عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 23 محرم 1440هـ/3-10-2018م, 08:26 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أمر عز وجل نبيه أن يوقفهم على أن الغيب مما انفرد به الله عز وجل، ولذلك سمي غيبا لغيبه عن المخلوقين، ويروى أن هذه الآية من قوله: {قل لا يعلم} إنما نزلت لأن الكفار سألوا وألحوا عن وقت القيامة التي يعدهم، فنزلت هذه الآية بالتسليم لأمر الله تعالى وترك التحديد، وأعلم عز وجل أنه لا يعلم وقت الساعة سواه، فجاء بلفظ يعم السامع وغيره، وأخبر عن البشر أنهم لا يشعرون أيان يبعثون، وبهذه الآية احتجت عائشة رضي الله تعالى عنها على قولها: ومن زعم أن محمدا يعلم الغيب فقد أعظم على الله الفرية. والمكتوبة في قوله: " إلا الله " بدل من "من". وقرأ جمهور الناس: "أيان" بفتح الهمزة، وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي: "إيان" بكسرها، وهما لغتان). [المحرر الوجيز: 6/ 552-553]

تفسير قوله تعالى: {بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآَخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ (66)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ جمهور الناس: "بل ادارك"، أصله: تدارك، أدغمت التاء في الدال بعد أن أبدلت، ثم احتيج إلى ألف الوصل، وقرأ أبي بن كعب: "تدارك" فيما روي عنه، وقرأ عاصم -في رواية أبي بكر -: "بل ادرك" على وزن افتعل، وهي بمعنى تفاعل، وقرأ سليمان بن يسار، وعطاء بن يسار: "بل ادرك" بفتح الام ولا همز، وبتشديد الدال دون ألف، وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، وأهل مكة: "بل أدرك" وفي مصحف أبي بن كعب: "أم تدارك علمهم"، وقرأ ابن عباس رضي الله عنهما: "بل أدرك"، وقرأ ابن عباس أيضا: "بل آدارك" بهمزة ومدة على جهة الاستفهام، وقرأ ابن محيصن: "بل آدرك" على الاستفهام، ونسبها أبو عمرو الداني إلى ابن عباس والحسن.
فأما قراءة الاستفهام فهي على معنى الهزء بالكفرة، والتقرير لهم على ما هو في غاية البعد عنهم، أي: أعلموا أمر الآخرة وأدركها علمهم؟ وأما القراءة الأولى فتحتمل معنيين: أحدهما: بل أدرك علمهم، أي: تناهى، كما تقول: أدرك النبات وغيره، وكما تقول: هذا ما أدرك علمي من كذا وكذا، فهذا قد تتابع وتناهى علمهم بالآخرة إلى أن يعرفوا لها مقدارا فيؤمنوا، وإنما لهم ظنون كاذبة، أو ألا يعرفوا لها وقتا، وكذلك ادارك وتدارك وسواها، وإن حملت هذه القراءة معنى التوقيف والاستفهام ساغ، وجاء إنكارا لأن أدركوا شيئا نافعا، والمعنى الثاني: بل أدرك بمعنى يدرك، أي أنهم في الآخرة يدرك علمهم وقت القيامة، ويروا العذاب والحقائق التي كذبوا بها، وأما في الدنيا فلا. وهذا تأويل ابن عباس رضي الله عنهما، ونحا إليه الزجاج، فقوله: في الآخرة -على هذا التأويل- ظرف، وعلى التأويل الأول في بمعنى الباء، والعلم قد يتعدى بحرف الجر، تقول: علمي يزيد كذا، ومنه قول الشاعر:
وعلمي بأسوام المياه ... ... ... البيت
ثم وصفهم عز وجل بأنهم في شك منها، ثم أردفهم بصفة أبلغ من الشك وهي العمى بالجملة عن أمر الآخرة، و"عمون" أصله "عميون" فعلون كحذرون وغيره). [المحرر الوجيز: 6/ 553-555]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآَبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ (67)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وقال الذين كفروا أإذا كنا ترابا وآباؤنا أإنا لمخرجون لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون وإن ربك لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون}
استبعد الكفار أن تبعث الأجساد والرمم من القبور، فذكر ذلك عنهم على جهة الرد عليهم. وقرأ أبو عمرو، وابن كثير: "أيذا" و"أينا" غير أن أبا عمرو يمد وابن كثير لا يمد، وقرأ عاصم وحمزة: "أئذا" و"أئنا" بهمزة فيهما، وقرأ نافع: "إذا" مكسورة الألف "آينا" ممدوة الألف، وقرأ الباقون: "آئذا" ممدودة "إننا" بنونين وكسر الألف). [المحرر الوجيز: 6/ 555]

تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (68) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم ذكر الكفار أن هذه المقالة مما وعدوا بها قبل، وقد ورد ذلك على لسان جميع الأنبياء، وجزموا أن ذلك من أساطير الأولين). [المحرر الوجيز: 6/ 555]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (69)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم وعظهم تبارك وتعالى بحال من عذب وبالحذر أن يصيبهم ما أصاب أولئك، وهذا التحذير يقتضيه المعنى). [المحرر الوجيز: 6/ 555]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (70) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم سلى الله تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام عنهم، وهذا بحسب ما كان عنده من الحرص عليهم والاهتمام بأمرهم. وقرأ ابن كثير: "في ضيق" بكسر الضاد، ورويت عن نافع، وقرأ الباقون بفتحها، والضيق والضيق مصدران بمعنى واحد، وكره أبو علي أن يكون "ضيق" كهين ولين مسهلة من ضيق، قال: لأن ذلك يقتضي أن تقام الصفة مقام الموصوف). [المحرر الوجيز: 6/ 555-556]

تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (71)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم ذكر استعجال قريش بأمر الساعة والعذاب). [المحرر الوجيز: 6/ 556]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ (72) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و "ردف" معناه: قرب وأزف، قاله ابن عباس وغيره، ولكنها عبارة عما يجيء بعد الشيء قريبا منه، ولكونه بمعنى هذه الأفعال تعدى بحرف وإلا فبابه أن يتجاوز بنفسه. وقرأ الجمهور بكسر الدال، وقرأ الأعرج: "ردف" بفتح الدال). [المحرر الوجيز: 6/ 556]

رد مع اقتباس