عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 08:22 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآَيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ (5)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ قال: {بل قالوا أضغاث أحلامٍ} [الأنبياء: 5] يعنون القرآن، أي أخلاط أحلامٍ.
وقال بعضهم: كذب أحلامٍ.
وقال قتادة: فعل أحلامٍ.
وقال ابن مجاهدٍ عن أبيه: {أضغاث أحلامٍ} [الأنبياء: 5] أهاويلها.
قال: {بل افتراه} [الأنبياء: 5] محمّدٌ.
{بل هو} [الأنبياء: 5] بل محمّدٌ.
{شاعرٌ فليأتنا بآيةٍ كما أرسل الأوّلون} [الأنبياء: 5] قال قتادة: كما أرسل موسى وعيسى فيما يزعم محمّدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/299]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أضغاث أحلامٍ بل افتراه بل هو شاعرٌ...}

ردّ ببل على معنى تكذيبهم، وإن لم يظهر قبله الكلام بجحودهم، لأن معناه خطاب وإخبار عن الجاحدين.
وقوله: {فليأتنا بآيةٍ كما أرسل الأوّلون} كالآيات التي جاء بها الأوّلون.
فقال الله {ما آمنت قبلهم مّن قريةٍ أهلكناها...}
ممّن جاءته آية فكيف يؤمن هؤلاء). [معاني القرآن: 2/199]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أضغاث أحلامٍ} واحدها ضغث وهو ما لم يكن له تأويل ولا تفسير، قال:
كضغث حلم غرّ منه حالمه). [مجاز القرآن: 2/35]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {أضغاث أحلام}:واحدها ضغث وهو ما لم يكن له تأويل). [غريب القرآن وتفسيره: 253]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( وقوله: {بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأوّلون}
أي قالوا: الذي يأتي به النبي - صلى الله عليه وسلم - أضغاث أحلام. وجاء في التفسير أهاويل أحلام، والأضغاث في اللغة الأشياء المختلطة.
{بل افتراه بل هو شاعر} أي أخذوا ينقضون أقوالهم بعضها ببعض، فيقولون مرة: هذه أحلام.
ومرة هذا شعر ومرة مفترى
{فليأتنا بآية كما أرسل الأوّلون}فاقترحوا الآيات التي لا يقع معها إمهال إذا كذّب بها،
فقال اللّه عزّ وجلّ: {ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون }. [معاني القرآن: 3/384]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَضْغاثُ}: لا تأويل له). [العمدة في غريب القرآن: 206]

تفسير قوله تعالى: {مَا آَمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ (6)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {ما آمنت قبلهم من قريةٍ أهلكناها أفهم يؤمنون} [الأنبياء: 6] سعيدٌ، عن قتادة قال: يقول: إنّ الرّسل إذا جاءت بالآيات هلكت الأمم فهم لا يؤمنون عند ذلك يؤمنون.
أي: إنّ القوم إذا كذّبوا رسولهم وسألوه الآية، فجاءتهم الآية، فلم
[تفسير القرآن العظيم: 1/299]
يؤمنوا أهلكهم اللّه، أفهم يؤمنون إن جاءتهم آيةٌ؟ أي: لا يؤمنون إن جاءتهم الآية). [تفسير القرآن العظيم: 1/300]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أضغاث أحلامٍ بل افتراه بل هو شاعرٌ...}

ردّ ببل على معنى تكذيبهم، وإن لم يظهر قبله الكلام بجحودهم، لأن معناه خطاب وإخبار عن الجاحدين.
وقوله: {فليأتنا بآيةٍ كما أرسل الأوّلون} كالآيات التي جاء بها الأوّلون.
فقال الله {ما آمنت قبلهم مّن قريةٍ أهلكناها...}
ممّن جاءته آية فكيف يؤمن هؤلاء). [معاني القرآن: 2/199] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ما آمنت قبلهم من قريةٍ أهلكناها} أي ما آمنت بالآيات). [تفسير غريب القرآن: 284]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون}
أي ما آمن أهل قرية أتتهم هذه الآيات حتى أوجب الله استئصالهم وإهلاكهم بالعذاب، واللّه جعل موعد هذه الأمة القيامة.
فقال:{بل السّاعة موعدهم والسّاعة أدهى وأمرّ}.
واللّه قد أعطاهم الآيات التي تبينوا بها نبوة النبي - صلى الله عليه وسلم - من القرآن الذي دعوا أن يأتوا بسورة مثله، ومن انشقاق القمر، ومن قوله: {ليظهره على الدّين كلّه}
فظهر أهل الإسلام حتى صاروا أكثر من كل فرقة فليس أهل ملّة واحدة لهم كثرة أهل الإسلام، وأظهره اللّه أيضا بالحجة القاطعة). [معاني القرآن: 3/384-385]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (7)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ قال: {وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذّكر} [الأنبياء: 7] يعني أهل الكتاب عن ذلك، وهو أهل التّوراة والإنجيل في تفسير قتادة.
أهل التّوراة عبد اللّه بن سلامٍ وأصحابه المؤمنون، يعني من آمن منهم.
وقوله: {إن كنتم لا تعلمون} [الأنبياء: 7] وهم لا يعلمون.
وهي كلمةٌ عربيّةٌ.
يقول: إن كنت لا تصدّق فاسأل، وهو يعلم أنّه قد كذّب). [تفسير القرآن العظيم: 1/300]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فاسألوا أهل الذّكر...}

