عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 14 جمادى الأولى 1434هـ/25-03-2013م, 01:03 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آَيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (7)}
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو {آيات للسائلين}.
مجاهد وابن كثير {آية للسائلين} ). [معاني القرآن لقطرب: 727]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {آياتٌ للسّائلين} أي مواعظ لمن سأل). [تفسير غريب القرآن: 212]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسّائلين}
{آيات للسّائلين} وقرئت آية. ومعناه عبرة، وقد رويت في غير هذا المصحف عبرة للسائلين، وهذا معنى الآية.
ويجوز أن تكون " آية " بصيرا للسائلين الذين سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فأنبأهم بقصة يوسف.
وهو عنها غافل لم يقرأ كتابا ولم يأته إلا من جهة الوحي جوابا لهم: حين سألوا). [معاني القرآن: 3/93-92]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين}
قيل بصيرة
وقيل أي عبرة
وروي أنها في بعض المصاحف عبرة للسائلين). [معاني القرآن: 3/399]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (8)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ونحن عصبةٌ...}
والعصبة: عشرة فما زاد). [معاني القرآن: 2/36]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (ابن عباس قال في {ونحن عصبة} قال العصبة العشرة فما فوقها من الرهط.
وقال مجاهد: "الطائفة": الرجل فما فوقه طائفة). [معاني القرآن لقطرب: 740]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ونحن عصبةٌ} أي جماعة. يقال: العصبة من العشرة إلى الأربعين). [تفسير غريب القرآن: 212]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إذ قالوا ليوسف وأخوه أحبّ إلى أبينا منّا ونحن عصبة إنّ أبانا لفي ضلال مبين}
أي: إنّ أبانا قدّم اثنين صغيرين في المحبّة علينا، ونحن عصبة، أي جماعة نفعنا أكثر من نفع هذين.
{إنّ أبانا لفي ضلال مبين} هذا موضع ينبغي أن يتفهّم، إنما عنوا أن أباهم ضالّ في محبّة هذين ولو وصفوه بالضلالة في الدين كانوا كفارا.
والعصبة في كلام العرب العشيرة ونحوهم). [معاني القرآن: 3/93]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة} أي جماعة
وقال بعض أهل اللغة العصبة العشرة إلى الأربعين
ثم قال جل وعز: {إن أبانا لفي ضلال مبين} أي ضل في محبة يوسف لا في دينه). [معاني القرآن: 3/399]

تفسير قوله تعالى: {اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أو اطرحوه أرضاً يخل لكم وجه أبيكم...}
جواب للأمر ولا يصلح الرفع في (يخل) لأنه لا ضمير فيه. ولو قلت: أعرني ثوباً ألبس لجاز الرفع والجزم لأنك تريد: ألبسه فتكون رفعاً من صلة النكرة.
والجزم على أن تجعله شرطاً). [معاني القرآن: 2/36]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاً يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوماً صالحين}
وقال: {أو اطرحوه أرضاً يخل لكم} وليس الأرض ههنا بظرف. ولكن حذف منها "في" ثم أعمل فيها الفعل كما تقول "توجّهت مكّة"). [معاني القرآن: 2/50]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يخل لكم وجه أبيكم} أي يفرغ لكم من الشغل بيوسف.
{وتكونوا من بعده} أي من بعد إهلاكه {قوماً صالحين} أي تائبين). [تفسير غريب القرآن: 212]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين}
{وتكونوا من بعده قوما صالحين} أي تتوبون من بعد قتله.
وقوله: {أو اطرحوه أرضا} معناه - والله أعلم - أرضا يبعد بها عن أبيه لأنّه لن يخلو من أن يكون في أرض.
قوله: {يخل لكم وجه أبيكم} يدل على أنّهم تآمروا في أن يطرحوه في أرض لا يقدر عليه فيها أبوه و(أرضا) منصوب على إسقاط (في) وإفضاء الفعل إليها.
لأن (أرضا) ليست من الظروف المبهمة). [معاني القرآن: 3/93]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا}
فيه حذف والمعنى أو اطرحوه أرضا يبعد فيها عن أبيكم
ودل على هذا الحذف يخل لكم وجه أبيكم أي يفرغ لكم وتكونوا من بعده أي تكونوا من بعد إهلاكه قوما صالحين أي تائبين). [معاني القرآن: 3/400-399]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يخل لكم} أي يفرغ لكم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 111]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (10)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله: {وألقوه في غيابة الجبّ...} واحدة.
وقد قرأ أهل الحجاز (غيابات) على الجمع {يلتقطه بعض السّيّارة} قرأه العامّة بالياء لأن (بعض) ذكر وإن أضيف إلى تأنيث.
وقد قرأ الحسن- فيما ذكر عنه -ب: ذكروا (تلتقطه) بالتاء وذلك أنه ذهب إلى السّيارة والعرب إذا أضافت المذكّر إلى المؤنّث وهو فعل له أو هو بعض له قالوا فيه بالتأنيث والتذكير.
وأنشدونا:
على قبضة موجوءة ظهر كفّه = فلا المرء مستحي ولا هو طاعم
ذهب إلى الكفّ وألغى الظهر لأن الكف يجزيء من الظهر فكأنه قال: موجوءة كفّه
وأنشدني العكلي أبو ثروان:
أرى مرّ السنين أخذن مني =كما أخذ السّرار من الهلال
وقال ابن مقبل:
قد صرّح السير عن كتمان وابتذلت = وقع المحاجن بالمهريّة الذقن
أراد: وابتذلت المحاجن وألغى الوقع.
