عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 10 رجب 1434هـ/19-05-2013م, 10:05 PM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,049
افتراضي

التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآَيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {واتّخذوا آياتي وما أنذروا هزوًا * ومن أظلم} يقوله على الاستفهام، وهذا استفهامٌ على معرفةٍ.
{ممّن ذكّر بآيات ربّه فأعرض عنها} لم يؤمن بها.
{ونسي ما قدّمت يداه}، قال قتادة: أي ما سلف من الذّنوب الكثيرة.
قال: وقال الحسن: عمله السّوء.أي: لا أحد أظلم منه.
قوله: {إنّا جعلنا على قلوبهم أكنّةً} غلفًا.
{أن يفقهوه} ، يعني: لئلا يفقهوه.وهو تفسير السّدّيّ.
{وفي آذانهم وقرًا}، وهو الصّمم عن الهدى.
{وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذًا أبدًا} يعني: الّذين يموتون على شركهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/193-194]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {ومن أظلم ممّن ذكّر بآيات ربّه فأعرض عنها ونسي ما قدّمت يداه إنّا جعلنا على قلوبهم أكنّة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا}

{وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا}
هؤلاء قد أخبر اللّه عنهم أنهم من أهل الطبع فقال: {إنّا جعلنا على قلوبهم أكنّة أن يفقهوه}.
{أكنّة}: جمع كنانة، وهو الغطاء، وهو مثل عنان وأعنة.
فأعلم اللّه عزّ وجل أن هؤلاء بأعيانهم لن يهتدوا أبدا). [معاني القرآن: 3/297]

تفسير قوله تعالى: {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا (58)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وربّك الغفور ذو الرّحمة} لمن آمن ولا يغفر أن يشرك به.
{لو يؤاخذهم بما كسبوا} بما عملوا.
{لعجّل لهم العذاب بل لهم موعدٌ لن يجدوا من دونه موئلا}
- قال الحسن: ملجأً.

- وقال قتادة: وليًّا ولا ملجأً.
- وقال المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ: ما لهم ملجأٌ.
- وقال عاصم بن حكيمٍ وابن مجاهدٍ، عن أبيه: محرزًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/194]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {لّن يجدوا من دونه موئلاٍ...}

(الموئل المنجي) وهو الملجأ في المعنى واحد. والعرب تقول: إنه ليوائل إلى موضعه يريدون: يذهب إلى موضعه وحرزه.
وقال الشاعر:
لا وألت نفسك خلّيتها.......للعامريّين ولم تكلم
(يريد: لا نجت) ). [معاني القرآن: 2/148]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لن يجدوا من دونه موئلاً} مجازه منجىً، وهو من قولهم:
فلا وألت نفسٌ عليها تحاذر
أي: لا نجت.
وقال الأعشى:
وقد أخالس ربّ البيت غفلته.......وقد يحاذر منّي تم ما يئل
أي لا ينجو). [مجاز القرآن: 1/408]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وربّك الغفور ذو الرّحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجّل لهم العذاب بل لّهم مّوعدٌ لّن يجدوا من دونه موئلاً}
وقال: {موئلاٍ} من "وأل" "يئل" "وألاً"). [معاني القرآن: 2/78]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما {لن يجدوا من دونه موئلا} من ءال يئيل وألا ووؤلا وموئلاً: أي ألجأ؛ والموئل الملجأ.
[معاني القرآن لقطرب: 874]
قال الشاعر:
وقد أراقب رب البيت غفلته = وقد يحاذر مني ثم ما يئل
أي ما ينجو). [معاني القرآن لقطرب: 875]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({موئلا}: ملجأ. يقال وألت إليه أي لجأت). [غريب القرآن وتفسيره: 231]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({لن يجدوا من دونه موئلًا} أي ملجأ. يقال: وأل فلان [إلى كذا وكذا]، إذا [لجأ].
ويقال: لا وألت نفسك، أي لا نجت. وفلان يوائل، أي: يسابق لينجو). [تفسير غريب القرآن: 269]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وربّك الغفور ذو الرّحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجّل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا}
الموئل: المنجا، يقال "وأل يئل" إذا نجا). [معاني القرآن: 3/297]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا}
روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: ملجأ. وحكى أهل اللغة: وأل يئل إذا نجا). [معاني القرآن: 4/262-261]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({موئلا} ملجأ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 144]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَوئِلا}: ملجأ). [العمدة في غريب القرآن: 191]

