عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 19 ربيع الثاني 1434هـ/1-03-2013م, 07:28 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {من يطع الرّسول فقد أطاع اللّه ومن تولّى فما أرسلناك عليهم حفيظًا}
وهذا إعذارٌ من اللّه إلى خلقه في نبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، يقول اللّه تعالى ذكره لهم: من يطع منكم أيّها النّاس رسولي محمّدًا إليكم، فقد أطاعني بطاعته إيّاه، فاسمعوا قوله، وأطيعوا أمره، فإنّه مهما يأمركم به من شيءٍ فمن أمري يأمركم، وما نهاكم عنه من شيءٍ فمن نهيي، فلا يقولنّ أحدكم: إنّما محمّدٌ بشرٌ مثلنا يريد أن يتفضّل علينا.
ثمّ قال جلّ ثناؤه لنبيّه: ومن تولّى عن طاعتك يا محمّد، فأعرض عنه، فإنّا لم نرسلك عليهم حفيظًا، يعني حافظًا لما يعملون محاسبًا، بل إنّما أرسلناك لتبيّن لهم ما نزّل إليهم، وكفى بنا حافظين لأعمالهم ولهم عليها محاسبين.
ونزلت هذه الآية فيما ذكر قبل أن يؤمر بالجهاد. كما:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: سألت ابن زيدٍ عن قول اللّه: {فما أرسلناك عليهم حفيظًا} قال: هذا أوّل ما بعثه قال: {إن عليك إلاّ البلاغ} قال: ثمّ جاء بعد هذا أمره بجهادهم والغلظة حتّى يسلموا). [جامع البيان: 7/245-246]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (من يطع الرّسول فقد أطاع اللّه ومن تولّى فما أرسلناك عليهم حفيظًا (80)
قوله تعالى: من يطع الرّسول فقد أطاع اللّه ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا.
- حدّثنا أحمد بن سنانٍ، ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن أبي صالحٍ عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: من أطاعني فقد أطاع اللّه، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع الأمير فقد أطاعني، ومن عصى الأمير فقد عصاني). [تفسير القرآن العظيم: 3/1011]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن المنذر والخطيب عن ابن عمر قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه فقال: يا هؤلاء ألستم تعلمون أني رسول الله إليكم قالوا: بلى، قال: ألستم تعلمون أن الله أنزل في كتابه أنه من أطاعني فقد أطاع الله قالوا: بلى نشهد أنه من أطاعك فقد أطاع الله وإن من طاعته طاعتك، قال: فإن من طاعة الله أن تطيعوني وإن من طاعتي أن تطيعوا أئمتكم وإن صلوا قعودا فصلوا قعودا أجمعين.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن ابن المنذر عن ربيع بن خثيم قال: حرف وأيما حرف {من يطع الرسول فقد أطاع الله} فوض إليه فلا يأمر إلا بخير.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد أنه سئل عن قوله {فما أرسلناك عليهم حفيظا} قال: هذا أول ما بعثه قال: إن عليك إلا البلاغ ثم جاء بعد هذا يأمره بجهادهم والغلظة عليهم حتى يسلموا). [الدر المنثور: 4/544]

تفسير قوله تعالى: (وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (81) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويقولون طاعةٌ فإذا برزوا من عندك بيّت طائفةٌ منهم غير الّذي تقول واللّه يكتب ما يبيّتون فأعرض عنهم وتوكّل على اللّه وكفى باللّه وكيلاً}
يعني بذلك جلّ ثناؤه بقوله: {ويقولون طاعةٌ} يعني: الفريق الّذي أخبر اللّه عنهم أنّهم لمّا كتب عليهم القتال، خشوا النّاس كخشية اللّه وأشدّ خشيةً، يقولون لنبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا أمرهم بأمرٍ: أمرك طاعةٌ، ولك منّا طاعةٌ.
فيما تأمرنا به وتنهانا عنه. {فإذا برزوا من عندك} يقول: فإذا خرجوا من عندك يا محمّد {بيّت طائفة منهم غير الّذي تقول} يعني بذلك جلّ ثناؤه: غيّر جماعةٌ منهم ليلاً الّذي تقول لهم.
وكلّ عملٍ عمل ليلاً فقد بيّت، ومن ذلك بيّات العدوّ وهو الوقوع بهم ليلاً، ومنه قول عبيدة بن همّامٍ:.
أتوني فلم أرض ما بيّتوا = وكانوا أتوني بشيءٍ نكر.
