عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 27 شعبان 1434هـ/5-07-2013م, 09:35 AM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 2,167
افتراضي

مواضع اختلاف العدد
مواضع اختلاف العدد
قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (اختلافها إحدى عشرة آية:
{الم} عدها الكوفي ولم يعدها الباقون
{عذاب أليم} عدها الشامي ولم يعدها الباقون
{مصلحون} لم يعدها الشامي وعدها الباقون
{إلا خائفين} عدها البصري ولم يعدها الباقون
{يا أولي الألباب} لم يعدها المدني الأول والمكي وعدها الباقون
{من خلاق} الثاني لم يعدها المدني الأخير وعدها الباقون
{ماذا ينفقون} الثاني عدها المدني الأول والمكي ولم يعدها الباقون
{لعلكم تتفكرون} الأول عدها المدني الأخير والكوفي والشامي ولم يعدها الباقون
{قولا معروفا} عدها البصري ولم يعدها الباقون
{الحي القيوم} عدها المدني الأخير والمكي والبصري ولم يعدها الباقون وأجمعوا على عدها في آل عمران وعلى إسقاطها في طه {من الظلمات إلى النور} عدها المدني الأول ولم يعدها الباقون)[البيان: 140-142]
قَالَ القَاسِمُ بنُ فِيرُّه بنِ خَلَفٍ الشَّاطِبِيُّ (ت: 590هـ): (
أليم دنا ومصلحون فدع له ....... وثاني أولي الألباب دع جانب الوفر
وثاني خلاق دعه بان وينفقو ....... ن في الثان جاء الأمر وهو من الأمر
إلى النور أنوار وقل تتفكرو ....... ن الاولى بها هاد دليل وذو أزر
ومعرفا البصري مع خائفين قل ....... وفى العدد القيوم واف بلا جزر
وبعض شهيد جاءه وكما مضى ....... فعد وبالإبهام تفسيره يجري).[ناظمة الزهر:67- 75]
- قَالَ عَبْدُ الفَتَّاحِ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ القَاضِي (ت: 1403هـ): (ص: أليم دنا ومصلحون فدع له ....... وثاني أولى الألباب دع جانب الوفر
اللغة: دنا. قرب. والجانب الناحية والجهة. والوفر الغنى أو المال الكثير.
الإعراب: أليم مبتدأ بتقدير مضاف أي عدد اليم وجملة دنا خبره ومصلحون مفعول مقدم لدع والفاء زائدة ودع أمرية وله متعلقها والضمير يعود على مرموز الدال. وثاني أولي الألباب مفعول مقدم لدع أيضا وسكنت ياؤه للضرورة وجانب الوفر ظرف مكان متعلق بمحذوف حال من ثاني أي حال كون ذلك الثاني كائنا بجانب الآية الدالة على الغنى. وهي آية {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم} فقد فسر فيها الفضل بإباحة التجارة في الحج وهي سبب الغنى والمال الكثير.
المعنى: أخبر أن المرموز له بالدال وهو الشامي عد قوله تعالى {ولهم عذاب أليم} الواقع قبل بما كانوا يكذبون. ولم يعده غيره. وأشار بقوله دنا إلى أن هذا الموضع هو المراد لأنه القريب من أول السورة. ثم أمر بترك عد قوله تعالى {قالوا إنما نحن مصلحون} للشامي أيضًا فتعين للباقين عده. وأمر كذلك بعدم عد ثاني أولي الألباب للمرموز لهما بالجيم من جانب والألف من الوفر وهما المكي والمدني الأول فتعين للباقين عده وأراد بثاني أولي الألباب {واتقون يا أولي الألباب} الذي بعده {ليس عليكم جناح} الآية واحترز بثاني عن الأول وهو {ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب} فإنه متروك إجماعًا. وجه من عد اليم مشاكلته لما قبله مثل عظيم. بمؤمنين. ووجه من لم يعده شدة اتصاله بما بعده لأنه متعلق به. وأيضًا لو عد للزم عدم مساواة ما بعده لما قبله ولا لغيره من آيات السورة ولا لنفس السورة. ووجه من عد مصلحون مشاكلته لفواصل السورة وتمام الكلام عنده. ووجه من لم يعده عدم مساواة الآية التي بعده لسورتها ولباقي الآي. ووجه عد ثاني أولي الألباب مشاكلتها لما قبلها وهو شديد العقاب. ووجه تركه انعقاد الإجماع على ترك الموضع الأول ومخالفته لما بعده باعتبار الحرف الأخير منه.
