عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 2 جمادى الآخرة 1434هـ/12-04-2013م, 12:29 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب {واصطنعتك لنفسي} [طه: 41]
- حدّثنا الصّلت بن محمّدٍ، حدّثنا مهديّ بن ميمونٍ، حدّثنا محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قال: " التقى آدم وموسى، فقال موسى لآدم: آنت الّذي أشقيت النّاس وأخرجتهم من الجنّة؟ قال آدم: أنت موسى الّذي اصطفاك اللّه برسالته، واصطفاك لنفسه وأنزل عليك التّوراة؟ قال: نعم، قال: فوجدتها كتب عليّ قبل أن يخلقني، قال: نعم، فحجّ آدم موسى "). [صحيح البخاري: 6/96]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب واصطنعتك لنفسي)
وقع في رواية أبي أحمد الجرجانيّ واصطفيتك وهو تصحيفٌ ولعلّها ذكرت على سبيل التّفسير وذكر في الباب حديث أبي هريرة في محاجّة موسى وآدم عليهما السّلام وسيأتي شرحه في كتاب القدر). [فتح الباري: 8/434]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (باب قوله: {واصطنعتك لنفسي} (طه: 41)
أي هذا باب في قوله عز وجل: {واصطنعتك لنفسي} أي: اخترتك واصطفيتك واختصصتك بالرسالة والنبوة.
- حدّثنا الصّلت بن محمّدٍ حدثنا مهديّ بن ميمونٍ حدثنا محمّد بن سيرين عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال التقى آدم وموسى فقال موسى لآدم أنت الّذي أشقيت النّاس وأخرجتهم من الجنّة قال له آدم أنت الّذي اصطفاك الله برسالته واصطفاك لنفسه وأنزل عليك التّوراة قال نعم قال فوجدتها كتب عليّ قبل أن يخلقني قال نعم فحجّ آدم موسى: واليمّ البحر..
مطابقته للتّرجمة تؤخذ من قوله: (أنت الّذي اصطفاك الله برسالته واصطفاك لنفسه) تفهم بالتّأمّل، والصلت، بفتح الصّاد المهملة وسكون اللّام وبالتاء المثنّاة من فوق: ابن محمّد بن عبد الرّحمن الخاركي، بالخاء المعجمة والرّاء: البصريّ، وهو من أفراده.
والحديث من أفراده أيضا من هذا الوجه، وقال الدّارقطنيّ: رواه أبو هلال الرّاسبي عن أبي هريرة فوقفه، وكان كثيرا ما يتوقى رفعه، ولما رواه هدبة عن مهدي رفعه مرّة ثمّ رجع عن رفعه فوقفه، ومضى هذا الحديث أيضا في كتاب الأنبياء في: باب وفاة موسى، فإنّه أخرجه هناك عن عبد العزيز بن عبد الله عن إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرّحمن عن أبي هريرة ... إلى آخره، وسيأتي أيضا من حديث أبي سلمة بن عبد الرّحمن عن أبي هريرة، وأخرجه أيضا من حديث أبي سعيد. وأخرجه مسلم بألفاظ: منها: فقال موسى يا آدم أنت أبونا، أخرجتنا من الجنّة، منها: قبل أن يخلقني بأربعين سنة. ومنها: أنت الّذي أغويت النّاس وأخرجتهم من الجنّة. ومنها: هل وجدت فيها؟ يعني: في التّوراة وعصى آدم ربه فغوى؟ قال: نعم.