لأنكح أيّمهم منذرًا = وهل ينكح العبد حرٌّ لحرّ
يعني بقوله: فلم أرض ما بيّتوا ليلا: أي ما أبرموه ليلاً وعزموا عليه.
ومنه قول النّمر بن تولبٍ العكليّ:
هبّت لتعذلني بليلٍ فاسمعى = سفهًا تبيّتك الملامة فاهجعي
يقول اللّه جلّ ثناؤه: {واللّه يكتب ما يبيّتون} يعني بذلك جلّ ثناؤه: واللّه يئب ما يغيّرون من قولك ليلاً في كتب أعمالهم الّتي تكتبها حفظته.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشر بن معاذٍ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ويقولون طاعةٌ فإذا برزوا من عندك بيّت طائفةٌ منهم غير الّذي تقول} قال: يغيّرون ما عهد نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن بزيعٍ، قال: حدّثنا يوسف بن خالدٍ، قال: حدّثنا نافع بن مالكٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {بيّت طائفةٌ منهم غير الّذي تقول} قال: غيّر أولئك ما قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثني أحمد بن مفضّلٍ قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {ويقولون طاعةٌ فإذا برزوا من عندك بيّت طائفةٌ منهم غير الّذي تقول} قال: غيّر أولئك ما قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثنا محمّد بن الحسين قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {ويقولون طاعةٌ فإذا برزوا من عندك بيّت طائفةٌ منهم غير الّذي تقول واللّه يكتب ما يبيّتون} قال: هؤلاء المنافقون الّذين يقولون إذا حضروا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فأمرهم بأمرٍ قالوا: طاعةٌ، فإذا خرجوا من عنده غيّرت طائفةٌ منهم ما يقول النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم. {واللّه يكتب ما يبيّتون} يقول: ما يقولون.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ قال: قال ابن عبّاسٍ: قوله: {ويقولون طاعةٌ فإذا برزوا من عندك بيّت طائفةٌ منهم غير الّذي تقول} قال: يغيّرون ما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ويقولون طاعةٌ فإذا برزوا من عندك بيّت طائفةٌ منهم غير الّذي تقول} وهم ناسٌ كانوا يقولون عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم آمنّا باللّه ورسوله ليأمنوا على دمائهم وأموالهم، فإذا برزوا من عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خالفوا إلى غير ما قالوا عنده؛ فعابهم اللّه، فقال: {بيّت طائفةٌ منهم غير الّذي تقول} يقول: يغيّرون ما قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {بيّت طائفةٌ منهم غير الّذي تقول} هم أهل النّفاق
وأمّا رفع طاعةٌ فإنّه بالمتروك الّذي دلّ عليه الظّاهر من القول، وهو: أمرك طاعةٌ، أو منّا طاعةٌ.
وأمّا قوله: {بيّت طائفةٌ} فإنّ التّاء من بيّت بحرّكتها بالفتح عليه عامّة قرّاء المدينة والعراق وسائر القرّاء، لأنّها لام فعّل.
وكان بعض قرّاء العراق يسكّنها ثمّ يدغمها في الطّاء لمقاربتها في المخرج. قال أبو جعفرٍ:
والصّواب من القراءة في ذلك، ترك الإدغام لأنّها، أعني التّاء والطّاء، من حرفين مختلفين؛ وإذا كان كذلك كان ترك الإدغام أفصح اللّغتين عند العرب، واللّغة الأخرى جائزةٌ، أعني الإدغام في ذلك، محكيّةٌ). [جامع البيان: 7/246-250]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فأعرض عنهم وتوكّل على اللّه وكفى باللّه وكيلاً}
يقول جلّ ثناؤه لمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: فأعرض يا محمّد عن هؤلاء المنافقين الّذين يقولون لك فيما تأمرهم: أمرك طاعةٌ، فإذا برزوا من عندك خالفوا ما أمرتهم به وغيّروه إلى ما نهيتهم عنه، وخلّهم وما هم عليه من الضّلالة، وارض لهم بي منتقمًا منهم، وتوكّل أنت يا محمّد على اللّه. يقول: أي وحسبك باللّه وكيلا: أي فيما بأمورك، ووليًّا لها، ودافعًا عنك وناصرًا). [جامع البيان: 7/250]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ويقولون طاعةٌ فإذا برزوا من عندك بيّت طائفةٌ منهم غير الّذي تقول واللّه يكتب ما يبيّتون فأعرض عنهم وتوكّل على اللّه وكفى باللّه وكيلًا (81)
قوله تعالى: ويقولون طاعةٌ.