ص: وثاني خلاق دعه بأن وينفقر ....... ن في الثان جاء الأمر وهو من الأمر
اللغة: بان الشيء ظهر.
الإعراب: وثان خلاق مفعول لمحذوف يفسره المذكور وهو دعه ودعه أمرية وجملة بان مستأنفة أو حال من مفعول دعه أي تركه حال كونه ظاهرًا. وقوله وينفقون مبتدأ بتقدير مضاف أي عد وقوله في الثان حال منه أي حال كونه كائنا في السؤال الثاني. وجملة جاء الأمر خبر المبتدأ والعائد محذوف أي جاء الأمر به وقوله. وهو من الأمر جملة اسمية من مبتدأ وخبر حال من الأمر.
المعنى: أمر الناظم بترك عد قوله تعالى {فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق} لمن رمز له بالباء من بان وهو المدني الثاني فتعين للباقين عده واحترز بقوله ثاني خلاق عن الموضع الأول وهو {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق} فإنه متروك إجماعًا كما سيأتي في النظم. وأخبر أن قوله تعالى {ويسألونك ماذا ينفقون} الذي بعده {قل العفو} معدود للمشار إليهما بالجيم والألف من جاء الأمر وهما المكي والمدني الأول ومتروك لغيرهما.
وقيد بالثاني وأراد به الواقع في الموضع الثاني بعد من خلاق أو السؤال الثاني احترازًا عن الواقع في الموضع الأول أو السؤال الأول وهو قوله تعالى {يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم} الآية: فإنه متروك للجميع كما سيأتي.
وجعلنا الثاني صفة للسؤال أو الموضع الواقع بعد من خلاق لئلا يرد قوله تعالى في أول السورة {ومما رزقناهم ينفقون} فيكون الذي ذكره المصنف ثالثًا لا ثانيًا. وقوله جاء الأمر فيه إشارة إلى ثبوت الأمر بالاتفاق وقوله وهو من الأمر. معناه أن الأمر بالإنفاق من جنس الأمر الصادر من الله تعالى الذي يجب اتباعه ويحتمل أن يكون المراد. جاء الأمر بعده. وقوله وهو من الأمر أي من الأمر المختلف فيه لا المتفق عليه. وجه عد خلاق الثاني مشاكلته لما بعده واستقلاله عنه. ووجه تركه الإجماع على عدم عد نظيره في الموضع الأول. ووجه عد ينفقون مشاكلته لفواصل السورة ووجه تركه الإجماع على ترك {يسألونك ماذا ينفقون} في الموضع الأول والله أعلم.
ص: إلى النور أنوار وقل تتفكرو ....... ن الأولى بها هاد دليل وذو أزر
اللغة: الأزر القوة.
الإعراب: إلى النور مبتدأ مقصود لفظه لأنه من ألفاظ القرآن وأنوار خبره. وقل أمرية وتتفكرون. الأولى مبتدأ أول وصفته. وبها هاد اسمية مقدمة الخبر. وضمير بها يعود على تتفكرون باعتبار كونه كلمة ودليل صفة المبتدأ المؤخر وجملة المبتدأ والخبر خبر تتفكرون والجملة مقول القول وذو أزر معطوف على دليل.
المعنى: بين أن قوله تعالى {الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور} معدود للمرموز له بالألف من أنوار وهو المدني الأول ومتروك لغيره. وأن قوله تعالى {لعلكم تتفكرون} الذي بعده في الدنيا والآخرة معدود للمرموز لهم بالباء والهاء والدال وهم المدني الأخير والكوفي والشامي ومتروك لغيرهم وقد تتفكرون بالأولى احترازًا عن الثانية التي بعدها {يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم} الآية فإنه متفق على عدها. وجه من عد إلى النور مشاكلته للفواصل التي قبله والتي بعده وكونه كلاما مستقلاً.
