عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 27 شعبان 1434هـ/5-07-2013م, 09:49 AM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 2,167
افتراضي

مشبه الفاصلة المعدود والمتروك
مشبه الفاصلة المعدود والمتروك
قَالَ القَاسِمُ بنُ فِيرُّه بنِ خَلَفٍ الشَّاطِبِيُّ (ت: 590هـ): (فالأسباب عدوا مع شديد العذاب مع ....... من النار ولتعد د على النار ذا الصبر
شديد العقاب قبله المحسنين قل ....... وكم نسق بالمد وفق في المر
من المرسلين أقرن يريد به ويظلـ ....... ـمون به فاقرن عليم وقس وادر
وتبدون أميون والمفسدون دع ....... خلاق الاولى الأقربين ولاتزر
ومع تنفقون والنبين منذريـ ....... ـن هارون ماذا ينفقون لدى البر
).[ناظمة الزهر:67- 75]م
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (..وفيها مما يشبه رؤوس الآي وليس معدودًا منها بإجماع اثنا عشر موضعًا:
{ماله في الآخرة من خلاق}
{وهم يتلون الكتاب}
{فإنما هم في شقاق}
{والأنفس والثمرات}
{في بطونهم إلاَّ النار}
{طعام مسكين}
{من الهدى والفرقان}
{والحرمات قصاص}
{عند المشعر الحرام}
{الخبيث منه تنفقون}
{يسألونك ماذا ينفقون} الأول
{ولا شهيدًا} والمكي يعدها
)
. [منار الهدى: 28]
- قَالَ عَبْدُ الفَتَّاحِ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ القَاضِي (ت: 1403هـ): (ص: فالأسباب عدوا مع شديد العذاب مع ....... من النار ولتعدد على النار ذا الصبر
شديد العقاب قبله المحسنين قل ....... وكم نسق بالمد وفق في المر
من المرسلين أقرن يريد به ....... ويظلمون به فاقرن عليم وقس وادر
اللغة: المرّ الأصل.
الإعراب: فالأسباب عدوا جملة فعلية مقدمة المفعول المحكي. «مع شديد العذاب مع من النار». الأول حال من المفعول والثاني حال من شديد العذاب ولتعدد مضارع مجزوم بلام الأمر. على النار مفعوله مقصود لفظه. ذا الصبر صفة المفعول «شديد العقاب» مبتدأ أول. وقبله المحسنين. جملة اسمية مقدمة الخبر وهي خبر الأول. وقل أمرية مفعولها الجملة السابقة الكبرى. «وكم نسق» كم مبتدأ ونسق مضاف إليه بتقدير مضاف صفة لمحذوف تقديره. وكم كلمة ذات نسق.
وجملة وفق ماضيه مجهولة خبركم وبالمد متعلق بوفق. وفي المر متعلق بوفق «من المرسلين» مبتدأ. وجملة أقرن أمرية خبره. ويريد مفعولها وبه متعلقها. وكذا إعراب جملة ويظلمون به الخ والفاء في فاقرن زائدة وقس وادر أمريتان.
المعنى: شروع من المصنف في بيان الكلمات التي يظن أنها ليست رءوس آي مع الاتفاق على عدها. فقال «فالأسباب عدوا الخ» يعني أن قوله تعالى {وتقطعت بهم الأسباب} وأن الله شديد العذاب. وما بخارجين من النار. فما أصبرهم على النار. كلها معدودة اتفاقًا. وإنما نبه نظرًا لما يظن من عدم تشاكلها لفواصل السورة ذلك أن أكثر فواصلها مختوم بالواو والنون أو الياء والنون أو الميم. وهذه مبنية على الألف. وبعضها بالباء والآخر بالراء فقد يتوهم من ذلك انتفاء التشاكل فنبه على أن التشاكل متحقق فيها مع أخواتها لأن الاعتبار بما قبل الآخر وهو حرف مد ولا فرق فيه بين الواو والياء والألف كما سبق في المقدمة. وقيد اللفظ الأخير بقوله ذا الصبر لبيان موضعه وأنه الذي وقع بعد اللفظ الذي فيه مادة الصبر وهو {فما أصبرهم على النار} وقوله {شديد العقاب} إلخ معناه أن قوله تعالى {وأعلموا أن الله شديد العقاب} رأس آية باتفاق ورأس الآية التي قبلها {إن الله يحب المحسنين} ولا يضر اختلاف فاصلتهما بالألف والياء ولا بالياء والنون لأن العبرة بالتشاكل بحرف المد وإلى ذلك أشار بقوله «وكم نسق بالمد الخ».