تفسير قوله تعالى: {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا (59)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وتلك القرى أهلكناهم لمّا ظلموا} لمّا أشركوا وجحدوا رسلهم.
وقال السّدّيّ: {أهلكناهم} يعني: عذّبناهم، {لمّا ظلموا} لمّا أشركوا.
{وجعلنا لمهلكهم موعدًا} الوقت الّذي جاءهم فيه العذاب.
وقال ابن مجاهدٍ، عن أبيه: موعدًا أجلا.
وقال السّدّيّ: {وجعلنا لمهلكهم موعدًا} يعني: لعذابهم موعدًا، يعني: أجلا ووقتًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/194-195]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ):
(وقوله: {لمهلكهم مّوعداً...}

يقول: لإهلاكنا إيّاهم (موعداً) أجلا وقرأ عاصم (لمهلكهم) فتح الميم واللام ويجوز (لمهلكهم) بكسر اللام تبنيه على هلك يهلك.
فمن أراد الاسم مّما يفعل منه مكسور العين كسر مفعلا.
ومن أراد المصدر فتح العين. مثل المضرب والمضرب والمدبّ والمدبّ والمفرّ والمفرّ فإذا كان يفعل مفتوح العين آثرت العرب فتحها في مفعل، اسماً كان أو مصدراً.
وربما كسروا العين في مفعل إذا أرادوا به الاسم. منهم من قال {مجمع البحرين} وهو القياس وإن كان قليلا.

فإذا كان يفعل مضموم العين مثل يدخل ويخرج آثرت العرب في الاسم منه والمصدر فتح العين؛ إلا أحرفاً من الأسماء ألزموها كسر العين في مفعل.
من ذلك المسجد والمطلع والمغرب والمشرق والمسقط والمفرق والمجزر والمسكن والمرفق من رفق يرفق والمنسك من نسك ينسك، والمنبت.
فجعلوا الكسر علامة للاسم، والفتح علامة للمصدر.
وربما فتحه بعض العرب (في الاسم) وقد قرئ مسكن ومسكن. وقد سمعنا المسجد والمسجد وهم يريدون الاسم، والمطلع والمطلع. والنصب في كلّه جائز وإن لم تسمعه فلا تنكرنه إن أتى.

وما كان من ذوات الياء والواو من دعوت وقضيت فالمفعل منه فيه مفتوح اسماً كان أو مصدراً، إلا المأقي من العين فإن العرب كسرت هذا الحرف.
وبعض العرب يسمّى مأوى الإبل مأوي فهذان نادران. وإنما امتنعوا من (كسر العين) في الياء والواو لأن الياء والواو تذهبان في السكت للتنوين الذي يلحق، فردّوها إلى الألف إذ كانت لا تسقط في السكوت.

وإذا كان المفعل من كال يكيل وشبهه من الفعل فالاسم منه مكسور، والمصدر مفتوح من ذلك مال مميلا وممالا تذهب بالكسر إلى الأسماء، وبالفتح إلى المصادر. ولو فتحتهما جميعاً أو كسرتهما في المصدر والاسم لجاز. تقول العرب: المعاش. وقد قالوا: المعيش.
وقال رؤبة ابن العجّاج:
إليك أشكو شدّة المعيش.......ومرّ أعوام نتفن ريشي

