عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 4 محرم 1440هـ/14-09-2018م, 05:45 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ذلك عيسى ابن مريم قول الحقّ الّذي فيه يمترون (34) ما كان للّه أن يتّخذ من ولدٍ سبحانه إذا قضى أمرًا فإنّما يقول له كن فيكون (35) وإنّ اللّه ربّي وربّكم فاعبدوه هذا صراطٌ مستقيمٌ (36) فاختلف الأحزاب من بينهم فويلٌ للّذين كفروا من مشهد يومٍ عظيمٍ (37)}.
يقول تعالى لرسوله محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: عليه ذلك الّذي قصصنا عليك من خبر عيسى، {قول الحقّ الّذي فيه يمترون} أي: يختلف المبطلون والمحقّون ممّن آمن به وكفر به؛ ولهذا قرأ الأكثرون: "قول الحقّ" برفع قولٍ. وقرأ عاصمٌ، وعبد اللّه بن عامرٍ: {قول الحقّ}.
وعن ابن مسعودٍ أنّه قرأ: "ذلك عيسى ابن مريم قال الحقّ"، والرّفع أظهر إعرابًا، ويشهد له قوله تعالى: {الحقّ من ربّك فلا تكن من الممترين} [آل عمران: 59، 60].
ولـمّا ذكر تعالى أنّه خلقه عبدًا نبيًّا، نزّه نفسه المقدّسة فقال: {ما كان للّه أن يتّخذ من ولدٍ سبحانه} أي: عمّا يقول هؤلاء الجاهلون الظّالمون المعتدون علوًّا كبيرًا، {إذا قضى أمرًا فإنّما يقول له كن فيكون} أي: إذا أراد شيئًا فإنّما يأمر به، فيصير كما يشاء، كما قال تعالى: {إنّ مثل عيسى عند اللّه كمثل آدم خلقه من ترابٍ ثمّ قال له كن فيكون الحقّ من ربّك فلا تكن من الممترين} [آل عمران: 59، 60]). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 230]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (36)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وإنّ اللّه ربّي وربّكم فاعبدوه هذا صراطٌ مستقيمٌ} أي: وممّا أمر عيسى به قومه وهو في مهده، أن أخبرهم إذ ذاك أنّ اللّه ربّهم وربّه، وأمرهم بعبادته، فقال: {فاعبدوه هذا صراطٌ مستقيمٌ}
أي: هذا الّذي جئتكم به عن اللّه صراطٌ مستقيمٌ، أي: قويمٌ، من اتّبعه رشد وهدى، ومن خالفه ضلّ وغوى).[تفسير القرآن العظيم: 5/ 230-231]

رد مع اقتباس