عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:03 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

الوقف على "بلى" والابتداء بها

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ):
القول في (بلى)
هي جواب للنفي، ورد له، والوقف عليها إذا لم يتصل بقسم جائز، إما تام، وإما كاف، واتصالها بالقسم في أربعة مواضع: {قالوا بلى وربنا} في الأنعام والأحقاف، و{قل بلى وربي} في سبأ والتغابن. فالوقف في هذه المواضع على القسم عند أصحاب الوقف، ويوقف عليها فيما سوى ذلك وهي ثمانية عشر موضعا.

وقال أبو محمد، الحسن بن علي بن سعيد، المعروف بالعماني في قوله عز وجل: {بلى من كسب سيئة} ونحوه: يبتدأ بـ {بلى}، وهو جواب لقولهم: {لن تَمَسَّنا النار إلا أياما معدودة}، فقيل لهم: بلى، تدخلونها وتخلدون فيها.

وقال في قوله عز وجل: {لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين * بلى} لم يجز أحد منهم الوقف على {بلى} لأن ما بعده في جملة الجواب، ومعنى الكلام أن اليهود قالت: لن يدخل الجنة إلا من كان يهوديا، فقيل لهم: بلى يدخلها من أسلم وجهه لله، فقوله تعالى: {بلى} جواب للجحد، وما بعده كلام أوجبه {بلى}. ثم قال: فما بعد {بلى} في الآيتين هو كلام أوجبه {بلى}. قال: وهذا مثل قول القائل: لن يكون هذا الأمر، فيقال له بلى يكون، فبلى هو الجواب، وقوله: يكون إنما هو إعادة لما نفاه القائل، أعيد على وجه الإيجاب فلا يفصل بينه وبين بلى. قال: والوقف على
{بلى} في الآيتين غلط، ومن أجازه فقد أخطأ، لأن {بلى} وإن كان جوابا للجحد الذي قبله فهو إيجاب لما بعده، فلا يفصل بينه وبين الشيء الذي يوجبه كحرف التوكيد، ألا ترى أنك إذا قلت: إن زيدا قائم، فقد وكدت الإخبار بالقيام بحرف التوكيد وهو إن، ثم لا يجوز أن يفصل بين إن وبين الذي بعده من الخبر، فكذلك الحرف الذي يؤدي معنى الإيجاب، يجب أن يكون موصولا بالكلام الذي يوجبه، لأن الفصل بينهما ينقض معنى الإيجاب ألا ترى أن الفصل بين حرف النفي وبين المنفي ينقض معنى النفي ولا يجوز الفصل بينهما، فكذلك الفصل بين حرف الإيجاب وبين الموجب لا يجوز بحال.
والذي قاله غلط؛ بل يجوز أن يكون الموصول بعد {بلى} مبتدأ، فيكون الوقف على {بلى} تاما، ويجوز أن يكون مرفوعا بفعل مقدر، والتقدير: يدخلها من كسب سيئة ويدخلها من أسلم، فيكون الوقف على {بلى} كافيا، لأنه إنما يتعلق بما قبله في المعنى دون اللفظ. وقد هدم جميع ما قاله هنا بما ذكره في سورة القيامة، فإنه حكى عن أبي حاتم أنه قال: الوقف على {بلى} تام عندي، يقول: بل نجمعها قادرين، ونصب {قادرين} على الحال. ثم قال العماني: هذا كلام أبي حاتم ورأيه، ثم قال: والوقف على {بلى} جيد كما قال، ولكنه لا يمنع جواز الوقف على {عظامه}. ويبتدئ {بلى قادرين} على أنه إثبات لقدرته على ما استبعدوه من البعث والنشور، كأنه قال: بلى نقدر على تسوية خلقه في الدنيا وبعثه ونشره في الآخرة، ثم قال: والوقف على {بلى} هاهنا أحسن كما قال أبو حاتم. فأين هذا من كلامه في البقرة، وأظنه نسي ما قال هنالك.

أما ما صحبه القسم من لفظ بلى فهو قسمان:

أما الذي في الأنعام والأحقاف فالوقف فيه على قوله عز وجل: {بلى وربنا}. وأما الذي في سبأ والتغابن فالوقف فيهما على {بلى} غير ممتنع فيما أعتقد، لأن ما بعده كلام يجوز أن يبتدأ به فيقال: {وربي لتُبْعثُنَّ} فيكون {بلى} ردا لنفيهم البعث، ثم أقسم على البعث، فهو وقف كاف، لأنه إنما يتعلق بما قبله في المعنى دون اللفظ).
[جمال القراء:2/574-576]


قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (الكلام على بلى
وأما {بَلَى} فقد وردت في القرآن في اثنين وعشرين موضعا في ست عشرة سورة وهي على ثلاثة أقسام:
أحدها: ما يختار فيه كثير من القراء وأهل اللغة الوقف عليها لأنها جواب لما قبلها غير متعلق بما بعدها وذلك عشرة مواضع:
- موضعان في البقرة: {مَا لا تَعْلَمُونَ بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً}{إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ بَلَى}.
- وموضعان في آل عمران: {وَهُمْ يَعْلَمُونَ بَلَى مَنْ أَوْفَى}{بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا}.
- وموضع في الأعراف {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى}، وفيه اختلاف.
- وفي النحل: {مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى}.
- وفي يس: {أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى}.
- وفي غافر: {رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى}.
- وفي الأحقاف: {عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى}.
- وفي الانشقاق: {أَنْ لَنْ يَحُورَ بَلَى}.
فهذه عشرة مواضع يختار الوقف عليها لأنها جواب لما قبلها غير متعلقة بما بعدها وأجاز بعضهم الابتداء بها
والثاني : ما لا يجوز الوقف عليها لتعلق ما بعدها بها وبما قبلها وذلك في سبعة مواضع:
- في الأنعام: {بَلَى وَرَبِّنَا}
- وفي النحل: {لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى}
- وفي سبأ: {قُلْ بَلَى وَرَبِّي}
- وفي الزمر: {مِنَ الْمُحْسِنِينَ بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ}
- وفي الأحقاف: {بَلَى وَرَبِّنَا}.
- وفي التغابن: {قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ}
- وفي القيامة: {أَنْ لَنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ بَلَى}
وهذه لا خلاف في امتناع الوقف عليها ولا يحسن الابتداء بها لأنها وما بعدها جواب
الثالث: ما اختلفوا في جواز الوقف عليها والأحسن المنع لأن ما بعدها متصل بها وبما قبلها وهي خمسة مواضع:
- في البقرة: {بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي}.
- وفي الزمر: {قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ}.
- وفي الزخرف: {وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا}.
- وفي الحديد: {قَالُوا بَلَى}.
- وفي الملك: {قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ}). [البرهان في علوم القرآن:1/374]

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (
بل* في القرآن في اثنين وعشرين موضعا وهي ثلاثة أقسام:
الأول: ما لا يجوز الوقف عليها إجماعا لتعليق ما بعدها بما قبلها وهو سبعة مواضع:
في الأنعام {بلى وربنا} الآية [الأنعام: 30].
في النحل {بلى وعدا عليه حقا} الآية [النحل: 38].
في سبأ {قل بلى وربي لتأتينكم} الآية [سبأ: 3].
في الزمر: {بلى قد جاءتك} الآية [الزمر: 59].
في الأحقاف: {بلى وربنا} الآية [الأحقاف: 34].
في التغابن: {قل بلى وربي} الآية [التغابن: 7].
في القيامة: {بلى قادرين} الآية [القيامة: 4].
الثاني: ما فيه خلاف والاختيار المنع، وذلك خمسة مواضع:
في البقرة: {بلى ولكن ليطمئن قلبي} الآية [البقرة: 260].
في الزمر: {بلى ولكن حقت} الآية [الزمر: 71].
في الزخرف: {بلى ورسلنا} الآية [الزخرف: 80].
في الحديد: {قالوا بلى} الآية [الحديد: 14].
في تبارك: {قالوا بلى قد جاءنا} الآية [الملك: 9].
الثالث: ما الاختيار جواز الوقف عليها، وهو العشرة الباقية). [الإتقان في علوم القرآن: 2/؟؟]

قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): ((التنبيه الثامن) أصل بلى عند الكوفيين بل التي للإضراب زيدت الياء في آخرها علامة لتأنيث الأداة ليحسن الوقف عليها يعنون بالياء الألف وإنما سموها ياءً لأنها تمال وتكتب بالياء لأنها للتأنيث كألف حبلى وقال البصريون بلى حرف بسيط وتحقيق المذهبين في غير هذا وهي للنفي المتقدم في اثنين وعشرين
موضعًا في ست عشرة سورة يمتنع الوقف على سبعة وخمسة فيها خلاف وعشرة يوقف عليها أشار إلى ذلك العلامة السيوطي نظمًا فقال
حكم بلى في سائر القرآن = ثلاثة عن عابد الرحمن
أعني السيوطي جامع الإتقان = عن عصبة التفسير والبرهان
فالوقف في سبع عليها قد منع = لما لها تعلق بما جمع
قالوا بل في سورة الأنعام = والنخل وعدًا عن ذوي الإفهام
وقل بلى في سبأ قد استقر = كذا بلى قد فاتلونها في الزمر
قالوا بلى في آخر الأحقاف = وفي التغابن للذكي الوافي
وقل بلى في سورة القيامة = فاحذر من التفريط والملامة
وخمسة فيها خلاف زبرًا = بالمنع والجواز حيث حررا
بلى ولكن قد أتى في البقره = وفي الزمر بلى ولكن حرره
بلى ورسلنا أتى في الزخرف = وفي الحديد مثلها عنهم قفي
قالوا بلى في الملك ثم جوزوا = في ثالث الأقسام وقفًا أبرزوا
وعدها عشر سوى ما قد ذكر = لم تخف عن فهم الذكي المستقر
قوله وعدها أي ما الاختيار جواز الوقف عليه وهو العشرة الباقية).[منار الهدى:1/19-20]

رد مع اقتباس