ووجه من تركه عدم مساواته لسورته ولمعظم آياتها. واتصاله بما بعده بواو العطف بحسب المعنى مع ورود النص بعدم عده آية فإن الحديث الذي فيه بيان فضل آية الكرسي قد دل على أن أول الآية {الله ولي الذين آمنوا وآخرها خالدون} ووجه من عد تتفكرون. مشاكلتها لفواصل السورة مع وجود المساواة لغيرها من الآيات. وانعقاد الإجماع على عد الثانية. وإلى وجود التشاكل والتناسب في تلك الكلمة الدالين على صحة عدها أشار الناظم بقوله «بها هاد دليل» أي أنه يوجد في تلك الكلمة حرف مد قبل الآخر وهو يشاكل فواصل السورة مع التساوي في الطول وهذا الدليل قائم بها وهو ذو قوة. ووجه من تركها شدة اتصال ما بعدها بها وهو ظاهر.
ص: ومعروفا البصري مع خائفين قل ....... وفي العدد القيوم واف بلا جزر
اللغة: واف من وفى الشيء إذا تم. والجزر القطع. وأريد به هنا النقص.
الإعراب: ومعروفًا مبتدأ وهو من ألفاظ القرآن والبصري خبر بتقدير مضاف أي ومعروفًا معدود البصري ومع خائفين حال من الضمير المستتر في المضاف المحذوف وقل أمرية وعقولها الجملة قبلها. وفي العدد متعلق بواف الواقع خبرا لقوله القيوم وبلا جزر متعلق بمحذوف صفة مصدر محذوف أي وفاء كائنا بلا نقص.
المعنى: يعني أن قوله تعالى {إلا أن تقولوا قولا معروفا} معدود للبصري مع قوله تعالى {أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين} وكل منهما متروك لغيره. ثم أخبر أن قوله تعالى {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} معدود للمرموز لهم بالواو والباء والجيم وهم البصري والمدني الأخير والمكي فعلم أنه متروك لغيرهم وجه من عد معروفًا استقلاله عما بعده مع الإجماع على عد نظيره في سورة النساء. ووجه من لم يعده عدم مشاكلته لفواصل سورته. ووجه عد خائفين مشاكلتها لفواصل السورة. ووجه عدم عدها ارتباط ما بعدها بها في المعنى إذ أنه من تتمة حالهم. مع ما يلزم على عده من عدم مساواة ما بعده للسورة وآياتها ووجه عد القيوم الإجماع على عد مثلها في أول سورة آل عمران مع وجود المشاكلة ووجه تركها فقدها المساواة لأخواتها في السورة وللسورة أيضًا مع ورود النص يجعل آية الكرسي كلها آية واحدة وأشار بقوله واف بلا جزر إلى أن لفظ القيوم واف في العدد باعتبار مشاكلته لفواصل السورة وكونه جملة مستقلة ففيه إشارة مع الرمز إلى وجه العد.
ص: وبعض شهيد جاءه وكما مضى ....... فعدو بالإبهام تفسيره يحري
الإعراب: وبعض مبتدأ وتنوينه عوض عن المضاف إليه وهو الذي سوغ كونه مبتدأ وشهيد مبتدأ ثان وجاءه الجملة خبر الثاني وهو مع خبره خبر الأول وضمير جاءه المرفوع يعود على المبتدأ الأول والمنصوب يعود على الثاني والكلام من باب الجذف والإيصال وتقدير الكلام. وبعض النقلة لفظ شهيد أتى به في العد. «وكما مضى» الواو فيه عاطفة والكاف اسم بمعنى مثل صفة مصدر محذوف والتقدير عد لفظ شهيد عدا مثل عد ما مضى والموصول عبارة عن اللفظ الذي مضى والفاء زائدة وعد ماضية مجهولة ونائب الفاعل يعود على لفظ شهيد. وبالإبهام متعلق بجملة يجري الواقعة خبرًا لقوله تفسيره وضمير تفسيره يعود على النص أو على المكي المرموز له بالجيم. والإضافة على الوجه الثاني من إضافة المصدر للفاعل وعلى الأول للمفعول.
المعنى: أن بعض النقلة عن المكي نقل عنه أنه يعد قوله تعالى {ولا يضار كاتب ولا شهيد} رأس آية الدين. كما عد لفظ القيوم باتفاق النقلة عنه لما فيه من المشاكلة كما تقدم.
