عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 11:21 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({واذكر في الكتاب إبراهيم} [مريم: 41] يقول: اذكر لأهل مكّة أمر إبراهيم.
أي: اقرأه عليهم.
وهو تفسير السّدّيّ.
إنّه كان صدّيقًا نبيًّا {41}). [تفسير القرآن العظيم: 1/226]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {واذكر في الكتاب إبراهيم...}

اقصص قصّة إبراهيم: اتل عليهم. وكذلك قوله فيمن ذكر من الأنبياء (أي) اقصص عليهم قصصهم). [معاني القرآن: 2/168]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {واذكر في الكتاب إبراهيم إنّه كان صدّيقا نبيّا}
أي اذكر في الكتاب الذي أنزل عليك وهو القرآن قصة إبراهيم وخبره.
الصّديق اسم للمبالغة في الصّدق.
ويقال لكل من صدّق بتوحيد اللّه وأنبيائه وعمل بما يصدق به صدّيق، ومن ذلك سمي أبو بكر الصّديق). [معاني القرآن: 3/331]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {واذكر في الكتاب إبراهيم} والمعنى واذكر في الكتاب الذي أنزل عليك وهو القرآن قصة إبراهيم وخبره). [معاني القرآن: 4/333]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {إنه كان صديقا نبيا} صديق مأخوذ من الصدق وفيه معنى المبالغة والتكثير يقال لمن صدق بالله وأنبيائه وفرائضه وعمل بها صديق ومنه قيل لأبي بكر صديق). [معاني القرآن: 4/334]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {إذ قال لأبيه يا أبه لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئًا} يعني الأصنام.
يا أبه إنّي قد جاءني من العلم ما لم يأتك يعني النّبوّة). [تفسير القرآن العظيم: 1/226]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا }

الوقف عليه يا أبه بالهاء، والعرب تقول في النداء يا أبة، ويا أمّة ولا تقول قال أبتي كذا ولا قالت أمّتي كذا، وزعم الخليل وسيبويه أنه بمنزلة قولهم يا عمة ويا خالة، وأن أبة للمذكر والمؤنث، كأنك تقود للمذكر أبة وللمؤنث. والدليل على أنّ للأمّ حظّا في الأبوة أنه يقال أبوان، قال اللّه عزّ وجلّ: {وورثه أبواه}.
وزعم أنه بمنزلة قولهم رجل ربعة، وغلام يفعة.
وأن الهاء في أبة، عوض من ياء الإضافة من يا أبي ومن يا أمّي ولم يقل يا أبتي ولا يا أمّتي، ولذلك لم تقع الهاء في غير النداء، لأن حذف الياء يقع في النداء كثيرا، تقول: يا أب لا تفعل، ولا تقل قال أب كذا وكذا تريد قال أبي.
والمؤنث قد يوصف بالمذكر كقولهم امرأة طالق وطاهر، ويقال ثلاثة أنفس، والنفس أنثى سمّي بها المذكر وهذا تفسير مستقصى وقريب). [معاني القرآن: 3/331-332]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {فاتّبعني أهدك صراطًا سويًّا} [مريم: 43] يعني دينًا عدلا، وهو الإسلام.
وهو
[تفسير القرآن العظيم: 1/226]
تفسير السّدّيّ، طريقًا مستقيمًا إلى الجنّة.
يا أبه لا تعبد الشّيطان إنّ الشّيطان كان للرّحمن عصيًّا إنّ عبادة الوثن عبادة الشّيطان، لأنّ الوثن لم يدعه إلى عبادة نفسه ولكنّ الشّيطان دعاه إلى عبادته كقوله: {إن يدعون من دونه إلا إناثًا} [النساء: 117] إلا أمواتًا، شيئًا ليس فيه روحٌ، {وإن يدعون إلا شيطانًا مريدًا} [النساء: 117] قوله: يا أبه إنّي أخاف أن يمسّك عذابٌ من الرّحمن فتكون للشّيطان وليًّا أي: إنّك إذا نزل بك
العذاب لم تقبل توبتك، وما لم ينزّل العذاب فتوبتك مقبولةٌ إن تبت.
وقد كان إبراهيم يرجو أن يتوب.
فلمّا مات على الكفر ذهب ذلك الرّجاء). [تفسير القرآن العظيم: 1/227]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {يا أبت لا تعبد الشّيطان إنّ الشّيطان كان للرّحمن عصيّاً}
وقال: {يا أبت لا تعبد الشّيطان} فإذا وقفت قلت (يا آبه) وهي هاء زيدت كنحو قولك "يا أمّه" ثم قال "يا أمّ" إذا وصل ولكنه لما كان "الأب" على حرفين كان كأنه قد أخلّ به فصارت الهاء لازمةً وصارت الياء كأنها بعدها، فلذلك قال "يا أبت أقبل" وجعل التاء للتأنيث. ويجوز الترخيم لأنه يجوز أن تدعو ما تضيف إلى نفسك في المعنى مضموماً نحو قول العرب "يا ربّ اغفر لي" وتقف في القرآن {يا أبت} للكتاب. وقد يقف بعض العرب على هاء التأنيث.
وقوله: {كان للرّحمن عصيّاً} و"العصيّ": العاصي كما تقول: "عليم" و"عالم" و"عريف" و"عارف" قال الشاعر: [من الكامل وهو الشاهد السابع والأربعون بعد المائتين]:
أو كلّما وردت عكاظ قبيلةٌ = بعثوا إليّ عريفهم يتوسّم
يقول: "عارفهم"). [معاني القرآن: 3/2]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {يا أبت لا تعبد الشّيطان إنّ الشّيطان كان للرّحمن عصيّا (44)}
فمن فتح حذف الألف التي أبدلت من ياء الإضافة أراد يا أبتا فالألف بدل من ياء الإضافة إلاّ أن الواجب حذفها، إذ كانت بدلا من ياء تحذف.
وقوله: {لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا} يعني الصنم.
وقوله: {إنّي قد جاءني من العلم ما لم يأتك} يدل أنه كان قد أتاه الوحي.
ومعنى: {صراطا سويّا} أي طريقا مستقيما.
وقوله جلّ وعزّ: {يا أبت لا تعبد الشّيطان إنّ الشّيطان كان للرّحمن عصيّا}
معنى عبادة الشيطان - واللّه أعلم - طاعته فيما يسول من الكفر والمعاصي). [معاني القرآن: 3/332]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {يا أبت لا تعبد الشيطان} والمعنى لا تطعه فيما يأمرك به من الكفر والعصيان فتكون بمنزلة من عبده
وروى علي بن الحكم عن الضحاك {لئن لم تنته لأرجمنك} بالقول قال أبو جعفر وذلك معروف في اللغة يقال رجمه ورماه إذا شتمه ومنه قوله تعالى:{والذين يرمون المحصنات}).
[معاني القرآن: 4/334]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّي أخاف أن يمسّك عذابٌ...}
يريد: إني أعلم. وهو مثل قوله: {فخشينا أن يرهقهما} أي فعلمنا). [معاني القرآن: 2/169]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آَلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قال أراغبٌ أنت عن آلهتي يا إبراهيم} [مريم: 46] أن تعبدها.
{لئن لم تنته} [مريم: 46] عن شتمها وذمّها.
{لأرجمنّك} [مريم: 46] بالحجارة فلأقتلنّك بها.
وقال السّدّيّ: {لأرجمنّك} [مريم: 46] يعني لأشتمنّك.
{واهجرني مليًّا} [مريم: 46] نا يحيى قال: نا سعيدٌ، عن قتادة قال: واهجرني سالمًا.
نا يحيى، قال: نا عاصم بن حكيمٍ أنّ مجاهدًا قال: واهجرني حينًا.
نا يحيى قال: نا سعيدٌ، عن قتادة، عن الحسن قال: واهجرني طويلا.
قال يحيى: أي وأطل هجراني.
قال إبراهيم). [تفسير القرآن العظيم: 1/227]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {لأرجمنّك...}
لأسبّنّك.