قوله: (التقى آدم وموسى عليهما السّلام) ، وفي لفظ ابن مردويه: فلقيه موسى فقال له، وفي لفظ للبخاريّ: احتج آدم وموسى عليهما السّلام، وفي حديث عمر بن الخطاب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن موسى قال: يا رب أرنا أبانا الّذي أخرجنا ونفسه من الجنّة! فأراه آدم عليه السّلام، فقال: أنت أبونا؟ قال: نعم. قال: أنت الّذي نفخ الله فيك من روحه وأسجد لك ملائكته؟ قال: نعم. قال: فما حملك على أن أخرجتنا من الجنّة؟ فقال له آدم: من أنت؟ قال: موسى، قال: نبي بني إسرائيل الّذي كلمك الله من غير رسول من خلقه؟ قال: نعم، قال أما وجدت أن ذلك كان في كتاب الله قبل أن أخلق؟ قال: نعم، قال: ففيم تلومني في شيء سبق من الله فيه القضاء؟ قيل: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: فحج آدم موسى. فإن قلت: التقاؤهما في أين كان؟ أكان بالأرواح فقط أو بالأرواح والأجسام؟ قلت: قال القابسيّ: التقت أرواحهما في السّماء، وقيل: يجوز أن يكون ذلك يوم القيامة، وقال عياض: يجوز أن يحمل على ظاهره وأنهما اجتمعا بأشخاصهما، وقد ثبت في حديث الإسراء أنه صلى الله عليه وسلم اجتمع بالأنبياء عليهم الصّلاة والسّلام في السّموات وفي بيت المقدّس وصلى بهم، فلا يبعدان الله عز وجل، أحياهم كما أحيى الشّهداء، ويحتمل أن يكون جرى ذلك في حياة موسى عليه الصّلاة والسّلام، لحديث عمر: أرنا أبانا ... وقد مر الآن. وقال ابن الجوزيّ: يجوز أن يكون المراد شرح حال بضرب مثل: لو اجتمعا لقالا فإن قلت: ما وجه اختصاص موسى عليه الصّلاة والسّلام، بهذا دون غيره من الأنبياء عليهم الصّلاة والسّلام؟ قلت: لأنّه أول من جاء بالتكاليف. قوله: (أنت الّذي أشقيت النّاس) ؟ من الشقاوة، وهي ضد السّعادة، وفي لفظ لمسلم: يا آدم أنت أبونا خيبتنا أي: أوقعتنا في الخيبة وهي الحرمان والخسران، وقد خاب يخيب ويخوب معناه: كنت سبب خيبتنا، وفيه جواز إطلاق نسبة الشّيء عليّ من تسبب فيه. قوله: (من الجنّة) ، المراد بالجنّة الّتي أخرج منها آدم عليه الصّلاة والسّلام، جنّة الخلد وجنة الفردوس الّتي هي دار الجزاء في الآخرة، وجنة الفردوس وغيرها الّتي هي دار البقاء، وهي كانت موجودة قبل آدم عليه الصّلاة والسّلام، وهو مذهب أهل الحق. قوله: (اصطفاك الله) أي: أخصك الله بذلك، ويقال: جعلك خالصا صافياً عن شائبة ما لا يليق بك، وفيه تلميح إلى قوله تعالى: {وكلم الله موسى تكليماً} (النّساء: 164) قوله: (وأنزل عليك التّوراة) فيها تبيان كل شيء من الإخبار بالغيوب والقصص والحلال والحرام والمواعظ وغير ذلك. قوله: (فوجدتها) ويروى: فوجدته، الضّمير بالتأنيث والتذكير يرجع إلى التّوراة بالتأنيث باعتبار اللّفظ، والتذكير باعتبار المعنى، وهو الكتاب. قوله: (كتب عليّ) ليس المراد أنه ألزمه إيّاه وأوجبه عليه، فلم يكن له في تناول الشّجرة كسب واختيار، وإنّما المعنى: أن الله أثبته في أم الكتاب قبل كونه، وحكم بأن ذلك كائن لا محالة لعلمه السّابق، فهل يجوز أن يصدر عني خلاف علم الله؟ فكيف تغفل عن العلم السّابق وتذكر الكسب الّذي هو السّبب وتنسى الأصل الّذي هو القدر؟ قوله: (فحج آدم موسى عليهما السّلام) ، هكذا الرّواية برفع آدم على الفاعلية في جميع كتب الحديث باتّفاق الناقلين والرواة والشراح، أي: غلبه بالحجّة وظهر عليه بها، وموسى عليه الصّلاة والسّلام، مال في لومه إلى الكسب وآدم عليه الصّلاة والسّلام، مال إلى القدر، وكلاهما حق لا يبطل أحدهما صاحبه ومتى قضي للقدر على الكسب أخرج إلى مذهب القدريّة، أو للكسب على القدر أخرج إلى مذهب الجبرية، وإنّما وقعت الغلبة لآدم عليه الصّلاة والسّلام، من وجهين: أحدهما: أنه ليس لمخلوق أن يلوم مخلوقاً فيما قضى عليه إلاّ أن يأذن الشّرع بلومه فيكون الشّرع هو اللائم. الثّاني: أن الفعل اجتمع فيه القدر والكسب، والتّوبة تمحو أثر الكسب، فلمّا تيب عليه لم يبق إلاّ القدر، والقدر لا يتوجّه إليه لوم.
