرآن: 171]

تفسير قوله تعالى: {سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (50)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله: {سرابيلهم مّن قطرانٍ...}
عامّة القراء مجمعون على أن القطران حرف واحد مثل الظّربان. ... وحدثني حبّان عن الكلبيّ عن أبي صالح أن ابن عباس فسّرها {من قطرانٍ}: قد انتهى حرّه، قرأها ابن عبّاس كذلك.
قال أبو زكريّا، وهو من قوله: {قال آتوني أفرغ عليه قطراً} ). [معاني القرآن: 2/82]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {سرابيلهم من قطرانٍ} أي قمصهم، وواحدها سربال). [مجاز القرآن: 1/345]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن {سرابيلهم من قطران} وقطران جميعًا؛ وهي لغة.
وقراءة عيسى بن عمر "من قطران" بإسكان الطاء.
[معاني القرآن لقطرب: 776]
ولغة أخرى قطران، وعليها قال أبو النجم:
كأن قطرانا إذا تلاها = ترمي به الريح إلى مجراها)
وكان الحسن يقول: القطران الخضخاض، هناء الإبل.
وقراءة عكرمة وابن سيرين "من قطر آن" ينون قطرًا؛ والقطر الصفر؛ وهو النحاس والصاد والفلز.
وقال أمية:
وسليمان إذ يسيل له القطر على ملكه ثلاث ليال
وقالوا في "آن": وهو إدراك الشيء، أنا يأني أنيا، وإني بالقصر.
وقوله {غير ناظرين إناه} أي إدراكه؛ والأناة من ذلك.
وقال النابغة:
وتخضب لحية غدرت وخانت = بأحمر من نجيع الجوف آن
أي مدرك.
[معاني القرآن لقطرب: 777]
وقال الحطيئة فمده:
وآنيت العشاء إلى سهيل = أو الشعرى فطال بي الأناء
فمده.
وقالوا أيضًا: أنيت أناء.
[وروى محمد]:
أنيت إني، على فعلت؛ أي أبطأت.
وقال حاتم:
متى ترق أضغان العشيرة بالأنى = وكف الأذى يحسم لك الداء محسما
ففتح الأنى.
وقالوا في معنى أني الشيء: آن له، يئين له أينا، وأنى له، وأنال له، ونال له نولا، من النوال، مثل لاذ وألاذ). [معاني القرآن لقطرب: 778]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {سرابيلهم من قطران} الواحد سربال، وهو القميص). [معاني القرآن لقطرب: 782]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {سرابيلهم من قطران}: واحدها سربال وهو القميص). [غريب القرآن وتفسيره: 198]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {سرابيلهم} أي قمصهم. واحدها: سربال. {من قطرانٍ}.
ومن قرأ: «من قطر آن» أراد: نحاسا قد بلغ منتهى حرّه. أنى فهو آن). [تفسير غريب القرآن: 234]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النّار}
السربال كل ما لبس.
وجعلت سرابيلهم من قطران - واللّه أعلم - لأن القطران يبالغ في اشتعال النار في الجلود، ولو أراد الله المبالغة في إحراقهم
بغير نار وغير قطران لقدر على ذلك، لكن عذب بما يعقل العباد العذاب من جهته وحذرهم ما يعرفون حقيقته، وقرئت (من قطر آن)، قرأ بها جماعة.
والقطر النحاس، وآن قد انتهى حرّه). [معاني القرآن: 3/170]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار}
قال الحسن هو قطران الإبل
وروي عن جماعة من التابعين أنهم قالوا هو النحاس
والمعروف في اللغة أنه يقال للنحاس قطر قال الله عز وجل: {وأسلنا له عين القطر}
وقرأ ابن عباس وعكرمة سرابيلهم من قطر آن وفسراه بالنحاس
قال أبو جعفر وهذا هو الصحيح ومنه قوله تعالى: {وأسلنا له عين القطر} والسرابيل القمص
وقال عكرمة وآن انتهى حره ويقال إن الهمزة بدل من الحاء
فإن قيل فلعل الحاء بدل الهمزة قيل ذلك أولى لأنه مأخوذ من الحين). [معاني القرآن: 3/547-546]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {سرابيلهم} أي قمصهم {من قطران} ومن قرأ (قطر آن) أي من نحاس قد بلغ في حره). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 123]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {سَرَابيلُهُمْ}: ثيابهم.
{القَطِرانُ}: النحاس). [العمدة في غريب القرآن: 171]

تفسير قوله تعالى: {لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (51)}

تفسير قوله تعالى: {هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (52)}
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة العامة {ولينذروا به}. الجحدري "ولينذروا" يجعلهم الفاعلين؛ من نذر ينذر به نذرًا؛ وقالوا: ما أتاك النذر). [معاني القرآن لقطرب: 778]


رد مع اقتباس