وقوله: {واهجرني مليّاً} طويلاً يقال كنت عنده ملوةً من دهر وملوةً وملوةً وملاوةً من دهر وهذيل تقول: ملاوة، وبعض العرب ملاوة. كلّه من الطول). [معاني القرآن: 2/169]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({لأرجمنك}: لأشتمنك، ألا ترى أنك تقول رميتني بكذا وكذا.
{ويقفون بالغيب}: يرجمون به ويرمون به "والمرجومون" منه والله أعلم.
{واهجرني مليا}: أي دهرا ومنه أمليت له وأمليت للدابة في رسنه). [غريب القرآن وتفسيره: 239]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:
276هـ) : ( {لأرجمنّك} أي لأشتمنّك.
{واهجرني مليًّا} أي حينا طويلا. ومنه يقال: تملّيت حبيبك ، والملوان: الليل والنهار). [تفسير غريب القرآن: 274]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الرجم: أصله الرّمي...، ويوضع موضع الشتم، لأن الشتم رمي، ولذلك يقال: قذف فلان فلانا: إذا شتمه.
وأصل القذف: الرمي، ومنه قول أبي إبراهيم له: {لَأَرْجُمَنَّكَ}، أي لأشتمنك). [تأويل مشكل القرآن: 508]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنّك واهجرني مليّا}
{لأرجمنّك}.معناه لأشتمنك، يقال: فلان يرمي فلانا ويرجم فلانا معناه يشتمه.
وكذلك قوله عزّ وجلّ: {والّذين يرمون المحصنات} معناه يشتمونهنّ، وجائز أن يكون {لأرجمنّك} لأقتلنك رجما، والذي عليه التفسير أن الرجم ههنا الشتم). [معاني القرآن: 3/332]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {واهجرني مليا} [معاني القرآن: 4/334]
قال سعيد بن جبير ومجاهد: أي حينا وقال الحسن :أي زمانا طويلا وقال عكرمه: أي دهرا وقال الضحاك: أي سالما لا تصيبك مني معرة قال أبو جعفر القول عند أهل اللغة أنه بمعنى زمانا ودهرا قال الكسائي: يقال هجرته مليا وملوة وملوة وملاوة وملاوة
قال أبو جعفر: ومنه تمل حبيبك أي عش معه دهرا ومنه أمليت له ومنه قيل لليل والنهار الملوان كما قال الشاعر:
أمل عليها بالبلى الملوان). [معاني القرآن: 4/335]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {لأرجمنك} أي: لأهجرنك، ولأرجمنك، أي: لأسبنك). [ياقوتة الصراط: 340]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {مليا} أي: قطعة من الزمان). [ياقوتة الصراط: 341]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لأرجمنك} أي لأشتمنك.
{مليا} حينا طويلا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 148]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لأَرْجُمَنَّك}: لأشتمنك ،، {ملِيّـاً}: زمانا طويلا). [العمدة في غريب القرآن: 196]

رد مع اقتباس