أي أهل الكتب التوراة والإنجيل). [معاني القرآن: 2/199]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {وما أرسلنا قبلك إلّا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون}
أي سلوا كل من يقر برسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - من أهل التوراة والإنجيل.
{إن كنتم لا تعلمون} أي إن كنتم لم تعلموا أنّ الرسل بشر.
وهذا السؤال واللّه أعلم لمن كان مؤمنا من أهل هذه الكتب، لأن القبول يكون من أهل الصدق والثقة). [معاني القرآن: 3/385]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ (8)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وما جعلناهم جسدًا} [الأنبياء: 8] يعني النّبيّين.
{لا يأكلون الطّعام} [الأنبياء: 8] أي: ولكنّا جعلناهم جسدًا يأكلون الطّعام.
وقد قال المشركون: قال: {مال هذا الرّسول يأكل الطّعام ويمشي في الأسواق} [الفرقان: 7] نا سفيان، عن الأعمش، عن مجاهدٍ قال: جسدًا ليس فيه روحٌ.
قوله: {وما كانوا خالدين} [الأنبياء: 8] نا سعيدٌ، عن قتادة قال: وما كانوا يخلّدون في الدّنيا، لا يموتون). [تفسير القرآن العظيم: 1/300]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وما جعلناهم جسداً لاّ يأكلون الطّعام...}

وحّد الجسد ولم يجمعه وهو عربيّ لأن الجسد كقولك شيئا مجسّدا لأنه مأخوذ من فعل فكفى من الجمع، وكذلك قراءة من قرأ {لبيوتهم سقفاً من فضّةٍ} والمعني سقوف،
ثم قال {لا يأكلون الطعام} يقول: لم نجعلهم جسداً إلاّ ليأكلوا الطعام {وما كانوا خالدين} بأكلهم وشربهم، يعني الرجال المرسلين،
ولو قيل: لا يأكل الطعام كان صوابا تجعل الفعل للجسد، كما تقول. أنتما شيئان صالحان، وشيء صالح وشيء صالحان.
ومثله {أمنةً نعاساً تغشى طائفةً} و{يغشى} مثله {إنّ شجرة الزقّوم طعام الأثيم} قال {كالمهل تغلي} للشجرة و(يغلي) للطعام،
وكذلك قوله: {ألم يك نطفةً من منيّ يمنى} وتمنى). [معاني القرآن: 2/199-200]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وما جعلناهم جسداً لا يأكلون الطّعام} كقوله: {ما هذا إلّا بشرٌ مثلكم}.
فقال اللّه: ما جعلنا الأنبياء قبله أجساما لا تأكل الطعام ولا تموت، فنجعله كذلك). [تفسير غريب القرآن: 284]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطّعام وما كانوا خالدين}
{جسدا} هو واحد ينبئ عن جماعة، أي وما جعلناهم ذوي أجساد إلا ليأكلوا الطعام، وذلك أنهم قالوا: {مال هذا الرّسول يأكل الطّعام} فأعلموا أن الرسل أجمعين يأكلون الطعام، وأنهم يموتون وهو قوله تعالى:
{وما كانوا خالدين}. [معاني القرآن: 3/385]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام} قال ثعلب والمبرد جميعا: العرب إذا جاءت بين الكلام بجحدين كان الكلام إخبارا، فمعناه: وإنما جعلناهم جسدا ليأكلوا الطعام، قالا: ومثله في الكلام: ما سمعت منك أقبل منك [أي] إنما سمعت منك لأقبل منك،
قالا: فإذا كان في أول الكلام جحد كان الكلام مجحودا جحدا حقيقيا، وهو مثل قولك: ما زيد بخارج، فإذا جمعت العرب الجحدين في أول الكلام كان أحدهما صله: ما قمت تريد: ما قمت، ومثله: ما إن قمت، تريد: ما قمت). [ياقوتة الصراط: 357-359]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ (9)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ثمّ صدقناهم الوعد} [الأنبياء: 9] كانت الرّسل تحذّر قومها عذاب اللّه في الدّنيا وعذابه في الآخرة إن لم يؤمنوا.
فلمّا لم يؤمنوا صدق اللّه رسله الوعد، فأنزل العذاب على قومهم.
[تفسير القرآن العظيم: 1/300]
قال: {فأنجيناهم ومن نشاء} [الأنبياء: 9] يعني النّبيّ والمؤمنين.
{وأهلكنا المسرفين} [الأنبياء: 9] قال قتادة: المشركين). [تفسير القرآن العظيم: 1/301]

تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (10)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {لقد أنزلنا إليكم كتابًا} [الأنبياء: 10] القرآن.
{فيه ذكركم} [الأنبياء: 10] فيه شرفكم، يعني: قريشًا، أي لمن آمن به.
{أفلا تعقلون} [الأنبياء: 10] يقوله للمشركين). [تفسير القرآن العظيم: 1/301]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {كتاباً فيه ذكركم...}
شرفكم). [معاني القرآن: 2/200]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم} أي شرفكم وكذلك قوله: {وإنّه لذكرٌ لك ولقومك} ). [تفسير غريب القرآن: 284]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قال تعالى: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ} أي شرفكم). [تأويل مشكل القرآن: 147]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما قوله سبحانه: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ}
ففيه تأويلان:
أحدهما: أن تكون المخاطبة لرسول الله، صلّى الله عليه وسلم، والمراد غيره من الشّكّاك، لأنّ القرآن نزل عليه بمذاهب العرب كلهم، وهم قد يخاطبون الرّجل بالشيء ويريدون غيره، ولذلك يقول متمثّلهم: «إيّاك أعني واسمعي يا جارة».
ومثله قوله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا}.
الخطاب للنبي، صلّى الله عليه وسلم، والمراد بالوصية والعظة المؤمنون، يدلك على ذلك أنه قال: {وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا}.
ولم يقل بما تعمل خبيرا.
ومثل هذه الآية قوله: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آَلِهَةً يُعْبَدُونَ}، أي سل من أرسلنا إليه من قبلك رسلا من رسلنا، يعني أهل الكتاب، فالخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلم والمراد المشركون.
ومثل هذا قول الكميت في مدح رسول الله، صلّى الله عليه وسلم:

إلى السّراج المنير أحمد لا = يعدلني رغبةٌ ولا رَهَبُ
عنه إلى غيره ولو رفع النَّـ = ـاسُ إليَّ العيون وارتقبوا
وقيل: أفرطتَ، بل قصدتُ = ولو عنَّفني القائلون أو ثلبوا
لَجَّ بتفضيلك اللّسانُ ولو = أُكثرَ فيك اللَّجاجُ واللَّجَبُ
أنت المصفَّى المحضُ المهذَّب في النِّسْـ = ـبَةِ إنْ نصَّ قومك النَّسَبُ
فالخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلم، والمراد أهل بيته، فورّى عن ذكرهم به، وأراد بالعائبين واللائمين بني أمية.
وليس يجوز أن يكون هذا للنبي، صلّى الله عليه وسلم، لأنه ليس أحد من المسلمين يسوءه مدح رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ولا يعنّف قائلا عليه، ومن ذا يساوى به،
ويفضّل عليه، حتى يكثر في مدحه الضّجاج واللّجب؟.
وإن الشعراء ليمدحون الرجل من أوساط الناس فيفرطون ويفرّطون فيغلون وما يرفع الناس إليهم العيون ولا يرتقبون، فكيف يلام هذا على الاقتصاد في مدح من الإفراط في مدحه غير تفريط، ولكنه أراد أهل بيته.
والتأويل الآخر: أن الناس كانوا في عصر النبي صلّى الله عليه وسلم أصنافا: منهم كافر به مكذّب، لا يرى إلا أن ما جاء به الباطل، وآخر: مؤمن به مصدّق يعلم أن ما جاء به الحق،
وشاك في الأمر لا يدري كيف هو، فهو يقدّم رجلا ويؤخّر أخرى.
فخاطب الله سبحانه هذا الصّنف من الناس فقال: فإن كنت أيها الإنسان في شك مما أنزلنا إليك من الهدى على لسان محمد صلّى الله عليه وسلم فسل الأكابر من أهل الكتاب والعلماء الذين يقرؤون الكتاب من قبلك، مثل: عبد الله بن سلام، وسلمان الفارسي، وتميم الدّاري وأشباههم، ولم يرد المعاندين منهم فيشهدون على صدقه، ويخبرونك بنبوّته،
وما قدّمه الله في الكتب من ذكره فقال: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ} ، وهو يريد غير النبي، صلّى الله عليه وسلم.
كما قال في موضع آخر: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ}
وحّد وهو يريد الجمع، كما قال: {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ}.
و{يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ}.
وقال: {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ}.
ولم يرد في جميع هذا إنسانا بعينه، إنما هو لجماعة الناس.
ومثله قول الشاعر:
إذا كنت متّخذا صاحبا = فلا تصحبنَّ فتى دارميّا
لم يرد بالخطاب رجلا بعينه، إنما أراد: من كان متّخذا صاحبا فلا يجعله من دارم.
وهذا، وإن كان جائزا حسنا، فإنّ المذهب الأول أعجب إليّ، لأنّ الكلام اتصل حتى قال: {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}.
وهذا لا يجوز أن يكون إلّا لرسول الله، صلّى الله عليه وسلم). [تأويل مشكل القرآن: 269-274] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون }
أي فيه تذكرة لكم بما تلقونه من رحمة أو عذاب، كما قال عزّ وجلّ: {كلّا إنّها تذكرة}
وقد قيل {فيه ذكركم} فيه شرفكم). [معاني القرآن: 3/385]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {فيه ذكركم} قال ثعلب: معناه: فيه شرفكم). [ياقوتة الصراط: 359]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فِيهِ ذِكْرُكُمْ}: أي شرفكم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 155

رد مع اقتباس