عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 10:02 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم إنّ زلزلة السّاعة شيء عظيم}
{يا أيّها} نداء مبهم مفرد، وها للتنبيه، وهو مبنى على الضم، والناس رفع تبع لـ (يا أيها)، والنحويون لا يجيزون إلا رفع الناس ههنا.
والمازني أجاز النصب في يا أيها الرجل أقبل، كما تقول يا زيد الظريف والظريف، وهذا غلط من المازني، لأن زيدا يجوز الوقف والاقتصار عليه دون الظريف ويا أيها ليس بكلام،
وإنما القصد الناس، فكأنّه بمنزلة - يا ناس اتقوا ربكم.
وجاء في التفسير أن كل شيء جاء في كتاب اللّه من {يا أيها الناس} فمكي، وما كان فيه من {يا أيها الذين آمنوا} فمدني.
وقوله: {إنّ زلزلة السّاعة شيء عظيم}.
قيل إن هذه الزلزلة في الدنيا وأن يكون بعدها طلوع الشمس من مغربها وقيل إنها الزلزلة التي تكون مع الساعة). [معاني القرآن: 3/409]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( قوله جل وعز: {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم}
روى سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة قال هذا قبل يوم القيامة). [معاني القرآن: 4/372]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم إنّ زلزلة السّاعة شيءٌ عظيمٌ} [الحج: 1].
{يوم ترونها تذهل} [الحج: 2] يعني تعرض.
{كلّ مرضعةٍ عمّا أرضعت وتضع كلّ ذات حملٍ حملها وترى النّاس سكارى وما هم بسكارى ولكنّ عذاب اللّه شديدٌ} [الحج: 2] وهذه النّفخة الآخرة.
- أبو الأشهب عن الحسن قال: بينما رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في مسيرٍ له لا يقصر، إذا رفع صوته فقال: {يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم إنّ زلزلة السّاعة شيءٌ عظيمٌ} [الحج: 1] حتّى انتهى إلى قوله: {ولكنّ عذاب اللّه شديدٌ} [الحج: 2] فلمّا سمعوا صوت نبيّهم اعصوصبوا به فتلاهما عليهم ثمّ قال لهم: " هل تدرون أيّ يومٍ ذاكم؟ قالوا: اللّه ورسوله أعلم.
قال: " ذاكم يوم يقول اللّه تبارك وتعالى لآدم: يا آدم قم ابعث بعث النّار.
قال: فيقول: يا ربّ وما بعث النّار؟ قال: من كلّ ألفٍ تسع مائةٍ وتسعةً وتسعين إنسانًا إلى النّار وواحدًا إلى الجنّة ".
فلمّا سمعوا ما قال نبيّهم أبلسوا حتّى ما يجلى أحدهم عن واضحةٍ.
فلمّا رأى ما بهم قال: «أبشروا فما أنتم في النّاس إلا كالرّقمة في ذراع الدّابّة، أو
[تفسير القرآن العظيم: 1/353]
كالشّامة في جنب البعير، وإنّكم مع خليقتين ما كانتا مع شيءٍ قطّ إلا كثّرتاه، يأجوج ومأجوج ومن هلك، يعني ومن كفر من بني إبليس، وتكمل العدّة من المنافقين».
- أخبرنا حمّادٌ، عن عمرو بن دينارٍ، عن عبيد بن عميرٍ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: المسلمون يومئذٍ في جموع الكفّار كشعرةٍ بيضاء في جلد ثورٍ أسود، فعند ذلك يهرم الكبير، ويشيب الصّغير، وتضع كلّ ذات حملٍ حملها إلى آخر الآية.
قال يحيى: وبلغني أنّ الكبير يحطّ يوم القيامة إلى ثلاثٍ وثلاثين سنةً، ويرفع الصّغير إلى ثلاثٍ وثلاثين سنةً.