يعني كثير من الكلمات المتناسقة وهي الفواصل المتتالية التي جاءت في نسق واحد قد وقع التوفيق بينهما بوجود حرف المد ولا نظر إلى اختلافه من كونه واوًا أو ياء أو ألفًا وقوله في المرّ أي في ذلك الأصل وهو التشاكل وقوله: {من المرسلين} الخ من تتمة بيان رءوس الآي المتفق عليها التي يتوهم عدم عدها لكن ما سبق من الآيات كان سبق التوهم فيه من خفاء المشاكلة. وسبب التوهم فيما ذكره في هذا البيت انتفاء التساوي والمعنى أن قوله تعالى {وإنك لمن المرسلين} رأس آية اتفاقًا. ورأس التي بعدها «يفعل ما يريد» ولا يضر اختلافهما طولاً
وقصرًا. وكذلك {وهم لا يظلمون} رأس آية {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} ورأس التي بعدها وهي آية الدين {الله بكل شيء عليم} مع اختلافهما في الطول والقصر. وهو ظاهر ولكن العمدة في مثل ذلك النص لا القياس وفي التنبيه على أن رأس الآية التي بعد لا يظلمون {عليم} تصريح بضعف نقل البعض عن المكي أنه يعد شهيد رأس آية كما تقدم.
ص: وتبدون أميون والمفسدون دع ....... خلاق الأولى الأقربين ولا تزر
ومع تنفقون والنبيين منذرين
....... هارون ماذا ينفقون لدي البر
اللغة: ولا نزر يحتمل أن يكون مضارعا من رزى بمعنى عاب. وأن يكون من أزرى بمعنى تهاون.
الإعراب: وتبدون مفعول مقدم إدع وأميون عطف عليه بإسقاط العاطف والمفسدون عطف على المفعول أيضًا وكذا ما بعده من الكلمات الآتية. خلاق الأولى. الأقربين. والنبيين. ومنذرين. هارون. ماذا ينفقون. ومع تنفقون حال من المفعول {ولا تزر} عطف على الأمر قبله ... لدي البر ... حال من قوله ماذا ينفقون.
المعنى: لما بين المصنف الكلمات التي يظن عدم كونها رءوس آي وهي معدودة اتفاقًا شرع في بيان الكلمات التي يتوهم عدها وهي متروكة إجماعًا فقال وتبدون الخ. يعني أن قوله تعالى {وأعلم ما تبدون} متروك للجميع لأن الفاصلة هي ما بعده وهذا من جملة القاعدة السابقة في قوله «وما بعد حرف المد فيه نظيره» البيت وقوله تعالى {ومنهم أميون} كذلك لفقد المساواة. وتعلقها بما بعدها. وأيضًا {ألا إنهم هم المفسدون} متروكة لذلك وأيضًا قوله تعالى {ما له في الآخرة من خلاق ولبئس} متروك للكل وقيده بالأولى احترازًا عن الثانية المتقدم ذكرها وكذا قوله تعالى {قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين} لعدم تمام الكلام وأيضًا {ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون} لتعلقه بما بعده لأن ما بعده حال. وكذا. {والنبيين} كيف وقع في هذه السورة نحو ويقتلون النبيين بغير الحق.
«والكتاب والنبيين» فبعث الله النبيين لدم تمام الكلام. وكذا «آل موسى وآل هارون» لعدم تمام الكلام وعدم مساواة الآية التي بعده لما قبلها وما بعدها. وأيضًا {يسألونك ماذا ينفقون الذي بعده قل ما أنفقتم} لعدم المساواة وقيده بقوله لدي البر احترازًا عن الثاني وهو {ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو} وقد سبق الخلاف فيه. ومعنى كونه لدي البر أنه ذكر في سياق الأمر بين الوالدين والأقربين). [معالم اليسر:67-76]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفيها مشبه الفاصلة اثنا عشر:
من خلاق الأول "وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ" "هم في شقاق، والأنفس والثمرات، في بطونهم إلا النار، طعام مسكين، من الهدى والفرقان، والحرمات قصاص، عند المشعر الحرام، ماذا ينفقون" الأول "منه تنفقون، ولا شهيد" وغلط من عزاها إلى المكي.
