عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 6 جمادى الأولى 1434هـ/17-03-2013م, 10:45 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لقد جاءكم رسولٌ مّن أنفسكم...}
يقول: لم يبق بطن من العرب إلاّ وقد ولدوه. فذلك قوله: {مّن أنفسكم}.
وقوله: {عزيزٌ عليه ما عنتّم} {ما} في موضع رفع؛ معناه: عزيز عليه عنتكم. ولو كان نصبا: عزيزا عليه ما عنتم حريصا رءوفا رحيما، كان صوابا، على قوله لقد جاءكم كذلك. والحرص الشحيح أن يدخلوا النار). [معاني القرآن: 1/456]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({لقد جاءكم رسولٌ مّن أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنتّم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رءوفٌ رّحيمٌ}
وقال: {عزيزٌ عليه ما عنتّم} جعل {ما} اسما و{عنتّم} من صلته). [معاني القرآن: 2/30]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {عزيزٌ عليه ما عنتّم} أي شديد عليه ما أعنتكم وضركم). [تفسير غريب القرآن: 193]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتّم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم}
أي هو بشر مثلكم. أي فهو أوكد للحجة عليكم لأنكم تفهمون عمّن هو مثلكم.
وجائز أن يكون عنى به إنّه عربي كما أنكم عرب، فأنتم تخبرونه وقد وقفتم على مذهبه.
{عزيز عليه ما عنتّم}.
أي عزيز عليه عنتكم، والعنت لقاء الشدة.
{حريص عليكم}.
أي حريص على إيمانكم). [معاني القرآن: 2/477]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقول جل وعز: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم}
روى جعفر بن محمد عن أبيه أنه قال لم يكن في نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء يعاب قال أنا من نكاح لا من سفاح
قال أهل اللغة يجوز أن يكون المعنى {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} أي بشر كما أنكم بشر فأنتم تفقهون عنه
ويجوز أن يكون المعنى أنه من العرب فهو منكم فأنتم
تقفون على صدقه ومذهبه
ثم قال جل وعز: {عزيز عليه ما عنتم}
أي شديد عليه عنتكم
وأصل العنت الهلاك فقيل لما يؤدي إلى الهلاك عنت
ثم قال جل وعز: {حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم}
قال قتادة أي حريص على من لم يسلم أن يسلم). [معاني القرآن: 3/270-271]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} أي شديد عليه ما أعنتكم وضركم أي: يعز عليه أن تعصوه وتدخلوا النار.
{حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ} أي حريص عليكم أن تطيعوه وتدخلوا الجنة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 100]

تفسير قوله تعالى: (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129) )
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فإن تولّوا فقل حسبي اللّه لا إله إلّا هو عليه توكّلت وهو ربّ العرش العظيم}
أي الذي يكفيني اللّه.
{عليه توكّلت وهو ربّ العرش العظيم}.
والعظيم ههنا جائزان.
وقوله: {من أوّل يوم}.
دخلت " من " في الزمان، والأصل منذ ومذ، هذا أكثر الاستعمال في الزمان.
و " من " جائز دخولها لأنها الأصل في ابتداء الغاية والتبعيض.
ومثل هذا قول زهير:

لمن الدّيار بقنّة الحجر.=.. أقوين من حجج ومن دهر
وقيل إن معنى هذا مذ حجج ومذ شهر). [معاني القرآن: 2/477-478]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {فإن تولوا فقل حسبي الله}
أي يكفيني الله
يقال أحسبني الشيء إذا كفاني
ثم قال جل وعز: {لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}
وقرأ ابن محيصن وهو رب العرش العظيم
وهي قراءة حسنة بينة
وروي عن ابن عباس أن آخر آية نزلت {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} ). [معاني القرآن: 3/271-272]

رد مع اقتباس