عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 08:58 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (والضمير في قوله تعالى: "ويسئلونك"، قيل: إن رجلا من ثقيف سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجبال، ما يكون أمرها يوم القيامة؟ وقيل: بل سأله عن ذلك جماعة من المؤمنين. وقد تقدم معنى النسف، وروي أن الله تعالى يرسل على الجبال ريحا فيدكدكها حتى تكون كالعهن المنفوش، ثم يتوالى عليها حتى تعيدها كالهباء المنبث، فذلك هو النسف). [المحرر الوجيز: 6/133]

تفسير قوله تعالى: {فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "فيذرها" يحتمل أن يريد مواضعها، ويحتمل أن يريد ذلك التراب الذي نسفه؛ لأنه إنما يقع على الأرض باعتدال حتى تكون الأرض كلها مستوية. و"القاع": المستوي من الأرض المعتدل الذي لا نشز فيه، ومنه قول ضرار بن الخطاب:
لتكونن بالبطاح قريش بقعة القاع في أكف الإماء.
و"الصفصف" نحوه في المعنى). [المحرر الوجيز: 6/133]

تفسير قوله تعالى: {لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (107)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و "العوج" ما يعتري اعتدال الأرض من الأخذ يمنة ويسرة بحسب النشز من جبل وظرب وكدية ونحوه، و"الأمت": ما يعتري الأرض من ارتفاع وانخفاض، يقال: "مد حبله حتى ما ترك فيه أمتا"، فكأن "الأمت" في الآية العوج في السماء تجاه الهواء، و"العوج" في الآية مختص بالخفض، وفي هذا نظر). [المحرر الوجيز: 6/133]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا (108)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما}
المعنى: يوم ننسف الجبال يتبع الخلائق داعي الله تعالى إلى المحشر، وهذا نحو قوله تعالى: {مهطعين إلى الداع}. وقوله: {لا عوج له} يحتمل أن يريد الإخبار به، أي: لا شك فيه، ولا يخالف وجوده خبره، ويحتمل أن يريد: لا محيد لأحد عن اتباعه، والمشي نحو صوته. و"الخشوع": التطامن والتواضع، وهو في الأصوات استعارة بمعنى الخفاء والاستسرار، ومعنى: "للرحمن": لهيبته وهول مطلع قدرته. و"الهمس": الصوت الخفي الخافت، وقد يحتمل أن يريد "بالهمس المسموع" تخافتهم بينهم وكلامهم السر، ويحتمل أن يريد صوت الأقدام، وأن أصوات النطق ساكنة). [المحرر الوجيز: 6/134]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و "من" في قوله: {إلا من أذن له الرحمن} يحتمل أن يكون الاستثناء متصلا، ويكون "من" في موضع نصب يراد بها المشفوع له، فكأن المعنى: إلا من أذن له الرحمن في أن يشفع له، ويحتمل أن يكون الاستثناء منقطعا على تقدير: لكن من أذن له الرحمن يشفع، فـ "من" في موضع نصب بالاستثناء، ويصح أن يكون في موضع رفع، كما يجوز الوجهان في قولك: "ما في الدار أحد إلا حمارا، وإلا حمار"، والنصب أوجه، و"من" - على هذه التأويلات - للشافع، ويحتمل أن تكون للمشفوع فيه). [المحرر الوجيز: 6/134]

تفسير قوله تعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم}، قالت فرقة: يريد الملائكة، وقالت فرقة: يريد خلقه أجمع، وقد تقدم القول في ترتيب ما بين اليد وما خلفه في غير
[المحرر الوجيز: 6/134]
موضع، على أن جماعة من المفسرين قالوا في هذه الآية: ما خلفهم: الدنيا، وما بين أيديهم: أمر الآخرة والثواب والعقاب، وهذا بأن يعرضها حالة وقوف حتى يجعلها كالأجرام، وأما إن قدرناها في نسق الزمان فالأمر على العكس بحكم ما بيناه قبل). [المحرر الوجيز: 6/135]

رد مع اقتباس