قوله: (واليم البحر) ، إنّما أورد هذا في آخر الحديث إشارة إلى تفسير ما وقع في كتاب الله تعالى من قوله: {فاقذفيه في اليم} (طه: 39) وفسّر بأن المراد من اليم هو البحر، وقال الثّعلبيّ: اليم نهر النّيل، قيل: وموضع ذكر هذا في الباب الآتي وذكره هنا ليس بموجه. قلت: المراد باليم في الباب الآتي هو بحر القلزم والّذي ذكره هنا هو النّيل أطلق عليه البحر لتبحره أيّام الزّيادة، والله أعلم). [عمدة القاري: 19/59-61]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب قوله: {واصطنعتك لنفسي} [طه: 41]
هذا (باب) بالتنوين (قوله) تعالى ثبت لفظ باب لأبي ذر وسقط له قوله: ({واصطنعتك لنفسي}) [طه: 41] افتعال من الصنع فأبدلت التاء طاء لأجل حرف الاستعلاء أي اصطفيتك لمحبتي وهذا مجاز عن قرب منزلته ودنوه من ربه لأن أحدًا لا يصطنع إلا من يختاره.
- حدّثنا الصّلت بن محمّدٍ، حدّثنا مهديّ بن ميمونٍ، حدّثنا محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة عن رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: «التقى آدم وموسى فقال موسى لآدم: أنت الّذي أشقيت النّاس وأخرجتهم من الجنّة قال له آدم: أنت الّذي اصطفاك اللّه برسالته واصطفاك لنفسه وأنزل عليك التّوراة قال: نعم. قال: فوجدتها كتب عليّ قبل أن يخلقني؟ قال: نعم. فحجّ آدم موسى». اليمّ: البحر.
وبه قال: (حدّثنا الصلت بن محمد) بفتح الصاد المهملة وسكون اللام آخره فوقية الخاركي بالخاء المعجمة والراء والكاف قال: (حدّثنا) ولأبي ذر حدّثني: بالإفراد (مهدي بن ميمون) الأزدي المعولي بكسر الميم وسكون العين المهملة وفتح الواو البصري قال: (حدّثنا محمد بن سيرين) الأنصاري البصري (عن أبي هريرة) -رضي الله عنه- (عن رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم- عن) أنه (قال):
(التقى آدم وموسى) بأشخاصهما أو بأرواحهما أو يوم القيامة أو في حياة موسى الدنيوية أراه الله آدم فالتقيا أو بعد وفاته (فقال) ولأبي ذر قال (موسى لآدم: أنت الذي) وفي أحاديث الأنبياء من طريق حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أنت آدم الذي (أشقيت الناس) من الشقاوة (وأخرجتهم من الجنة) أي بتناولك من الشجرة (قال له آدم: أنت الذي) ولأبي ذر قال آدم أنت موسى الذي (اصطفاك الله برسالته) أي جعلك خالصًا صافيًا عن شائبة ما لا يليق بك (واصطفاك لنفسه) وهذا موضع الترجمة (وأنزل عليك التوراة) فيها تبيان كل شيء من الأخبار بالغيوب والقصص وغير ذلك من قوله وكتبنا له في الألواح من كل شيء (قال نعم. قال: فوجدتها) أي الخطيئة (كتب عليّ) وللكشميهني كتبت بزيادة تاء التأنيث وللحموي والمستملي فوجدته أي الذنب كتب عليّ في التوراة (قبل أن يخلقني)؟ أو الضمير في فوجدتها بالتأنيث يرجع إلى التوراة باعتبار اللفظ وبالتذكير باعتبار المعنى أي الكتاب وعند ابن أبي حاتم من طريق يزيد بن هرمز عن أبي هريرة قال: آدم فهل وجدت فيها يعني في التوراة {وعصى آدم ربه فغوى} (قال نعم فحج آدم موسى) برفع آدم على الفاعلية أي غلبه بالحجة ويأتي مزيد لذلك قريبًا.
