عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 27 ربيع الثاني 1434هـ/9-03-2013م, 11:26 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68) فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (69)}


تفسير قوله تعالى: (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) )

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ما كان لنبيٍّ أن يكون له أسرى...}
معناه: ما كان ينبغي له يوم بدر أن يقبل فداء الأسرى {حتّى يثخن في الأرض}: حتى يغلب على كثير من في الأرض. ثم نزل: قوله: {لّولا كتابٌ مّن اللّه سبق} ). [معاني القرآن: 1/418]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {حتّى يثخن في الأرض} مجازه: حتى يغلب ويغالب ويبالغ.
{عرض الدّنيا} طمعها ومتاعها والعرض في موضع آخر من أعراض البلايا). [مجاز القرآن: 1/250]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن {أن يكون له أسرى} بالياء.
أبو عمرو والأعرج {تكون له} بالتاء.
[معاني القرآن لقطرب: 618]
أبو عمرو وكل ما في القرآن {أسارى} بالألف، إلا قوله {ما كان لنبي أن تكون له أسرى} ). [معاني القرآن لقطرب: 619]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {حتى يثخن في الأرض} يقولون: أثخنت في الأمر إثخانًا: بالغت فيه، و{حتى يثخن في الأرض} أي حتى يبلغ فيها من القتل، وقالوا أيضًا: أثخنت فلانًا معرفة: أي قتلته معرفة، وهو ذلك المعنى.
وكان ابن عباس يقول {حتى يثخن}؛ أي حتى يغلب ويظفر). [معاني القرآن لقطرب: 624]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ما كان لنبيّ أن يكون له أسرى حتّى يثخن في الأرض تريدون عرض الدّنيا واللّه يريد الآخرة واللّه عزيز حكيم}
ويقرأ أسارى، فمن قرأ أسرى فهو جمع أسير وأسرى.
وفعلى جمع لكل ما أصيبوا به في أبدانهم وعقولهم، يقال: هالك وهلكى، ومريض ومرضى، وأحمق وحمقى، وسكران وسكرى.
ومن قرأ أسارى فهو جمع الجمع، تقول أسير وأسارى.
قال أبو إسحاق: ولا أعلم أحدا قرأها أسارى.
وهي جائزة ولا تقرأن بها إلا أن تثبت رواية صحيحة.
{حتى يثخن في الأرض}.
معناه حتى يبالغ في قتل أعدائه، ويجوز أن يكون حتى يتمكن في الأرض.
والإثخان في كل شيء قوة الشيء وشدته يقال قد أثخنته). [معاني القرآن: 2/424-425]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض} [آية: 67]
قال مجاهد الإثخان القتل
وقيل حتى يثخن في الأرض حتى يبالغ في قتل أعدائه
وقيل حتى يتمكن في الأرض
والإثخان في اللغة القوة والشدة). [معاني القرآن: 3/170]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {حتى يثخن في الأرض} حتى يغلب ويقتل). [ياقوتة الصراط: 240]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {تريدون عرض الدنيا} أي: تريدون متاع الدنيا). [ياقوتة الصراط: 240]

تفسير قوله تعالى: (لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله: {لّولا كتابٌ مّن اللّه سبق}.
في فداء الأسرى والغنائم. وقد قرئت (أسارى)، وكلٌّ صواب. وقوله: {أن يّكون}بالتذكير والتأنيث؛ كقوله {يشهد عليهم ألسنتهم} و{تشهد} ). [معاني القرآن: 1/418]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لولا كتابٌ من اللّه سبق} أي قضاء سبق بأنه سيحل لكم المغانم). [تفسير غريب القرآن: 180]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم} [آية: 68]
فيه أقوال
قال مجاهد سبق من الله أن أحل لهم الغنائم
وقال أبو جعفر ويقوي هذا أنه روى أبو صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ((ما أحلت الغنائم لقوم سود الرؤوس قبلنا كانت تنزل نار من السماء فتأكلها)) فلما كان يوم بدر وقع الناس فيما وقعوا فيه فأنزل الله جل وعز: {لولا كتاب من الله سبق} إلى قوله: {إن الله غفور رحيم}
وقيل سبق من الله جل وعز أنه يغفر لأهل بدر ما تقدم من ذنبهم وما تأخر قال ذلك الحسن رواه عنه أشعث
وروى عنه سفيان بن حسين أنه قال سبق من الله جل وعز أن لا يعذب قوما إلا بعد تقدمة ولم يكن تقدم إليهم فيها
وروى سالم عن سعيد بن جبير لولا كتاب من الله سبق قال لأهل بدر من السعادة لمسكم فيما أخذتم من الله عذاب عظيم
وقيل سبق من الله أنه يغفر الصغائر لمن اجتنب الكبائر). [معاني القرآن: 3/170 -171]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لَوْلا كِتَابٌ مِنْ اللَّهِ سَبَقَ} أي قضاء أنه ستحل لكم الغنائم.
{لَمَسَّكُمْ} لعاقبكم على أخذها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 93]

تفسير قوله تعالى: (فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (69) )


رد مع اقتباس