عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 17 ذو القعدة 1439هـ/29-07-2018م, 09:15 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ ابن كثير، وحفص عن عاصم، وورش عن نافع: "آمنتم" على الخبر، وقرأ نافع، وأبو عمرو، وابن عامر، "أأمنتم" بهمزتين. وقوله: {قبل أن آذن لكم} مقاربة منه وبعض إذعان. وقوله: {من خلاف} يريد قطع اليد اليمنى مع الرجل الشمال، وقوله: {في جذوع النخل} اتساع من حيث هو مربوط في الجذع، وليست على حد قولك: زيد في
[المحرر الوجيز: 6/111]
الدار، ويصلح في هذا المعنى "على" من حيث هو مربوط في أعلاها، وليست على حد قولك: ركبت على الفرس، وقوله: "أينا" يريد نفسه ورب موسى عليه السلام، وقال الطبري: يريد نفسه وموسى عليه السلام، والأول أذهب مع مخرفة فرعون). [المحرر الوجيز: 6/112]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى}
قال السحرة لفرعون لما تدعوهم: لن نؤثرك، أي: لن نفضلك ونفضل السلامة منك على ما رأينا من حجة الله تعالى وآياته المبينات وعلى الذي فطرنا، هذا على قول جماعة إن الواو في قوله: "والذي" عاطفة، وقالت فرقة: هي واو القسم، و"فطرنا" معناه: خلقنا واخترعنا، فافعل يا فرعون ما شئت، وإنما قضاؤك في هذه الحياة الدنيا، والآخرة من وراء ذلك لنا بالنعيم ولك بالعذاب.
وهؤلاء السحرة اختلف الناس هل نفذ فيهم وعيد فرعون؟ فقالت طائفة: صلبهم على الجذوع كما قال، فأصبح القوم سحرة وأمسوا شهداء بلطف الله وبرحمته، وقالت فرقة: إن فرعون لم يفعل ذلك، وقد كان الله تعالى وعد موسى عليه السلام أنه ومن معه الغالبون.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا كله محتمل، وصلب السحرة وقطع أيديهم لا يدفع في أن موسى عليه السلام ومن معه غلب إلا بظاهر العموم، والانفصال عن ذلك بين). [المحرر الوجيز: 6/112]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {وما أكرهتنا عليه من السحر}، قالت فرقة: أرادوا ما ضمهم إليه من معارضة موسى عليه السلام وحملهم عليه من ذلك، وقالت فرقة: بل كان فرعون قديما يأخذ ولدان الناس بتعليم السحر ويجبرهم على ذلك، فأشار السحرة إلى ذلك. وقولهم: {والله خير وأبقى} رد على قوله: {أينا أشد عذابا وأبقى}). [المحرر الوجيز: 6/112]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا (74)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيا ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلا جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى}
قالت فرقة: هذه الآية بجملتها من كلام السحرة لفرعون على جهة الموعظة له والبيان فيما فعلوه. وقالت فرقة: بل هي من كلام الله تبارك وتعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم تنبيها على قبح ما فعل فرعون، وحسن ما فعل السحرة، وموعظة وتحذيرا. قد تضمنت القصة المذكورة مثاله. والمجرم الذي اكتسب الجرائم والخطايا. وقوله: {لا يموت فيها ولا يحيا} مختص بالكافر، فإنه معذب عذابا ينتهي به إلى الموت، ثم لا يجهز عليه فيستريح، بل يعاد جلده ويجدد عذابه، فهو لا يحيى حياة هنية. وأما من يدخل النار من المؤمنين بالمعاصي فهم قبل أن تخرجهم الشفاعة في غمرة قد قاربوا الموت، إلا أنهم لا يجهز عليهم ولا يجدد عذابهم، فهذا فرق ما بينهم وبين الكفار، وفي الحديث الصحيح أنهم يماتون إماتة، وهذا هو معناه، لأنه لا يموت في الآخرة). [المحرر الوجيز: 6/113]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا (75)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و "الدرجات العلى" هي القرب من الله تعالى). [المحرر الوجيز: 6/113]

تفسير قوله تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى (76)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"تزكى" معناه: أطاع الله وأخذ بأزكى الأمور. وتأمل التكسب في لفظة "تزكى" فإنه بين). [المحرر الوجيز: 6/113]

رد مع اقتباس