وهذا الحديث من إفراده من هذا الوجه.
({أليمٌ}) في قوله تعالى: {فاقذفيه في الميم} [طه: 39] هو (البحر) أي إطرحيه فيه). [إرشاد الساري: 7/238-239]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (باب {واصطنعتك لنفسي}
قوله: (واصطنعتك لنفسي) افتعال من الصنع فأبدلت التاء طاء لأجل حرف الاستعلاء، أي: اصطفيتك لمحبتي، وهذا مجاز عن قرب منزلته، ودنوه من ربه، لأن أحداً لا يصطنع إلا من يختاره). [حاشية السندي على البخاري: 3/59]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {واصطنعتك لنفسي (41) اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري (42) اذهبا إلى فرعون إنّه طغى}.
يقول تعالى ذكره: {واصطنعتك لنفسي} أنعمت عليك يا موسى هذه النّعم، ومننت عليك هذه المنن، اجتباءً منّي لك، واختيارًا لرسالتي والبلاغ عنّي، والقيام بأمري ونهيي). [جامع البيان: 16/72]

تفسير قوله تعالى: (اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى ولا تنيا في ذكرى قال لا تضعفا). [تفسير عبد الرزاق: 2/17]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({لا تنيا} [طه: 42] تضعفا "). [صحيح البخاري: 6/95]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله ولا تنيا لا تضعفا وصله عبد بن حميدٍ من طريق قتادة مثله ومن طريق مجاهدٍ كذلك ومن طريق أخرى ضعيفةٍ عن مجاهدٍ عن بن عبّاس وروى بن أبي حاتمٍ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ في قوله لا تنيا لا تبطئا). [فتح الباري: 8/434]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال ابن عبّاس {هضما} لا يظلم فيهضم من حسناته {عوجا} واديا {أمتا} رابية {سيرتها} حالتها الأولى {النهى} التقى {ضنكا} الشّقاء {هوى} شقي {المقدّس} المبارك {طوى} اسم الوادي {بملكنا} بأمرنا وقال مجاهد {مكانا سوى} منتصف بينهم {يبسا} يابسا {على قدر} على موعد {ولا تنيا} تضعفا {يفرط} عقوبة
قال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن علّي ابن أبي طلحة عن ابن عبّاس في قوله 112 طه {فلا يخاف ظلما} قال لا يخاف ابن آدم يوم القيامة أن يظلم فيزاد في سيئاته
وبه في قوله 107 طه {لا ترى فيها عوجا} يقول واديا
وفي قوله 107 طه {ولا أمتا} يقول رابية
وبه في قوله 121 طه {سيرتها الأولى} يقول حالتها الأولى
وقال ابن جرير ثنا علّي هو ابن داود ثنا عبد الله بن صالح ثنا معاوية عن علّي عن عبّاس في قوله 54 طه {إن في ذلك لآيات لأولي النهى} قال التقي
وقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن علّي بن أبي طلحة عن ابن عبّاس في قوله 124 طه {معيشة ضنكا} قال الشّقاء
وبه في قوله 81 طه {هوى} يقول شقي
وبه في قوله 12 طه {المقدّس} يقول المبارك
وبه في قوله 12 طه {طوى} يقول اسم الوادي
وبه في قوله 87 طه {بملكنا} قال بأمرنا
وأما تفاسير مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 58 طه {مكانا سوى} قال منتصف بينهم
وفي قوله 77 طه {فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا} قال يابسا
وفي قوله 40 طه {ثمّ جئت على قدر يا موسى} قال على موعد
وفي قوله 42 طه {ولا تنيا في ذكري} قال لا تضعفا). [تغليق التعليق: 4/255-256] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (لا تنيا: لا تضعفا
