عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 19 ذو القعدة 1439هـ/31-07-2018م, 09:10 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آَخَرِينَ (31)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين فأرسلنا فيهم رسولا منهم أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون}
قال الطبري -رحمه الله-: إن هذا القرن هم ثمود). [المحرر الوجيز: 6/292]

تفسير قوله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (32)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ورسولهم صالح -عليه السلام- وفي الروايات ما يقتضي أن قوم عاد أقدم إلا أنهم لم يهلكوا بصيحة، وفي هذا احتمالات كثيرة، والله أعلم). [المحرر الوجيز: 6/292]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآَخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ (33)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"أترفناهم" معناه: نعمناهم وبسطنا لهم الآمال والأرزاق، ومقالة هؤلاء أيضا تقتضي استبعاد بعثة البشر، وهذه الطائفة وقوم نوح لم يذكر في هذه الآيات أن المعجزة ظهرت لهم وأنهم كذبوا بعد وضوحها، ولكن ذلك مقدر معلوم وإن لم يعين لنا المعجزة، والعقاب لا يتعلق بأحد إلا بعد تركه الواجب عليه، ووجوب الاتباع إنما هو
[المحرر الوجيز: 6/292]
قيام الحجة على المرء أو على من هو المقصد والجمهور، كالعرب في معجزة القرآن، والأطباء لعيسى، والسحرة لموسى، فبقيام الحجة على هؤلاء قامت على جميع من ورائهم). [المحرر الوجيز: 6/293]

تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ (34)}

تفسير قوله تعالى: {أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ (35)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون هيهات هيهات لما توعدون إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين إن هو إلا رجل افترى على الله كذبا وما نحن له بمؤمنين قال رب انصرني بما كذبون}
قوله تعالى: "أيعدكم" استفهام بمعنى التوقيف، على جهة الاستبعاد، وبمعنى الهزء بهذا الوعد، و"أنكم" الثانية بدل من الأولى عند سيبويه، وفيها معنى تأكيد الأول، وكررت لطول الكلام، وإن كان المبرد أبى عبارة البدل لكونه من غير مستقل إذ لم يذكر خبر "أن" الأولى، والخبر عند سيبويه محذوف وتقديره: "أنكم تبعثون إذا متم". وهذا المقدر هو العامل في "إذا"، وفي قراءة عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: "أيعدكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون" بحذف "أنكم" الأولى، ويعنون بالإخراج النشور من القبور). [المحرر الوجيز: 6/293]

تفسير قوله تعالى: {هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ (36)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقولهم: هيهات هيهات استبعاد، وهذه كلمة لها معنى الفعل، التقدير: بعد كذا، فطورا يليها الفاعل دون لام، تقول: هيهات مجيء زيد، أي: بعد ذلك، ومنه قول جرير:
فهيهات هيهات العقيق ومن به وهيهات خل بالعقيق نواصله
وأحيانا يكون الفاعل محذوفا، وذلك عند اللام كهذه الآية، والتقدير: بعد الوجود
[المحرر الوجيز: 6/293]
لما توعدون، ومن حيث كانت هذه اللفظة بمعنى الفعل أشبهت الحروف مثل "مه" وغيرها، فلذلك بنيت على الفتح، وهذه قراءة الجماعة بفتح التاء، وهي مفرد سمي به الفعل في الخبر، أي: بعد، كما أن "شتان" اسم "افترق"، وعرف تسمية الفعل أن يكون في الأمر كصه وهس.
وقرأ أبو جعفر: "هيهات هيهات" بكسر التاء غير منونة. وقرأها عيسى بن عمر، وأبو حيوة -بخلاف عنه- "هيهات هيهات" منونة، وهي على هاتين القراءتين عند سيبويه جمع "هيهات"، وكان حقها أن تكون "هيهات" إلا أن ضعفها لم يقتض إظهار الياء، فقال سيبويه رحمه الله: هي مثل "بيضات"، أراد: "في أنها جمع"، وظن بعض النحاة أنه أراد: "في اتفاق المفرد" فقال: واحد "هيهات": "هيهه"، وليس كما قال، وتنوين عيسى على إرادة التنكير، وترك أبو جعفر التنوين على إرادة التعريف. وقرأ عيسى الهمداني: "هيهات هيهات" بتاء ساكنة، وهي -على هذا- جماعة لا مفرد، وقرأها كذلك الأعرج، ورويت عن أبي عمرو، وقرأ أبو حيوة: "هيهات" بتاء مرفوعة منونة، وهذا على أنه اسم معرب مستقل وخبره لما توعدون، أي: البعد لوعدكم، كما تقول: النجم لسعيكم، وروي عن أبي حيوة "هيهات" بالرفع دون تنوين، وقرأ خالد بن إلياس: "هيهاتا هيهاتا" بالنصب والتنوين. والوقف على "هيهات" من حيث هي مبنية بالهاء، ومن قرأ بكسر التاء وقف بالتاء، وفي اللفظة لغات: هيها، وهيهات،
[المحرر الوجيز: 6/294]
وهيهان، وأيهات، وهيهات، وهيهات، وهيهاه، "قال رؤبة:
هيهاه من منخرق هيهاؤه
وقرأ ابن أبي عبلة: "هيهات هيهات ما توعدون" بغير لام). [المحرر الوجيز: 6/295]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (37)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقولهم: {إن هي إلا حياتنا الدنيا} أرادوا أنه لا وجود لنا غير هذا الوجود، وإنما تموت منا طائفة فتذهب وتجيء طائفة جديدة، وهذا كفر الدهرية). [المحرر الوجيز: 6/295]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ (38)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"بمؤمنين" معناه: بمصدقين). [المحرر الوجيز: 6/295]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ (39)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم دعا عليهم نبيهم وطلب عقوبتهم على تكذيبهم). [المحرر الوجيز: 6/295]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ (40)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قال عما قليل ليصبحن نادمين فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلناهم غثاء فبعدا للقوم الظالمين ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون ثم أرسلنا رسلنا تترى كل ما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا وجعلناهم أحاديث فبعدا لقوم لا يؤمنون}
المعنى: قال الله -تعالى- لهذا النبي الداعي: عما قليل يندم قومك على كفرهم حين لا ينفعهم الندم). [المحرر الوجيز: 6/295]

تفسير قوله تعالى: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (41)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ومن ذكر الصيحة ذهب الطبري إلى أنهم قوم ثمود، وقوله: "بالحق" معناه: بما استحقوا من أفعالهم وبما حق منا في عقوبتهم. و"الغثاء": ما يحمله
[المحرر الوجيز: 6/295]
السيل من زبده ومعتاده الذي لا ينتفع به، فيشبه كل هامد وتالف بذلك، و"بعدا" منصوب بفعل مضمر متروك إظهاره). [المحرر الوجيز: 6/296]

رد مع اقتباس