كذلك نقل بعض الرواة عنه أنه يعد لفظ شهيد لوجود المشاكلة. ولما ورد على هذا أنه أخذ بالقياس مع وجود النص وتقديم له عليه وهو لا يجوز فقد ورد في آية الكرسي من الأحاديث والآثار ما يدل على أنها آية واحدة مثل من آوى إلى فراشه وقرأ آية الكرسي – الحديث وورد أيضًا ما يدل على أن آية الدين آية واحدة. كالأثر الوارد أن آيتي الربا والدين آخر القرآن عهدا بالعرش. فأشار المصنف إلى الجواب عن هذا السؤال بقوله «وبالإبهام تفسيره يجري».
يعني أن النصوص الواردة في هذا مبهمة لجواز إطلاق الآية على ما هو أكثر منها تسمية للكل باسم الجزء. فلما احتمل أن تكون آية الكرسي وكذا آية الدين كل منهما آيتين أو أكثر وسميت آية تسمية للكل باسم جزئه واحتمل أن تكون كل منهما آية واحدة احتيج إلى القياس لتفسير هذا الإبهام الواقع فيه فجرى القياس وهذا معنى قوله «وبالإبهام تفسيره يجري» أي يجري تفسير النص بالقياس بسبب الإبهام الواقع في النص. وقوله وبعض يفهم أن البعض الآخر عن المكي لم يعتبر شهيد رأس آية كالباقين عملا بظاهر النص في هذه الآية، ولأجل ما يترتب على عدها من عدم مساواة ما بعدها لسائر آيات السورة وكذا للسورة نفسها والجمهور على أن المكي كغيره من سائر علماء العدد لا بعد شهيد رأس آية الدين بل رأسها عند الجميع «عليم» فما نقله البعض عنه ضعيف والله أعلم.). [معالم اليسر:67-76]
قالَ أبو الفَرَجِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عَلِيٍّ ابنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (اختلافها إحدى عشرة آية:
عد الكوفي {الم} آية.

وعد الشامي {مرضا ولهم عذاب أليم} آية، وترك {مصلحون}.
وعد الكوفي والمكي والمدنيان والبصري {إنما نحن مصلحون} آية.
وعد البصري {أن يدخلوها إلا خائفين} آية.
وعد الشامي والبصري {واتقون يا أولي الألباب} آية؛ إلا أن عن الشاميين خلافا في هذا.
وعد الكوفي والشامي والمكي والمدني الأول والبصري {وما له في الآخرة من خلاق}.
وعد المكي والمدني الأول {يسألونك ماذا ينفقون} آية.
وعد المكي والشامي والكوفي والمدني الأخير {يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون} بعد المائتين آية.
وعد البصري {إلا أن تقولوا قولا معروفا} آية، وتركها المكي والمدني الأول.
وعد المكي والمدني الأخير والبصري {الحي القيوم} آية.
وعد المدني الأول {يخرجهم من الظلمات إلى النور} آية). [فنون الأفنان : 278-327 ]م
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (سورة البقرة: {الم} عدها أهل الكوفة.
{ولهم عذاب أليم} [الآية: 10] انفرد بها الشامي.
{مصلحون} [الآية: 11] أسقطها الشامي وحده.
{إلا خائفين} [الآية: 114] أسقطها الجميع إلا البصري.
{واتقون يا أولي الألباب} [الآية: 197] أسقطها المدني الأول.
{في الآخرة من خلاق} [الآية: 200] أسقطها المدني الأخير.
{ويسألونك ماذا ينفقون} [الآية: 219] عدها المدني الأول والمكي.
{لعلكم تتفكرون} [الآية: 219] عدها الكوفي والشامي والمدني الأخير.
{قولا معروفا} [الآية: 235] للبصري وحده.
{الحي القيوم} [الآية: 255] للمدني الأخير والبصري والمكي.
{من الظلمات إلى النور} [الآية: 257] للمدني الأول.