- أخبرنا محمّد بن سعدٍ العوفيّ فيما كتب إليّ، حدّثني أبي، ثنا عمّي، حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ قوله: ويقولون طاعةٌ فهم أناسٌ كانوا يقولون عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم آمنّا باللّه ورسوله، ليأمنوا على دمائهم وأموالهم.
- حدّثنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ الأوديّ، ثنا أحمد بن مفضّلٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قوله: ويقولون طاعةٌ قال: هؤلاء المنافقون الّذين يقولون إذا حضروا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فأمرهم بأمرٍ قالوا: طاعةٌ.
قوله تعالى: فإذا برزوا من عندك. [5667]
وبه عن السّدّيّ قوله: فإذا برزوا من عندك قال: فإذا خرجوا من عندك.
قوله تعالى: من عندك. [5668]
أخبرنا محمّد بن سعدٍ العوفيّ فيما كتب إليّ، حدّثني أبي، حدّثني عمّي، حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ قوله: فإذا برزوا من عندك يقول إذا برزوا من عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
قوله تعالى: بيّت. [5669]
حدّثنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ الأوديّ، ثنا أحمد بن مفضّلٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قوله: بيّت طائفةٌ منهم قال: غيّرت طائفةٌ منهم ما يقول:
النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم. وروي عن قتادة نحو ذلك.
- أخبرنا محمّد بن سعدٍ العوفيّ فيما كتب إليّ، ثنا أبي، حدّثني عمّي، حدّثني أبي، عن أبيه عن ابن عبّاسٍ قوله: بيّت طائفةٌ منهم. يقول: خالفوهم إلى غير ما قالوا عنده، فعابهم اللّه عزّ وجلّ.
قوله تعالى: طائفةٌ منهم. [5671]
أخبرنا أحمد بن الأزهر فيما كتب إليّ، ثنا وهب بن جريرٍ، ثنا أبي عن عليّ بن الحكم، عن الضّحّاك قوله: بيّت طائفةٌ منهم قال: هم المنافقون.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ قال: الطّائفة: رجلٌ.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا زيد بن حبابٍ، عن سعيدٍ، عن أبي بشرٍ، عن مجاهدٍ قال: الطّائفة: رجلٌ إلى ألف رجلٍ.
قوله تعالى: غير الّذي تقول. [5674]
أخبرنا محمّد بن سعدٍ العوفيّ فيما كتب إليّ، حدّثني أبي، حدّثني عمّي، حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ قوله: غير الّذي تقول ما قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
قوله تعالى: واللّه يكتب ما يبيتون. [الوجه الأول]
- أخبرنا العبّاس بن الوليد بن مزيدٍ البيروتيّ قراءةً، أخبرني محمّد بن شعيبٍ يعني ابن شابور، أخبرني عثمان بن عطاءٍ، عن أبيه قوله: واللّه يكتب ما يبيّتون قال: يغيّرون ما يقول النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
والوجه الثّاني:
- حدّثنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ، ثنا أحمد بن مفضّلٍ، ثنا أسباطٌ عن السّدّيّ قوله: واللّه يكتب ما يبيّتون يقول: ما يقولون.
قوله تعالى: فأعرض عنهم وتوكّل على اللّه وكفى باللّه وكيلا. [5677]
حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا زنيجٌ، ثنا سلمة، قال محمّد بن إسحاق:
قوله: وتوكّل على اللّه أي ارض به من العباد). [تفسير القرآن العظيم: 3/1012-1013]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله {ويقولون طاعة} الآية، قال: هم أناس كانوا يقولون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم:
آمنا بالله ورسوله ليأمنوا على دمائهم وأموالهم {فإذا برزوا} من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم {بيت طائفة منهم} يقول: خالفوهم إلى غير ما قالوا عنك فعابهم الله فقال {بيت طائفة منهم غير الذي تقول} قال: يغيرون ما قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن السدي في قوله {ويقولون طاعة} قال: هؤلاء المنافقون الذين يقولون إذا حضروا النّبيّ صلى الله عليه وسلم فأمرهم بأمر قالوا: طاعة فإذا خرجوا غيرت طائفة منهم ما يقول النّبيّ {والله يكتب ما يبيتون} يقول: ما يقولون.
