الموضوع: سورة البقرة
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 16 جمادى الآخرة 1434هـ/26-04-2013م, 10:04 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

قول الله تعالى: { ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقْنَٰهُمْ يُنفِقُونَ(3)}

قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (أولها قوله تعالى {وممّا رزقناهم ينفقون} اختلف أهل العلم في ذلك فقال طائفة وهم الأكثرون هي الزّكاة المفروضة وقال مقاتل ابن حيّان وجماعة هذا ما فضل عن الزّكاة نسخته الزّكاة المفروضة وقال أبو جعفر يزيد بن القعقاع نسخت الزّكاة المفروضة كل صدقة في القرآن ونسخ صيام شهر رمضان كل صيام في القرآن ونسخ ذبيحة الأضحى كل ذبح). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 31-59]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (ذكر الآية الأولى: قوله تعالى: {وممّا رزقناهم ينفقون}.
اختلف المفسّرون في المراد بهذه النفقة على أربعة أقوال:
أحدها: أنّها النّفقة على الأهل والعيال، قاله ابن مسعود وحذيفة.
والثّاني: الزّكاة المفروضة، قاله ابن عبّاسٍ، وقتادة.
والثّالث: الصّدقات النّوافل، قاله مجاهدٌ والضّحّاك.
والرّابع: أنّ الإشارة بها إلى نفقةٍ كانت واجبةً قبل الزّكاة.
ذكره بعض ناقلي التّفسير، وزعموا: أنّه كان فرضٌ على الإنسان أن يمسك ممّا في يده قدر كفايته (يومه) وليلته ويفرّق باقيه على (الفقراء) ثمّ نسخ ذلك بآية الزّكاة وهذا قولٌ ليس (بصحيحٍ) لأنّ لفظ الآية لا يتضمّن ما ذكروا وإنّما يتضمّن مدح المنفق، والظّاهر، أنّها تشير إلى الزّكاة لأنّها قرنت مع الإيمان بالصّلاة.
وعلى هذا، لا وجه للنّسخ (وإن كانت) تشير إلى الصّدقات النّوافل والحثّ عليها باقٍ، والّذي أرى، ما بها مدحٌ لهم على جميع نفقاتهم في الواجب والنّفل وقد قال أبو جعفرٍ يزيد بن القعقاع: نسخت آية الزّكاة كلّ صدقةٍ
(كانت) قبلها ونسخ صوم رمضان كلّ صومٍ كان قبله والمراد بهذا كلّ صدقةٍ وجبت بوجود المال مرسلاً كهذه الآية.
). [نواسخ القرآن:125- 236]
قالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ (ت:597هـ): (الآية الأولى: قوله تعالى {وممّا رزقناهم ينفقون} قال مجاهد هي نفقة النقل وقال آخرون هي الزكاة وتحتمل العموم فالآية محكمة وزعم بعضهم أنها نفقة كانت واجبة قبل الزكاة وزعم أنه كان فرض أن يمسك مما في يده قدر كفاية يومه وليلته ويفرق الباقي على الفقراء ثمّ نسخ ذلك بآية الزّكاة وهو بعيد.). [المصَفَّى بأكُفِّ أهلِ الرسوخ: 14-21]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (سورة البقرة: وقد عد قوم من المنسوخ آيات كثيرة ليس فيها أمر ولا نهي، وإنما هي أخبار، وذلك غلط، نحو قوله عز وجل: {ومما رزقناهم ينفقون} الآية [البقرة: 3] زعموا أنها منسوخة بإيجاب الزكاة، وعدوا أيضا من الأوامر والنواهي جملة، فقالوا: هي منسوخة نحو قوله عز وجل: {وقولوا للناس حسنا} الآية [البقرة: 83].). [جمال القراء: 1/249-271]


روابط ذات صلة:


رد مع اقتباس