فالاختلاف في إحدى عشرة آية...). [جمال القراء : 1/200]م

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (اختلافها ثلاث عشرة ألم كوفي "عَذَابٌ أَلِيمٌ" شامي وترك "إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ" إلا "خائفين" بصري "يَا أُولِي الْأَلْبَاب" مدني أخير وعراقي وشامي بخلف عنه "مِنْ خَلاقٍ" الثاني تركها مدني أخير "وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" غير مكي بخلف عنه "مَاذَا يُنْفِقُون" حجازي إلا إياه و"لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُون"
[إتحاف فضلاء البشر: 1/370]
الأولى مدني أخير وكوفي وشامي "قَوْلًا مَعْرُوفًا" بصري "الحي القيوم" حجازي إلا الأول وبصري وعدها الكل أول آل عمران وتركها بـ"طه" "مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ" مدني أول). [إتحاف فضلاء البشر: 1/371] (م)

قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (اختلافهم في إثنى عشر موضعًا:
الأول: آلم عده الكوفيون حيث وقع آية لمشاكلته لما بعده من قوله ]تعالى[(لِلْمُتَّقيْن) ولما روي عن علي رضي الله عنه وغيره في عد آلم حيث وقع وكهيعص وطه وحم آية كما رواه الداني عن ابن شاذان عن أحمد عن خلف بن هشام عن سليم بن عيسى عن سفيان الثوري عن علي رضي الله عنه ورواية حمزة عن الأعمش عن أبي عبد الرحمن السلمي أنه عد المص ويس وطه وطسم والطور والرحمن والحاقة والضحى والقارعة آيات مستقلة وإنما م يعدها الباقون لعدم ورود هذا الأثر عليهم لأن أسانيدهم لم تتصل إلى سيدنا علي رضي الله عنه ولأنهن غير مشبهات لما بعدهن من الآي في القدر والطول حيث كانت كل كلمة منهن صورة منفردة لا يختلط بها شيء ولا يتصل بها كلام ففارقْنَ بذلك سائر الآي لكونهن جملة (كلم) وعدة صور ولكون ما بعدهن متعلقًا بهنَّ لما قيل أنهن أقسم وتنبيهات وإن معناهن يا محمد ويا رجل ففائدتهن فيما بعدهن وإذا كنَّ كذلك لم يكن رؤوس آي. ذكره الشارح.
الثاني: {فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} عده الشامي لمشاكلته لما قبله من قوله: {يَشْعُرُونَ} حيث لا فرق بين الواو والياء كما مر ولم يعده الباقون لتعلقه بما بعده لكونه كلامًا واحدًا، ولانعقاد الإجماع على عدم عد نظيره في سورة آل عمران وهو قوله تعالى: {أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ}.
الثالث: {إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} عده غير الشامي لمشاكلته لما قبله ولما بعده في ردف الحروف وهما {يكذبون} و{يشعرون} ولم يعده الشامي لتعلقه بما بعده من جهة المعنى.
الرابع: {أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ} عده البصري لمشاكلته لطرفيه ولم يعده الباقون لتعلقه بما بعده لأن ما بعده تمام انقضاء حالهم ولما تقدم عن الأعمش.
الخامس: {وَاتَّقُونِ يَاأُوْلِي الْأَلْبَابِ} عده غير المدني الأول والمكي لمشاكلته لما قبله في حرف الردف وهو الألف في قوله: {شَدِيدُ الْعِقَابِ} ولكونه كلامًا تامًا ومساويًا في القدر، ولم يعده المدني الأول والمكي لمخالفته لما اتصل به ولما أتى بعده من قوله تعالى: {لَمِنْ الضَّالِّينَ} و {غَفُورٌ رَحِيمٌ}.
السادس: {وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ} عده غير المدني الأخير لمشاكلته لما بعده من قوله: {وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} ولكونه جملة مستقلة ولم يعده المدني الأخير لانعقاد الإجماع على ترك عد الموضع الأول الذي هو بعد رأس المائة.
السابع: {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ} في آية الخمر عده المدني الأول والمكي لمشاكلته لما قبله من رؤوس الآي ولم يعده الباقون لانعقاد الإجماع على ترك عد [نظيريه] وهما قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ} وقوله تعالى: {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ}.
الثامن: {لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} الذي بعده {في الدنيا} عده المدني الأخير والكوفي للمشاكلة ولم يعده الباقون لاتصاله بما بعده [ولعدم كونه] كلامًا تامًا.