وأخرج ابن جرير من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله {بيت طائفة منهم غير الذي تقول} قال: غير أولئك ما قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس {بيت طائفة منهم غير الذي تقول} يغيرون ما قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم {والله يكتب ما يبيتون} يغيرون.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن الضحاك {بيت طائفة منهم} قال: هم أهل النفاق.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة {بيت طائفة منهم غير الذي تقول} قال: يغيرون ما عهدوا إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عثمان بن عطاء عن أبيه {والله يكتب ما يبيتون} قال: يغيرون ما يقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 4/544-546]

تفسير قوله تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أفلا يتدبّرون القرآن ولو كان من عند غير اللّه لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا}
يعني جلّ ثناؤه بقوله: {أفلا يتدبّرون القرآن} أفلا يتدبّر المبيّتون غير الّذي تقول لهم يا محمّد كتاب اللّه، فيعلموا حجّة اللّه عليهم في طاعتك واتّباع أمرك، وأنّ الّذي أتيتهم به من التّنزيل من عند ربّهم، لاتّساق معانيه وائتلاف أحكامه وتأييد بعضه بعضًا بالتّصديق، وشهادة بعضه لبعضٍ بالتّحقيق؛ فإنّ ذلك لو كان من عند غير اللّه لاختلفت أحكامه وتناقضت معانيه وأبان بعضه عن فساد بعضٍ. كما:.
- حدّثنا بشر بن معاذٍ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {أفلا يتدبّرون القرآن ولو كان من عند غير اللّه لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا} أي قول اللّه لا يختلف، وهو حقٌّ ليس فيه باطلٌ، وإنّ قول النّاس يختلف.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ: إنّ القرآن لا يكذّب بعضه بعضًا، ولا ينقض بعضه بعضًا، ما جهل النّاس من أمره فإنّما هو من تقصير عقولهم وجهالتهم. وقرأ: {ولو كان من عند غير اللّه لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا} قال: فحقٌّ على المؤمن أن يقول: كلٌّ من عند اللّه، ويؤمن بالمتشابه، ولا يضرب بعضه ببعضٍ؛ وإذا جهل أمرًا ولم يعرف أن يقول: الّذي قال اللّه حقٌّ، ويعرف أنّ اللّه تعالى لم يقل قولاً وينقضه، ينبغي أن يؤمن بحقّيّة ما جاء من اللّه تعالى.
- حدّثني يحيى بن أبي طالبٍ، قال: حدّثنا يزيد، قال: أخبرنا جويبرٌ، عن الضّحّاك، قوله: {أفلا يتدبّرون القرآن} قال: يتدبّرون النّظر فيه). [جامع البيان: 7/251-252]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (أفلا يتدبّرون القرآن ولو كان من عند غير اللّه لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا (82)
قوله تعالى: أفلا يتدبّرون القرآن.
- حدّثنا أبي، ثنا سريح بن يونس، ثنا محمّد بن يزيد الواسطيّ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك أفلا يتدبّرون القرآن قال: النّظر فيه.
قوله تعالى: ولو كان من عند غير اللّه لوجدوا فيه اختلافًا كثيرا
- حدّثنا أبي، ثنا عبد العزيز بن المغيرة، ثنا يزيد بن زريعٍ، عن سعيدٍ، عن قتادة قوله: أفلا يتدبّرون القرآن ولو كان من عند غير اللّه لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً أي قول اللّه لا يختلف فيه، حقٌّ ليس فيه باطلٌ كقول النّاس يختلف.
- حدّثني أبي، عن أبي صالحٍ كاتب اللّيث، حدّثني عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم قال: سمعت ابن المنكدر يقول: وقرأ: ولو كان من عند غير اللّه لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً. فقال: إنّما يأتي الاختلاف من قلوب العباد، فأمّا ما جاء من عند اللّه فليس فيه اختلافٌ). [تفسير القرآن العظيم: 3/1013-1014]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الضحاك {أفلا يتدبرون القرآن} قال: يتدبرون النظر فيه.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} يقول: إن قول الله لا يختلف وهو حق ليس فيه باطل وإن قول الناس يختلف.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: سمعت ابن المنكدر يقول وقرأ {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} فقال: إنما يأتي الاختلاف من قلوب العباد فأما من جاء من عند الله فليس فيه اختلاف.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال: إن القرآن لا يكذب بعضه بعضا ولا ينقض بعضه بعضا ما جهل الناس من أمره فإنما هو من تقصير عقولهم وجهالتهم وقرأ {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} قال: فحق على المؤمن أن يقول: كل من عند الله يؤمن بالمتشابه ولا يضرب بعضه ببعض إذا جهل أمرا ولم يعرفه أن يقول: الذي قال الله حق ويعرف أن الله لم يقل قولا وينقص ينبغي أن يؤمن بحقيقة ما جاء من عند الله). [الدر المنثور: 4/546-547]


رد مع اقتباس