- الحسن بن دينارٍ عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا تقوم السّاعة إلا بغضبةٍ يغضبها ربّكم لم يغضب قبلها مثلها»). [تفسير القرآن العظيم: 1/354]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(قوله: {تذهل كلّ مرضعةٍ...}

رفعت القراء (كلّ مرضعة) لأنهم جعلوا الفعل لها. ولو قيل: تذهل كلّ مرضعة وأنت تريد الساعة أنها تذهل أهلها كان وجهاً. ولم أسمع أحداً قرأ به والمرضعة: الأمّ.
والمرضع: التي معها صبيّ ترضعه. ولو قيل في الأمّ: مرضع لأنّ الرضاع لا يكون إلا من الإناث فيكون مثل قولك: طامث وحائض. ولو قيل في التي معها صبيّ: مرضعة كان صواباً.
وقوله: {وترى النّاس سكارى وما هم بسكارى} اجتمع الناس والقراء على (سكارى وما هم بسكارى) ... حدثني هشيم عن مغيرة عن إبراهيم عن عبد الله بن مسعود أنه قرأ (وترى الناس سكرى وما هم بسكرى) وهو وجه جيّد في العربية: (لأنه بمنزلة الهلكى والجرحى، وليس بمذهب النشوان والنشاوى). والعرب تذهب بفاعل وفعيل وفعل إذا كان صاحبه كالمريض أو الصريع أو الجريح فيجمعونه على الفعلى فجعلوا الفعلى علامةً لجمع كل ذي زمانةٍ وضررٍ وهلاكٍ. ولا يبالون أكان واحده فاعلاً أم فعيلاً أم فعلان فاختير سكرى بطرح الألف من هول ذلك اليوم وفزعه. ولو قيل (سكرى) على أن الجمع يقع عليه التأنيث فيكون كالواحدة كان وجهاً،
كما قال الله: {ولله الأسماء الحسنى} {والقرون الأولى} والناس. جماعة فجائز أن يقع ذلك عليهم. وقد قالت العرب: قد جاءتك الناس:
وأنشدني بعضهم:
أضحت بنو عامر غضبى =أنّي عفوت فلا عارٌ ولا باس
فقال: غضبى للأنوف على ما فسّرت لك.
وقد ذكر أن بعض القراء قرأ (وترى الناس) وهو وجه جيد يريد: مثل قولك رئيت أنك قائم ورئيتك قائماً فتجعل (سكارى) في موضع نصب لأن (ترى) تحتاج إلى شيئين تنصبهما. كما يحتاج الظنّ). [معاني القرآن: 2/215-214]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {يوم ترونها تذهل كلّ مرضعةٍ} أي تسلو وتنسى،
قال كثير عزة:
صحا قلبه يا عزّ أو كاد يذهل
أي يصحو ويسلو). [مجاز القرآن: 2/44]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {يوم ترونها تذهل كلّ مرضعةٍ عمّا أرضعت وتضع كلّ ذات حملٍ حملها وترى النّاس سكارى وما هم بسكارى ولكنّ عذاب اللّه شديدٌ}
قال: {تذهل كلّ مرضعةٍ عمّا أرضعت} وذلك أنه أراد - والله أعلم - الفعل ولو أراد الصفة فيما نرى لقال: "مرضع". وكذلك كلّ "مفعل" و"فاعل" يكون للأنثى ولا يكون للذكر فهو بغير هاء نحو "مقرب" و"موقر": نخلةٌ موقرٌ و"مشدن": معها شادن و"حامل" و"حائض" و"فادك" و"طامث" و"طالق"). [معاني القرآن: 3/8]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {تذهل كل مرضعة}: تسلو وتنسى. يقال:ذهلت عن كذا وكذا). [غريب القرآن وتفسيره: 258]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {تذهل كلّ مرضعةٍ عمّا أرضعت} أي تسلو عن ولدها وتتركه). [تفسير غريب القرآن: 290]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({يوم ترونها تذهل كلّ مرضعة عمّا أرضعت وتضع كلّ ذات حمل حملها وترى النّاس سكارى وما هم بسكارى ولكنّ عذاب اللّه شديد}
ويجوز {تذهل كلّ مرضعة}، ومعنى تذهل تحيّر، وتترك كل مرضعة قد ذهلت عمّا أرضعت.