التاسع: {إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا} عده البصري لكونه كلامًا تامًا وجملة كافية ولم يعده الباقون لعم مشاكلته لطرفيه.
العاشر: {الْحَيُّ الْقَيُّومُ} في آية الكرسي عده المدني الأخير والمكي والبصري للمشاكلة ولانعقاد الإجماع على عد نظيره في أول آل عمران [ولم] بعده الباقون لتعبير آية الكرسي واحدة كما مر.
الحادي عشر: {مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} عده المدني الأول لكونه كلامًا مستقلًا ولم يعده الباقون لكون ما بعده معطوفًا عليه ولعدم مساواته بما بعده وتعبيره مع ما بعده بآية واحدة في الحديث السابق.
الثاني عشر: {وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ} عده المكي لمشاكلته لـ {عليم} بعده، وهذا بناء على النص الذي جاء عن أهل مكة كما حكى عن ابن شنبوذ ولم يعد {وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} وهذا ضعيف كما سيشير إليه الشاطبي لأن التوقيف ورد بتعبير آية الدِّين بآية واحدة ولكون {وَإِنْ تَفْعَلُوا} إلى عليم أقصر من التي قبلها(5) وهذا معنى قول الشاطبي، الآتي (وبالإبهام تفسيره يجري(6)) أي تفسير آخر آية الدِّين يجري بينهم بالإبهام لا بالتعيين وإلى المواضع المذكورة أشار الشاطبي بقوله:
أَلِيْمٌ دَنَا(7) وَمُصْلِحُونَ فَدَعْ لَهُ ....... وَثَانِي أُولِي الأَلْبَابِ دَعْ جَانِبَ الوِفْرِ
وَثَانِي خلاق دَعْهُ بَانَ وَيُنْفِقُو ....... نَ فِي الثَّانِ جَاءَ الأمْرُ وَهُوَ مِنَ الأَمْرِ
إلَى النُّورِ أنْوَارٌ وَقُلْ تَتَفَكَّرُوا ....... نَ الأولَى بِهَا هَادٍ دَلِيْلٌ وَذُو أَزْرِ
وَمَعْرُوفًَا البَصْرِيُّ مَعْ خَائِفِيْنَ قُلْ ....... وَفِي العَدَدِ القَيُّومُ وَافٍ بِلا جَذْرِ
وَبَعْضٌ شَهِيْدٌ جَاءهُ وَكَمَا مَضَى ....... فَعُدَّ وَبِالإِبْهَامِ تَفْسِيْرُهُ يَجْرِي).[القول الوجيز:164- 168]
-قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَلِيّ مُوسَى (ت: 1429هـ): (
(5) فالصواب أن المكي موافق للجميع في عد {وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} وترك (شَهِيْد) للأسباب التي ذكرها الشارح.
(6) قوله: وبالإبهام تفسيره يجري معناه: إن تحديد آخر آية الدين يجري بينهم بالإبهام لا بالتعيين وتقريره أن يقال: (بالنسبة لمن عد لفظ شهيد وهو بعض أهل مكة) لو سلم أن التوقيف ورد في آية الدين لكي لا نسلم أن آخرها (عليم) بل آخرها لفظ (شهيد) على ما نقله بعض أهل مكة ولا يعارضه ورود الحديث بأن آية الدين آية واحدة لأنهم لم يعينوا آخرها، فيجوز أن آية الدين معدودة من {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} إلى لفظ (شهيد) ويحتمل بأن يكون ردًا عليهم بأن يقال: لا نسلم أن لفظ (شهيد) خاتمة الآية لآية الدين لم لا يجوز أن يكون خاتمتها لفظ عليم لأنه لا تعيين لآخرها مع تعلق ما بعدها بها، وإن لفظ عليم رأس آية باتفاق وحمل المتفق أولى، وبهذا يتبين لنا أن ما حكي عن ابن شنبوذ ضعيف. انتهى من لوامع البدر، بتصرف مخطوط ورقة 115.
(7) قوله (دنا): من الدنو وهو القرب أي العذاب الأليم كان قريبًا للمنافقين، والجانب الجهة والناحية. والوَفْر بفتح الواو المال الكثير أو الغنى. انظر ترتيب [القاموس :ج4 ص 636].