وأنشدني الكسائيّ:
إذا مات منهم سيّد قام سيّد = فدانت له أهل القرى والكنائس
ومنه قول الأعشى:
وتشرق بالقول الذي قد أذعته =كما شرقت صدر القناة من الدّم
وأنشدني يونس البصريّ:
لمّا أتى خبر الزبير تهدّمت =سور المدينة والجبال الخشّع
وإنما جاز هذا كلّه لأن الثاني يكفى من الأوّل؛ ألا ترى أنه لو قال: تلتقطه السيّارة لجاز وكفى من (بعض) ولا يجوز أن يقول: قد ضربتني غلام جاريتك؛ لأنك لو ألقيت الغلام لم تدلّ الجارية على معناه). [معاني القرآن: 2/37-36]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {في غيابة الجبّ} مجازها: أن كل شيء (غيّب عنك شيئاً) فهو غيابة، قال المنخّل بن سبيع العنبريّ:
فإن أنا يوماً غيّبتني غيابتي= فسيروا مسيري في العشيرة والأهل
والجب: الركيّة التي لم تطو،
قال الأعشى:
لئن كنت في جبّ ثمانين قامةً= ورقّيت أسباب السماء بسلّم).
[مجاز القرآن: 1/302]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو {في غيابت الجب}.
أبو عبد الرحمن السلمي {غيابات الجب} يجعله جمعًا.
[وزاد محمد بن صالح]:
قراءة أبي بن كعب "غيبت الجب".
وقرأ نافع وأبو جعفر وشيبة {غيابات الجب}.
الحسن ومجاهد "تلتقطه بعض السيارة" بالتاء.
أبو عمرو {يلتقطه} بالياء.
فأما قول الحسن ومجاهد: "تلتقطه" فلما كان البعض مضافًا إلى المؤنث أنثه؛ لأنه منه، كما قال الأعشى:
وتشرق بالقول الذي قد أذعته = كما شرقت صدر القناة من الدم
فأنث الصدر لأنه مضاف إلى مؤنث هو بعضه؛ كما قال ذو الرمة:
[معاني القرآن لقطرب: 727]
مشين كما اهتزت رماح تسفهت أعاليها مر الرياح النواسم
فأنث المر.
وكما قال جرير:
لما أتى خبر الزبير تواضعت = سور المدينة والجبال الخشع
[وروى العبدي]: تباشرت.
فأنث السور لأنه بعض المدينة؛ ألا ترى أنك تقول: ضربت المرأة، ولعلك ضربت رأسها وحده ولطمتها؛ واللطم في وجهها دونها كلها.
[وقال محمد بن صالح]:
واللطم في الوجه، فمحال أن توقعه بكلها؛ وكذلك صدر القناة؛ كأنك قلت: القناة؛ ومثله أنشدني الجلاء أو جعفر عن الكسائي:
إذا مات منهم سيد قام سيد = فدانت له أهل القرى والكنائس
وأنشدني في مثل هذا المعنى أيضًا:
أرى مر السنين أخذن مني = كما أخذ السرار من الهلال
وأما قول أبي عمرو فعلى تذكير البعض؛ وهو القياس). [معاني القرآن لقطرب: 728]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما "غيابة الجب"؛ فالجب: الركية). [معاني القرآن لقطرب: 740]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {غيابت الجب}: الجب الركبة التي لم تطو. وكل شيء غيب عنك شيئا فهو غيابه). [غريب القرآن وتفسيره: 180]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابت الجبّ يلتقطه بعض السّيّارة إن كنتم فاعلين}
الغيابة كل ما غاب أو غيب عنك شيئا،
قال المنخل:
وإن أنا يوما غيبتني منيّتي= فسيري بسيري في العشيرة والأصل
والجب البئر التي ليست بمطويّة، وسمّيت جبّا من أنها قطعت قطعا.
ولم يحدث فيها غير القطع، من طيّ وما أشبهه.
ورووا أن اسم الذي أشار عليهم بألّا يقتلوه يهوذا، وكان من أشدهم.
{يلتقطه بعض السّيّارة}.
هذا أكثر القراءة - بالياء - وقرأ الحسن تلتقطه بالتاء، وأجاز ذلك جميع النحويين، وزعموا أن ذلك إنما جاز لأن بعض السيارة سيّارة، فكأنّه قال: تلتقطه سيّارة بعض السّيّارة.
وأنشدوا:
وتشرق بالقول الذي قد أذعته= كما شرقت صدر القناة من الدم).
[معاني القرآن: 3/94-93]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابة الجب}
الغيابة عند أهل اللغة كل ما غيب عنك والجب البئر التي ليس بمطوية
ويروى أن الجب ههنا بئر بيت المقدس وهي من جبيت أي قطعت كأنها قطعت ولم يحدث فيها شيء بعد القطع
قال الضحاك الذي قال لهم لا تقتلوا يوسف هو الذي قال فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي وهو أكبرهم وقال غيره هو يهوذا وكان أشدهم). [معاني القرآن: 3/400]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {غَيَابَةِ الْجُبِّ}: أسفل ما غاب عنك البئر الذي لا يطوى). [العمدة في غريب القرآن: 159]


رد مع اقتباس