أشار به إلى قوله تعالى: {ولا تنيا في ذكري (42) اذهبا إلى فرعون إنّه طغى} (طه: 42 43) وفسره بقوله: (لا تضعفا) وهكذا فسره ابن عبّاس، وعن السّديّ: لا تفتروا، وعن محمّد بن كعب: لا تقصرا، وفي قراءة ابن مسعود: لا تهنا، وأصله من ونى يني ونياً، قال الجوهري: الونى الضعف والفتور والكلال والإعياء، والله سبحانه وتعالى أعلم). [عمدة القاري: 19/59]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({لا تنيا}) في قوله تعالى: {ولا تنيا في ذكري} [طه: 42] أي (لا تضعفا) قاله قتادة فيما وصله عبد بن حميد وقال غيره لا تفترا يقال: ونى يني ونيًا كوعد يعد وعدًا إذا فتر). [إرشاد الساري: 7/238]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({اذهب أنت وأخوك} هارون {بآياتي} يقول: بأدلّتي وحججي، اذهبا إلى فرعون بها إنّه تمرّد في ضلاله وغيّه، فأبلغاه رسالاتي.
{ولا تنيا في ذكري}. يقول: ولا تضعفا في أن تذكراني فيما أمرتكما ونهيتكما، فإنّ ذكركما إيّاي يقوّي عزائمكما، ويثبّت أفئدتكما، لأنّكما إذا ذكرتماني ذكرتما منّي عليكما نعمًا جمّةً، ومننًا لا تحصى كثرةً.
يقال منه: ونى فلانٌ في هذا الأمر، وعن هذا الأمر: إذا ضعف، وهو يني ونيًا كما قال العجّاج:
فما ونى محمّدٌ مذ أن غفر = له الإله ما مضى وما غبر
وبنحو الّذي قلنا في ذلك، قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ولا تنيا} يقول: لا تبطئا.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله {ولا تنيا في ذكري} يقول: ولا تضعفا في ذكري.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ولا تنيا في ذكري} قال: لا تضعفا.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ {تنيا} تضعفا.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ولا تنيا في ذكري} يقول: لا تضعفا في ذكري.
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله: {ولا تنيا في ذكري} قال: لا تضعفا.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {ولا تنيا في ذكري} يقول: لا تضعفا.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ولا تنيا في ذكري} قال: الواني: هو الغافل المفرط، ذلك الواني). [جامع البيان: 16/72-74]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ولا تنيا في ذكري يقول لا تضعفا). [تفسير مجاهد: 397]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله: {ولا تنيا في ذكري} قال لا تضعفا.
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه - مثله.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه - مثله). [الدر المنثور: 10/207]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس: أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله - عز وجل - {ولا تنيا في ذكري} قال: ولا تضعفا عن أمري، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
إني وجدك مل ونيت وإنني * أبغي الفكاك له بكل سبيل). [الدر المنثور: 10/207]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله: {ولا تنيا} قال: لا تبطئا). [الدر المنثور: 10/207]

تفسير قوله تعالى: (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) )

تفسير قوله تعالى: (فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فقولا له قولاً ليّنًا لعلّه يتذكّر أو يخشى (44) قالا ربّنا إنّنا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى}.
يقول تعالى ذكره لموسى وهارون: فقولا لفرعون قولاً ليّنًا.