بانَ: فعل، بمعنى ظهر، والأرز بفتح الهمزة بمعنى القوة أي في كلمة تتفكرون دليل ذو قوة يهدي إلى التفكر، ترتيب [القاموس: ج1 ص 140] ولوامع البدر.
والجزر: بفتح الجيم وسكون الزاي ضد المد أي إن عد كلمة القيوم واف في فن العدد بلا قصر.
انظر ترتيب [القاموس: ج1 ص 485].
وقوله: (دنا) الدال رمز الشامي والجيم والألف من جانب الوفر رمز للمكي والمدني الأول.
وقوله: (بان) الباء رمز للمدني الثاني والجيم والألف من جاء الأمر رمز للمكي والمدني الأول.
وقوله: أنوار الألف رمز للمدني الأول، وقوله: بها هاد دليل، رمز للمدني الأخير والكوفي والشامي.
وقوله: واف بلا جزر، الواو والباء والجيم رمز للبصري والمدني الأخير والمكي...) [التعليق على القول الوجيز: 163-173]
قَالَ عَبْدُ الفَتَّاحِ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ القَاضِي (ت: 1403هـ) : (قلت:
ما بدؤه حرف التهجي الكوف عد ....... لا الوتر مع طس مع ذي الرا اعتمد
وأولا الشورى لحمصي يعد ...... موافقا للكوف فيما قد ورد
وأقول: ذكرت في البيت الأول أن السورة التي افتتحت بحرف التهجي يعد الكوفي الحرف الذي افتتحت به تلك السورة آية مستقلة، وذلك قوله تعالى: {الم} أول البقرة، وآل عمران، والعنكبوت، والروم، ولقمان، والسجدة، و{المص} أول الأعراف، و{كهيعص} أول مريم، و{طه} أول سورتها، و{طسم} أول الشعراء، والقصص و{يس} أول سورتها، و{حم} أول سورة غافر، وفصلت، والشورى، والزخرف، والدخان، والجاثية، والأحقاف، وأيضا {عسق} أول سورة الشورى، فالكوفي يعد كل فاتحة من هذه الفواتح آية مستقلة. ويعد {حم} أول الشورى آية وكذلك {عسق} فهما آيتان عنده، وقولي: "لا الوتر" الخ استثناء من القاعدة السابقة.
والمراد بالوتر ما كان على حرف واحد، وذلك في ثلاث سور {ص} و{ق} و{ن} فالكوفي لا يعد شيئا من ذلك رأس آية، وكذلك لا يعد {طس} أول سورة النمل آية. ومعنى قولي: مع ذي الرا، بالمد -وقصر للوزن- أن الكوفي لا يعد أيضا حروف التهجي التي افتتح بها بعض السور إذا كانت مقترنة براء وذلك {الر} أول سورة يونس، وهود، ويوسف، وإبراهيم، والحجر، و{المر} أول سورة الرعد فليس شيء من ذلك آية عند الكوفي ولا عند غيره. ثم ذكرت في البيت الثاني أن الآيتين أول سورة الشورى وهما {حم} و{عسق} تعدان للحمصي. فهو يوافق الكوفي في عد هاتين الآيتين فقط دون غيرهما من فواتح السور التي عرفت فيما سبق أن الكوفي ينفرد بعدها. والله تعالى أعلم.
قلت:
وعد شامي أليم أولا ....... سواه مصلحون عنه نقلا
وأقول: أخبرت أن الشامي يعد لفظ أليم مواضعه والمراد به قوله تعالى: {ولهم عذابٌ أليم} الذي بعده {بما كانوا يكذبون} وقيدت لفظ أليم بالأول احترازا عن غيره من باقي المواضع المذكورة في السورة مثل {وللكافرين عذابٌ أليمٌ} و{ولا يزكّيهم ولهم عذابٌ أليمٌ} فهي معدودة اتفاقا، وقولي: "سواه مصلحون" إلخ معناه أن غير الشامي من علماء العدد يعد {مصلحون} من قوله تعالى: {قالوا إنّما نحن مصلحون} والحاصل أن الشامي ينفرد بعد أليم المتقدم ولا يعد {مصلحون} وأن غيره من باقي علماء العدد يترك عد {أليم} ويعد {مصلحون} .