و{مرضعة} جار على المفعل على ما أرضعت، ويقال:
امرأة مرضع أي ذات رضاع أرضعت ولدها أو أرضعت غيره والقصد قصد ملبن أي ذات لبون ولبن.
وقوله: {وترى النّاس سكارى}.
وقرئت: {وترى النّاس سكرى} واسم الفاعل مضمر في ترى.
المعنى ترى أنت أيها الإنسان الناس، ومن قرأ: (وترى النّاس سكرى) كان بمنزلة وترى أنت الناس سكرى.
وفيه وجه آخر ما قرئ به وهو (ويرى الناس سكرى)
فيكون الناس اسم يرى، ووجه آخر لم يقرأ به: (ويرى النّاس سكرى).
المعنى ويرى الإنسان الناس سكرى.
ويقرأ وترى الناس سكرى وما هم بسكرى، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى.
ويجوز وترى الناس سكارى وما هم بسكارى.
والقراءة الكثيرة: (وترى الناس سكرى وما هم بسكرى).
{وترى النّاس سكارى وما هم بسكارى} أيضا.
والتفسير أنك تراهم سكارى من العذاب والخوف، وما هم بسكارى من الشراب ويدل عليه: {ولكنّ عذاب اللّه شديد} ). [معاني القرآن: 3/410-409]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت} أي تسلو عنه وتتركه وتحير لصعوبة ما هي فيه
وبين الله جل وعز ذلك على لسان نبيه صلى الله عيه وسلم في أي موطن يكون هذا يوم القيامة
حدثنا أحمد بن عبد الخالق قال حدثنا عمر بن محمد بن الحسن الأسدي قال حدثني أبي قال حدثنا عصام بن طليق عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن مسروق عن عائشة
قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم في حجري فقطرت دموعي على خده فاستيقظ صلى الله عليه وسلم فقلت ذكرت القيامة وهولها فهل تذكرون أهاليكم يا رسول الله فقال يا عائشة ثلاثة لا يذكر فيها أحد إلا نفسه :
أ- عند الميزان حتى يعلم أيخف ميزانه أم يثقل
ب- وعند الصحف حتى يعلم ما في صحيفته
ج وعند الصراط حتى يجاوزه). [معاني القرآن: 4/373-372]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وترى الناس سكارى وما هم بسكارى}
أي وترى الناس سكارى من العذاب والخوف وما هم بسكارى من الشراب
وقرأ أبو هريرة وأبو زرعة بن عمرو بن جرير {وترى الناس} أي تظنهم لشدة ما هم فيه
حدثنا أحمد بن محمد بن نافع قال حدثنا سلمة قال حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة وأبان عن أنس بن مالك قال: {نزلت يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم} إلى قوله: {ولكن عذاب الله شديد}
قال نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مسير له فرفع بها صوته حتى ثاب إليه أصحابه فقال: (( أتدرون أي يوم هذا؟ هذا يوم يقول الله عز وجل لآدم يا آدم قم فابعث بعث أهل النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار وواحدا إلى الجنة؛ فكبر ذلك على المسلمين فقال النبي صلى الله عليه وسلم سددوا وقاربوا وأبشروا،
فوالذي نفسي بيده ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير أو كالرقمة في ذراع الدابة وإن معكم لخليقتين ما كانتا مع شيء إلا كثرتاه يأجوج ومأجوج،
ومن هلك من كثرة الجن والإنس)).[معاني القرآن: 4/374،373]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {سكارى وما هم بسكارى} قال: تراهم سكارى من الغم والهم، وما هم بسكارى من الشراب). [ياقوتة الصراط: 367]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تَذْهَلُ كل مرضعة}: أي تسلو عن ولدها وتتركه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 159]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تَذْهَـلُ}: تنسـى). [العمدة في غريب القرآن: 210]

رد مع اقتباس