وما يشبه الوسط اثنان: "كن فيكون، ليكتمون الحق وهم يعلمون"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/371] (م)
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (مشبَّه الفاصلة المعدود تسعة:
الأول {بِهِمْ الْأَسْبَابُ}
الثاني: {شَدِيدُ الْعَذَابِ}
الثالث: {بِخَارِجِينَ مِنْ النَّارِ}
الرابع: {فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ}
الخامس: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} هذه المواضع الخمسة قد يتوهم فيها أنها ليست رؤوس أي لعدم مشاكلتها لما قبلها لكونها مبنية على الألف مع اتفاقهم على عدها لأنه لا يضر اختلاف حروف المد في قاعدة المشاكلة لكثرة اختلاف أواخر الآيات في تلك الحروف. كما يشير إليها الشاطبي بقوله:
وَكَم نَسَقٍ بِالمَدِّ وُفِّقَ فِي المَرِّ
السادس: {وَإِنَّكَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ}.
السابع: {يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} وهذان الموضعان معدودان باتفاق ولكن لما كانت الثانية أطول من الأولى خيف أن يُظنَّا واحدة لعدم المساواة.
الثامن: {وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}.
التاسع: {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} وهذا الموضعان معدودان أيضًا، والثانية منهما أطول من الأولى وهذا على عد آية الدَّين واحدة وإلى ذلك أشار الشاطبي بقوله:
فَالأَسْبَابَ عدُّوا مَعْ شَدِيْدُ العَذَابِ مَعْ ....... مِنَ النَّارِ وَلْتَعْدُدْ عَلَى النَّارِ ذَا سَبْرِ(8)
شَدِيْدُ العِقَابِ قَبلَه المُحسِنِيْنَ قُلْ ....... وَكَم نَسَقٍ بِالمَدِّ وُفِّقَ فِي المَرِّ
مِن المُرْسِلِينَ اقْرُنْ يرِيْدُ بِهِ وَيُظْ ....... ـلموُنَ به فاقْرُنْ عَلِيْمٌ وَقِسْ وادْرِ
المشبَّه المتروك عشرة:
الأول {أَلَا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ}.
الثاني:
{وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ}.
الثالث:
{وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ}.
الرابع:
{مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ} في الموضع الأول.
الخامس: لفظ {النَبِييِّن} مطلقًا.
السادس: لفظ {الأَقْرَبِيْن}.
السابع: {وَمُنذِرِينَ}
والثامن: {مَاذَا يُنفِقُونَ}
في الموضع الأول
التاسع: {هَارُون} [هنا]
العاشر: {مِنْهُ تُنفِقُونَ}
وهذا معنى قول الشاطبي:

وَتُبْدُونَ أُمِّيُّونَ والمُفْسِدُونَ دَعْ(9) ....... خَلاقٍ فِي الأولَى الأقْرَبِيْنَ وَلا تَزْرِ
وَمَعْ تُنْفِقُونَ والنَّبِيْيِّنَ مُنْذِرِيْـ ....... ـنَ هَارُونَ يُنْفِقُونَ لَدَى البِرِّ).[القول الوجيز: 168-170]
-قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَلِيّ مُوسَى (ت: 1429هـ): ((8) لما فرغ الناظم من بيان الآيات المختلف فيها بين العلماء في سورة البقرة شرع في بيان مشبه الفاصلة المتفق على عدها وهي التي يظن أنها ليست رؤوس آي للاختلاف وعدم المشاكلة كما في البيتين الأولين لو لعدم المساواة لكون بعضها أطول من الأخرى كما في البيت الثالث
وقوله: سبر يفتح السين هو الجرح لأن النار تجرح الأعضاء والعياذ بالله وفي نسخة: ذا الصبر تقييد بقوله (فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ) ليخرج ما عداها، المرَّ: بفتح الميم وتشديد الراء بمعنى القوة أي جعل حرف المد في قوة الآخر. (ترتيب القاموس ج4 ص 266 ولوامع البدر مخطوط).
(9) في هذين البيتين بين الناظم الفواصل التي يظن أنها رؤوس آيات وهي متروكة باتفاق فهي مشبه فاصلة لوجود المشاكلة.
وقوله: ولا تزر يحتمل أن يكون من زري بمعنى عاب أو من أزرى بمعنى تهاون أو يكون بمعنى الإلتجاء. [ترتيب القاموس: ج2 ص 450] ولوامع البدر مخطوط.[القول الوجيز:170- 173]


رد مع اقتباس