* نتف الحبارى عن قرا رهيش *
القرا: الظهر، وقال الآخر:
أنا الرجل الذي قد عبتموه.......وما فيكم لعيّاب معاب
ومثله مسار ومسير، وما كان يشبهه فهو مثله.
وإذا كان يفعل مفتوحاً من ذوات الياء والواو مثل يخاف ويهاب فالاسم والمصدر منه مفتوحان مثل المخاف والمهاب:
وما كان من الواو مضموماً مثل يقوم ويقول ويعود ويقود وأشباهه فالاسم والمصدر فيه مفتوحان، وإنما فتحوه إذا نووا الاسم ولم يكسروه كما كسر المغرب لأنهم كرهوا تحول الواو إلى الياء فتلتبس الواو بالياء.
وما كان أوّله واواً مثل وزنت وورثت ووجلت فالمفعل فيه اسماً كان أو مصدراً مكسور؛ مثل قوله: {أن لن نجعل لكم موعداً} وكذلك يوحل ويوحل المفعل منهما مكسور (في الوجهين) وزعم الكسائيّ أنه سمع موجل وموحل. ... ويمعت أنا موضع. وإنما كسروا ما أوّله الواو، لأن الفعل فيه إذا فتح يكون على وجهين. فأمّا الذي يقع فالواو منه ساقطة؛ مثل وزن يزن. والذي لا يقع تثبت واوه في يفعل. والمصادر تستوي في الواقع وغير الواقع. فلم يجعلوا في مصدريهما فرقاً، إنما تكون الفروق في فعل يفعل.
وما كان من الهمز فإنه مفتوح في الوجهين. وكأنهم بنوه على يفعل؛ لأن ما لامه همزة يأتي بفتح العين من فعل ومن فعل. فإن قلت: فلو كسروه إرادة الاسم كما كسروا مجمعاً.
قلت: لم يأت. وكأنهم أنزلوا المهموز. بمنزلة الياء والواو؛ لأن الهمز قد يترك فتلحقهما.
وما كان مفعل مشتقّاً من أفعلت فلك فيه ضمّ الميم من اسمه ومصدره. ولك أن تخرجه على أوّليته قبل أن تزاد عليه الألف. فتقول: أخرجته مخرجاً ومخرجاً، وأنزلته منزلاً ومنزلاً.
وقرئ {أنزلني منزلا مباركاً} {وأنت خير المنزلين} و{منزلا}.
وما كان ممّا يعمل به من الآلة مثل المروحة والمطرقة وأشباه ذلك مما تكون فيه الهاء أو لا تكون فهو مكسور الميم منصوب العين؛ مثل المدرع والملحف والمطرق وأشباه ذلك. إلا أنهم. قالوا: المطهرة والمطهرة، والمرقاة والمرقاة والمسقاة والمسقاة. فمن كسرها شبّهها بالآلة التي يعمل بها. ومن فتح قال: هذا موضع يفعل فيه فجعله مخالفاً ففتح الميم؛ ألا ترى أن المروحة وأشباهها آلة يعمل بها، وأن المطهرة والمرقاة في موضعهما لا تزولان يعلم فيهما.
وما كان مصدراً مؤنّثاً فإنّ العرب قد ترفع عينه؛ مثل المقدرة وأشباهه. ولا يفعلون ذلك في مذكّر ليست فيه الهاء؛ لأن الهاء إذا أدخلت سقط عنها بناء فعل يفعل فصارت اسماً مختلفاً، ومفعل يبنى على يفعل، فاجتنوا الرّفعة في مفعل، لأن خلقة يفعل التي يلزمها الضمّ كرم يكرم فكرهوا أن يلزموا العين من مفعل ضمّة فيظنّ الجاهل أن في مفعل فرقاً يلزم كما يلزم فعل يفعل الفروق، ففتحت إرادة أن تخلط بمصادر الواقع. فأمّا قول الشاعر:
* ليوم روعٍ أو فعال مكرم *
فإنه جمع مكرمة ومكرم. ومثله قول الآخر:
بثين الزمى لا إنّه إن لزمته.......على كثرة الواشين أي معون
أراد جمع معونة. وكان الكسائيّ يقول: هما مفعل نادران لا يقاس عليهما وقد ذهب مذهباً. إلاّ أني أجد الوجه الأول أجمل للعربية ممّا قال. وقد تقلب فيه الياء إلى الواو فيقال:
وكنت إذا جارى دعا لمضوفةٍ.......أشمّر حتى ينصف الساق مئزري
جعلها مفعلة وهي من الياء فقبلها إلى الواو لضمّة ما قبلها، كما قالوا: قد سور به.
وقد قالت العرب في أحرف فضمّوا الميم والعين، وكسروا الميم والعين جميعاً. فممّا ضمّوا عينه وميمه قولهم: مكحلة ومسعط ومدهن ومدقّ. ومما كسروا ميمه وعينه منخر ومنتن. ومما زادوا عليه ياء للكسر، وواواً للضم مسكين ومنديل ومنطق. والواو نحو مغفور ومغثور وهو الذي يسقط على الثمام ويقال للمنخر: منخور وهم طيّء. والذين ضمّوا أوله وعينه شبّهوا الميم بما هو من الأصل، كأنه فعلول. وكذلك الذين كسروا الميم والعين شبّهوه بفلعيل وفعلل.
وما كان من ميم زائدة أدخلتها على فعل رباعي قد زيد على ثلاثيّة شيء من الزيادات فالميم منه في الفاعل والمفعول به والمصدر مضمومة. من ذلك قولك رجل مستضربٌ (ومستضربٌ) ومستطعم ومستطعم. يكون المستطعم - بالفتح - مصدراً ورجلا وكذلك المضارب هو الفاعل والمضارب - بالفتح - مصدر ورجل. وكلّ الزيادات على هذا لا ينكسر، ولا يختلف فيه في لغات ولا غيرها؛ إلا أن من العرب - وهم قليل - من يقول في المتكبّر: متكبّر كأنهم بنوه على يتكبّر. وهو من لغة الأنصار وليس مما يبنى عليه.
- ... وحدّثت أن بعض العرب يكسر الميم في هذا النوع إذا أدغم فيقول هم المطّوّعة والمسّمع للمستمع. وهم من الأنصار. وهي من المرفوض.
وقالت العرب: موهب فجعلوه اسماً موضوعا على غير بناء، وموكل اسماً موضوعاً. ومنه موحد لأنهم لم يريدوا مصدر وحد، إنما جعل اسماً في معنى واحد مثل مثنى وثلاث ورباع. وأما قولهم: مزيد ومزود فهما أيضاً اسمان مختلفان على غير بناء الفعل؛ ولك في الاختلاف أن تفتح ما سبيله الكسر إذا أشبه بعض المثل، وتضمّ المفتوح أو تكسره إذا وجّهته إلى مثالٍ من أسمائهم كما قيل معفور للذي يسقط على الثمام وميمه زائدة فشبه بفعلول، وكما قالت العرب: (في المصير وهو من صرت مصران للجميع) ومسيل الماء وهو مفعل: مسلان للجميع فشبّهوا مفعلا بفعيل؛ ألا ترى أنهم قالوا سؤته مسائية وإنما هي مساءة على مفعلة فزيدت عليها الياء من آخرها كما تزاد على فعالة نحو كراهة وكراهية وطبانة وطبانية).
[معاني القرآن: 2/153-148]

قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ( {وتلك القرى أهلكناهم لمّا ظلموا وجعلنا لمهلكهم مّوعداً}
وقال: {وتلك القرى أهلكناهم لمّا ظلموا} يعني: أهلها كما قال: {وسأل القرية} ولم يجيء بلفظ "القرى" ولكن أجرى اللفظ على القوم وأجرى اللفظ في "القرية" عليها، إلى قوله: {الّتي كنّا فيها}، وقال: {أهلكناهم} ولم يقل "أهلكناها" حمله على القوم كما قال "وجاءت تميم" وجعل الفعل لـ"بني تميم" ولم يجعله لـ"تميم"، ولو فعل ذلك لقال: "جاء تميم"، وهذا لا يحسن في نحو هذا؛ لأنه قد أراد غير تميم في نحو هذا الموضع فجعله اسما ولم يحتمل إذا اعتل أن يحذف ما قبله كله يعني التاء من "جاءت" مع "بني"، وترك الفعل على ما كان ليدل على أنه قد حذف شيئا قبل "تميم"). [معاني القرآن: 2/79-78]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو والأعمش وأهل مكة وأهل المدينة {لمهلكهم} على مفعل من أهلك.
وعاصم بن بهدلة {لمهلكهم} و{لمهلكهم} جاءتا عنه جميعًا؛ فيكون ذلك من هلك يهلك). [معاني القرآن لقطرب: 855]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وتلك القرى أهلكناهم لمّا ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا}
المعنى وأهل تلك القرى أهلكناهم، يعنى به من أهلك من الأمم الخالية، نحو عاد وثمود وقوم لوط ومن ذكر بالهلاك.
وقوله: {وجعلنا لمهلكهم موعدا} أي أجلا، وفيها ثلاثة أوجهلـ"مهلكهم"، وتأويل المهلك على ضربين؛ على المصدر، وعلى الوقت، معنى المصدر لإهلاكهم، ومعنى الوقت لوقت هلاكهم. وكل فعل ماض على أفعل فالمصدر منه مفعل، أو إفعال، واسم الزمان منه مفعل،وكذلك اسم المكان، تقول أدخلته مدخلا، وهذا مدخله أي المكان الذي يدخل زيد منه، وهذا مدخله أي وقت - إدخاله.
ويجوز أن يقرأ (لمهلكهم) على أن يكون مهلك اسما للزمان على معنى هلك يهلك.

وهذا زمن مهلكه مثل جلس يجلس، إذا أردت المكان أو الزمان، فإذا أردت المصدر قلت مهلك بفتح اللام مثل مجلس، يقال: "أتت الناقة على مضربهاأي على زمان ضرابها، وتقول جلس مجلسا - بفتح اللام - ومثله هلك مهلكا أي هلكا.
وموضع {تلك القرى} رفع بالابتداء، والقرى صفة لها مبيّنة، وأهلكناهم خبر الابتداء. وجائز أن يكون موضع (تلك القرى) نصبا ويكون {أهلكناهم} مفسّرا للناصب،
ويكون المعنى وأهلكنا تلك القرى أهلكناهم). [معاني القرآن: 3/298-297]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا} والمعنى أهل القرى). [معاني القرآن: 4/262]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال جل عز: {وجعلنا لمهلكهم موعدا} يجوز أن يكون المعنى لإهلاكهم فيكون مصدرا ويجوز أن يكون المعنى لوقت إهلاكهم ومن قرأ لمهلكهم ذهب إلى أن المعنى لهلاكهم كما يقال جلس مجلسا واسم الموضع المجلس وهلك مهلكا واسم الموضع المهلك
قال مجاهد موعدا أي أجلا). [معاني القرآن: 4/263-262]


رد مع اقتباس