ذكر أنّ القول اللّيّن الّذي أمرهما اللّه أن يقولاه له، هو أن يكنّياه.
- حدّثني جعفر ابن ابنة إسحاق بن يوسف الأزرق، قال: حدّثنا سعيد بن محمّدٍ الثّقفيّ، قال: حدّثنا عليّ بن صالحٍ، عن السّدّيّ فى قوله: {فقولا له قولاً ليّنًا} قال: كنّياه.
وقوله: {لعلّه يتذكّر أو يخشى} اختلف في معنى قوله: {لعلّه} في هذا الموضع، فقال بعضهم معناها ههنا الاستفهام، كأنّهم وجّهوا معنى الكلام إلى: فقولا له قولاً ليّنًا، فانظرا هل يتذكّر فيراجع أو يخشى اللّه فيرتدع عن طغيانه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {لعلّه يتذكّر أو يخشى} يقول: هل يتذكّر أو يخشى.
وقال آخرون: معنى لعلّ ههنا كي، ووجّهوا معنى الكلام إلى {اذهبا إلى فرعون إنّه طغى} فادعواه وعظاه ليتذّكر أو يخشى، كما يقول القائل: اعمل عملك لعلّك تأخذ أجرك، بمعنًى: لتأخذ أجرك، وافرغ من عملك لعلّنا نتغدّى، بمعنى: لنتغدّى، أو حتّى نتغدّى، ولكلا هذين القولين وجهٌ حسنٌ، ومذهبٌ صحيحٌ). [جامع البيان: 16/74-75]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن علي رضي الله عنه في قوله: {فقولا له قولا لينا} قال: كنه). [الدر المنثور: 10/207]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {فقولا له قولا لينا} قال: كنياه). [الدر المنثور: 10/208]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن سفيان الثوري: {فقولا له قولا لينا} قال: كنياه يا أبا مرة). [الدر المنثور: 10/208]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن {فقولا له قولا لينا} قال اعذرا إليه وقولا له: إن لك ربا ولك معادا وإن بين يديك جنة ونارا). [الدر المنثور: 10/208]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الفضل بن عيسى الرقاشي أنه تلا هذه الآية {فقولا له قولا لينا} فقال: يا من يتحبب إلى من يعاديه فكيف بمن يتولى ويناديه). [الدر المنثور: 10/208]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {لعله يتذكر} قال: هل يتذكر). [الدر المنثور: 10/208]

تفسير قوله تعالى: (قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({يفرط} [طه: 45] عقوبةً "). [صحيح البخاري: 6/95]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله يفرط عقوبةً قال أبو عبيدة في قوله أن يفرط علينا قال يقدم علينا بعقوبةٍ وكلّ متقدّمٍ أو متعجل فارط). [فتح الباري: 8/434]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال ابن عبّاس {هضما} لا يظلم فيهضم من حسناته {عوجا} واديا {أمتا} رابية {سيرتها} حالتها الأولى {النهى} التقى {ضنكا} الشّقاء {هوى} شقي {المقدّس} المبارك {طوى} اسم الوادي {بملكنا} بأمرنا وقال مجاهد {مكانا سوى} منتصف بينهم {يبسا} يابسا {على قدر} على موعد {ولا تنيا} تضعفا {يفرط} عقوبة
قال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن علّي ابن أبي طلحة عن ابن عبّاس في قوله 112 طه {فلا يخاف ظلما} قال لا يخاف ابن آدم يوم القيامة أن يظلم فيزاد في سيئاته
وبه في قوله 107 طه {لا ترى فيها عوجا} يقول واديا
وفي قوله 107 طه {ولا أمتا} يقول رابية
وبه في قوله 121 طه {سيرتها الأولى} يقول حالتها الأولى