قلت:
وخائفين عد للبصري ....... وثاني الألباب للشامي
كالثان والعراق ثم ثاني ....... خلاق اتركنه للثاني
وأقول: أمرت بعد خائفين من قوله تعالى: {ما كان لهم أن يدخلوها إلّا خائفين} للبصري فيكون غير معدود لغيره. وبعد لفظ الألباب في ثاني مواضعه وهو قوله تعالى: {واتّقون يا أولي الألباب} للشامي، والمدني الثاني، والعراق أي البصري والكوفي، فيكون متروكا للمدني الأول والمكي، واحترزت بالثاني عن الأول وهو قوله تعالى: {ولكم في القصاص حياةٌ يا أولي الألباب} فليس معدودا لأحد. ثم أمرت بترك عد لفظ خلاق في ثاني مواضعه وهو قوله تعالى: {فمن النّاس من يقول ربّنا آتنا في الدّنيا وما له في الآخرة من خلاقٍ} للمدني الثاني فيكون معدودا لغيره. واحترزت بالموضع الثاني عن الموضع الأول وهو قوله تعالى: {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ} فإنه متروك إجماعا.
قلت:
وينفقون الثان عد المكي ....... وأول أيضا بدون شك
وأقول: قوله تعالى: {ينفقون} في الموضع الثاني وهو {ويسألونك ماذا ينفقون} الذي بعده {قل العفو} يعده المكي والمدني الأول ويتركه غيرهما، واحترزت بالثاني عن الأول وهو {يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم} فهو متروك للجميع.
قلت:
وتتفكرون في الأولى ورد ....... للثان والشامي وكوف في العدد
وأقول: كلمة {تتفكّرون} في أول مواضعها وذلك قوله تعالى: {لعلّكم تتفكّرون} الذي بعده في الدنيا والآخرة: قد ورد انتظامها في سلك العدد للمدني والثاني والشامي والكوفي، فتكون غير معدودة للمدني الأول والمكي، والبصري. وقيدتها بالأولى احترازا عن الثانية التي بعدها {يا أيّها الّذين آمنوا أنفقوا من طيّبات ما كسبتم} الآية فإنها معدودة إجماعا.
قلت:
معروفا البصري ومعه قد ولي ....... ثان لدى القيوم مع مك جلي
وأقول: أفاد هذا البيت أن قوله تعالى: {إلّا أن تقولوا قولًا معروفًا} معدود للبصري ومتروك لغيره وأن المدني الثاني والمكي قد تبعا البصري واصطحبا معه في عد قوله تعالى: {اللّه لا إله إلّا هو الحيّ القيّوم} وإذا كان هذا الموضع معدودا للمدني الثاني المكي والبصري يكون متروكا للمدني الأول والشامي والكوفي.
قلت:
عد إلى النور المديني الأول ....... وخلف مك في شهيد يهمل
وأقول: عد المدني الأول قوله تعالى: {اللّه وليّ الّذين آمنوا يخرجهم من الظّلمات إلى النّور} وتركه غيره. ومعنى قولي: وخلف مك إلخ أنه اختلف عن المكي في عد وترك قوله تعالى: {تبايعتم ولا يضارّ كاتبٌ ولا شهيدٌ} وأن هذا الخلاف غير معتد به؛ إذ الصحيح أن آية الدين آية واحدة عند جميع علماء العدد كما تدل على ذلك الأحاديث والآثار. فما نقل عن المكي أنه كان يعد {ولا شهيدٌ} لا يحفل به، ولا يلتفت إليه. "تتمة" مما تقدم يعلم أن مواضع الخلاف في هذه السورة أحد عشر موضعا {الم} و{ولهم عذابٌ أليمٌ} و{مصلحون} و{خائفين} و{واتّقون يا أولي الألباب} و{من خلاق} الثاني و{ينفقون} الثاني و{تتفكّرون} الأول. و{قولًا معروفًا} و{الحيّ القيّوم} و{إلى النّور} وقد علمت من عد ومن ترك في كل موضع منها والله تعالى أعلم). [نفائس البيان: 28-31]


رد مع اقتباس