عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 11:03 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ (32) وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33) وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34)}


تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ (32)}

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {الفلك} واحد وجميع وهو السفينة والسفن). [مجاز القرآن: 1/341]

تفسير قوله تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {الشّمس والقمر دائبين} والشمس أنثى والقمر ذكر فإذا جمعا ذكر صفتهما لأن صفة المذكر تغلب صفة المؤنث).[مجاز القرآن: 1/342]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وسخّر لكم الشّمس والقمر دائبين وسخّر لكم اللّيل والنّهار }
معناه: دائبين في إصلاح ما يصلحانه من الناس والنبات لا يفتران). [معاني القرآن: 3/163]

تفسير قوله تعالى: {وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله - تبارك وتعالى -: {وآتاكم مّن كلّ ما سألتموه...}
تضيف (كلّ) إلى (ما) وهي قراءة العامّة. وقد قرأ بعضهم {وآتاكم مّن كلٍّ ما سألتموه} وكأنهم ذهبوا إلى أنا لم نسأل الله عزّ وجل شمساً ولا قمراً ولا كثيراً من نعمه،
فقال: وآتاكم من كلٍّ ما لم تسألوا فيكون (ما) جحداً. والوجه الأوّل أعجب إليّ؛ لأن المعنى - والله أعلم - آتاكم من كلّ ما سألتموه لو سألتموه،
كأنك قلت: وآتاكم كل سؤلكم، ألا ترى أنك تقول للرجل لم يسأل شيئاً: والله لأعطينّك سؤلك: ما بلغته مسألتك وإن لم تسأل). [معاني القرآن: 2/78-77]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وآتاكم مّن كلّ ما سألتموه وإن تعدّوا نعمت اللّه لا تحصوها إنّ الإنسان لظلومٌ كفّارٌ}
وقال: {وآتاكم مّن كلّ ما سألتموه} أي: آتاكم من كلّ شيءٍ سألتموه شيئاً" وأضمر الشيء كما قال: {وأوتيت من كلّ شيءٍ} أي: "أوتيت من كلّ شيءٍ في زمانها شيئاً"
قال بعضهم: "إنما ذا على التكثير" نحو قولك: "هو يعلم كلّ شيء" و"أتاه كلّ الناس" وهو يعني بعضهم: وكذلك {فتحنا عليهم أبواب كلّ شيءٍ}.
وقال بعضهم: "ليس من شيءٍ إلاّ وقد سأله بعض الناس فقال: {وآتاكم مّن كلّ ما سألتموه} أي: "من كل ما سألتموه قد آتى بعضكم منه شيئا وآتى آخر شيئاً مما قد سأل".
ونون بعضهم {مّن كلٍّ} يقول {مّن كلٍّ} ثم قال "لم تسألوه إيّاه" كما تقول: "قد سألتك من كلٍّ" و"قد جاءني من كلٍّ" لأنّ "كلّ" قد تفرد وحدها). [معاني القرآن: 2/60]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة أبي جعفر وشيبة ونافع {من كل ما سألتموه} على الإضافة؛ و{من كل زوجين اثنين}.
وقراءة أخرى لم تسم لنا "من كل ما سألتموه" و{من كل زوجين اثنين} بغير إضافة كأنه قال "وآتاكم من كل سألتموه"؛ ويجوز على "من كل ما سألتموه"؛ أي من كل ما لم تسألوه، وآتاكم زوجين اثنين من كل). [معاني القرآن لقطرب: 775]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وآتاكم من كلّ ما سألتموه وإن تعدّوا نعمت اللّه لا تحصوها إنّ الإنسان لظلوم كفّار }
وتقرأ (من كلّ ما سألتموه) بتنوين (كلّ)، فموضع " ما " خفض بالإضافة والمعنى من كل الذي سألتموه.
ومن قرأ (من كلّ ما سألتموه) فموضع " ما " نصب.
والمعنى وآتاكم من كل الأشياء التي سألتموه.
فإن قال قائل: فقد أعطى العباد ما لم يسألوا؟
قيل له ذلك غير ناقض هذه الآية، إذا قال: {وآتاكم من كل الذي سألتموه} لم يوجب هذا أن يكون لم يعطهم غير ما سألوه، ويجوز أن يكون " ما " نفيا، ويكون المعنى وآتاكم من كل ما لم تسألوه،
أي آتاكم كل الشيء الذي لم تسألوه.
وقوله عزّ وجلّ: {إنّ الإنسان لظلوم كفّار}.
هذا اسم للجنس يقصد به الكافر خاصّة، كما قال: {والعصر * إنّ الإنسان لفي خسر * إلّا الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات}.
والإنسان غير المؤمن ظلوم كفار). [معاني القرآن: 3/164-163]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وآتاكم من كل ما سألتموه}
قال مجاهد أي من كل ما رغبتم إليه فيه
قال أبو جعفر وهذا قول حسن يذهب إلى أنهم قد أعطوا مما لم يسألوه وذلك معروف في اللغة أن يقال امض إلى فلان فإنه يعطيك كل ما سألت وإن كان يعطيه غير ما سأل
وفي الآية قول آخر وهو أنه لما قال جل وعز: {وآتاكم من كل ما سألتموه} لم ينف غير هذا
على أن الضحاك قد قرأ وآتاكم من كل ما سألتموه وقد رويت هذه القراءة عن الحسن أيضا
وفسره الضحاك وقتادة على النفي
وقال الحسن أي من كل الذي سألتموه
بمعنى وآتاكم من كل الأشياء التي سألتم
قال أبو جعفر وقول الحسن أولى والآخر يجوز على بعد وبعده أنه بالواو أحسن عطفا بمعنى وما سألتموه إلا أنه يجوز على بعد). [معاني القرآن: 3/534-533]


رد مع اقتباس