وقال ابن جرير ثنا علّي هو ابن داود ثنا عبد الله بن صالح ثنا معاوية عن علّي عن عبّاس في قوله 54 طه {إن في ذلك لآيات لأولي النهى} قال التقي
وقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن علّي بن أبي طلحة عن ابن عبّاس في قوله 124 طه {معيشة ضنكا} قال الشّقاء
وبه في قوله 81 طه {هوى} يقول شقي
وبه في قوله 12 طه {المقدّس} يقول المبارك
وبه في قوله 12 طه {طوى} يقول اسم الوادي
وبه في قوله 87 طه {بملكنا} قال بأمرنا
وأما تفاسير مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 58 طه {مكانا سوى} قال منتصف بينهم
وفي قوله 77 طه {فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا} قال يابسا
وفي قوله 40 طه {ثمّ جئت على قدر يا موسى} قال على موعد
وفي قوله 42 طه {ولا تنيا في ذكري} قال لا تضعفا
وفي قوله 44 طه {إننا نخاف أن يفرط علينا} قال أن يفرط علينا من عقوبة). [تغليق التعليق: 4/255-257]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({يفرط}) في قوله تعالى: {إنا نخاف أن يفرط علينا} [طه: 45] قال أبو عبيدة (عقوبة) أي يتقدم بالعقوبة ولا يصبر إلى تمام الدعوة وإظهار المعجزة وسقط يفرط عقوبة لغير أبي ذر). [إرشاد الساري: 7/238]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {قالا ربّنا إنّنا نخاف أن يفرط علينا} يقول تعالى ذكره: قال موسى وهارون: ربّنا إنّنا نخاف فرعون إن نحن دعوناه إلى ما أمرتنا أن ندعوه إليه، أن يعجل علينا بالعقوبة، وهو من قولهم: فرط منّي إلى فلانٍ أمرٌ: إذا سبق منه ذلك إليه، ومنه: فارط القوم، وهو المتعجّل المتقدّم أمامهم إلى الماء أو المنزل كما قال الرّاجز:
قد فرط العلج علينا وعجل
فأمّا الإفراط: فهو الإسراف والإشطاط والتّعدّي. يقال منه: أفرطت في قولك: إذا أسرف فيه وتعدّى. وأمّا التّفريط: فإنّه التّواني. يقال منه: فرّطت في هذا الأمر حتّى فات: إذا توانى فيه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك، قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {أن يفرط علينا} قال: عقوبةً منه.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {إنّنا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى} قال: نخاف أن يعجل علينا إذ نبلّغه كلامك أو أمرك، يفرط ويعجل. وقرأ {لا تخافا إنّني معكما أسمع وأرى} ). [جامع البيان: 16/76]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد نخاف أن يفرط علينا يقول يفرط علينا فرعون عقوبة). [تفسير مجاهد: 397]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد نخاف أن يفرط علينا فرعون عقوبة). [تفسير مجاهد: 398]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {إننا نخاف أن يفرط علينا} قال: يعجل {أو أن يطغى} قال: يعتدي). [الدر المنثور: 10/208]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى} قال: عقوبة منه). [الدر المنثور: 10/208]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال لا تخافا إنّني معكما أسمع وأرى (46) فأتياه فقولا إنّا رسولا ربّك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذّبهم قد جئناك بآيةٍ من ربّك والسّلام على من اتّبع الهدى}.
يقول اللّه تعالى ذكره: قال اللّه لموسى وهارون: {لا تخافا} فرعون {إنّني معكما} أعينكما عليه، وأنصّركما {أسمع} ما يجري بينكما وبينه، فأفهمكما ما تحاورانه به {وأرى} ما تفعلان ويفعل، لا يخفى عليّ من ذلك شيءٌ {فأتياه فقولا} له {إنّا رسولا ربّك}.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك، قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ {قال لا تخافا إنّني معكما أسمع وأرى} قال ابن جريج: أسمع وأرى ما يحاوركما فأوحي إليكما فتجاوبانه). [جامع البيان: 16/77]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى} قال: أسمع ما يقول {وأرى} ما يجاوبكما فأوحي إليكما فتجاوباه). [الدر المنثور: 10/209]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن أبي حاتم بسند جيد عن ابن مسعود قال: لما بعث الله موسى إلى فرعون قال: رب أي شيء أقول قال: قل أهيا شرا هيا، قال الأعمش: تفسير ذلك الحي قبل كل شيء والحي بعد كل شيء). [الدر المنثور: 10/209]

تفسير قوله تعالى: (فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (47) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فأتياه فقولا إنّا رسولا ربّك} يقول تعالى ذكره: فأتيا فرعون فقولا: إنا رسول ربك إليك أرسلنا إليك يأمرك أن ترسل معنا بني إسرائيل، فأرسلهم معنا ولا تعذّبهم بما تكلّفهم من الأعمال الرّديئة. {قد جئناك بآيةٍ} معجزةٍ {من ربّك} على أنّه أرسلنا إليك بذلك، إن أنت لم تصدّقنا فيما نقول لك أريناكها، {والسّلام على من اتّبع الهدى}، يقول: والسّلامة لمن اتّبع هدى اللّه، وهو بيانه. يقال: السّلام على من اتّبع الهدى، ولمن اتّبع بمعنًى واحدٍ). [جامع البيان: 16/78]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا محمّد بن صالح بن هانئٍ، ثنا الحسين بن الفضل البجليّ، ثنا عفّان بن مسلمٍ، ثنا أبو هلالٍ، ثنا قتادة، عن أبي حسّان، عن عمران بن حصينٍ رضي اللّه عنه، قال: كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم «يحدّثنا عامّة ليله عن بني إسرائيل لا يقوم إلّا لعظيم صلاةٍ» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/411]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد عن ابن عباس قال: لما بعث الله موسى إلى فرعون قال: لا يغرنكما لباسه الذي ألبسته فإن ناصيته بيدي فلا ينطق ولا يطرف إلا بإذني ولا يغرنكما ما متع به من زهرة الدنيا وزينة المترفين فلو شئت أن أزينكما من زينة الدنيا بشيء يعرف فرعون أن قدرته تعجز عن ذلك لفعلت وليس ذلك لهوانكما علي ولكني ألبستكما نصيبكما من الكرامة علي: أن لا تنقصكما الدنيا شيئا وإني لأذود أوليائي عن الدنيا كما يذود الراعي إبله عن مبارك الغيرة وإني لأجنبهم كما يجنب الراعي إبله عن مراتع الهلكة أريد أن أنور بذلك صدورهم وأطهر بذلك قلوبهم في سيماهم الذين يعرفون وأمرهم الذي يفتخرون به وأعلم: إنه من أخاف لي وليا فقد بارزني وأنا الثائر لأوليائي يوم القيامة). [الدر المنثور: 10/209-210]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبخاري ومسلم، وابن مردويه من طريق ابن عباس عن أبي سفيان بن حرب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى هرقل من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى). [الدر المنثور: 10/210]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبيهقي في الشعب عن قتادة قال: التسليم على أهل الكتاب إذا دخلت عليهم بيوتهم أن تقول: السلام على من اتبع الهدى). [الدر المنثور: 10/210]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (48) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّا قد أوحي إلينا أنّ العذاب على من كذّب وتولّى (48) قال فمن ربّكما يا موسى (49) قال ربّنا الّذي أعطى كلّ شيءٍ خلقه ثمّ هدى}.
يقول تعالى ذكره لرسوليه موسى وهارون: قولاً لفرعون إنّا قد أوحى إلينا ربّك أنّ عذابه الّذي لا نفاد له، ولا انقطاع على من كذّب بما ندعوه إليه من توحيد اللّه وطاعته، وإجابة رسله {وتولّى} يقول: وأدبر معرضًا عمّا جئناه به من عنده من الحقّ كما؛
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {أنّ العذاب، على من كذب وتولّى} كذّب بكتاب اللّه، وتولّى عن طاعة اللّه). [جامع البيان: 16/78]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 48 - 52.
أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى} قال: من كذب بكتاب الله وتولى عن طاعة الله). [الدر المنثور: 10/210]


رد مع اقتباس